بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب .. بيان مشترك لمنتدى الإعلام السوداني بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب في السودان
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
15 أبريل 2025 : منتدى الإعلام السوداني
تحل اليوم الذكرى السنوية الثانية لاندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، وهو الصراع الذي استهدف بشكل أساسي المدنيين السودانيين. خلّف هذا النزاع وراءه دماراً هائلاً في مختلف مجالات الحياة وعشرات الآلاف من القتلى، من بينهم 23 صحفياً (5 منهن صحفيات).
كما تسبب في نزوح ولجوء نحو 12 مليون شخص، بينما يعاني حوالي 25 مليون اخرون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، منهم 8.5 مليون شخص يواجهون مستويات طارئة أو كارثية تقترب من المجاعة.
عامان مضيا من الحرب؛ الصحف الورقية معطلة، الإذاعات والتلفزيونات الولائية والمستقلة والخاصة متوقفة، مراكز التدريب والخدمات الإعلامية مغلقة، والاتصالات والإنترنت خارج الخدمة عن أجزاء واسعة من البلاد. الصحفيون والصحفيات مشردون وملاحقون ومقيدون في أداء عملهم المهني والمستقل في التغطية وعكس الحقائق، ما جعل الجمهور السوداني ضحية للشائعات والأخبار الكاذبة والدعاية الحربية المسمومة التي يروج لها طرفا الحرب ومناصروهما.
عامان مضيا والسودان يعيش حالة إظلام إعلامي شبه كامل، انطفأت فيه شعلة الحقيقة واشتعل سماؤه في المقابل بالمعلومات المضللة والعنصرية وخطاب الكراهية. وأصبح عالمياً نسياً منسياً في حرب مفتوحة، أكبر ضحاياها الصحافة المستقلة، والأخبار والمعلومات الدقيقة والصحيحة والموثوقة.
عامان مضيا وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية ضد المدنيين مستمرة، مع غياب كامل للمساءلة والعدالة. بالإضافة للمنع المتعمد لوصول الغذاء والدواء لملايين السودانيين المحاصرون في مناطق القتال.
عامان مضيا، والحرب ضد المدنيين السودانيين، بدعمٍ من أطراف خارجية، قادت البلاد إلى حافة التقسيم وعمّقت الانقسام الاجتماعي بشكل غير المسبوق، وخلقت أفقاً سياسياً مسدوداً وجعلت السلام بعيد المنال.
ومع إكمال الحرب عامها الثاني اليوم، يتوجه منتدى الإعلام السوداني بالمطالب العاجلة الآتية لكافة الأطراف السودانية والإقليمية والدولية، مذيلة بالنداء الملح: (أوقفوا الحرب الآن وأنقذوا السودان من المجاعة… لا وقت متبقٍ لنضيعه!)
أولاً: إلى طرفي الحرب (القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع):
الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والاعتراف الرسمي بالشح الحاد في الغذاء والدواء في البلاد ودعوة دول العالم لتقديم العون الإنساني العاجل.
السماح الفوري وغير المقيد للمنظمات الدولية والإقليمية ووكالات الأمم المتحدة بالدخول للبلاد لمواجهة الكارثة الإنسانية، وفتح وتأمين كافة المسارات الآمنة لتوصيل الغذاء والدواء للمتضررين.
ضمان سلامة وحرية الصحفيين والصحفيات وجميع العاملين في مجال الإعلام، وتمكينهم/ن من العمل والتنقل والوصول إلى كافة المناطق بحرية وأمان، بمعداتهم، دون أي مضايقات أو رقابة أو تدخل، لأداء واجبهم المهني في التغطية المستقلة ونقل الحقائق للجمهور في السودان والعالم.
الوقف الفوري لكافة أشكال الاعتداءات على الصحفيين ووسائل الإعلام، واعتبار مقار ومنصات الإعلام (إذاعة، تلفزيون، صحف، مواقع إلكترونية) ومعداتها منشآت مدنية تتمتع بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي الإنساني، ويُجرّم استهدافها أو احتلالها أو مصادرة معداتها من أي طرف.
السماح للصحافة الأجنبية والمراسلين الدوليين بالدخول والعمل بحرية والوصول لجميع المناطق دون قيود، وتسهيل إجراءاتهم.
ثانياً: إلى الصحفيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية السودانية:
ندعوكم للتمسك بقوة وثبات بقواعد وقيم الصحافة المهنية المستقلة لمكافحة انتشار الشائعات والتضليل الإعلامي، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والالتزام الصارم بالمعايير المهنية والتحقق الدقيق من المعلومات قبل نشرها.
