موقع 24:
2025-06-24@20:08:04 GMT

صرخة غزّة..في وجه حماس ونتانياهو

تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT

صرخة غزّة..في وجه حماس ونتانياهو

ما تشهده غزّة حاليا هو صرخة في وجه حماس، وبنيامين نتانياهو. إنّه اعتراض لمواطني القطاع على ممارسات حماس، رغبة في طي صفحة حكم الإخوان المسلمين للقطاع منذ منتصف العام 2007.

يمثل ذلك تحدياً كبيراً أمام الشعب الفلسطيني الساعي إلى وقف الحرب فعلاً واستعادة حريته وتقديم نفسه كصاحب مشروع قابل للحياة لا يمكن تجاهله في ضوء وجوده على الخارطة السياسية للشرق الأوسط.

يتصدّى أهل غزّة بصدورهم العارية لممارسات حماس، بعدما أدّت طوال ثمانية عشر عاما، الدور المطلوب منها تأديته. أي دور تدمير المشروع الوطني الفلسطيني، خدمة لمشروع اليمين الإسرائيلي الذي يستهدف القضاء على أي تسوية معقولة ومقبولة تقوم على خيار الدولتين. إنّه الدور الذي أنشئت الحركة من أجله في أواخر العام 1987 عشية "انتفاضة الحجارة". إلى يومنا هذا، لا تزال حماس متمسكة بدورها المبني على تكريس الانقسام الفلسطيني والقضاء نهائياً على خيار الدولتين عن طريق فصل غزّة عن الضفّة الغربية. يبدو أنّها نجحت في ذلك إلى حدّ كبير إذا أخذنا في الاعتبار الكارثة الناجمة عن "طوفان الأقصى" التي توجت بوقوف العالم موقف المتفرّج من الوحشية الإسرائيلية التي مورست منذ الثامن من  أكتوبر(تشرين الأول)  2023 رداّ على الهجوم الذي شنته حماس، قبل ذلك بيوم واحد.

في الوقت الراهن يملأ أهل غزّة، الذين عانوا الأمرّين منذ استولت حماس على القطاع وحولته إلى “إمارة إسلاميّة” على الطريقة الطالبانية، الفراغ الذي كان يفترض في السلطة الوطنيّة ملؤه منذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزّة في – أغسطس (آب) 2005.

تخلت السلطة الوطنية الفلسطينية باكراً عن دورها ومسؤولياتها في غزّة، خصوصا بعدما خلف محمود عباس ياسر عرفات الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني الذي توفّى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004. تجاهل أبومازن كلّيا خطورة ممارسات حماس، مباشرة بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزّة. تجاهل غزّة بدل ذهابه شخصياً إليها لمواجهة حماس ومشروعها. بكلام أوضح، غابت غزّة عن أجندة أبومازن الذي حصر همّه وطموحاته في كيفية البقاء رئيساً مدى الحياة للسلطة الوطنية .

ليس سرّا أنّ حماس استُخدمت إيرانيا قبل العام 2007 في لعب دور مكمل لدور اليمين الإسرائيلي في القضاء على اتفاق أوسلو، ذي الحسنات الكثيرة والعيوب الكثيرة في الوقت ذاته. لا يمكن تجاهل أنّه لولا اتفاق أوسلو الذي وُقّع في خريف العام 1993، في ظروف صعبة ومعقدة خلّفها الاحتلال العراقي للكويت، وحرب التحرير التي تلته، لما عاد ياسر عرفات يوماً إلى أرض فلسطين ولما وجد مكاناً يدفن فيه على مرمى حجر من القدس.

كلّ ما يطالب به أهل غزّة، عبر الانتفاضة التي يشهدها القطاع، وقف الحرب. ليسوا على استعداد للذهاب ضحية طرفين لا مصلحة لأيّ منهما في هدنة حقيقية. المفارقة أن طلب الغزيين يشكل اعتراضاً على إصرار حماس على متابعة الحرب التي تخدم بنيامين نتانياهو.

