قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي إن إعلان الاحتلال إصابة جندي من لواء غولاني بجروح خطيرة جنوبي قطاع غزة، لا يعني بالضرورة إصابته خلال اشتباك مباشر مع المقاومة، معددا احتمالات مختلفة للواقعة.

وأضاف الفلاحي، في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة أن الرواية الإسرائيلية لم توضح ما إذا كانت الإصابة نتيجة اشتباك مسلح أو حادث عرضي، مشيرا إلى أن الأمر قد يرتبط بسقوط من مبنى أو حادث فردي في ساحة المعركة، وهي وقائع سبق حدوثها خلال الحرب.

وأوضح أن فصائل المقاومة لم تصدر حتى الآن أي بيان تعلن فيه خوض معركة أو اشتباك مسلح في تلك المنطقة، مما يعزز فرضية أن الحادث ليس نتيجة لمواجهة مباشرة بين الجانبين.

وتزامن الإعلان الإسرائيلي مع هجوم بري على مدينة رفح وقصف جوي على 40 هدفا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفقا لبيان جيش الاحتلال، في وقت تواصل فيه فرقة الاحتلال 36 عملياتها على محور موراج جنوبي القطاع.

وأشار الفلاحي إلى أن الاحتلال يقوم منذ انتهاء الهدنة بعمليات قصف وتوغّلات في مناطق خالية من السكان بعد فرض الإخلاء القسري، دون أن يقابل ذلك رد مباشر من المقاومة عبر اشتباكات ميدانية.

ولفت إلى أن غياب الصور الميدانية من طرف المقاومة -كما كانت تُنشر في المواجهات السابقة- يؤكد أن فصائلها لم تُعلن عن أي اشتباكات، وهو ما يُضعف الادعاء الإسرائيلي بوجود معركة فعلية وراء الإصابة.

إعلان

وأكد أن إصابة جندي واحد لا تعني الكثير من الناحية العسكرية، خاصة في ظل تفوق ناري إسرائيلي واضح، وغياب المعارك الحقيقية بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة داخل القطاع حتى اللحظة.

اقتصاد القوة

ورأى الفلاحي أن المقاومة تعتمد حاليا على إستراتيجية "اقتصاد القوة" حفاظا على قدراتها، وتنتظر توقيتا ميدانيا ملائما لخوض المواجهات، مشيرا إلى أن الاشتباك في هذه المرحلة قد لا يُحقق نتائج فعالة.

وأضاف أن المقاومة تدرك أن أي اشتباك أو استخدام للسلاح سيعطي الاحتلال ذريعة لشن المزيد من القصف العنيف، مما سيفاقم من مأساة المدنيين في ظل الحصار الكامل وغياب المساعدات الإنسانية.

ونوّه إلى أن استخدام الأسلحة يكشف أيضا مواقع المقاومة، ما قد يعرضها لخسائر كبيرة إن تم استهدافها جويا، وهو ما تسعى الفصائل لتجنّبه، بانتظار مرحلة ميدانية أكثر مناسبة.

وأوضح أن قوى المقاومة ما زالت تراهن على مسار المفاوضات لتخفيف الضغط عن المدنيين، وتأجيل المعركة إلى لحظة أكثر توازنا ميدانيا، بدلا من الوقوع في فخ الاستنزاف الإسرائيلي.

وشدّد على أن غياب الاشتباك لا يعني تحقيق إسرائيل لأهدافها، مؤكدا أن المقاومة ما زالت تمتلك زمام المبادرة جزئيا وتحتفظ بعشرات الأسرى، وهو ما يُجبر إسرائيل على التفاوض.

واعتبر أن عدم قدرة الاحتلال على استعادة أسراه بالقوة -رغم مرور أشهر من القتال- دليل على فشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب، التي لم تنحصر في الدمار بل تضمنت إنهاء وجود المقاومة.

وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة على غزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط مجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

انتحار جندي إسرائيلي.. نتنياهو يأمر بإخلاء «بؤر استيطانية» والرئيس الإسرائيلي يحسم موقفه!

أعلن الجيش الإسرائيلي قتل فلسطينيين اثنين بزعم محاولتهما تنفيذ عملية دهس بسيارة عند حاجز لقوة إسرائيلية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، فيما أصيب جندي إسرائيلي بجروح طفيفة.

وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال فجر السبت أربعة مواطنين من قرية النبي صالح بعد دهم منازلهم وتفتيشها، كما أصيب رضيع فلسطيني يبلغ 20 يومًا بالاختناق جراء استنشاق غاز مسيل للدموع أثناء اقتحام الجيش لقرية مادما جنوب نابلس.

إلى ذلك، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، تعليمات بإخلاء 14 بؤرة استيطانية وإلقاء القبض على 70 شخصًا تتهمهم الأجهزة الأمنية بارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين.

ونقلت القناة الإسرائيلية 12 أن البؤر المذكورة تُعد مواقع استيطانية غير قانونية، وتُصنف داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مصدرًا لما تصفه بـ”الإرهاب اليهودي” والجريمة القومية، وتستعد الأجهزة المختصة لتنفيذ عمليات ميدانية تستهدف تفكيك هذه النقاط وملاحقة المجموعات التي تتخذ منها قاعدة لشن هجمات.

