سودانايل:
2025-08-16@09:45:29 GMT

موت مزارع!

تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT

"قصة قصيرة"

كان عبد الستار رجلا طيبا مستور الحال، يعيش في بيت صغير يقع في أعلى بقعة في إحدى جزر نهر النيل، كان يفلح قطعة أرض صغيرة ورثها من أسلافه، ورغم إنتاجها القليل الا أنه كان كافيا ليستمر على قيد الحياة مع المساعدات القليلة التي كانت تصله من بعض أقاربه الذين يعملون في دول الخليج.
ورغم ان عبد الستار لم يشتهر بالورع، اذ لم يكن يعرف من الفروض الدينية الا ما يكفيه بالكاد لأداء الصلاة، إلا أنه كان يقف أحيانا بعد صلاة الجمعة ليتحدث في بعض المسائل الصغيرة، والتي كانت في طابعها العام أقرب الي الدنيا منها الي الدين، وفي الغالب فإن أحدا لم يكن يعر كلامه أدني اهتمام، وكان الناس يضطرون للجلوس للإستماع له بدافع المجاملة او الخوف فقد كان يتمتع بجسم ضخم وقبضة حديدية أتاحت له مرة اثناء استعراض للمهارات قتل ثور بضربة واحدة علي الرأس، وفهم الكثيرون محاولاته لتنصيب نفسه كواعظ متطوع بأنها مجرد رغبة من رجل طيب يحاول تذكير الناس بأنه موجود وأن الشيخوخة لن تجبره علي التسليم والإنخراط في إستعدادات إنتظار الموت بطريقة تقليدية.



كان عبد الستار يعيش وحيدا، لا يؤنس وحدته سوي جهاز راديو قديم، كان الراديو الوحيد في العالم الذي لا يحتاج لأي نوع من الطاقة من أجل تشغيله، بل مجرد ركلة قدم قوية تحرك طاقة منسية في أحشائه فيبدأ علي الفور في ترديد الشعارات الوطنية بصوت مرتجف، وكان يمكن لبرنامج حياته أن يمضي علي الوتيرة نفسها حتي لحظة تشييعه الي مثواه الأخير، لولا الانهيار الاقتصادي الرهيب الذي طال كل مستويات الحياة اليومية، منذ بدء ظهوره مع بداية عقد التسعينات من القرن الماضي، وفجأة وجد عبد الستار نفسه وهو علي وشك ان يبدأ أول ايام الشيخوخة علي حافة الإفلاس، إنقطع الايراد القليل الذي كان يصله من أقربائه في الخارج بسبب تدهور أحوالهم، لم تنقطع غلة أرضه ولكن تكلفة الانتاج باتت عالية جدا وأسعار المحاصيل الزراعية لا تكفي للوفاء بالتكلفة المرتفعة للإنتاج، لم تكن هناك مشكلة في إيجاد التمويل اللازم للزراعة فقد فتحت عدة بنوك تجارية أبوابها علي مصراعيها وكانت علي أتم إستعداد لإقراض المزارعين أية مبالغ يطلبونها ودون تردد، الا ان عبد الستار أدرك مبكرا ان الطريق نفسه الذي يؤدي الي البنك كان ينتهي في السجن، لأنه وبمجرد أن يتم حصاد المحصولات الزراعية كانت أسعارها تنهار فجأة وكأن الامر يتم بفعل فاعل، وتقوم البنوك التجارية بتحصيل قروضها بالإستيلاء علي المحاصيل بأسعار زهيدة ولأن ذلك لا يكون في العادة كافيا للوفاء بالقروض يتم جرجرة المزارعين الي السجون، حتي أن الكثيرين كانوا يفهمون عبارة انا ذاهب الي البنك وفق معناها الحقيقي وهو : انا ذاهب الي السجن
لم يصدق عبد الستار الشعارات التي كان يرددها جهاز الراديو والتي تحث المزارعين علي زيادة المساحات المزروعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، شاعرا انه لن يحقق اذا ما انجر وراء تلك الشعارات سوي اكتفاء ذاتي من الهموم، وهو لم يكن في حاجة للمزيد منها فقد أصبح يضطر في الفترة الأخيرة لتغيير الطريق الذي يسلكه في وسط القرية ليتجنب المرور من أمام دكان السر ود الحاج، بسبب تراكم ديون حوائجه المنزلية، وطوال أيام إستغرقه قلق شديد حتي أنه كان يعبر أمام جيرانه الجالسين فوق كثبان الرمال في ضوء القمر في إنتظار حدوث فرج ما، كان يمر بهم دون أن يلقي السلام أو حتي يكترث للذين كانوا ينادونه بألقاب ساخرة من إستغراقه الفلسفي، فكر في مخرج آخر يضمن له البقاء علي قيد الحياة دون تنازلات جوهرية قد يدفع ثمنها من أوهامه المستقبلية، نظر حواليه فلم يجد شيئا، وإنتظر طوال عدة أيام على أمل ان يطرق باب بيته طارق متعجل يسلمه خطابا دسما من أحد اقربائه، ولكن مرت الأيام رتيبة، لا جديد فيها. تمضي ساعات النهار الطويلة ببطء، لم يعد يشعر فيها بطعم الحياة القديم في ساعات الضحى وغناء القمري فوق أشجار النخيل.