لا شكّ أن مهمة أهل غزّة صعبة، خصوصا في ضوء التواطؤ الواضح بين حماس، ونتانياهو من جهة والعجز الذي تعاني منه السلطة الوطنية من جهة أخرى. يزداد وضع غزّة صعوبة في ظلّ موقف أمريكي منحاز كلّياً لليمين الإسرائيلي الذي يعتبر “طوفان الأقصى” فرصة لا تعوّض من أجل تصفية القضية الفلسطينية. لا تزال الإدارة الأمريكيّة مصرة على أن لا خيار آخر غير تهجير أهل غزّة في انتظار إعادة بناء ما تهدم، وهو أمر يستغرق ما بين 15 و 20 عاماً!

تبقى المشكلة الأهمّ في رفض حماس المراجعة الشاملة لمواقفها مع ما يعنيه ذلك من اعتراف بفشلها في كل ما قامت به منذ وجودها في العام 1987. لم تكن الحركة سوى أداة في خدمة "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران، أي "جبهة الممانعة"، وإسرائيل في الوقت ذاته. فعلت ذلك عبر العمليات الانتحارية التي لجأت إليها بعد توقيع اتفاق أوسلو… وعبر الانقلاب الذي نفذته في غزّة. استغلت انسحاب الاحتلال في 2005، لتباشر إطلاق الصواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية. لم يكن اليمين الإسرائيلي معترضاً على الصواريخ مقدار ما وجد فيها فرصة ليقول إن "لا شريك فلسطينياً يمكن التفاوض معه".

فتح الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزّة، وهو انسحاب شمل المستوطنات التي بنيت في القطاع، الباب أمام إثبات الشعب الفلسطيني قدرته على بناء دولة. كان يمكن لغزّة تشكيل نواة لدولة فلسطينية قابلة للحياة. لكن حماس فضلت على ذلك وضع نفسها في خدمة المشروع اليميني الإسرائيلي. استفادت حماس من الحصار الإسرائيلي الظالم لغزة  لتحكم سيطرتها على القطاع تمهيدا لطرد “فتح” والسلطة الوطنية منه.

لم يكن لدى حماس من همّ سوى ممارسة السلطة وعزل غزّة عن الضفّة الغربية. انحصر طموح الحركة في إضعاف السلطة الوطنية تمهيداً للسيطرة على الضفة أيضاً. انتقلت من فشل إلى آخر وصولاً إلى الفشل الأكبر المتمثل في "طوفان الأقصى". بعد ما يزيد على سنة ونصف السنة على "طوفان الأقصى"، لم تعد حماس تمتك غير ورقة الرهائن الإسرائيلية. لا تدرك الحركة أن هذه الورقة ورقة لدى حكومة نتانياهو أيضاً. يستغل "بيبي" الورقة لمتابعة حربه على غزّة. يتلذذ رئيس الحكومة الإسرائيلية بالمزيد من القتلى والدمار. لا حدود لشهواته ما دام الشعب الفلسطيني ضحية ما يقوم به وما دامت الوحشية تصب في خدمة مشروع تصفية القضيّة الفلسطينية.

هل تعي حماس هذا الواقع؟ الأمل كبير في أن تؤدي انتفاضة أهل غزّة إلى تغيير في سلوك الحركة العاجزة عن مواجهة حقيقة وحيدة. تختزل هذه الحقيقة بعبارة واحدة هي الآتية، لم تكن حماس في يوم من الأيام سوى في خدمة اليمين الإسرائيلي، ومشروعه الهادف إلى تحقيق هدف مستحيل، هدف إلغاء شعب من الوجود!

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل عيد الفطر غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل اتفاق غزة الیمین الإسرائیلی السلطة الوطنیة طوفان الأقصى فی خدمة

إقرأ أيضاً:

الأهلي يودع المونديال بعد مباراة مجنونة مع بورتو بطلها الفلسطيني أبو علي (شاهد)

ودّع الأهلي المصري مسابقة كأس العالم للأندية بكرة القدم من دور المجموعات، بعد تعادله المثير مع بورتو البرتغالي 4-4 بقيادة مهاجمه الفلسطيني وسام أبو علي.

