الإيدز العدو الخفي.. مركز حقوقي يدعو لخارطة طريق صحية وإجراءات إلزامية
تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
دعا مركز العراق لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة (4 نيسان 2025)، إلى مواجهة ما وصفه بـ"العدو الخفي"، في إشارة إلى فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وفيما حذر من خطورة التعتيم على الأعداد الحقيقية للإصابات، طالب بوضع خارطة طريق صحية ملزمة لمكافحة انتشاره في العراق.
وقال رئيس المركز، علي العبادي، في حديث خصّ به "بغداد اليوم"، إن "ملف الإيدز لا يزال محاطًا بالكتمان رغم حساسيته العالية"، مبينًا أن "هناك ضغوطًا تُمارَس من جهات مختلفة لإخفاء الأعداد الفعلية للمصابين، في ظل غياب الشفافية عن الإحصائيات الرسمية المتعلقة بهذا المرض".
وأشار العبادي إلى "تلقي المركز، قبل نحو ثلاثة أسابيع، مناشدة من محافظة جنوبية حول إصابة مواطن بالفيروس نتيجة نقل دم ملوث"، موضحًا أن "لجنة تحقيق شُكلت على خلفية الحادث، لكن نتائجها لم تُعلَن حتى الآن، وسط مخاوف من طمس الحقائق".
الإيدز في العراق... الخطر الصامت
رغم أن العراق يُعد من البلدان ذات الانتشار المحدود لفيروس الإيدز بحسب التصنيفات الدولية، إلا أن تقارير محلية وحقوقية حذّرت خلال السنوات الماضية من تزايد الإصابات غير المعلنة، في ظل غياب منظومة صحية متكاملة لرصد العدوى والتعامل معها. وتُشير الاتهامات إلى ضعف الفحص الطبي الإلزامي، وتردي الرقابة على مراكز التجميل والمساج، وغياب التثقيف الجنسي، إضافة إلى المخاوف من نقل الفيروس عبر عمليات غير آمنة لنقل الدم أو الأدوات الطبية.
وتُعَد حالات العدوى الناتجة عن الممارسات الجنسية خارج الأطر الشرعية من بين أبرز المسارات التي يُشتبه بأنها تسهم في تسلل الفيروس، خصوصًا في ظل عدم وجود فحوصات دورية للعائدين من السفر إلى بلدان ذات معدلات انتشار مرتفعة.
ثغرات صحية ومسارات عدوى متعددة
وحذّر العبادي من أن بعض العصابات تستغل الفجوات الرقابية على مراكز المساج غير المرخّصة، مشيرًا أيضًا إلى أن بعض الشباب العراقيين الذين يسافرون إلى الخارج قد يتورطون في علاقات غير مشروعة، مما يسهم في دخول الفيروس عبر منافذ يصعب تتبعها لاحقًا.
وأضاف أن الفوضى الإدارية، وضعف أنظمة الفحص الطبي الدوري، وسوء التنسيق بين الوزارات، جميعها تسهم في تفاقم الوضع، داعيًا إلى تفعيل نظام "بصمة العودة" وفحص العائدين من الخارج في المعابر الجوية والبرية والبحرية، لضمان الكشف المبكر عن حالات الإصابة ومنع تفشي المرض.
خارطة طريق وحماية الأجيال
وأكد العبادي أن وزارة الصحة مطالبة بوضع خارطة طريق واضحة المعالم تتضمن خطوات واقعية وفحوصات إلزامية، فضلًا عن حملات توعية وطنية مستمرة، مشددًا على أن "وقاية المجتمع من هذا المرض الخطير لا تتحقق إلا بالشفافية، والرقابة الفعالة، والإرادة السياسية الجادة".