ركل جهاز الراديو ركلة اخيرة فانطلقت الشعارات والاغاني التي تؤكد بأنه يعيش في نعيم ارضي رغم مظاهر الجحيم التي كانت تخيم من حوله، اغلق جهاز الراديو وتركه يختفي خلف انسجة العنكبوت واتخذ قرارا مصيريا مهما: قرّر ركوب الموجة! أهمل حلاقة ذقنه عدة أيام كانت كافية لتنمو لحية صغيرة، قرر أن يتوكأ عليها لتحقيق مآرب اخري، وعن طريق بعض معارفه عرف ان هناك فرصا للتقدم لوظيفة داعية لم يكن أمامها من عقبات سوي دورة تدريب ضمن قوات الدفاع الشعبي ثم دورة تأهيلية بعد ذلك تؤهله لاعتلاء المنابر. إعتبر عبد الستار أن دورة الدفاع الشعبي ستكون مجرد رحلة قصيرة لن تخلو من تسلية ما دامت الحكومة ستتكفل نفقات إبقائه على قيد الحياة طوال تلك الفترة.
ولإضفاء صبغة عملية على توجهاته الحضارية الجديدة أصبح عبد الستار يقف ليتحدث بعد صلاة الجمعة بلسان جديد، أصبح يحث على الجهاد والتضحية بالنفس، وكان يدعو ببطن مترهل الي عدم مسايرة هوي النفس وقهرها بالصوم، وفي كل مرة كان يختتم حديثه بالقول المأثور: إخشوشنوا فان النعم لا تدوم.
في البداية اعتقد الجميع بأنه كان يمزح، أو يمر بفترة إكتئاب بسبب الفراغ او قلة المال، تجعله يتقمص دورا تبشيريا تقشفيا. ولم تخل تحولاته من مخاطر فقد طرق باب بيته السر ود الحاج مطالبا بديونه، قال له: ما دامت ذقنك قد طالت هكذا فلابد أنه سيكون معك ما يكفي لسداد ما عليك !، الا ان عبد الستار أكد له انه لم يتغير شيء حتى الآن سوي ظهور تلك الذقن ووعده بالسداد بمجرد أن تنفرج الاحوال قريبا، بعد الحصول على فوائد ما بعد الذقن!

