دراسة تربط بين إدمان الكحول وتلف الدماغ
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
تناول ثمانية مشروبات كحولية أو أكثر أسبوعيا قد يكون له تأثير ضار على الدماغ، وفقا لدراسة جديدة نشرت في مجلة Neurology، المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب (AAN).
وقد ارتبط هذا الحجم من الكحول بارتفاع خطر الإصابة بنوع من آفات الدماغ يسمى تصلب الشرايين الزجاجي، والذي يسبب تضييق وزيادة سماكة الأوعية الدموية ويعيق تدفق الدم في الدماغ.
ويمكن أن يؤدي هذا إلى مشاكل في الذاكرة والإدراك، وفقًا لبيان صحفي صادر عن AAN.
وقال الدكتور ألبرتو فرناندو أوليفيرا جوستو، مؤلف الدراسة من كلية الطب بجامعة ساو باولو في البرازيل، في البيان الصحفي: “يعتبر الإفراط في تناول الكحول مصدر قلق صحي عالمي كبير يرتبط بزيادة المشاكل الصحية والوفاة”.
لقد درسنا تأثير الكحول على الدماغ مع تقدم العمر. وتُظهر أبحاثنا أن الإفراط في تناول الكحول يُلحق الضرر بالدماغ، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الذاكرة والتفكير.
قام الباحثون بفحص تشريح أدمغة 1781 شخصًا يبلغ متوسط أعمارهم 75 عامًا، مع التركيز على أي علامات لإصابة الدماغ أو تلفها.
وقاموا بعد ذلك بجمع المعلومات حول استهلاك المشاركين للكحول من أفراد الأسرة، حسبما جاء في بيان AAN.
كان الأشخاص الذين تم تصنيفهم على أنهم يشربون بكثرة معرضين لخطر أكبر بنسبة 133% للإصابة بآفات الأوعية الدموية في الدماغ (تشوهات في الأوعية الدموية في الدماغ) مقارنة بالأشخاص الذين لم يشربوا أبدًا.
وكان الخطر أعلى بنسبة 89% مقارنة بمن كانوا يشربون الكحول بكثرة، وأعلى بنسبة 60% مقارنة بمن كانوا يشربون الكحول باعتدال.
كان الأشخاص الذين يشربون بكثرة والذين كانوا يشربون بكثرة في السابق أكثر عرضة للإصابة بتشابكات تاو، وهي رواسب بروتينية في الدماغ وهي علامة شائعة لمرض الزهايمر .
وعند تحديد مستوى الاستهلاك، حدد الباحثون مشروبًا واحدًا بأنه يحتوي على 14 جرامًا من الكحول، وهو ما يعادل حوالي 350 مليلترًا (مل) من البيرة، أو 150 مل من النبيذ، أو 45 مل من المشروبات الروحية المقطرة.
ومن بين الأشخاص الذين كانوا يشربون بكثرة، لاحظ الباحثون انخفاضًا في الوظائف الإدراكية وانخفاض كتلة المخ بما يتناسب مع كتلة الجسم، وهو التأثير الذي لم يتم العثور عليه بين الذين يشربون بكثرة أو يشربون باعتدال حاليًا، وفقًا للبيان.
كان متوسط العمر المتوقع للأشخاص الذين يشربون الكحول بكثرة أقصر بنحو 13 عامًا مقارنة بأولئك الذين لم يشربوا الكحول مطلقًا.
وقال جوستو في البيان: “لقد وجدنا أن الإفراط في الشرب يرتبط بشكل مباشر بعلامات الإصابة في الدماغ، وهذا يمكن أن يسبب تأثيرات طويلة المدى على صحة الدماغ ، مما قد يؤثر على الذاكرة والقدرات على التفكير”.
“إن فهم هذه التأثيرات أمر بالغ الأهمية للتوعية بالصحة العامة وللاستمرار في تنفيذ التدابير الوقائية للحد من الإفراط في الشرب.”
