اكتشاف فجوات في عظام ديناصور عمره 70 مليون سنة
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
توصل فريق دولي من العلماء إلى وجود جيوب أو فجوات هوائية في عظام ديناصور من فصيلة عظايا ألفاريز، مما يُمثل أول دليل على وجود هذه السمة في هذه المجموعة تحديدًا من الديناصورات.
عظايا ألفاريز هي فصيلة من الديناصورات الثيروبودية، كانت صغيرة، وخفيفة البنية، وذات سمات تشبه الطيور، وهذه السمة الجديدة تعزز الصلة التطورية بالطيور الحديثة.
وقد عُثر على الحفريات في تكوين ألين بمقاطعة ريو نيغرو بالأرجنتين، ويعود تاريخها إلى ما يقرب من 70 مليون سنة، أي إلى أواخر العصر الطباشيري.
تكيّف مدهشوبحسب الدراسة، التي نشرت في دورية "بلوس وان"، فقد استخدم الباحثون تقنية متقدمة للتصوير المقطعي المحوسب لتحليل عظام الديناصورات، كاشفين عن تجاويف داخلية تُشبه الأكياس الهوائية الموجودة لدى الطيور الحديثة.
وقد عثر الباحثون على تلك الفجوات الهوائية في عينة صغيرة السن، مما يشير إلى أن هذا النوع من التكيفات ربما يكون قد تطور في وقت مبكر من حياة هذه الديناصورات.
ويعني ذلك أن الجيوب الهوائية تشكلت في مرحلة مبكرة من النمو، وليس نتيجة للشيخوخة. ويشير هذا إلى أن العظام الممتلئة بالهواء لم تكن استجابة للحجم أو الإجهاد، بل سمة متأصلة في هذا النوع.
ولم تكن هذه الفراغات المملوءة بالهواء موجودة في الجذع فحسب، بل وُجدت أيضًا، بشكل مُفاجئ، في عمق الذيل، مما يُشير إلى وجود تهوية واسعة النطاق عبر الهيكل العظمي.
إعلانويُرجّح الباحثون أن وجود هذه الفجوات الهوائية قد ساهم في تقليل الوزن الإجمالي للديناصور، مما عزز خفة حركته، وربما ساعد في كفاءة استخدام الطاقة، وهو أمر مهم بشكل خاص لديناصور صغير سريع الحركة مثل تلك التي تنتمي إلى هذه العائلة.
وترتبط هياكل مماثلة لدى الطيور الحديثة بأجهزة تنفس عالية الكفاءة، مما يُشير إلى أن هذا الديناصور ربما كان يشترك في مزايا تنفس مماثلة.
وربما ساعدت هذه السمة التشريحية أيضًا في تنظيم درجة حرارة جسم الديناصور، ولعبت دورًا في تنظيم الحرارة في ظل ظروف بيئية متفاوتة، على غرار وظائف الطيور.
ترتبط العظام المُهَوَّاة أيضًا بأجهزة تنفسية متقدمة، حيث يتدفق الهواء باستمرار في اتجاه واحد، مما يزيد من امتصاص الأكسجين.
تاريخ طويل للحياةسمح الحفظ الممتاز للحفرية للباحثين برسم خريطة لبنيتها الداخلية، مما يوفر بيانات نادرة عن التكيفات الحيوية للثيروبودات الصغيرة.
في السابق، كانت العظام المملوءة بالهواء معروفة بشكل رئيسي لدى الثيروبودات وثيقة الصلة بالطيور، مما يجعل هذا الاكتشاف مهمًا في فهم تطور الديناصورات والطيور.
وبحسب الدراسة، يدعم وجود الأكياس الهوائية الرأي القائل بأن أنظمة التنفس الشبيهة بالطيور تطورت في وقت أبكر مما كان متوقعًا، وعبر مجموعة أوسع من الديناصورات.
وبشكل عام، تشير الدرجة العالية من التكيف العظمي الداخلي إلى فسيولوجيا أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد سابقًا للديناصورات الصغيرة غير الطائرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
تركيا تعيد إنتاج نوع من الخبز يبلغ عمره 5000 عام
في اكتشاف أثري نادر، عثر علماء آثار في تركيا على رغيف خبز محفوظ عمره حوالي 5 آلاف عام، ما أثار اهتماماً واسعاً بزراعة أنواع قمح قديمة تتحمل الجفاف، في ظل التحديات المناخية الراهنة.
أقدم خبز مخمر في التاريخقال عالم الآثار ومدير حفريات موقع كولوبا، مراد توركتيكي، إن الخبز الذي اكتُشف هو أقدم خبز مخمر ومخبوز معروف حتى الآن، حيث يعود تاريخه إلى نحو 3300 قبل الميلاد.
وقد احتفظ الخبز، الذي يشبه الفطيرة بقطر 12 سم، بشكله الأصلي تقريباً، بعدما احترق ودُفن أسفل عتبة منزل قديم في العصر البرونزي.
طقوس ودفن غامضة
يشير الاكتشاف إلى طقوس قديمة ربما تتعلق بالوفرة والخصوبة، إذ لاحظ العلماء أن قطعة من الرغيف قد قُطعت قبل حرقه ودفنه أثناء بناء المنزل.
وما زال الغموض يلفّ حضارة كولوبا، التي لا تتوافر عنها سوى شواهد أثرية قليلة، بينما يرى الخبراء أن سكانها كانوا يمارسون الزراعة والتجارة والحرف اليدوية بمهارة عالية.تحليل مكونات الرغيف
أظهرت التحاليل أن الخبز كان مصنوعاً من دقيق النشا المطحون خشناً (نوع قديم من القمح)، وبذور العدس، مع استخدام أوراق نبات مجهول كخميرة. ويُعرض الرغيف المحترق حالياً في متحف إسكيشهير للآثار.
إعادة إحياء وصفة خبز كولوبابدافع الفضول والرغبة في إحياء التراث، قررت بلدية إسكيشهير إنتاج خبز كولوبا مجدداً باستخدام قمح كافيلكا (نوع قديم مقاوم للجفاف) والعدس والبرغل، بعد دراسة تركيب الرغيف القديم. وبالفعل، بدأ مخبز “هالك إكمك” الشعبي بإنتاج 300 رغيف يومياً، نفدت أولى دفعاته خلال ساعات، ما يعكس شغف السكان بتجربة الخبز الذي يعود إلى آلاف السنين.
درس من الماضي في مواجهة أزمة المناخقالت رئيسة بلدية إسكيشهير، عائشة أونلوجيه، إن إعادة إنتاج هذا الخبز يحمل رسالة مهمة، مضيفة: “أسلافنا يعلّموننا درساً ثميناً. يجب أن نعود إلى زراعة المحاصيل التي تتحمل الجفاف مثل القمح القديم، بدلًا من الذرة وعباد الشمس اللذين يستهلكان كميات هائلة من المياه”.
وأكدت أهمية تبني سياسات زراعية جديدة تتكيف مع التغير المناخي، مشيرة إلى أن مشروع زراعة القمح القديم يمثل خطوة رمزية نحو تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة.
قالت سوزان كورو، وهي إحدى الزبائن الذين حصلوا على خبز كولوبا: “كنت متحمسة جداً لتجربته.. إنه شعور رائع أن تتذوق طعامًا كان يؤكل قبل آلاف السنين”.