خرج عشرات الآلاف من الإيطاليين في مختلف المدن الإيطالية في مظاهرات واسعة، احتجاجا على توجهات الحكومة نحو تعزيز الإنفاق العسكري والمشاركة في خطط التسلح الأوروبية.

المشاركون من مختلف التيارات السياسية والنقابية انتقدوا تحويل الموارد العامة لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات اقتصادية واجتماعية تتطلب استثمارا عاجلا في الخدمات العامة.



وتولت جورجيا ميلوني رئاسة الحكومة في تشرين أول/أكتوبر 2023، بعد فوزها بالانتخابات ضمن تحالف يضم حزب فورزا إيطاليا، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في البلاد، ولتقود واحدة من أكثر الحكومات ميلا لليمين منذ الحرب العالمية الثانية.



وفي الأيام الأخيرة، شهدت عدة مدن إيطالية مظاهرات شارك فيها ممثلون عن النقابات العمالية وأحزاب المعارضة وعدد من المنظمات الشعبية، وفقا لتقارير صادرة عن منظمات دولية معنية برصد الحركات الاحتجاجية.

وتركزت الاعتراضات على خطة إعادة تسليح أوروبية تنوي تخصيص مئات المليارات من اليوروهات للإنفاق العسكري على مدى أربع سنوات.

ومن المقرر أن تسهم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بجزء كبير من هذه الأموال عبر زيادة إنفاقها الوطني على قطاعي الدفاع والأمن. وقد أبدت حكومة ميلوني موافقتها على هذه الخطة، رغم التحذيرات المتصاعدة من التبعات الاقتصادية التي قد تثقل كاهل البلاد بمزيد من الديون.

واعتبرت جهات معارضة، وعلى رأسها حزب حركة النجوم الخمس، أن السياسة الدفاعية الحالية تعكس خللا في ترتيب الأولويات، حيث يمكن استغلال تلك المبالغ في تحسين مستوى الرعاية الصحية والتعليم، وتوسيع نطاق الخدمات الاجتماعية الأساسية. وأشار المعارضون إلى أن كلفة شراء عدد محدود من الطائرات المقاتلة والدبابات كافية لبناء عشرات المستشفيات والمدارس الحديثة في مختلف الأقاليم.

واتهم الحزب الحاكم بأنه يزج بإيطاليا في سباق تسلح غير مبرر، داعيا إلى توحيد الجهود لبناء حركة أوروبية مناهضة للعسكرة والسياسات التي تؤدي إلى تصاعد النزاعات.

وبالإضافة إلى مطالبهم بإعادة توجيه الاستثمارات نحو المجالات الاجتماعية، حذرت الجهات النقابية من تراجع كبير في أجور العمال خلال الأعوام الأخيرة، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على شرائح واسعة من السكان. وطالبت تلك الجهات برفع الأجور وتجديد عقود العمل وتعزيز نظم التقاعد، بدلا من ضخ الموارد في مشاريع عسكرية مثيرة للجدل.



من جانبها، ردت الحكومة الإيطالية على المظاهرات بالقول إن تعزيز الأمن يمثل أولوية وطنية، ويهدف إلى حماية المواطنين وحفظ وحدة الأراضي وتعزيز استقرار الاقتصاد. واعتبرت أن الأمن لا يعني الهجوم أو التوسع، بل يشمل تأمين الحدود والدفاع عن المصالح الحيوية للدولة.

وتقوم خطة أوروبية أوسع بقيادة رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين على تمويل جماعي من أسواق المال بما يصل إلى مئة وخمسين مليار يورو، تمنح كقروض للدول الأعضاء لشراء الأسلحة بشكل مشترك ضمن منظومة صناعية أوروبية موحدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ميلوني إيطاليا تظاهرات إيطاليا دبابات ميلوني المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تسارع الشيخوخة.. متى يبدأ وأي الأعضاء أكثر تأثرا؟

كشفت دراسة حديثة أن عملية الشيخوخة في الأعضاء والأنسجة تتسارع بشكل ملحوظ بعد بلوغ سن الخمسين، لكنها ليست متساوية في جميع أجزاء الجسم.

فقد بينت النتائج أن الأوعية الدموية، وبالأخص الشريان الأورطي، هي التي تظهر علامات الشيخوخة بشكل أسرع من غيرها.

