محللون: إسرائيل تعيد إنتاج معادلة جديدة مع حزب الله
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
في منحى تصعيدي جديد يهدف لإرساء قواعد اشتباك جديدة تتيح لها حرية شن غارات أو القيام بعمليات استهداف متى شاءت، عادت إسرائيل لقصف الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف المسؤول في الوحدة 3900 لحزب الله وفيلق القدس حسن بدير، وأكد أن "المستهدف يشكل تهديدا حقيقيا وفوريا لأنه كان يوجّه نشطاء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ويساعدهم على تنفيذ هجوم وصفه بالخطير والوشيك ضد مدنيين إسرائيليين".
ولم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. فقد واصلت إسرائيل شنّ غارات على جنوب لبنان وشرقه، بذريعة استهداف مواقع عسكرية لحزب الله.
وحسب الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي، الدكتور مهند مصطفى، فإن قيام إسرائيل بقصف الضاحية الجنوبية لبيروت هدفه إيصال رسالة للبنان مفادها أنها قادرة على فعل ما تريد، تغتال وتدمر، لاعتقادها أن الحرب مع حزب الله لم تنته مع اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال إن إسرائيل تتعاطى من الاتفاق الذي وقعته مع لبنان من منطلق أنها المنتصرة، وبالتالي هي تفسره كما تشاء وتعطي تفصيلاته كما تشاء، وهي تعلم أنها استطاعت أن تعيد إنتاج معادلة جديدة في التعامل مع حزب الله، كما يقول الدكتور مصطفى، والذي لم يستبعد أن الاحتلال الإسرائيلي يخطط لبقاء طويل الأمد في سوريا وفي لبنان.
إعلانومن جهته، يرى الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي أن القصف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية له أهداف إستراتيجية، وأبرزها تغيير قواعد العمل وقواعد التعامل السياسي في المنطقة، بما يضمن هيمنة مطلقة لإسرائيل من دون مساءلة.
وبشأن الأجندة الأميركية، أكد مكي أن الإدارة الأميركية تتماهى تماما مع الاحتلال الإسرائيلي في موضوع لبنان، ولكنه نبّه إلى أن إسرائيل مرتاحة في عدوانها على لبنان وغزة، لكنها ليست كذلك مع سوريا، وأشار في هذا السياق إلى أن واشنطن ربما توقفها في حالة سوريا، وأيضا لن تتمكن من قصف إيران مثلا من دون فيتو أميركي.
خيارات لبنان وحزب اللهوعن خيارات لبنان، يرى الدكتور مكي أن لا خيار لديه سوى إقناع الولايات المتحدة الأميركية بأن ما يقوم به هو لصالح العلاقات المشتركة، وأيضا إقناعها بشأن موضوع سلاح حزب الله. وأشار مكي إلى ضرورة إدراج لبنان في السياق الدولي من أجل حمايته، وقال إن "دخول لبنان في صراع عسكري مع إسرائيل ليس في صالحه".
أما الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد إلياس حنا، فأوضح أنه منذ وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، هناك 1500 انتهاك وخرق للاتفاق، بالإضافة إلى مقتل 200 لبناني بنيران الطائرات والمسيّرات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن بندا سريا كان في الاتفاق يقضي بالهيمنة الجوية الإسرائيلية، أي عندما تكتشف إسرائيل تحركا معينا تذهب إلى اللجنة الخماسية، وإذا لم تتصرف بسرعة تقوم هي بالأمر، بدليل الدعم والموافقة الأميركية على قصف الضاحية.
وعن خيارات حزب الله مع المعادلات التي تحاول إسرائيل فرضها، قال العميد حنا إن الحزب كان من ضمن منظومة إقليمية كبيرة تداعت أغلبها، وفي ظل غياب القيادة الكاريزماتية وغياب الدعم والتمويل الإيراني، بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي مني بها على صعيد القيادة والدمار الذي لحق ببيئته الحاضنة، فإن الحزب ليس جاهزا لإعادة تنظيم نفسه والدخول في مواجهة مع إسرائيل.
إعلانوفي الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، أسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أميركية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني حدا للحرب، إلا أن إسرائيل واصلت شنّ غارات في لبنان، حيث تقصف ما تقول إنها أهداف عسكرية لحزب الله.
