تتسارع الأحداث في المنطقة، وما بين تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة والأطماع الغربية التي تدعم الاحتلال، تبرز اليمن كقوة إقليمية صاعدة لها موقف ثابت وقوي تجاه القضايا الكبرى للأمة العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. في هذا السياق، جاءت تصريحات وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد ناصر العاطفي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) لتكون بمثابة إعلان واضح عن استعدادات اليمن لمواجهة كل التحديات، وتقديم رسائل تؤكد ثبات الموقف الوطني، وامتلاك القدرات العسكرية التي تذهل العدو وتطمئن الصديق.
ففي تصريحاته الأخيرة، أكد الوزير العاطفي أن موقف اليمن من القضية الفلسطينية ثابتٌ لا يتغير، مهما تكالبت التهديدات، ومهما كانت التحديات التي قد تواجه اليمن على الساحة الداخلية أو الخارجية. هذه الرسالة تؤكد أن القضية الفلسطينية بالنسبة لليمن هي قضية إيمانية وأخلاقية، وليست مجرد موقف سياسي عابر، وهو ما يميز اليمن عن بعض الدول التي قد تشهد تراجعاً في مواقفها في ظل الضغوطات الدولية.
العاطفي لا يتوقف عند الكلمات المجردة، بل يؤكد أن الشعب اليمني لا يمكن أن يظل صامتاً إزاء ما يجري في غزة، حيث تتزايد الاعتداءات الإسرائيلية المدعومة من القوى الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة. كما شدد على أن الأطماع الصهيونية التي تمتد في المنطقة العربية لن تمر دون رد، وأن اليمن سيكون في مقدمة القوى التي تقف ضد هذا العدوان.
واحدة من النقاط التي أثارت انتباه المحللين والمراقبين هي التأكيد الذي قدمه الوزير العاطفي على تطور القدرات العسكرية اليمنية، حيث أشار إلى أن اليمن بات يمتلك ترسانة عسكرية متطورة، تشمل الطائرات المسيرة والصواريخ الفرط صوتية، بالإضافة إلى قدرات صناعية محلية تمكنها من مواصلة تطوير الأسلحة لتلبية احتياجات المعركة.
تصريحات الوزير العاطفي تكشف عن تحول نوعي في الاستراتيجية العسكرية اليمنية، حيث تم التركيز على دقة الإصابة، وقوة التأثير، واتساع قائمة الأهداف المستهدفة، وهو ما يشير إلى أن اليمن لم يعد مجرد لاعب دفاعي في المعركة، بل أصبح قادراً على المبادرة والرد بشكل مؤثر.
وتأتي تصريحات الوزير العاطفي في إطار تجسيد توجيهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي يقود الأمة إلى الاضطلاع بمسؤولياتها الدينية والإنسانية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وهنا يؤكد العاطفي أن القرار الذي اتخذته القيادة الثورية في مواجهة العدو لا رجعة فيه ولا فصال عنه، وأن القوات المسلحة اليمنية ستكون دوماً في موقع الهجوم والدفاع عن الحق الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة.
هذه التوجيهات تعكس التزام القيادة اليمنية بالقضية الفلسطينية، حيث تمثل الوحدة العسكرية اليمنية قوة ردع كبيرة ضد العدوان الإسرائيلي، مما يجعل ميدان المواجهة أكثر توازناً ويُصعّب على العدو تحقيق أهدافه.
أحد الأبعاد التي لم يغفلها العاطفي في تصريحاته هو العدوان الأمريكي المستمر على اليمن، حيث اعتبر أن هذا العدوان يتم في إطار دعم أجندة الكيان الصهيوني. ووفقاً للوزير العاطفي، فإن الولايات المتحدة تمثل القوة العظمى التي تساند الاحتلال الإسرائيلي في كل مكان، مشيراً إلى أن التصعيد الأمريكي في المنطقة لن يؤثر على إرادة الشعب اليمني، بل سيزيد من عزيمتهم ويحفزهم على تطوير قدراتهم العسكرية.
العاطفي يشير بوضوح إلى أن الحشود العسكرية الأمريكية في المنطقة لن تحقق أهدافها، وأن اليمن قادر على مواجهة أي تصعيد عسكري أمريكي، بل إن اليمن سيتحول إلى مصدر قوة يمكنه تغيير موازين القوى في المنطقة بشكل ملموس.
