كريم خالد عبد العزيز يكتب: الفانوس المصري.. نور يضيء القلوب قبل الشوارع
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
لكل بلد تقليد شعبي موروث يميز هذا البلد ويعبر عن هويته.. في مصر، يُعتبر الفانوس أحد أهم التقاليد الشعبية الدينية الموروثة من زمن الفاطميين.. يُعد رمزًا للهداية وإنارة طريق الخير والصلاح في شهر رمضان المبارك، كما يُستخدم أيضًا كزينة للتعبير عن الفرح، سواء في رمضان أو في عيد الفطر المبارك، احتفالًا بنهاية شهر الصوم.
للفانوس رمز عميق أكثر من كونه أداة زينة تعبر عن الفرح والاحتفال.. فهو يُمثل القلب الذي يحتوي على نور الإيمان والتقوى، والذي يضيء بنور الحب والرحمة بين الناس.. من المهم أن نجعل من قلوبنا فوانيس مضيئة طوال العام، لا فقط في رمضان أو في أوقات الصوم.. كما ينبغي أن نتعلم من الفانوس كيف نضيء حياتنا ونضيء حياة الآخرين بنور الخير والحب والرحمة.. علينا أن نُهيّئ قلوبنا لتكون مصدر إلهام ونور، لتحسين حياتنا وإصلاحها وكذلك حياة الآخرين ممن نحب.. أن نكون أشخاصًا محبين ورحيمين ولينين ورفقاء، وأن نستخدم حياتنا لإنارة طريق الخير والصلاح للآخرين، هو منتهى الحب والإيمان.
لا يقتصر دور الفانوس على كونه زينة تُعلق في الشوارع والبيوت، بل يحمل رسالة أعمق لمن يفكر ويتأمل، وتظهر هذه الرسالة في حياتنا اليومية.. فكما ينير الفانوس ظلام الليل، يجب أن نكون نحن أيضًا نورًا لمن حولنا، بالكلمة الطيبة، والابتسامة التي تُعد صدقة، والمعاملة الحسنة، ونشر السعادة بين الناس.. النور الذي ينبعث من الفانوس يشبه النور الذي ينبعث من القلوب الطيبة، القلوب التي تُحسن الظن بالله وبالآخرين، وتتفاءل بالحياة، وتسعى للخير، وتنشر الأمل والحب بين البشر.
في حياتنا، نواجه الكثير من العتمة التي تظهر على شكل صعوبات وتحديات وطاقات سلبية مزعجة، يجب أن نبددها بالنور الذي بداخلنا ونسعى لإنارة حياتنا من كل ظلمة.. كما تشبه الفوانيس قلوبنا، ونورها يشبه إيماننا وإلهامنا، فإن زيتها يشبه الذكر والعمل الصالح الذي يجدد هذا النور في داخلنا ويمنحه الاستمرارية.. فبدون الزيت، ينطفئ الفانوس، وبدون الذكر والخير والحب والعمل الصالح، يخفت نور الإيمان في قلوبنا.
ستظل مصر دائما البلد الملهم دائما، وستظل منارة للعلم والثقافة.. في كل رمضان عندما تزين الفوانيس شوارع مصر وأزقتها فإنها لا تضيء المكان فقط بل القلوب أيضا.. لتذكر هذا الشعب الطيب والأصيل أن يصنع من قلبه فانوس ليضيء به حياته وحياة الآخرين طوال العام.. تحيا مصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفانوس شهر رمضان المبارك المزيد
إقرأ أيضاً:
الذهب الذي لا يصدأ.. رونالدو يكتب تاريخا جديدا في دوري الأمم الأوروبية
رغم مرور السنوات وتغير الأجيال، لا يزال البرتغالي كريستيانو رونالدو يقدم دروسًا متواصلة في التميز والثبات والتألق، بعدما أضاف إنجازًا جديدًا إلى سجله التاريخي، بقيادته منتخب بلاده للتتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية على حساب منتخب إسبانيا في لقاء حسمته ركلات الترجيح.
هدف حاسم وتاريخي في عمر الأربعينفي ليلة كروية مبهرة، وعلى أرضية نهائي ناري، سجل رونالدو الهدف الثاني للمنتخب البرتغالي في شباك إسبانيا، ليعيد فريقه إلى أجواء المباراة بعد التأخر 2-1، وينتهي الوقت الأصلي بالتعادل 2-2. الهدف لم يكن مجرد تعديل للنتيجة، بل كان محطة تاريخية جديدة، حيث أصبح كريستيانو أكبر لاعب يسجل في تاريخ البطولة، بعمر 40 عامًا و123 يومًا.
هذا الرقم حطم أرقام لاعبين سبقوه في القائمة مثل روي شيبولينا من جبل طارق، والنجمين السابقين في ريال مدريد كريم بنزيما ولوكا مودريتش، ليؤكد "الدون" أنه لا يزال في قمة عطائه رغم بلوغه العقد الخامس من عمره.
لم يكن هدف رونالدو هو الشيء الوحيد اللافت في اللقاء، بل تجسدت قيمته الحقيقية في روحه القتالية، وقيادته الحكيمة لزملائه داخل الملعب، وتحفيزه المستمر لعناصر المنتخب، خاصة اللاعبين الشباب، وظهر كابتن البرتغال كقائد ملهم.
بهذا الفوز، أحرز المنتخب البرتغالي لقبه الثاني في بطولة دوري الأمم، معززًا حضوره الأوروبي القوي، وموجهًا رسالة واضحة للمنافسين قبيل انطلاق يورو 2024، أما رونالدو، فبقي على وعده لجماهيره، مستمرًا في العطاء، ومؤكدًا استمراره مع نادي النصر السعودي حتى إشعار آخر، ليجمع بين التألق المحلي والدولي في آنٍ واحد.
من ماديرا إلى مدريد، ومن تورينو إلى الرياض، رحلة كريستيانو رونالدو لم تكن أبدًا عادية. وكل هدف يسجله، وكل رقم يتخطاه، هو دليل جديد على أن الأساطير لا تعترف بعمر أو نهاية. بل تزداد بريقًا كلما اشتدت التحديات.