بعد أيام اختفي عبد الستار وعرف أهل القرية بأنه اختير كداعية وأن الاختيار وقع عليه مع امرأة من نفس القرية وإنهما سافرا لتكملة دورة الدفاع الشعبي، نقل عبد الستار الي معسكر في منطقة القطينة وبسبب سمنته المفرطة فقد واجه عسف المدربين، وكان أحدهم يطعن عصاه كل يوم في بطن عبد الستار المترهلة ويقول له: هذا اللحم الحرام يجب أن يخرج! كان المدرب في كل يوم يكيل له الاتهامات منددا باللحم الذي يكتنزه والذي لم تفلح في زحزحته كل حفلات العقاب اليومي والجوع الاجباري والاكل الرديء.
في النهاية توصل عبد الستار الي قناعة ان المعسكر لم يكن للتدريب ، بل للحقد، وان كل رأسماله الذي تبقي له من الدنيا من صحة الجسم التي يدخرها لأيام المرض والشقاء، كان معرضا وبصورة متواصلة لحقد يومي معلن، فور توصله لتلك القناعة المتأخرة غادر المعسكر، كان يؤدي طقوس العقاب المسائي اليومي حيث يقف ويداه مرفوعتان طوال الليل حينما غادر المكان فجأة ودون مقدمات، لم يكترث للصافرة التي انطلقت تدعو المجندين لايقافه، ولا للمدرب الذي اتخذ وضع إستعداد إطلاق النار لايقافه، غادر المكان دون هوادة ولم يكلف نفسه ولا حتي بالبحث عن باب المعسكر فقد حطم أقرب جدار مواجه وغادر المكان .

في الخارج توقف أمام شارع الاسفلت المقفر علي أمل مرور عربة ما، كان المساء ينذر بعاصفة خريفية فقد كانت السماء ملبدة والبرق يضئ قفر اشجار الطلح والسيال من حوله، لم يكترث عبد الستار للعاصفة الوشيكة، كان مشغولا باسترجاع شريط الاهانات اليومية التي تعرض لها طوال ايام، فجأة توقفت بجانبه سيارة فارهة، فتح الباب الامامي ليصعد للسيارة ففوجئ بمنظر الرجل الجالس الي عجلة القيادة، وجده ملتحيا، فأثارت اللحية فيه كل مواجع احقاده، لم يصعد الي السيارة، صفق الباب بعنف وأصدر للرجل باشارة حادة من يده أمرا بالانصراف. قضي الليل كله ماشيا حتى لاحت تباشير أول مدينة، ومن حسن حظه فقد كان يحتفظ بمبلغ قليل من المال أتاح له ركوب المواصلات الي الخرطوم التي أمضي فيها بضعة أيام قبل أن يغادرها عائدا الي قريته.

لدي عودته لبيته استأنف فور وصوله تفاصيل حياته السابقة نفسها، نفض الغبار عن جهاز الراديو وركله بحقد، فوجده يردد الاكاذيب السابقة نفسها فأغلقه بركلة أخري، شعر رغم ضيق الحال بأنه بدأ يستعيد هدوءه السابق وان لم يستطع مكافحة شعور بالخجل بسبب عودته بخفي حنين دون أن يحرز لقب شيخ، وانه سيتعين عليه ان يحتفظ بسلوكه العلماني نفسه بسبب فشله في الحصول على ترخيص لهداية الناس!

