بعد لقاء الشرع وبارزاني.. توافق كردي سوري على خارطة طريق للاستقرار
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
شكّل اللقاء الذي جمع رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، بالرئيس السوري أحمد الشرع، على هامش "منتدى أنطاليا الدبلوماسي"، خطوة إضافية نحو تجاوز أيّ خلافات بين الجانبين والاتفاق على خارطة طريق للاستقرار.
وأكد الطرفان في اللقاء، الذي جرى الجمعة الماضية، أهمية التعاون في محاربة تنظيم الدولة، وضرورة تحقيق السلام في سوريا بحلول سياسية عادلة، تضمن حقوق جميع المكونات، وعلى رأسها الأكراد.
وجاء اللقاء بعد خطوات سورية، ساهمت في تحقيق توافق بين الحكومة في دمشق وأكراد سوريا بالتوقيع على اتفاق يقضي بدمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مؤسسات الدولة في 10 مارس/آذار الماضي.
سررتُ بلقاء الرئيس أحمد الشرع في أنطاليا. حيث ناقشنا الوضع في سوريا، وبيّن رؤيته لمستقبل سوريا الذي يحتضن جميع السوريين. أثنيتُ على نهجه الشامل، وأكدتُ له استمرار دعمنا له.
كما أكدنا التزامنا المشترك بالحرب المستمرة ضد داعش، وأسعدني التزام الرئيس الشرع المخلص بالسلام والأمن…
— Nechirvan Barzani (@IKRPresident) April 11, 2025
تطور في العلاقاتشهدت العلاقات العراقية السورية تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، بعد سنوات من الجمود عقب الحرب في سوريا، فقد تلقى الرئيس السوري أحمد الشرع، في الأول من أبريل/نيسان الجاري، اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بحثا فيه سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
إعلانوجاء الاتصال بعد زيارة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى بغداد منتصف مارس/آذار الماضي، حيث التقى عدداً من كبار المسؤولين، منهم الرئيس عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني.
ويرى القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هيثم المياحي، أن اللقاء بين بارزاني والشرع يحمل دلالات مهمة في هذا التوقيت.
وقال المياحي للجزيرة نت، إن اللقاء كان "إيجابيا للغاية"، مشيراً إلى أنه جاء في "فترة حساسة تشهد فيها المنطقة متغيرات إقليمية متسارعة، لا سيما في دول الجوار العراقي".
وأضاف أن "رئيس إقليم كردستان أكد أثناء اللقاء ضرورة تحقيق الاستقرار الإقليمي، في ظل العلاقات الجغرافية والسياسية والثقافية والدينية التي تربط العراق وسوريا".
وأوضح، أن بارزاني يشجع الأكراد السوريين على اعتبار دمشق عاصمتهم، والتعاون مع الحكومة السورية الجديدة من أجل تحقيق الاستقرار، داعياً في الوقت ذاته دمشق إلى تحقيق العدالة وبناء سوريا جديدة تكون وطناً لكل مكوناتها.
شراكة في سوريا الجديدة
من جانبه، قال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، محمود خوشناو، إن الأكراد يسعون إلى شراكة حقيقية في سوريا الجديدة، تقوم على التوازن بين مختلف مكونات المجتمع السوري.
وأضاف خوشناو، في حديثه للجزيرة نت، أن الأكراد يطالبون بضمانات لمشاركتهم في صياغة الدستور وبناء الدولة الجديدة، وتجاوز إخفاقات الماضي، محذراً من تهميش أي مكون.
وأشار إلى أن إقليم كردستان، يسعى إلى تهدئة التوترات وتعزيز السلام، مؤكداً أن الشعب الكردي "يدعو إلى الحوار لحل الخلافات"، ويطمح إلى لعب دور فاعل ضمن رؤية الحكومة الاتحادية في العلاقات الإقليمية والدولية.
ونفى وجود أي اتفاقيات بين الإقليم وأطراف إقليمية، مشدداً على أن "الاتفاقيات يجب أن تتم عبر السلطة الاتحادية"، لافتا إلى أن الحوار بين أكراد سوريا وحكومة دمشق مستمر، ويشمل ملفات سياسية وأمنية، إلى جانب قضايا الطاقة، وصياغة الدستور، وتشكيل الحكومة.
