قنبلة موقوتة في جسدك| طبيب شهير يوجه نصائح عاجلة بعد وفاة إيناس النجار
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
فُجعت الأوساط الفنية والجماهيرية في تونس والعالم العربي، يوم 31 مارس 2025، بخبر وفاة الفنانة التونسية إيناس النجار عن عمر يناهز 46 عامًا، إثر تدهور صحي مفاجئ ناتج عن تسمم في الدم بسبب انفجار المرارة. دخلت إثره في غيبوبة تامة لم تمكث بعدها طويلاً حتى فارقت الحياة.
لم يكن رحيل إيناس مجرد خبر فني عابر، بل شكّل صدمة ومناسبة لطرح تساؤلات طبية مهمة حول أحد أخطر أمراض الجهاز الهضمي التي قد تمرّ دون أن يدركها كثيرون: أمراض وحصوات المرارة.
في خضم الحزن، برز تحذير طبي مهم على لسان الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة، الذي وصف حصوات المرارة بأنها "قنبلة موقوتة" داخل الجسم.
من خلال برنامجه "ربي زدني علما" على قناة "صدى البلد"، شدد الدكتور موافي على أن أي خلل في المرارة قد يؤدي إلى مشاكل جسيمة في البنكرياس، لا سيما عند تحرّك حصوة صغيرة وسدها للقنوات المرارية، مما يسبب التهابًا حادًا يستدعي تدخلاً طارئًا في المستشفى.
كما لفت إلى أن بعض الحالات تتطلب استئصال المرارة لتفادي المضاعفات الخطيرة، مؤكدًا أن الجراحة تتم غالبًا عن طريق المنظار، ما يجعلها أقل تعقيدًا وأكثر أمانًا.
نمط الحياة وعلاقته بحصوات المرارةوفاة الفنانة إيناس النجار أثارت كذلك اهتمام الأطباء بضرورة التوعية بأسباب تكون الحصوات في المرارة، والتي ترتبط في كثير من الأحيان بنمط الحياة، خاصة النظام الغذائي.
وفقًا لموقع "Health"، هناك خمسة عناصر غذائية رئيسية ترفع من خطر الإصابة بحصوات المرارة، وهي:
1. اللحوم الحمراء الدهنية والمصنعةتحتوي على نسب عالية من الكوليسترول والدهون المشبعة، ما يزيد من عبء المرارة ويعزز فرص تكوّن الحصوات.
2. منتجات الألبان كاملة الدسمرغم فوائد الحليب ومشتقاته، إلا أن الأنواع الغنية بالدهون قد تُشكل تهديدًا لصحة المرارة، ويُنصح باللجوء لبدائل قليلة الدسم.
3. الحلويات الغنية بالسكرياتتُعتبر الكربوهيدرات المكررة والدهون من العوامل المُرهقة للمرارة، ويُنصح بتناول الحلويات باعتدال.
4. المشروبات الغازية والمُحلاةنسبة السكر المرتفعة فيها تزيد الضغط على الكبد والمرارة، وتُعد من مسببات الالتهاب والتسمم الداخلي.
5. الكافيينتأثيره السلبي لا يقتصر على الجهاز العصبي، بل يمتد أيضًا لصحة المرارة، لذا يُنصح بقراءة المكونات وتجنب الإفراط في استهلاكه.
كيف نحافظ على صحة المرارة؟في ضوء هذه التحذيرات، قدم الخبراء نصائح مهمة للوقاية من مشاكل المرارة، أبرزها:
تقليل الدهون المشبعة واللحوم المصنعة.
الاعتماد على الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه.
تجنب السكريات والمشروبات الغازية.
ممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على وزن صحي.
مأساة إنسانية ودعوة للتوعيةإن وفاة الفنانة إيناس النجار لم تكن فقط خسارة فنية، بل جرس إنذار صاخب يدعونا جميعًا لإعادة النظر في صحتنا ونمط حياتنا.
المرارة، التي يجهل كثيرون خطورتها، قد تكون القاتل الصامت الذي يختبئ خلف أعراض بسيطة. فلنكن أكثر وعيًا، لأن الوقاية قد تنقذ أرواحًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حسام موافي الدم صدى البلد مأساة إنسانية الفنانة إيناس النجار المزيد إیناس النجار
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: مخيمات تنظيم الدولة في صحراء سوريا قنابل موقوتة
في قلب السهوب القاحلة شمال شرقي سوريا، والتي تمتد دون انقطاع تقريبا حتى الحدود مع العراق، تكمن واحدة من أخطر التركات التي خلفتها سنوات من الحرب الأهلية.
وتوضح صحيفة نيويورك تايمز أن هذا الخطر يتمثل في معسكرات احتجاز شاسعة تؤوي عشرات الآلاف من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في مخيمي الهول وروج بمحافظة الحسكة أقصى شمال شرقي سوريا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إيطالي: هل تنافس غواصة "ميلدن" التركية نظيراتها الأوروبية؟list 2 of 2طقوس الفودو وحروب الموز.. سجل حافل بتدخلات واشنطن في أميركا اللاتينيةend of listويمثل وجود أكثر من 27 ألف امرأة وطفل من عائلات تنظيم الدولة الإسلامية في المخيمين -برأي الصحيفة- تحديا أمنيا وإنسانيا وسياسيا بالغ التعقيد، في حين يواصل نحو 8 آلاف من مقاتلي التنظيم قضاء فترات احتجاز في سجون قريبة، في وضع بات يضغط بقوة على الحكومة السورية الجديدة، وخاصة مع بدء الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية من المنطقة.