ووفق القناة، اتخذ نتنياهو القرار بعد وصول تقارير أمنية تشير إلى تجمع ناشطين داخل مزارع وبؤر استيطانية بهدف تنفيذ اعتداءات متصاعدة، معظمها يستهدف الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.

وأشار مسؤولون أمنيون إلى أن هذه البؤر تحولت خلال الأشهر الماضية إلى “نقاط انطلاق” لاقتحامات تنفذ ضد القرى الفلسطينية، كما رُصدت حوادث وُصفت بأنها مساس برموز الدولة الإسرائيلية، شملت مهاجمة جنود وضباط شرطة والتحريض ضد السلطات.

وفي المقابل، نقلت القناة عن مصدر سياسي قوله إن نتنياهو لا يسعى إلى “تطهير” البؤر الاستيطانية نفسها، موضحًا أن الهدف هو التعامل مع مجموعات شبابية خارجة على القانون لا تمثل المستوطنين ولا تنتمي إليهم، وفق تعبيره.

وأضاف أن أي توصيف آخر لما يجري “غير دقيق ولا يعكس حقيقة النقاشات الرسمية”.

الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ يحترم موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن العفو عن نتنياهو ويؤكد سيادة القانون

قال الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، اليوم السبت، إنه يحترم موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن العفو عن رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو في قضية الفساد المتهم بها، لكنه شدد على أن إسرائيل دولة ذات سيادة وتحترم نظامها القانوني.

وأضاف هرتسوغ في تصريحات لإعلام أمريكي أن أي عفو استباقي يجب النظر إليه من منظور موضوعي، موضحًا أن هناك العديد من القضايا التي تستلزم الموازنة بين مبدأ المساواة أمام القانون والظروف الخاصة لكل حالة.

وأشار إلى احترامه لصداقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجهوده في مساعدة إسرائيل على استعادة رهائنها، لكنه أكد أن الالتزام بالقانون الإسرائيلي لا يقبل التجاوز.

وفي وقت سابق، أوضح هرتسوغ أنه سيضع في اعتباره مصلحة الدولة والمجتمع الإسرائيلي فقط عند البت في طلب العفو المقدم من نتنياهو.

المستشار الألماني فريدريش ميرتس يؤكد على ضرورة التراجع عن خطط ضم الضفة الغربية

صرّح المستشار الألماني فريدريش ميرتس، اليوم السبت، خلال زيارته للأردن، بأن القيادة الإسرائيلية يجب أن تتخلى عن أي خطوات نحو ضم الضفة الغربية.

وقال ميرتس بعد لقائه بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني: “يجب أن نبقي الطريق إلى الدولة الفلسطينية مفتوحًا”.

وأضاف أن أي إجراءات تجاه ضم الضفة الغربية، سواء كانت شكلية أو سياسية أو بناءً أو فعليًا، يجب أن تتوقف بالكامل لتجنب تغيير الوضع القانوني والسياسي للمنطقة.

وأشار المستشار الألماني إلى أن النقاش مع الملك عبد الله الثاني تطرق أيضًا إلى أفضل الحلول للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكداً أن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل تبقى الحل الأمثل لضمان السلام والاستقرار في المنطقة.

ارتفاع حالات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين بعد حرب غزة وأزمة نفسية هيكلية داخل الجيش

أقدم جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي من القدس، نهراي رافائيل بارزاني، على الانتحار ليلة الجمعة، في حادثة ربطها تقرير صحيفة يسرائيل هيوم بالصدمة النفسية العميقة الناتجة عن حرب غزة.

وبحسب التقارير، كان بارزاني يعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة منذ مشاركته في الصراع، كما أشار إلى وفاة صديقه المقرب روي شاليف بعد تعرضه لهجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، ما فاقم الصدمة النفسية لديه.

خبراء أمنيون وإعلاميون عبريون أكدوا أن هذه الحوادث ليست حالات فردية، بل تعكس أزمة نفسية هيكلية داخل الجيش الإسرائيلي، حيث تم تشخيص آلاف الجنود باضطراب ما بعد الصدمة منذ بداية الحرب على غزة، مع نقص حاد في الموارد النفسية والعلاجية.

وذكرت صحيفة هآرتس أن ما لا يقل عن 15 جنديا أقدموا على الانتحار منذ اندلاع الحرب، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع إذا لم يتم توفير دعم نفسي كافٍ للمصابين.

مقالات مشابهة

  • استمرار خروقات الاحتلال الإسرائيلي في غزة واستشهاد فلسطينيين
  • إصابة 3 سوريين برصاص الجيش الإسرائيلي في ريف القنيطرة
  • الاحتلال الإسرائيلي يصيب 3 مدنيين في القنيطرة ويقتل فلسطيني في غزة
  • إصابة 5 عناصر شرطة بحادث سير جنوبي العراق
  • ارتفاع حالات العجز والبتر.. إصابة 22 ألف جندي إسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة
  • استشهاد فلسطينيين اثنين بنيران الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة
  • الوزن العربي في التأثير على قرارات ترامب
  • استشهاد طفلة فلسطينية بنيران الاحتلال الإسرائيلي جنوبي قطاع غزة
  • انتحار جندي إسرائيلي.. نتنياهو يأمر بإخلاء «بؤر استيطانية» والرئيس الإسرائيلي يحسم موقفه!
  • إسرائيل تنسف مباني وتطلق النيران داخل الخط الأصفر بخان يونس