موقع النيلين:
2025-08-12@06:31:55 GMT

عثمان ميرغني: خالد عمر يوسف

تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT

استمعت إلى مقطع من ندوة أُقيمت في قاعة بلندن، تحدث فيها المهندس خالد عمر يوسف، نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، قائلاً: «الناس تتحدث عن انتهاكات حرب 15 أبريل كأنها الانتهاكات الأولى في السودان. يقولون: والله العظيم شُفشفوا بيوتنا. أنتو عارفين الجيش في الجنوب كان بيعمل إيه للبيوت؟ ما كان يشيل تلاجاتهم وتلفزيوناتهم، كان يحرقهم بالناس الموجودين جواهم.

من 1/1 دي موثقة يا جماعة!»

بصراحة، لم أصدق أذني عندما سمعت هذا المقطع. ولولا أنه مصور بالفيديو ولا مجال لإنكاره، لظننت أنه تدليس من خصومه. لكنه هو، بنبرته المعتادة وسياق يلتمس إعجاب الحضور، الذي جاءه سريعاً في تصفيق خجول من البعض، بينما آخرون ربما لم يستطيعوا بلع هذا الحجر الكبير.

وحتى لا نتعجل في الحكم على خالد، من الحكمة أن نسأله عن الوقائع التي نسبها للجيش في حرب الجنوب. أين أحرق الجيش الناس في بيوتهم؟ الجريمة منسوبة للجيش كمؤسسة، وليس لفرد أو ضابط. المؤسسة العسكرية السودانية التي بلغ عمرها مئة عام.
ولنفترض أن الجيش سلك المسار القانوني وتقدم ببلاغ إلى النيابة، فما هي الأدلة التي يستطيع خالد تقديمها؟ حتى لو استعان بألف محام، هل يملك ما يثبت ادعاءه؟
ولنترك ذلك جانباً.

طالما أن خالد سياسي ونائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، لنفترض أن الرئيس البرهان تنازل اليوم عن الحكم وأسند الأمر إلى المكونات السياسية، وشاء القدر أن يتولى خالد منصب رئيس الوزراء. فكيف يكون مؤهلاً لقيادة جيش اتهمه بجريمة نكراء لم يغفر العالم لهتلر نظيرها، وظل يطارد كل من عاونه لنصف قرن بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية؟

الحقيقة، لا يمكن توجيه اللوم لخالد وحده، بل للحال التي أوصلت السودان إلى أن يصبح جيشه أقصر حائط يستطيع أي سياسي القفز فوقه، وإطلاق الاتهامات دون أن يطرف له جفن.
في الندوة الافتراضية الشهيرة التي تحدثت فيها في يوليو 2023، بعد اندلاع الحرب بثلاثة أشهر، وعنوانها «مستقبل الأحزاب السودانية»، أثارت ضجة كبيرة لا تزال في ذاكرة الكثيرين. كان الخط الرئيسي للندوة أن الوقت حان لمحاسبة السياسي في السودان على قوله وفعله، وأن تُؤسس نيابة متخصصة لذلك، كما هو الحال مع نيابات الصحافة والمعلوماتية.

الساسة جميعاً – وخالد مجرد مثال – يتساهلون في القول والفعل الضار بالوطن والمواطن، لأنهم في حل من المسؤولية الجنائية. يستطيع أصغر سياسي أن يفعل «السبعة وذمتها» ثم يذهب إلى أهله يتمطى، كأن لم يقل شيئاً يستوجب وقوفه أمام القضاء لنيل جزائه.
بكل تأكيد، عندما قال خالد ما قال في لندن، لم يكن يلتمس سوى صدى التصفيق الماثل أمامه كمقياس لأدائه السياسي. لكنه لم يهتم أو يفكر في المعنى الحقيقي لكلامه. وهذا، للأسف، يهزم صورته السياسية أمام الجميع، حتى أولئك الذين صفقوا على استحياء، ربما مجاملة لحظية، لكن وازعاً وطنياً في ضمائرهم يرفض هذا الانزلاق الخطير في تجريم المؤسسة العسكرية السودانية،من أحل تخفيف وطأة انتهاكات قوات التمرد.

سؤال بسيط: لو كان المهندس عمر الدقير في المنصة ذاتها,.. هل تتوقع أن يقول مثل هذا؟
خالد يحتاج إلى استدراك مسلكه السياسي.

عثمان ميرغني
#حديث_المدينة الثلاثاء 15 أبريل 2025

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تركيا تطرق الأزمة السودانية بشدة.. ولقاء يجمع الرئيس السيسي وهاكان فيدان

متابعات ـ تاق برس- بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع وزير الخارجي التركي هاكان فيدان، تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا والسودان، ورؤية مصر لتحقيق السلام والاستقرار في تلك الدول الشقيقة، وجهودها في هذا الإطار.

 

وقال السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر، إن اللقاء أكد أهمية احترام سيادة تلك الدول، والحفاظ على وحدة أراضيها ومقدرات شعوبها.

 

ويأتي اللقاء بعد ساعات من مباحثات تركية مصرية، تمت في أنقرة جمعت بين وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ومسعد فارس بولس، كبير مستشاري وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون أفريقيا، بحث ضمن قضايا أخرى الأزمة في السودان.

 

كما يأتي بعد ساعات أيضا من مباحثات اجراها الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس. شددت فيه مصر على موقفها الداعم للخرطوم في كل المحافل الدولية.

 

وتقود مصر تحركات دولية وإقليمية مهمة في إطار إيجاد لحل لمشاكل دول الجوار أبرزها ليبيا والسودان، وذلك لمشاركتها في اجتماع الرباعية الدولية الذي تم تأجيله وكان مزمع انعقاده في 29 يوليو الماضي، بسبب خلاقات جوهرية بين الدول المشاركة سيما مصر والإمارات بشأن مشاركة أطراف الصراع في السودان “الجيش السوداني والدعم السريع”.

وتقف مصر إلى جانب الحكومة السودانية، حيث تؤكد أهمية احترام وحدة وسيادة السودان والمحافظة على مؤسساته الوطنية التي يقف عليها راسها الجيش السوداني.

وأشار المتحدث الرسمي باسم الحكومة المصرية إلى أن الاجتماع تناول أيضًا مستجدات عدد من الملفات الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم التأكيد على رفض إعادة الاحتلال العسكري للقطاع، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن والأسرى، مع التشديد على رفض تهجير الفلسطينيين.

الأزمة السودانيةتركيامصر

مقالات مشابهة

  • توجيه عاجل من “المركزي” إلى كل البنوك السودانية
  • «مبادرة الدبلوماسية الشعبية» تثمّن الجهود المصرية السودانية لإعادة الاستقرار في السودان
  • احتجاجات على الحدود السودانية المصرية
  • عناوين الصحف السودانية الصادرة اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025م
  • بعد ايقاف الإمارات الشحن الجوي والبحري للموانئ السودانية.. رحلة البحث عن البدائل
  • العنصرية والسياسة السودانية
  • عناوين الصحف السودانية الصادرة اليوم الأحد
  • إلهام شاهين تتألق في أحدث ظهور من الساحل الشمالي | صور
  • الحكومة السودانية ترحب ببيان مجلس السلم والأمن الأفريقي
  • تركيا تطرق الأزمة السودانية بشدة.. ولقاء يجمع الرئيس السيسي وهاكان فيدان