واحتل الأهلي المركز الرابع والأخير بنقطتين، بفارق ثلاث نقاط عن إنتر ميامي الثاني وبالميراس الأول، فيما حل بورتو في المركز الثالث بنقطتين أيضا بفارق الأهداف عن الأهلي.

وسجل المهاجم أبو علي ثلاثة أهداف "هاتريك" للأهلي على ملعب ميتلايف في نيويورك، في الدقائق 15 و45+2 من ركلة جزاء و51، وأضاف زميله التونسي محمد علي بن رمضان الرابع (64)، فيما سجل الشاب رودريغو مورا (23) وويليام غوميس (50) والبديلين الإسباني سامو (53) وبيبي (89) أهداف بورتو.

وأصبح أبو علي ثاني لاعب في تاريخ الأهلي يسجل ثلاثية ضمن نسخة واحدة من مونديال الأندية، بعد أسطورة النادي محمد أبو تريكة في نسخة 2006.

كما بات المهاجم الفلسطيني ثاني هدافي الفريق في المسابقة، مشاركة مع خمسة لاعبين آخرين، وخلف أبو تريكة (4).

وافتتح أبو علي التسجيل بتسديدة زاحفة إلى أقصى الجهة اليسرى للمرمى، ارتطمت بالقائم الأيسر ودخلت الشباك (15).

وعادل مورا (18 عاما) النتيجة حين مرّ عن الظهير الأيمن محمد هاني ثم الحارس محمد الشناوي مسجلا في مرماه (23).

لكن أبو علي أعاد التقدم إلى الأهلي من ركلة جزاء حصل عليها أحمد سيد (زيزو) مسجلا الثاني (45+2).
وعاد بورتو بهدف التعادل الذي سجله غوميس بتسديدة مقوّصة من على مشارف المنطقة (50).

إلا أن المهاجم الفلسطيني ردّ بسرعة بالثالث برأسية إثر عرضية من هاني (51).

وازدادت المباراة إثارة بعدما سجل البديل سامو هدف بورتو الثالث والتعادل برأسية أيضا، إنما بعد كرة وصلته من ركنية (53).

وتمكن بن رمضان من إعادة التفوق بهدف للأهلي بتسديدة جميلة من على خط منطقة الجزاء (64).
وبدا أن الأهلي في طريقه إلى الفوز، لكن بيبي غير المراقب حرمه من ذلك بتسجيله التعادل بتسديدة بعيدة لم يتمكن الشناوي من التصدي لها (89).

وكان الأهلي خسر أمام بالميراس 0-2 في الجولة الثانية بعد تعادله مع إنتر ميامي سلبا في المباراة الافتتاحية.
هاتريك وسام، تألق بن رمضان ????????

تابع @fifaworldcup_ar| يونيو 14 - يوليو 13 | كل المباريات | مجانًا https://t.co/twXn7KmpIG I #FIFACWC #TakeItToTheWorld pic.twitter.com/SuKSdYOPoD — DAZN Arabia (@DAZN_Arabia) June 24, 2025

مقالات مشابهة

  • العرباوي: نندد بالعدوان الوحشي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني
  • المجلس الوطني الفلسطيني: الاحتلال حول المساعدات لفخاخ موت جماعي في غزة
  • الأهلي يودع المونديال بعد مباراة مجنونة مع بورتو بطلها الفلسطيني أبو علي (شاهد)
  • التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
  • الرئيس الفلسطيني يجري تعديلًا وزاريًا على الحكومة
  • صرخة من الضباب إلى الكدحة.. أزمة النفايات تضرب تعز وتفضح فشل التخطيط البيئي
  • بابا الفاتيكان يطلق نداءً عاجلًا لإنهاء الصراعات في الشرق الأوسط: "لا تدعوا صوت الأسلحة يخنق صرخة الإنسانية"
  • رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يعزي المولودية
  • من هو سعيد إيزادي الذي أعلن الاحتلال الإسرائيلي اغتياله في طهران؟
  • أول تعليق من الناشط الفلسطيني محمود خليل بعد الإفراج عنه في أمريكا