إن تغييب الصحافة السودانية الوطنية المهنية أفسح المجال لإعلام متحيز ودعائي، وآخر ذي أجندات خارجية، لملء الفراغ بتغطيات مضللة لا تعكس الواقع بصدق. نؤكد على ضرورة تمكين ودعم المؤسسات الصحفية السودانية للعودة للقيام بمهامها، متمسكة بالمعايير المهنية الصارمة، لوضع حد لفيضان التضليل الإعلامي والامتناع عن ترويج الأخبار مجهولة المصدر.
ندعو المؤسسات الإعلامية المهنية والصحفيين للمساهمة الفاعلة في إنتاج خطاب إعلامي مهني مشترك مضاد لخطاب الكراهية والعنصرية والتحريض.
ثالثاً: إلى القوى المدنية السودانية (السياسية والمجتمعية):
يجب أن يحظى الإعلام وحرية الصحافة بحيز أساسي في نشاط وبرامج القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، والمطالبة بحمايته كحق إنساني أصيل، لا كمجرد تذييل للمطالبات. يجب تبني قضية الإعلام الحر والمستقل كقضية مركزية تهم مستقبل الديمقراطية في السودان وتتصدر أجندة العمل المدني.
ندعو القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ولجان الطوارئ للعمل فوراً على التفكير والتخطيط لمرحلة ما بعد الحرب، ومتطلبات “صحافة السلام”، والعمل معاً على استرداد المسار الديمقراطي لبلادنا، حيث لا ديمقراطية بدون صحافة حرة.
رابعاً: إلى المجتمع الدولي:
تفعيل قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في مارس 2024 الداعي لوقف الحرب فوراً، وإلزام الطرفين بتنفيذه دون إبطاء وتشكيل آليات فاعلة لمراقبته. والضغط الجاد على الطرفين للسماح بدخول الإغاثة والمعونات دون شروط لوقف المجاعة والكارثة الإنسانية، وتسهيل وصول الإمدادات الضرورية للمتضررين دون قيود.
دعم “غرفة التحرير المشتركة” لمنتدى الإعلام السوداني باعتبارها شريان حياة للسودانيين ونافذة موثوقة في تلقي الأخبار والمعلومات الصحيحة والدقيقة والمستقلة عبر مختلف المنصات (راديو، تلفزيون، صحف ومواقع إلكترونية، وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي).
تقديم الدعم للمواقع الإلكترونية والإذاعات والتلفزيونات المهنية المستقلة العاملة اليوم في الفضاء السوداني، لتمكينها من أداء دورها في التنوير والتوعية وتقديم الأخبار المستقلة والصحيحة بتوسع وانتشار أكبر، كمصادر للأخبار البديلة والموثوقة.
تقديم الدعم والمساعدة في إنشاء مراكز ومنتديات مهنية وثقافية واجتماعية للصحفيين السودانيين في دول الجوار والإقليم، مزودة بالاحتياجات التقنية اللازمة، بما يساعدهم/ن على التواصل والتنسيق والعمل المشترك.
العمل العاجل مع ((منتدى الإعلام السوداني)) والمؤسسات الصحفية والإعلامية في التحضير لمشاريع ما بعد الصراع، نظراً للصعوبات الفنية والمالية الهائلة، واستعجال تقديم كافة أشكال الدعم الفني والتقني والمادي للصحافة والصحفيين/ات، بما يمكنهم/ن من استئناف نشاطهم/ن وأداء رسالتهم/ن بمهنية وكفاءة، في بيئة صديقة لحرية الصحافة.
المساهمة الفاعلة في تدريب وبناء قدرات الصحفيين/ات والإعلاميين/ات على التغطية المهنية في أزمنة الحرب والانتقال والسلام، وتكثيف التدريب في مجال صحافة السلام، ومحاربة خطاب الكراهية والعنصرية، وكافة أشكال التمييز.
SilenceKills #الصمت_يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع_في_السودان_لايحتمل_التأجيل #StandWithSudan #ساندوا_السودان #SudanMediaForum
منتدى الإعلام السوداني
15 أبريل 2025
الوسومإندلاع الحرب الذكرى الثانية منتدي الإعلام السودانيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إندلاع الحرب الذكرى الثانية
إقرأ أيضاً:
محللون: العقوبات الأميركية وحدها لن توقف الحرب في السودان
تمثل العقوبات الأميركية الأخيرة على الدعم السريع خطوة مهمة للضغط على هذه القوات وداعميها، لكنّها ليست كافية لوقف الحرب في السودان، التي تذكيها أطراف خارجية، كما يقول خبراء.
فقد كشفت الخارجية الأميركية عن عقوبات فرضتها على جهات كولومبية قالت إنها تساعد قوات الدعم السريع، وإنها كانت سببا في السيطرة على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وارتكبت فظائع بها.
كما قالت وزارة الخزانة الأميركية إن قوات الدعم السريع والمتحالفين معها اعتدوا على نساء وفتيات بالاغتصاب والعنف الجنسي، وإنهم لا يزالون يرتكبون الفظائع في الفاشر.