التصريحات الأخيرة للوزير العاطفي لم تكن مجرد كلام، بل هي بمثابة إعلان استعداد اليمن لخوض معركة طويلة الأمد مع الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه. الحديث عن مفاجآت عسكرية تذهل العدو وتريح الصديق هو بمثابة تحذير واضح للكيان الصهيوني ولأي قوة إقليمية قد تحاول التدخل في الصراع.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الحكومة اليمنية: «الحوثي» تغطي فشلها بانتصارات وهمية
أحمد مراد (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلةأكدت الحكومة اليمنية أن ميليشيا الحوثي الإرهابية تبيع الوهم لأتباعها، بعد الضربة الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة، وهي الضربة الأولى من نوعها التي تنفذها سفن إسرائيلية في البحر الأحمر.
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في تصريح صحفي، إن أبواق الميليشيات الحوثية سارعت لتسويق الضربة الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة، كأنها انتصار، في محاولة لإقناع البسطاء بأن الجماعة تؤسس لقواعد اشتباك وموازين قوة ومعادلات ردع جديدة في المنطقة.
وأشار الإرياني إلى أن ميليشيات حوثية حولت اليمن إلى ميدان مفتوح للصراعات الإقليمية والدولية، وتسببت في استباحة أجوائه وبحاره، وتدمير بنيته التحتية واقتصاده، مضيفاً «لا عجب، فهذا ديدن جماعة الحوثية فمنذ نشأتها تفتعل الأزمات».
وحذر محللون يمنيون من خطورة السياسات العدائية الممنهجة التي تمارسها ميليشيات الحوثي، واعتبروها تهديداً خطيراً لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، موضحين أن الحوثيين ينفذون مخططات تستهدف خدمة أجندات خارجية على حساب مصالح اليمن ومستقبل المنطقة.
وأكد هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الحوثي لم تعد مجرد فصيل محلي، حيث تحولت إلى أداة تخريبية تهدف إلى نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي، مشددين على ضرورة تفكيك بنيتها العسكرية والسياسية بشكل كامل، وتجفيف منابع تمويلها.
وأوضح المحلل السياسي اليمني، ورئيس مؤسسة «اليوم الثامن» للإعلام والدراسات، صالح أبو عوذل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الهجمات العابرة للحدود التي تنفذها جماعة الحوثي، باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، تؤكد أنها لم تعد مجرد فصيل محلي، بل أداة تخريبية تهدف إلى نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار الإقليمي، مضيفاً أن الحوثيين تسببوا في أزمات إنسانية حادة داخل اليمن.
وشدد أبو عوذل على أن أي محاولات للسلام مع ميليشيات الحوثي تبدو عبثية، ما لم يتم تفكيك بنيتها العسكرية والسياسية بشكل كامل، وتجفيف منابع تمويلها، من أجل إنهاء تهديدها للأمن الإقليمي والعالمي، داعياً منظمات المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية الأمن الإقليمي والدولية من خطر ممارسات الحوثيين العدوانية.
بدوره، شدد المحلل السياسي اليمني، عيضة بن لعسم، على أن ميليشيات الحوثي تتعمد خلق حالة من التوتر المستمر في منطقة الشرق الأوسط، عبر ممارسات ممنهجة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، لا سيما في منطقة البحر الأحمر، مما يهدد حركة الملاحة الدولية وخطوط الطاقة العالمية.
وأوضح بن لعسم، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن سياسات جماعة الحوثي خلفت أزمات إنسانية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في تاريخ اليمن، وما زالت تصر على ممارساتها العدائية، مثل استخدام المدنيين دروعاً بشرية، وفرض التجنيد القسري على الأطفال، إضافة إلى استخدامها الممنهج للألغام، مشيراً إلى أن هذه الممارسات لا تهدد فقط اليمنيين، بل تمثل خطراً إقليمياً متصاعداً يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
وأشار إلى أن هناك العديد من دول المنطقة العربية تضررت من ممارسات الحوثيين، لا سيما الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أدى إلى تراجع حاد في حركة التجارة العالمية، وهو ما أصاب دول المنطقة بخسائر اقتصادية ومالية هائلة، إضافة إلى تضرر ملايين اليمنيين، بسبب منع وصول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى اليمن.