في ظل الحصار.. مبادرات في غزة لتعلم إعداد الطعام بأقل الإمكانات
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
غزة- في ظل إغلاق السلطات الإسرائيلية معابر غزة، منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مبادرات جديدة ومبتكرة لتعليم فنون الطهي بأقل الإمكانيات المتاحة وأبسطها.
وتعد هذه المبادرات، التي لاقت صدى ومتابعة واسعة من قبل الغزيين، خير دليل على صمود وصلابة سكان القطاع في مواجهة الحرب الإسرائيلية الشرسة عليهم منذ 18 شهرا.
"أحاول أن أقدم لأبناء شعبي ما يساعدهم في التغلب على الظروف الصعبة التي يعيشونها بفعل الحرب الإسرائيلية"، يقول الشيف الغزي محمد عامر وهو يستعد لتجهيز وجبة بسيطة أمام خيمته التي تؤويه بعد هدم طائرات الاحتلال منزله.
ويضيف الشيف للجزيرة نت "في غزة الخيارات أمامنا معدومة؛ لكن نحاول أن نخلق شيئا من لا شيء، لقد اخترت تعليم أبناء شعبي الطعام الصحي وبإمكانيات محدودة مما يساعدهم على الصمود في وجه المجاعة التي يعيشونها منذ بدء الحرب الإسرائيلية عليهم".
ويعتمد عامر، في تحضير مأكولاته، على المتاح من الخضراوات في الأسواق، والمزروعات التي يقوم بزراعتها بجوار خيمته، فضلا عن الأعشاب البرية التي تشكل إرثا ثقافيا للشعب الفلسطيني كالخبيزة واللوف.
كذلك يعتمد على المساعدات التي تقدمها المؤسسات الدولية للسكان، وعلى رأسها الأرز والمعلبات والمعكرونة، مشيرا إلى أن إغلاق الاحتلال للمعابر أدى إلى إيقاف هذه المساعدات، مما جعله يستخدم كمية قليلة حصل عليها قبل إغلاق المعابر بأيام.
ولجأ عامر إلى الحطب لإنجاح مبادرته بسبب نفاد الغاز من السوق، لكنه ومع طول فترة الحرب والحصار، هناك شح في هذه المادة "مما جعله يستبدله في أحيان كثيرة بالبلاستيك". ويقول "الاحتلال رجع لحملة التجويع والحصار وإغلاق كامل للمعابر، وهذه السياسة صعبة بشكل كبير على السكان خصوصا في ظل الحرب الشرسة التي تشن عليهم".
إعلان"مش لازم لحم ودجاج، الجود من الموجود، والحمد لله على كل حال"، هكذا يعلق عامر على انقطاع اللحوم من القطاع نتيجة منع سلطات الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية إلى غزة منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.
من جانبها، تحرص أم حمدي اليازجي من حي الشجاعية شرق مدينة غزة على مشاركة طريقة إعداد المأكولات البسيطة التي تقوم بطهيها على صفحتها على فيسبوك.
وتقول للجزيرة نت "أملي أن أقدم للغزيات طرقا جديدة لإعداد الطعام بإمكانيات بسيطة ورخيصة الثمن، كي أفيد أبناء شعبنا في ما يعينهم على تحدي الظروف الصعبة وانعدام الخدمات، لا سيما في ظل انقطاع الكثير من الأصناف التي كانت موجودة بغزة قبل الحرب".
وهو ما جعلها تلجأ في الفترة الأخيرة إلى ما هو موجود في الأسواق من أصناف أوشكت على الانقطاع. وتحرص معظم العائلات الغزية على تناول ما تيسر من المساعدات التي تقدمها المؤسسات الخيرية، ووجبات جاهزة تقدمها التكايا كالأرز والعدس والفاصوليا والبرغل.
ونبهت اليازجي إلى أن الكثير من الأكلات ووجبات الطعام التي كانت تحرص العائلات الغزية على تناولها قبل الحرب اندثرت بفعل غلاء الأسعار، وإلى انقطاع الكثير من الأصناف من الأسواق بفعل ارتفاع أسعارها بشكل جنوني، فضلا عن إغلاق الاحتلال للمعابر.
كذلك يلعب نفاد غاز الطهي من الأسواق دورا في اعتماد الغزيين على التكايا، لأن "السواد الغالب من السكان لا يملك ثمن ما يعده من وجبات، لذلك يأتي الناس يوميا إليها للحصول على وجبة الغداء".