تحدثت الدكتورة فرانسيس لي، التي تعالج أمراض الكبد المرتبطة بالكحول في مؤسسة ماونت سيناي الصحية في مدينة نيويورك، في وقت سابق مع قناة فوكس نيوز ديجيتال حول تأثيرات الكحول على الدماغ.
وقال لي إن الكحول – وهو مادة معروفة بأنها تسبب الاكتئاب – يعبر بسهولة حاجز الدم في الدماغ ، والذي يلعب دورا في آثاره الاكتئابية والإدمانية.
وحذرت من أن الإفراط في تناول الكحول يؤدي أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف.
وقال ديفيس لشبكة فوكس نيوز ديجيتال: “إن تناول الكحول يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التدهور الإدراكي، مما يسبب مشاكل في الذاكرة، فضلاً عن تفاقم بعض المشكلات السلوكية مثل الاكتئاب “.
من أهمّ عيوب الدراسة عدم تقييمها لصحة المشاركين قبل الوفاة. كما افتقرت إلى المعلومات حول مدة استهلاك الكحول.
وأشار الباحثون إلى أن الدراسة تظهر فقط وجود ارتباط ولا تثبت أن الإفراط في الشرب يسبب إصابات في الدماغ.
تم دعم الدراسة من قبل مؤسسة ساو باولو للأبحاث.
المصدر: مملكة بريس
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: مرافقة النبي في الجنة لا تكون إلا بكثرة السجود
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، انه عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ. فَقَالَ لِي : «سَلْ». فَقُلْتُ : «أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ». قَالَ : «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟» قُلْتُ : «هُوَ ذَاكَ».
قَالَ : «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ».
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان كثرة السجود تكون بكثرة الصلاة، وكان النبي ﷺ يُكثر من الصلاة، فكان يحافظ على الرواتب، ولم يدعها إلا في نحو سفر، وهي سبع عشرة ركعة فرضًا، ومثلها سنةً مؤكدةً.
ثم كان ﷺ يقوم الليل، امتثالًا لأمر ربه سبحانه وتعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 2 - 4].
وكان ﷺ يأمر بصلاة الضحى، ويُرغِّب فيها، ويقول ﷺ: « مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى، غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ». وقد ثبتت عنه من ركعتين إلى اثنتي عشرة ركعة.
والصلاة في لغة العرب تعني "الدعاء بخير"، ومن هنا كان دعاؤنا لرسول الله ﷺ جزاءً على تبليغه، فنقول: "اللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبيًّا عن أمته"، ونقول كذلك: "اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا محمد وآله".
وقد يظن بعض الناس -من غير المسلمين، أو منهم ممن جهلوا- أن الله يُصَلي على النبي ﷺ كما نصلي نحن له، وليس الأمر كذلك؛ فالصلاة من الله على عبده معناها: الثناء عليه، والدعاء له بالرحمة والرفعة. فـ "فاللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد" تعني: "اللهم أنزل عليه مزيدًا من الرحمات، وأعلِ درجته"، وعلو الدرجات لا نهاية له، وكلما صلّى عليه أحد من أمته، زاده الله شرفًا ورفعة، وهو أهلٌ لذلك بما صبر وبلّغ وترك.
والصلاة موطن لاستجابة الدعاء، وقد دلَّنا رسول الله ﷺ على ذلك فقال: « وأما السجودُ فاجتهدوا فيه في الدعاءِ، فإنه قَمِنٌ أن يُستجابَ لكم ». أي: جدير بأن يُستجاب، بل يُستجاب فورًا بقوة. وفي الحديث الآخر: «أقرب ما يكون العبد إلى ربه، وهو ساجد». فصلّوا، فإن الصلاة ركن الدين، وعموده، وذروة سنامه،
والعمود هو الذي تقوم عليه الخيمة، فإذا قام، قام الدين، وإذا هُدم، هُدم الدين.