وفي ختام حديثه، حثّ العبادي السلطات الصحية على اعتماد إجراءات وقائية عاجلة تتناسب مع حجم التهديد، محذرًا من أن أي تأخير قد يؤدي إلى تفشي صامت يصعب احتواؤه لاحقًا.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
ملايين الوفيات.. وقف التمويل الأمريكي يهدد جهود مكافحة مرض الإيدز
حذر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" من أن وقف التمويل الأمريكي يهدد بالقضاء على أكثر من 20 عامًا من التقدم في التصدي لمرض الإيدز، مشيرًا إلى أن ما يحدث الآن هو "قنبلة موقوتة" تهدد حياة الملايين في العالم.
جاء ذلك خلال تقرير صدر الخميس من جنوب إفريقيا، إحدى الدول التي تواجه أعلى معدلات انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في العالم، والتي كانت في طليعة البحث والعلاج ضد المرض خلال العقود الماضية.
أخبار متعلقة ربيع بن هادي المدخلي.. ترجل فارس أفنى حياته في خدمة الشرع وتعليم الدينتطوير تقنية تستخدم الواقع الافتراضي في علاج الاكتئاب والقلقووفقًا للتقرير الأممي، يتلقى حاليًا نحو 31.6 مليون شخص في العالم علاجًا مضادًا للفيروسات القهقرية، وأسهم هذا في خفض عدد الوفيات المرتبطة بالفيروس بأكثر من النصف مقارنةً بعام 2010.
لكن هذا التقدم مهدد الآن، بعدما خفضت الولايات المتحدة مساعداتها الدولية بشكل حاد منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة، ما أحدث صدمة في البرامج التي تعتمد على التمويل الأميركي، وعلى رأسها خطة الطوارئ الرئاسية لمكافحة الإيدز (PEPFAR).مرض مزمن قابل للعلاجوقالت المديرة التنفيذية للبرنامج، الأوغندية ويني بيانيما: "نحن فخورون بنتائجنا، لكننا قلقون بشأن هذا الانقطاع المفاجئ الذي يمحو التقدم المُحرز، لقد حوّلنا الإيدز من حكم بالإعدام إلى مرض مزمن قابل للعلاج، فكيف يمكن التراجع الآن؟"
#المملكة تؤكد حرصها على مكافحة #الإيدز وتعزيز صحة الفرد والمجتمع #صحيفة_اليوم #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم
https://t.co/kIVQZ5swE1— صحيفة اليوم (@alyaum) June 10, 2022وتشير تقديرات البرنامج الأممي إلى أن وقف التمويل الدائم قد يؤدي إلى أكثر من 6 ملايين إصابة جديدة، و4.2 ملايين حالة وفاة إضافية خلال 4 سنوات، ما يعيد العالم إلى مستويات الأزمة في أوائل الألفية الجديدة.
وأضافت بيانيما أن القرار الأمريكي "لم يكن مجرد نقص في الأموال، بل هو نزع لشبكة الأمان بالكامل"، مشيرة إلى أن أكثر من 60% من منظمات مكافحة الإيدز التي تديرها النساء فقدت تمويلها أو توقفت عن العمل.انتكاسة خطيرة في نيجيريافي نيجيريا وحدها، انخفض عدد الأشخاص الذين يتلقون العلاج الوقائي بنسبة 85% في الأشهر الأولى من عام 2025، وهي نسبة تمثل انتكاسة خطيرة في دولة تُعد من بين الأعلى في عدد الإصابات الجديدة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } وقف التمويل الأمريكي يهدد بالقضاء على 20 عامًا من جهود التصدي لمرض الإيدز - متداولة
وأوضح التقرير أن بعض الأبحاث الطبية الحيوية في الوقاية والعلاج توقفت بالفعل، خصوصًا في جنوب إفريقيا، ما يؤثر سلبًا على جهود تطوير لقاحات أو أدوات علاجية جديدة.
وختمت بيانيما بقولها: "النجاحات التي حققها العالم في مكافحة الإيدز كانت علامة مضيئة في الصحة العالمية، لكن هذه القصة الرائعة الآن على شفا الانهيار بسبب قرار سياسي قاسٍ وغير مبرر، لا يمكن أن تُترك الأرواح رهينة لتقلب الأولويات السياسية".