وتشدد اليازجي على أن المطبخ الفلسطيني تقف أمامه الكثير من التحديات، خاصة في ظل التدمير الإسرائيلي المتعمد لكل ما يمت للتراث الفلسطيني بصلة. وفي ظروف القصف والمجازر، قد تضطر لوقف التصوير، وهناك بعض الحلقات تم وقف نشرها مراعاة لأحوال الناس.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
السفينة "مادلين" تصل ميناء أسدود والسلطات الإسرائيلية تستعد لاحتجاز ناشطيها
القدس المحتلة - الوكالات
وصلت سفينة الإغاثة "مادلين" إلى ميناء أسدود وسط إسرائيل وعلى متنها الناشطون الـ12 الذين اعتقلهم كوماندوز إسرائيلي بعد منع بلوغهم قطاع غزة لكسر الحصار المشدد على القطاع، وفق ما أكدته هيئة البث الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة يسرائيل هيوم أن مصلحة السجون تستعد لاحتجاز نشطاء سفينة "مادلين" وجهزت لهم زنازين منفصلة بسجن غفعون في الرملة.
وأضافت أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أوعز بمنع إدخال أجهزة الاتصال والراديو والتلفزيون إلى السجون وحظر أي رموز فلسطينية.
وطالب المركز الحقوقي الإسرائيلي (عدالة) سلطات تل أبيب بالكشف الفوري عن أماكن وجود الناشطين الذين كانوا على متن السفينة "مادلين" واُحتجزوا قسرا.
والليلة الماضية سيطر الجيش الإسرائيلي على السفينة الإغاثية واحتجز جميع الناشطين على متنها بعد تهديدات أمس الأحد بمنع وصولها إلى قطاع غزة، ومطالبتها بالعودة.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن جميع ركاب السفينة سالمون، وسيعودون إلى بلدانهم.
كما بث الجيش الإسرائيلي صورا للحظة اعتقال جميع النشطاء الأجانب الذين كانوا على متن السفينة مادلين.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلت عن مصدر قوله إن الناشطين على متن السفينة سيخضعون للتحقيق في قاعدة عسكرية بميناء أسدود، كما سيعرض عليهم فيلم عن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال مصدر بالخارجية الإسبانية للجزيرة إن بلاده استدعت القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية احتجاجا على ما جرى للسفينة "مادلين".
واستنكرت إيران اعتراض إسرائيل سفينة المساعدات "مادلين"، ووصفت ذلك بأنه عمل "قرصنة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي بطهران إن "الهجوم على هذه السفينة يعد شكلا من أشكال القرصنة بموجب القانون الدولي، لأنه حدث في المياه الدولية".
بدورها، اعتبرت تركيا أن تدخّل القوات الإسرائيلية ضد السفينة "مادلين" انتهاك واضح للقانون الدولي.
وقالت وزارة الخارجية التركية إن إسرائيل "تظهر مرة أخرى أنها تتصرف كدولة إرهابية".
كذلك اعتبرت منظمة العفو الدولية السيطرة الإسرائيلية على سفينة "مادلين" انتهاكا للقانون الدولي. وقالت إن السفينة كانت تسعى لجلب مساعدات إنسانية لكسر الحصار غير القانوني على قطاع غزة المحتل.
وأضافت أن على إسرائيل كقوة احتلال التزام قانوني بضمان حصول المدنيين في غزة على الغذاء والدواء.
من جهتها، وصفت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة إسرائيل بأنها "دولة مجرمي حرب" على خلفية اعتراضها سفينة "مادلين" الإغاثية، ودعت أيضا إلى بدء تجهيز مزيد من السفن الإغاثية في العالم وإرسالها إلى الفلسطينيين المجوّعين بالقطاع المحاصر.
بدورها، عبرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي عن دعمها عملية تحالف أسطول الحرية، وحثت أمس الأحد على إرسال قوارب أخرى لتحدي الحصار على غزة.
وأبحرت السفينة "مادلين" من إيطاليا وعلى متنها 12 ناشطا من فرنسا وألمانيا والبرازيل وتركيا والسويد وإسبانيا وهولندا، في الأول من يونيو/حزيران الجاري، لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يعاني وضعا إنسانيا كارثيا.