تذبذب حاد في الأسواق وتأرجح مؤشرات وول ستريت عشية "يوم التحرير" الذي أعلن عنه ترامب
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
حالة من التذبذب الحاد في أسواق الأسهم العالمية، أثارها الاثنين اقتراب ما أصبح يسمى"يوم التحرير"، وهو الموعد الذي أعلنه عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبدء تطبيق التعريفات الجمركية الجديدة.
ففي بورصة وول ستريت، أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على ارتفاع بنسبة 0.6% بعد تقلبات شهدت تراجع المؤشر بنسبة 1.
بدوره، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بعد أن عوّض خسائره الأولية، مسجلاً صعودًا بـ417 نقطة، أي ما يعادل 1%. في المقابل، تراجعت أسهم عدد من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "تسلا" و"إنفيديا"، ما أدى إلى انخفاض طفيف في "مؤشر ناسداك المركب" بنسبة 0.1%.
وباتت هذه التقلبات المتكررة سمة ملازمة لسوق الأسهم الأمريكية في الفترة الأخيرة، وسط الضبابية حيال الخطوات المقبلة للرئيس ترامب بشأن الرسوم الجمركية، وانعكاساتها المحتملة على التضخم والنمو الاقتصادي. وقد سبقت هذه الاضطرابات في وول ستريت عمليات بيع واسعة النطاق شهدتها الأسواق العالمية صباح الإثنين، في ظل تنامي المخاوف من تأثير تلك التعريفات التي يؤكد ترامب أنها تهدف لإعادة وظائف التصنيع إلى الداخل الأمريكي.
وسجل مؤشر نيكاي 225 في اليابان تراجعًا بنسبة 4%، كما انخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 3%، وهبط مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 1.6%.
المستثمرون يلجأون إلى الذهبفي ظل اهتزاز الثقة بالأسواق، اتجه المستثمرون نحو الأصول الآمنة. فارتفع سعر الذهب مجددًا متجاوزًا لفترة وجيزة حاجز 3,160 دولارًا للأونصة.
كما صعدت أسعار سندات الخزانة الأمريكية، مما أدى إلى انخفاض عوائدها، حيث تراجع العائد على سندات العشر سنوات إلى 4.21% بعد أن كان 4.27% الجمعة، مقارنة بـ4.80% تقريبًا في كانون الثاني/ يناير.
ويُنتظر أن تبدأ الولايات المتحدة، يوم الأربعاء، تنفيذ ما وصفه ترامب بالتعريفات "المتبادلة"، والتي تهدف إلى معادلة الأعباء التي تفرضها الدول الأخرى على الصادرات الأمريكية، وتشمل هذه الأعباء ضرائب مثل ضريبة القيمة المضافة. ورغم اقتراب الموعد، لا يزال الغموض يكتنف الخطوات الدقيقة التي ستتخذها الإدارة الأمريكية في "يوم التحرير".
مراجعة للتوقعات الاقتصاديةتوقّع خبراء الاقتصاد في مصرف "غولدمان ساكس" أن يعلن ترامب عن متوسط الرسوم الجمركية بنسبة 15%، ونتيجة لذلك، قام المصرف برفع توقعاته للتضخم وخفض تقديراته للنمو الاقتصادي الأمريكي حتى نهاية العام.
كما رفع "غولدمان ساكس" من احتمال دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود خلال العام المقبل إلى 35%، بعد أن كانت التقديرات السابقة عند 20%. وعزا الخبير الاقتصادي ديفيد ميريكل هذه المراجعة إلى "انخفاض توقعات النمو، وتراجع الثقة، والتصريحات الصادرة عن مسؤولي البيت الأبيض التي تعكس استعدادهم لتحمل تبعات اقتصادية مؤلمة".
ويرى المراقبون أن تعهد ترامب بتطبيق رسوم أقل من المتوقع، كأن يمتنع مثلًا عن فرض تكاليف إضافية على السلع الصينية، قد يدفع بأسواق الأسهم نحو الانتعاش. أما إذا اتجهت القرارات نحو سيناريوهات أكثر تشددًا، قد تعمد الشركات إلى تقليص أعداد موظفيها، ما قد يتسبب بهبوط حاد في الأسواق.
Relatedأسواق الأسهم الأمريكية تعاني من تراجع ملحوظ مع هبوط أسعار النفطالانتخابات الرئاسية الأمريكية تضع أسواق الأسهم والسندات في اختبار التقلبات والمخاطرالأسواق الآسيوية تنتعش من جديد مع تكثيف الصين دعمها لاقتصادهامع ذلك، يبقى قائءما احتمال أن يمر الثاني من نيسان/ أبريل دون أن تتبدد حالة الغموض ، قائماً. وقد يتحول، كما يرى مايكل ويلسون وعدد من الاستراتيجيين في "مورغان ستانلي"، إلى "منطلق لجولة جديدة من المفاوضات" بدلًا من كونه "حدثًا حاسمًا ينهي حالة الترقب في الأسواق".