نشرت الدراسة في مجلة Cell العلمية، واعتمدت على تحليل عينات أنسجة من 76 متبرعاً بالأعضاء تراوحت أعمارهم بين 14 و68 عاماً، تعرضوا لإصابات دماغية عرضية.

شملت العينات أعضاء مختلفة مثل القلب والرئتين والأمعاء والبنكرياس والجلد والعضلات والدم والغدد الكظرية.

وأظهرت الأنسجة الكظرية بداية علامات الشيخوخة مبكراً حول سن الثلاثين، مما يشير إلى أن الخلل في النظام الهرموني قد يكون دافعاً رئيسياً لبدء عملية الشيخوخة العامة في الجسم، بحسب البروفسور قوانغهوي ليو من أكاديمية العلوم الصينية.

بين سن 45 و55، لوحظت زيادة حادة في علامات الشيخوخة، حيث شهد الشريان الأورطي أكبر التغيرات، تلاه البنكرياس والطحال.

ووصف ليو هذه المرحلة بأنها "عاصفة جزيئية" تؤدي إلى تغيرات واسعة في بروتينات الأعضاء، مما يمثل نقطة تحول حاسمة نحو الشيخوخة الجهازية.

اعتمد الباحثون في الدراسة على ما يعرف بـ"ساعات الشيخوخة البروتينية"، وهي تقنية حديثة تقيس تقدم الشيخوخة من خلال تحليل البروتينات في الأنسجة، بدلاً من التغييرات الجينية.

وأوضح خبراء أن هذه الطريقة تفتح آفاقاً جديدة لفهم معدلات الشيخوخة المختلفة بين الأعضاء، مثل معرفة ما إذا كانت الرئتان أكبر سناً من الدماغ، أو القلب أكبر سناً من الغدد الصماء.

تشير دراسات أخرى إلى أن تسارع الشيخوخة قد يحدث في فترات زمنية مختلفة خلال منتصف العمر، مثل سن 44 و60، بالإضافة إلى أن التغيرات في الدماغ خلال هذه المرحلة قد تؤثر على الصحة الإدراكية المستقبلية.

يؤكد الخبراء أهمية متابعة العمر البيولوجي بانتظام، لما لذلك من دور في الكشف المبكر عن نقاط التسارع في الشيخوخة، والتي يمكن مواجهتها بتحسين نمط الحياة عبر التغذية الصحية، والتمارين الرياضية، والنوم الكافي، وتقليل التوتر، وربما الأدوية.

ويشدد الباحثون على أن منتصف العمر هو فترة حرجة لصحة الشيخوخة، وأن تبني العادات الصحية مبكراً يعود بفوائد كبيرة. فعلى الرغم من عدم قدرة الإنسان على تغيير جيناته، إلا أن نمط حياته يمكن أن يؤثر إيجابياً على مقاومة الأمراض المزمنة ودعم الجهاز المناعي، ما يساهم في العيش بصحة أفضل لفترة أطول.

مقالات مشابهة

  • من بلجيكا إلى فنلندا.. 18 دولة تطلب دعماً دفاعياً بقروض أوروبية
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • تسارع الشيخوخة.. متى يبدأ وأي الأعضاء أكثر تأثرا؟
  • سلوفينيا أول دولة أوروبية تحظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل
  • ارتفاع مستمر في أسعار المواد الغذائية والتجار يرفضون التخفيض رغم تراجع الصرف
  • الإجهاد الحراري.. جمال شعبان يحذر المواطنين من موجة الحر التي تضرب البلاد
  • مجلس الأمن القومي التركي: استمرار دعم الحكومة السورية في مساعيها لضمان وحدة البلاد وسلامتها واستقرارها
  • المارديني لـ سانا: هدفنا هو تقديم تجربة إعلانية تُبرز الوجه العصري لدمشق منذ لحظة الوصول إلى أرض المطار، إيماناً منا بأن المطار هو النافذة الأولى التي يطل منها الزائر على البلاد
  • شوط أول سلبي.. لاعبو ليفربول يرفضون هدايا صلاح أمام مرمى يوكوهاما
  • البرهان يلتقي ممثل الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم يدين الحكومة الموازية