وعن الغارات التي تنفذها إسرائيل في سوريا، قال الدكتور مصطفى إن إسرائيل تريد أن تأمن حدودها مع سوريا لأنها لا تعلم ما هي هوية النظام السوري الجديد والتحديات الأمنية الآنية التي سوف تقع عليها جراء التغيير السياسي داخل سوريا، مؤكدا أن "إسرائيل لا تريد دولة قوية في سوريا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان وقف إطلاق النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
«ويب غايد».. تجربة جديدة من غوغل تعيد تشكيل البحث الإلكتروني
أعلنت شركة غوغل عن إطلاق تجربة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُدعى “ويب غايد” (Web Guide) ضمن مشروعها التجريبي “Search Labs“، في خطوة تهدف إلى إعادة تنظيم نتائج البحث بطرق أكثر تفاعلية وذكاءً، بما يواكب تطورات استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التصفح والوصول إلى المعلومة.
وتُعد خاصية “ويب غايد” نسخة محسّنة من تقنية “التوزيع المتفرّع” التي كانت غوغل قد استخدمتها سابقًا ضمن خاصية “وضع الذكاء الاصطناعي” (AI Mode)، وتعمل الخاصية الجديدة اعتمادًا على منصة محادثة الذكاء الاصطناعي “جيمناي” (Gemini)، ما يُمكّن المحرك من فهم نوايا المستخدم بدقة وتحليل السياق لتقديم نتائج أكثر تنظيمًا وتخصصًا.
كيف تعمل “ويب غايد“؟
تُعيد الخاصية تنظيم صفحة نتائج البحث من خلال تجميع الصفحات في مجموعات متعلقة بجوانب مختلفة من نفس سؤال البحث، عوضًا عن ترتيبها وفق خوارزمية تقليدية.
وتقول غوغل إن هذه الطريقة تناسب بشكل مثالي الاستفسارات المفتوحة والمعقدة، مثل: “كيفية السفر بمفردي في اليابان”
عائلتي موزعة على مناطق زمنية متعددة، ما الأدوات المناسبة للحفاظ على التواصل؟
بدلاً من عرض الروابط بشكل عشوائي أو خطي، تقوم “ويب غايد” بتقسيم النتائج إلى محاور معرفية، مثل:
أدلة السفر الشاملة نصائح السلامة للمسافرين الفرديين تجارب شخصية من مستخدمين آخرين أدوات رقمية لإدارة الوقت والاتصالجزء من “Search Labs“
تُعد “ويب غايد” واحدة من التجارب التي تتيحها غوغل ضمن “سيرتش لابس”، وهي منصة لاختبار الأفكار المبتكرة قبل تعميمها. وتشمل هذه التجارب خصائص متقدمة مثل:
وضع الذكاء الاصطناعي (AI Mode) الدفتر التفاعلي “NotebookLM” أداة صناعة الأفلام “VideoFX” تجربة صوتية إخبارية تعتمد على محتوى “Google Discover” يستطيع المستخدمون تفعيل أو إيقاف هذه التجارب بسهولة من خلال إعدادات محرك البحث.إمكانية التحكم
“ويب غايد” متاحة في علامة تبويب “الويب” على صفحة نتائج البحث، ويمكن للمستخدمين تعطيل عرضها مؤقتًا دون الحاجة إلى تعطيل التجربة كليًا، عبر إيقاف خاصية “Web View” من نفس الصفحة.
مستقبل البحث مع الذكاء الاصطناعي
يشير هذا التطور إلى تحول جذري في فلسفة البحث على الإنترنت، فبدلاً من الاعتماد على قوائم الروابط التقليدية، تتجه غوغل نحو تقديم محادثات معرفية ذكية وتفاعلية، حيث تُصبح نتائج البحث مصممة لتُلائم تجربة المستخدم الفردية، من خلال الفهم العميق للغة والسياق، دون التضحية بالخصوصية أو الاستقلالية في التصفح.
ويُتوقع أن تُغيّر هذه التجارب وجه البحث الإلكتروني خلال السنوات القادمة، مع التركيز على تنظيم المعرفة، وتمكين المستخدم، وتوفير الوقت، مدعومة بذكاء اصطناعي يزداد تطورًا وتخصّصًا.