وجاءت هذه الخطوة بعد فترة قليلة من حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزمه إنهاء الأزمة السودانية بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لكنّ محللين يقولون إن المسألة بحاجة لمزيد من الخطوات.
فقوات الدعم السريع مدعومة من دول مهمة في المنطقة ولديها استثمارات ضخمة داخل الولايات المتحدة وتمتلك جماعات ضغط قوية بها، كما يقول الصحفي السوداني محمد تورشين.
صحيح أن هذه العقوبات مهمة وسيكون لها تداعيات على مسار العمليات، لكن المهم حاليا -وفق ما قاله تورشين في برنامج "ما وراء الخبر"، هو ما ستفعله واشنطن مع الدول التي تموّل الدعم السريع وتمدها بالأسلحة لكي تتوقف عن هذا السلوك.
ولم يذكر تورشين هذه الدول، لكنّه قال إنها "تجند المرتزقة وتتعاقد على السلاح والتكنولوجيا المتقدمة، وتنقلها للدعم السريع في ساحة المعركة".
لا بد من تدخل ترامبواتفق الخبير في الشؤون الأفريقية جوزيف تاكر، مع الرأي السابق بقوله إن هذه العقوبات تندرج ضمن سلسلة سابقة استهدفت طرفي النزاع، لكنّها تحاول هذه المرة منع تمويل الحرب من الخارج، وبالتالي "لن تكون كافية لوقف النزاع الذي اتسع وجلب جهات خارجية بطريقة غير مسبوقة".
والأهم من ذلك، برأي تاكر، أنه لا دليل حتى الآن على تدخل ترامب مباشرة لحل هذا النزاع الذي لن يحل ما لم يتدخل الرئيس الأميركي بنفسه مع قادة مصر والإمارات والسعودية لإنهاء هذه الحرب.
إعلانومن ناحية الشكل، تعتبر العقوبات الأخيرة غير كافية لوقف الحرب، لكنّها من حيث المضمون تمثل رسالة أميركية واضحة لمن يموّلونها، برأي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات السياسية الدكتور لقاء مكي.
فالولايات المتحدة لا تصدر بيانات عبثية، فهي تدين الدعم السريع بوضوح ومن ثم تقصيها رسميا من على طاولة المفاوضات، لأنها تخشى قبول الجيش السوداني بتسوية تقوم على الأمر الواقع بعد خسائره الميدانية الأخيرة، كما يقول مكي.
تهديد للداعمينوبناء على ذلك، فإن البيان الأميركي الأخير يمثل رسالة لمن يدعمون الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بأنهم سيواجهون عقوبات مباشرة إذا خالفوا إرادة واشنطن، لأن الدول الكبرى تفعل ما تريد فعله بالكلام دون تحريك قواتها، حسب مكي.
وعن الطريقة التي يمكن لواشنطن من خلالها ممارسة ضغط أكبر على الدعم السريع، قال تورشين إنها ربما تفعّل قرار مجلس الأمن الذي يجرّم تزويد طرفي النزاع بالسلاح، لكنه شدد على أن التعامل الأميركي مع داعمي حميدتي هو الذي سيحدد مصير هذا النزاع.
ولأن الحديث مع داعمي الدعم السريع هو المهم فعليا -برأي تاكر أيضا- فإن إدارة ترامب حاليا مطالبة ببدء حوار مباشر مع السعودية ومصر والإمارات لتوضيح آثار استمرار هذا النزاع على المنطقة وعلى منطقة البحر الأحمر.
وليس معروفا إن كان هذه الحديث الأميركي سيؤثر سلبا أم إيجابا على مسار الحرب، لكن تاكر يقول إن الولايات المتحدة تدرك خطوة الدعم الخارجي لهذا النزاع، مشيرا إلى أن إدارة جو بايدن كانت تتحدث سرا مع هذه الدول، لكنّها كانت حريصة على عدم خسارتها.
ويصعب التكهن حاليا بما يمكن لواشنطن أن تفعله في هذه القضية، لكن الأكيد -برأي مكي وتورشين- أنها لن تدعم أي مشاركة سياسية لحميدتي أو لقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بعد توقف الحرب، لأنها اتهمتهما في السابق بارتكاب جرائم.
وحاليا، ربما يضغط الأميركيون على البرهان للقبول بالهدنة التي ربما تشهد إطلاق مبادرات سياسية لحل النزاع بطريقة تبعد الرجلين من المشهد، برأي مكي.
أما تورشين، فيعتقد أن الدعم السريع ستقلل هجماتها على المناطق المأهولة بالسكان حتى تحفظ ما تبقى من ماء الوجه أمام واشنطن، وربما تطالب بأن تظل قوة مستقلة كما كانت في السابق.