إعلانوعبّر عن أمله في أن تنتهي المرحلة العسكرية في سوريا، وتبدأ مرحلة التعاون والتكامل بين العراق وسوريا، بما فيها إقليم كردستان والأكراد السوريون، مضيفاً أن الأكراد "ليسوا دعاة حروب، بل دعاة سلام وحرية وتوازن".
ودعا خوشناو المجتمع الدولي والدول الإقليمية إلى التعاون من أجل إنهاء التوترات وتحقيق الاستقرار، مؤكداً، أن شعوب المنطقة ستكون المستفيد الأول من سياسات التهدئة والتكامل.
رسائل طمأنة
من جهته، اعتبر رئيس المركز الإقليمي للدراسات، علي صاحب، أن اللقاءات المتبادلة بين المسؤولين في العراق وسوريا تبعث برسائل طمأنة وتخفف من حدة التوتر في المنطقة.
وقال علي صاحب للجزيرة نت، إن التطورات الأخيرة في سوريا، رغم ما يرافقها من تحفظات، "تمثل واقعاً جديداً يستدعي استخدام أدوات السياسة والدبلوماسية لحل القضايا العالقة، وعلى رأسها ملفا الأمن والاستقرار".
وأضاف، أن البلدين يشتركان في تاريخ طويل وجوار يمتد إلى أكثر من 500 كيلومتر، فضلاً عن روابط ثقافية ودينية وتجارية، لافتاً إلى أن اعتماد الحلول السياسية يمثل "خياراً إستراتيجياً يخدم مصالح الطرفين".
وختم حديثه، مؤكدا أهمية الحوار والتعاون لتجاوز التحديات، مشدداً على أن "تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي لا يمكن أن يتم دون تنسيق شامل بين دول المنطقة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إقلیم کردستان فی سوریا إلى أن
إقرأ أيضاً:
تعزيز العلاقات التجارية… محور لقاء إدارة غرفة تجارة ريف دمشق مع القائم بأعمال السفارة التركية
دمشق-سانا
بحث رئيس وأعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة ريف دمشق مع القائم بأعمال السفارة التركية في سوريا برهان كور أوغلو، آفاق تعزيز العلاقات التجارية، وسبل تطويرها بين البلدين.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الغرفة الدكتور عبد الرحيم زيادة، خلال اللقاء الذي جرى في مبنى الغرفة، أن جميع التجار والصناعيين يتطلعون لتحسين العلاقات التجارية والصناعية مع تركيا، والاستفادة من النهضة الاقتصادية الكبيرة، التي حققتها تركيا في السنوات الماضية.
من جانبه أكد القائم بالأعمال التركي، على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وبين أن تركيا تعمل على تطوير العلاقات مع سوريا، بكل المجالات، وهي مستعدة لتقديم الدعم الكامل لها، لمساعدتها على النهوض من جديد.
ولفت أوغلو إلى أن بلاده وقعت العديد من الاتفاقيات مع سوريا، وهناك اتفاقيات أخرى قيد التوقيع، تشمل مجالات الطاقة والنقل والصحة، مبينا أن العديد من البنوك التركية، تعتزم العمل في السوق السورية.
من جانبه أكد نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة الدكتور عماد النن، ضرورة مراعاة وضع الشركات السورية الصعب، وإعفائها من الرسوم الجمركية لدخول بضائعها إلى تركيا لمدة عام على الأقل، وعدم التعامل بالمثل خلال هذه الفترة، إضافة إلى أهمية تفعيل مجلس الأعمال السوري التركي.
بدوره دعا نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة فادي حمادي إلى تسهيل دخول أعضاء الغرفة إلى تركيا، بناء على كتاب من الغرفة، والذي يعد أمراً رئيسياً، في تطوير التبادل التجاري بين البلدين، ووافق القائم بالأعمال على هذا الاقتراح.
تابعوا أخبار سانا على