الاّ أنه لم يستسلم، فبعد مرور عدة أيام شعر بأنه لا يمكن أن يعلن عودته الفاشلة من رحلة العذاب تلك، فإستهل دورة تدريبية عسكرية دعا لها تلاميذ المدرسة الأساسية وبعض الصغار الذين سحبهم آباؤهم من المدارس بعد أن عجزوا من سداد رسوم الدراسة الباهظة، أفرغ عبد الستار كل أحقاده في التلاميذ، زاعما أنه ينفذ توجهات الحكومة، حلق لهم رؤوسهم بقسوة، بالطريقة نفسها التي كان يحلق له بها، مستخدما أمواسا قديمة أو قطع زجاج، وطوال ايام العطلة أخضعهم لتدريب قاس حتى ضج أولياء أمورهم.
وذات يوم بعد أداء صلاة الجمعة وقف أحد آباء التلاميذ وتساءل ان كانت هناك بالفعل تعليمات حكومية تخول لهذا الرجل حلاقة رؤوس أبنائهم بتلك الطريقة المهينة وتعريضهم لذلك التدريب الشاق. لم يتلق الرجل ردا كان كل من يحمل صفة مسؤول في القرية وهم كثيرون، كان كل واحد منهم يتلفت حواليه بحثا عمن أصدر التكليف الرسمي، وحين بات واضحا أن عبد الستار كان متطوعا لإثارة المشاكل واصل الرجل كلامه قائلا: لقد ذهب عبد الستار من هنا ليتدرب في معسكر للدفاع الشعبي، وسافرت معه من هنا إمرأة، وهرب عبد الستار من معسكر الدفاع الشعبي عائدا، بينما لم ترجع المرأة حتى الآن!

شعر عبد الستار برأسه يكاد ينفجر من الغيظ، فقد تم إيقاف دورته التدريبية بقرار من مجلس آباء المدرسة الأساسية، عاد عبد الستار الي البيت محنقا، ركل جهاز الراديو فسمعه يردد الأغاني الحماسية دون حماسة بسبب ملل التكرار، أشعل عبد الستار سيجارة سحب منها نفسا واحدا واستلقي على عنقريبه جوار جهاز الراديو.. ومات!
2000

أحمد الملك

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدفاع الشعبی التی کان أنه کان لم یکن

إقرأ أيضاً:

أنس الشريف.. الصوت الذي أزعج الاحتلال

لكل نبي رسالة، ولكل ميدان رجال، ولكل زمان نجوم، وفي كل شعب شجعان يحملون أرواحهم على أكفهم لا يهمهم من عاداهم ولا يضرهم من خذلهم، لا يبالون بقلة الزاد أو كثرة الأعداء والحُساد.

أُسدل الستار على الزمن الذي لعب فيه الاحتلال الإسرائيلي في عقول الغربيين، لإخافتهم من المسلمين؛ لأن كاميرات ثلة مؤمنة بربها وبعدالة قضيتها كشفت حقد الاحتلال على كل من يخالفه ويقاومه ويقول له "لا".

في غزة التنفيذ الفعلي لمبادئ الحقد الصهيوني الذي لا يميز بين حجر وبشر وشجر، وبين الأنام والأنعام، بين كبيرٍ وصغيرٍ ورجلٍ وامرأةٍ وطاعنٍ في السن، فكل من في غزة "أهداف تنتظر التنفيذ".

وأمام حرارة مشهد الإجرام الصهيوني ضد أهل غزة، وبرودة التعاطي الإعلامي العربي والدولي، وتلبية لنداء الوطن والواجب، تقدم مجموعة من شباب غزة لنقل معاناة شعبهم، فتقدموا وقدموا كل ما يملكون، لم يكن التقدم سهلا ومجانا؛ لأنهم يدركون أن المعادل الموضوعي لكشف الجرائم ونقل معاناة الناس هو الاغتيال.

أحدث جرائم القتل الصهيونية كان اغتيال الصحفي أنس الشريف ورفاقه من طاقم قناة الجزيرة، الذين ما برحوا الميدان منذ بدء العدوان، فودعوا منازلهم وأهليهم، وتواعدوا على اللقاء، إما بعد الحرب، أو في جنة النعيم.. جاعوا وعطشوا كما الناس، فاستمروا في كشف الإجرام
لم يعتذر صحفيو غزة وما رضوا بأن يكونوا مع الخوالف، وما قالوا "سمعنا وعصينا"، أو "إن بيوتنا عورة"، بل قالوا بكل حب: "سمعنا وأطعنا"، قدموا أرواحهم من أجل الحقيقة، فضحوا جرائم العدو على الملأ، حتى كفر بهم هذا الملأ، فما كان من المحتلين إلا أن تنادوا مصبحين على قتل من كشفهم، فكانوا على رأس قائمة الاستهداف، حيث إن عدد من قتلهم الاحتلال من العاملين في الحقل الإعلامي منذ بدء العدوان في تشرين الأول/ أكتوبر2023 زاد عن 270 صحفيا.