وكتب ويلسون في تقرير: "هذا يعني أن الضبابية المحيطة بالسياسات الاقتصادية ومخاطر التباطؤ في النمو ستستمر على الأرجح، والسؤال المطروح هو إلى أي مدى".
وتبقى المخاوف قائمة من أن تُفضي هذه الحالة من الضبابية، حتى لو اقتصرت التعريفات على مستويات أدنى من التقديرات المتشائمة، إلى تجميد قرارات الإنفاق لدى الأسر والشركات الأمريكية، ما قد ينعكس سلبًا على اقتصاد أظهر أداءً قويًا في نهاية العام الماضي.
أسهم وول ستريت الأكثر تضررًاشهدت بعض الأسهم المعروفة في وول ستريت تراجعًا ملحوظًا يوم الإثنين، حيث تصدّرت تسلا قائمة الخاسرين نتيجة ضعف أدائها المتواصل منذ مطلع العام.
فقد انخفض سهم الشركة بنسبة 1.7%، لترتفع خسائرها الإجمالية منذ مطلع العام إلى 35.8%، ما يجعل السهم من بين الأسوأ أداءً ضمن مؤشر S&P 500. ويُعزى هذا التراجع إلى مخاوف من أن صورة تسلا باتت مرتبطة بشكل مفرط برئيسها التنفيذي إيلون ماسك، الذي يقود حاليًا حملة ضد سياسات الإنفاق الحكومي في الولايات المتحدة، ما جعله عرضة لهجوم سياسي متصاعد. وقد تسببت هذه الأجواء في موجة احتجاجات اجتاحت صالات عرض عرض تسلا.
ولم تكن الشركة المذكورة وحدها في هذا المنحى، إذ تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى، التي كانت في صلب عمليات البيع الواسعة. ويعزو مراقبون ذلك إلى الانتقادات المتزايدة بشأن تضخم أسعار أسهم هذه الشركات مقارنة بوتيرة نمو أرباحها، والتي كانت تسجل ارتفاعًا متسارعًا خلال الأعوام الأخيرة.
وتراجعت أسهم Nvidia، التي كانت أحد أكبر المستفيدين من اندفاع المستثمرين نحو تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بنسبة 1.2%، لتبلغ خسائرها منذ بداية العام 19.3%، ما يعزز من ملامح التراجع في قطاع التكنولوجيا.
الرابحون في السوق: صفقات استحواذ وقفزات مفاجئةسجّلت أسهم بعض الشركات مكاسب كبيرة، في مقدمتها سهم شركة مستر كوبر، الذي قفز بنسبة 14.5% بعد إعلان استحواذ شركة الرهن العقاري Rocket عليها في صفقة شاملة بالأسهم بلغت قيمتها 9.4 مليار دولار. وتأتي هذه الصفقة بعد أسابيع قليلة من استحواذ Rocket على شركة Redfin المتخصصة في إدراج العقارات. وعلى الرغم من هذه الخطوة التوسعية، تراجع سهم Rocket بنسبة 7.4%.
Relatedإيطاليا تفرض ضريبة غير متوقعة على أرباح البنوك بنسبة 40%.. وتوتر في الأسواق المالية روسيا تفرض قيوداً مؤقتة على صادراتها من الوقود لتفادي النقص في أسواقها المحليةما هي المخاطر التي تهدد أسواق النفط في ظلّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟من جهة أخرى، ارتفع سهم شركة بيركشير هاثاواي، المملوكة للملياردير وارن بافيت، بنسبة 1.2%. وكانت الشركة، التي تملك GEICO وشركات أخرى، قد كشفت في وقت سابق من العام الجاري أنها تحتفظ بسيولة نقدية غير مستخدمة تصل إلى 334.2 مليار دولار، ما فُسر على أن بافيت، المعروف بنهجه في اقتناص الفرص عند انخفاض الأسعار، لا يرى حاليًا فرصًا مغرية في السوق والتي يُنظر إليها من قبل بعض المراقبين على أنها تجاوزت قيمتها الحقيقية.
أما المفاجأة الأكبر فكانت من نصيب سهم Newsmax، الذي سجّل ارتفاعًا لافتًا بلغ 735% في أول يوم تداول له، وسط تقلبات حادة أجبرت البورصة على تعليق التداول عليه مؤقتًا عشرات المرات خلال اليوم.
وعلى صعيد المؤشرات، أغلق مؤشر S&P 500 مرتفعًا بمقدار 30.91 نقطة ليصل إلى 5,611.85 نقطة، كما صعد مؤشر داو جونز الصناعي 417.86 نقطة مسجلاً 42,001.76 نقطة، في حين انخفض مؤشر ناسداك المركب 23.70 نقطة ليصل إلى 17,299.29 نقطة.