وتُعدّ هذه المعسكرات من إرث الحرب التي مزّقت سوريا خلال 13 عاما، إذ أصبحت موطنا قسريا لعشرات الآلاف ممن تم احتجازهم خلال المعارك التي خاضتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدعم من الولايات المتحدة، لاستعادة الأراضي من التنظيم.
ومع تقلّص الدور العسكري الأميركي، تشير مراسلة الصحيفة أليسا روبن التي أعدت التقرير، إلى أن الحكومة السورية تواجه معضلة كبيرة في دمج "قسد" في جيشها وإدارة المخيمات، في حين تتجه واشنطن إلى مطالبتها بتحمّل مسؤولية هذه السجون والمخيمات.
لكن هذه الخطوة تصطدم بمخاوف كردية عميقة من الحكومة التي يقودها إسلاميون سابقون مرتبطون في مرحلة ما بتنظيم القاعدة، وسط اتهامات بأنها قد تطلق سراح بعض مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أو تُهمل ملفهم.
ومع أن الحكومة السورية أعلنت التزامها بمكافحة التنظيم وانضمت الشهر المنصرم إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربته، خصوصا مع توسّع هجمات التنظيم خلال العام الأخير داخل الأراضي السورية مستهدفا كنيسة في دمشق وقوات النظام السوري، مما يؤكد قدرته على الاستمرار رغم الخسائر الميدانية.
إعلانوتنقل مراسلة الصحيفة مشاهد من داخل مخيم الهول عن أطفال يتحركون داخل مساحات ضيقة، ونساء يرتدين البراقع ويصفن بهمس الزائرين بـالكفر، وأمهات يشتكين من الجوع، وغياب التعليم، وانعدام الرعاية الصحية، والظروف الصعبة.
وتقول أليسا روبن إن الكثير من الأطفال وُلدوا أو نشأوا داخل المخيم، ما يجعلهم عرضة لبناء وعيهم وفق منظومة فكرية متشددة ما تزال حاضرة بقوة عبر النساء الأكثر ولاء للتنظيم، خصوصا القادمات من دول خارج الشرق الأوسط، مثل روسيا وطاجيكستان وفرنسا.
وعلى الأرض، تبدو المخيمات كعالم معزول قائم بذاته، تقوم فيه النساء -خصوصا القادمات من دول القوقاز وأوروبا الوسطى- بتلقين أطفالهن أفكار التنظيم.
وتشير تقديرات إلى أن نحو 60% من سكان المخيمات هم أطفال دون سن الـ18 عاما، نشأ معظمهم داخل بيئة مغلقة يهيمن عليها الفكر "المتطرف"، ما يجعلهم عرضة لتكوين وعي مشوّه يقوم على العنف والكراهية والانفصال عن العالم.
وقد تفاقمت الأوضاع الإنسانية عقب قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب وقف تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ما أدى إلى انقطاع الخدمات الطبية والتعليمية وخدمات حماية الأطفال، والاكتفاء بإعادة توزيع الماء والخبز لاحقا.
هذه الفجوات الحادة في الخدمات دفعت المحتجزين إلى الاحتجاج ومهاجمة مكاتب منظمات الإغاثة، في حين ارتفعت وتيرة الهرب وشهد المخيم حوادث عنف واسعة ومحاولات الهرب، كما ورد في التقرير.
وتفيد شهادات من إدارات المخيمات بأن عمليات تهريب منظم تجري بشكل شبه يومي، وأن مئات السيارات التي تدخل لنقل الإمدادات تُستخدم في كثير من الأحيان لتهريب الأشخاص.
ونقلت أليسا عن مديرة مخيم الهول، جيهان حنان، القول إن الناس "يهربون كل يوم، ويبدو أنها عملية منظمة"، وأنهم يبنون "أماكن للاختباء في خزانات المياه".
وفي مشهد آخر، توسلت امرأة أخرى، تدعى لطف النسان (65 عاما) ، وهي تجذب كُم سترة الكاتبة وتقول لها "أحتاج إلى علاج طبي". وأوضحت أنها تعاني من مشاكل في القلب وأن دواءها قد نفد. وقال مسؤولو المخيم في أواخر الشهر الماضي إنهم لا يعرفون ما إذا كانت قد عادت إلى العراق.
وأكدت المراسلة أنها شهدت داخل المخيمات هجمات على مكاتب الإغاثة وحوادث أمنية خطرة، كان أبرزها إقدام زوجين على ارتداء سترات ناسفة محلية الصنع وتهديدهما بالتفجير، مما انتهى بقتلهما على يد قوات سوريا الديمقراطية.
وعلى الرغم من التزام العراق وسوريا بإعادة مواطنيهما، فإن الآلاف من النساء والأطفال لا يزالون عالقين. وتمكن العراق من إعادة نحو 19 ألفا من مواطنيه ويسعى لاستعادة البقية، في حين أعادت سوريا بضع مئات فقط.
وترفض دول أخرى عديدة استعادة مواطنيها بسبب المخاوف الأمنية، مما يترك نساء مثل البلجيكية إيفلين دي هيردت، التي فقدت زوجها وابنتها في الصراع، في حالة من الانتظار المرير.
ويؤكد مديرو المخيمات في الهول وروج أن هناك حاجة ملحة لتقليص عدد السكان المحتجزين لتهدئة "هذه القنبلة الموقوتة" في الصحراء السورية.
إعلان