أحدث جرائم القتل الصهيونية كان اغتيال الصحفي أنس الشريف ورفاقه من طاقم قناة الجزيرة، الذين ما برحوا الميدان منذ بدء العدوان، فودعوا منازلهم وأهليهم، وتواعدوا على اللقاء، إما بعد الحرب، أو في جنة النعيم.. جاعوا وعطشوا كما الناس، فاستمروا في كشف الإجرام، تنقلوا بين ركام الموت في غزة، ينقلون معاناة الناس، ويكشفون للعالم حقيقة الدولة التي تدعي ولا تزال أنها حمامة السلام.

تعرض أنس ورفاقه لحملات تشويه ممنهجة من العدو، وتلقوا تهديدات بالاغتيال، فلم يزدهم ذلك إلا إيمانا وتسليما بسلامة المنهج الذي يسيرون عليه، عاش أنس ورفاقه مُطارَدِين من قذائف الموت، ومُطارِدِين جرائم الاحتلال، وناشرين لمعاناة الناس من بين ركام بيوت غزة المدمرة، حتى كان موعد الرحيل إلى جنان الله ولسان حال كل منهم يقول: "سأرقب نصركم بجوار ربي فقد أكملت مهمتي".

نشهد يا أنس أنك ورفاقك أديتم الرسالة بكل أمانة على أكمل وجه حتى أتاكم اليقين، وكنتم نعم رجال الميدان، وأشرف نجوم الزمان، وأشجع من حمل اللواء.

يكفيك فخرا يا أنس أن كان لك من اسمك نصيب، فكم من الناس أنس بك ورثاك؛ لأنه لمس بحديثك صدق الانتماء لشعبك ووطنك وحرصك على نقل المعاناة، ويكفيك شرفا أن اسمك ورفاقك سيسجل في التاريخ.

لروحكم يا أنس الشريف، ومحمد قريقع، وإسماعيل الغول، ومحمد نوفل، وإبراهيم الظاهر؛ السلام، واعلموا أن قوافل الشهداء لا تمضي سدى، فإن الذي يمضي هو الطغيان، رحلت أجسادكم لكن مبادئكم لم ولن تموت، فالرفاق على الطريق يواصلون المسيرة، وعلى العدو أن يعلم أن اغتيال الحناجر لا يطفئ جذوة الحق في الضمائر.

مقالات مشابهة

  • مزارع شبعا والتهريب والمخدرات في الترسيم مع سوريا: خرائط فرنسية ودفع سعودي وأميركي
  • تحذير أممي من فيضانات تهدد مزارع ومواشي اليمن
  • الأفارقة في الصدارة.. الأندية العراقية تزيح الستار عن محترفيها الأعلى قيمة
  • «انتظروا مفاجآت في الأيام القادمة».. مصطفى بكري: الذين يتآمرون من خلف الستار يومهم سيأتي
  • إزالة 12 مزرعة سمكية مخالفة على مصرف بحر البقر ومنطقة شمال سهل الحسنية بجنوب بورسعيد
  • مسّيرة إسرائيلية تقصف مركبة فى بلدة شبعا جنوب لبنان
  • أنس الشريف.. الصوت الذي أزعج الاحتلال
  • كشف الستار عن حالة ظَفَارِ للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (56)
  • قلعة مروان.. معلم شامخ يطل على مزارع النخيل في الطائف
  • «البيوت المحمية» ترفع إنتاج مزارع الشرقية بنسبة 30 %