المصادر الإضافية • AP
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إقبال متزايد على سيارات تسلا في المملكة المتحدة رغم الجدل حول سياسات ماسك.. ماذا عن الأسواق الأخرى؟ بين تعريفات ترامب وذكاء ديب سيك.. هل تتغير موازين أسواق العملات؟ الذكاء الاصطناعي والأسواق المالية: رؤى عام 2025 وتحديات المستقبل البورصة - سوق التعاملاتأسهمدونالد ترامبوول ستريتالرسوم الجمركيةتسلاالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل فرنسا إيطاليا قطاع غزة حركة حماس دونالد ترامب إسرائيل فرنسا إيطاليا قطاع غزة حركة حماس أسهم دونالد ترامب وول ستريت الرسوم الجمركية تسلا دونالد ترامب إسرائيل فرنسا إيطاليا قطاع غزة حركة حماس السياسة الأوروبية إيران قطر حروب الصين محاكمة أسواق الأسهم یعرض الآنNext فی الأسواق وول ستریت تراجع ا بنسبة 1
إقرأ أيضاً:
أسهم أوروبا تنخفض والآسيوية تتباين بضغط من تراجع أسهم شركات التكنولوجيا
"وكالات": انخفضت الأسهم الأوروبية قليلا اليوم عند الفتح بضغط من تراجع أسهم شركات التكنولوجيا بعد توقعات ضعيفة لنتائج أوراكل الأمريكية مما طغي على أثر تصريحات لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) جاءت أقل تشددا من المتوقع.
وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 %. كما تراجعت كبرى بورصات المنطقة أيضا وهبط المؤشر فاينانشال تايمز في لندن 0.1 % وكاك الفرنسي بالنسبة ذاتها.
ونزل قطاع التكنولوجيا 0.9 % مع هبوط سهم ساب الألمانية 2.5 %، وذلك إثر توقعات من أوراكل الأمريكية الأربعاء بأن تأتي المبيعات والأرباح أقل من تقديرات المحللين، كما رفعت الشركة من تقديراتها لحجم الإنفاق.
كما ضغط سهم ساب على المؤشر الألماني إذ جددت نتائج أوراكل المخاوف المتعلقة بالمبالغة في تقييم شركات التكنولوجيا وأرباحها بعد استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي.
وفاق تأثير ذلك ما حققه اجتماع البنك المركزي الأمريكي من ارتياح بسبب تحذيره من أثر المزيد من عمليات خفض الفائدة في الأمد القريب لحين اتضاح وضع سوق العمل وهي تصريحات اعتبرها المستثمرون أقل ميلا للتشديد النقدي مما كان متوقعا.
نزل سهم دليفري هيرو خمسة بالمئة بعد أن خفض سيتي جروب توصيته للسهم إلى "بيع" بعد أن ارتفع نحو 14 % الأربعاء.
لكن سهم دراكس المدرجة في لندن زاد 2.2 % بعد أن توقعت الشركة تحقيق أرباح سنوية عند الحد الأعلى من توقعات السوق كما ارتفع سهم مجموعة آر.إس 3 % وتصدر الأسهم الرابحة على المؤشر ستوكس 600 بعد رفع جيه.بي مورجان تصنيفه للسهم.
تباين الأسهم الآسيوية
في حين تباينت مؤشرات الأسهم الآسيوية بعدما اقتربت بورصة "وول ستريت" الأمريكية مجددا من أعلى مستوى لها على الإطلاق عقب قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة الرئيسي.
وتراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، فيما استقرت أسعار النفط دون تغيير تقريبا.
وكان خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة متوقعا على نطاق واسع، لكن تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عززت الآمال في إجراء المزيد من التخفيضات في عام .2026
ومع ذلك، شهدت بعض شركات التكنولوجيا في آسيا تراجعات حادة بعدما أعلنت شركة "أوراكل"، الرائدة في قطاع الذكاء الاصطناعي، عن أرباح جاءت أقل من المتوقع.
وتراجع مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 1% ليصل إلى 50087.11 نقطة، متأثرا بتراجع سهم شركة "سوفت بنك جروب"، عملاق التكنولوجيا والاتصالات والمستثمر الرئيسي في الذكاء الاصطناعي، بنسبة 6.8 %.
وارتفع مؤشر هانج سنج القياسي في هونج كونج بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليصل إلى 25564.87 نقطة، فيما تراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.5% ليصل إلى 3882.72 نقطة.
وبعد ثلاثة أيام من التراجع، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 الأسترالي بنسبة 2.0% ليصل إلى 8596.40 نقطة، مدعوما بأداء قوي لأسهم الذهب والتعدين.
وتراجع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 0.3% ليصل إلى 4121.68 نقطة.
وتراجع مؤشر تايكس التايواني بنسبة 1.3%، فيما سجل مؤشر سينسكس الهندي ارتفاعا طفيفا.
وفي بورصة "وول ستريت"، أنهت الأسهم تداولات أمس الأربعاء على صعود، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.7% ليصل إلى 6886.68 نقطة، ليقترب من أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله أواخر أكتوبر الماضي.
كما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1% ليصل إلى 48057.75 نقطة، فيما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.3% ليصل إلى 23654.16 نقطة.