العنصرية والسياسة السودانية
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
قلنا في آخر مقال ان القبلية رابطة بشرية يدعي المنتمين إليها الانحدار من اب او جد واحد فهي رابطة سلالية متعلقة بالمولد اما العنصرية فهي تشير إلى لون البشرة بسم الله/حاطب ليل/٨اغسطس٢٠٢٥
العنصرية و السياسة السودانية
قلنا في آخر مقال ان القبلية رابطة بشرية يدعي المنتمين إليها الانحدار من اب او جد واحد فهي رابطة سلالية متعلقة بالمولد اما العنصرية فهي تشير إلى لون البشرة وتقاطيع الجسم.
في أفريقيا مثلا حيث يسود اللون الاسود لم تكن هناك مشكلة عنصرية لونية قبل الاحتكاك بأوروبا.. الذين قراوا كتاب الجذور The Roots.. للكاتب الأمريكي من أصل افريقي اليكس هيلي سوف يجدون انه قبل تجارة الرق كان اللون الاسود هو ذي القيمة الجمالية العالية فكلما كانت المرأة أكثر سوادا كلما كانت اكثر جمالا وما تغيير لون الشفاه (دق الشلوفة) والخضاب (الحنة) الا ليسود السواد كل الجسم…
ثم جاءات النهضة الأوربية والثورة الصناعية وما تبعهما من تجارة رق واستنزاف بشري لافريقيا ثم ظهور النظريات التبريرية مثل عبء الرجل الأبيض وسمو اللون الأبيض (نظرية رينان)
نحن في البقعة المسماه الان سودان غشيتنا كل هذة التطورات العنصرية البشرية فشهدنا هذة التراتبية العنصرية وتجارة الرق ومحاربة تجارة الرق… وماجت منطقتنا قبل ظهور السودان الحديث وبعده بالتراتبية والتميزات العنصرية الي نهاية الدولة المهدية.. هذا رغم أن بلادنا هذة لاتضم عنصرا ابيضا ولكن تضم تشكيلة لونية عينة… اسود.. الخضرة الدقاقة.. خاطف لونين.. لون فاتح (Fair).. هنا اذكر استاذنا في المرحلة الوسطى الإسكندر وهو من جنوب السودان.. كان يدرسنا اللغة الانجليزية عندما أراد أن يشرح كلمة فير Fair أشار لي قائلا ElBoni is fair ففهما بعض الزملاء بمعنى حلبي..
ما ان سيطر الانجليز على السودان الا حرموا تجارة الرق لا بل حاربوها ليس حبا في السودانيين إنما استجابة لحركات حقوق الإنسان الأوربية والتي أرادت بها أوروبا غسل خطئتها العنصرية التاريخية المشار إليها أعلاه
ولكن الانجليز مارسوا سياسات اقتصادية واجتماعية مختلفة في السودان… خاصة فيما يتعلق بجنوب السودان وعلى حسب المفكر علي المزروعي.. انهم في شمال السودان مارسوا الاستعمار والذي به شي من التنمية… بينما في الجنوب مارسوا الاستغراب وهو يعني صناعة الاروبي الأسود..
إذن ياجماعة الخير التراتبية العنصرية في السودان كانت موجودة قبل الاستعمار ولكن الانجليز اضافوا لها بعدا تنمويا… فكان من الطبيعي أن يكون لها وجود في دولة السودان المستقلة رغم ان الدولة لم تشرع اي قوانين عنصرية كما كان حادثا في أمريكا قبل حركة الحقوق المدنية وفي جنوب أفريقيا قبل انهاء سيطرة البيض.. فدولة السودان المستقلة دولة ديمقراطية كاملة الدسم فيما يتعلق بالنواحي العنصرية.. ومع ذلك المجتمعات السودانية لا تخلو من تراتببات عنصرية وتمايزات تتعلق بالعنصر وهذة طبعا منقصة لكن لا تعالج بالسياسة فالمجتمع سوف يعالجها باعرافة وقد بدات هذة المعالجات تظهر ولكن ببط.. فطالما ان الاشتهاء العاطفي موجود فالعجلة ستدور على حسب الدكتور جعفر ميرغني… وانا ما بفسر وانت ما تقصر…..
شهدت الحركة السياسية السودانية في مسيرتها تنظيمات قائمة على الجهوية العنصرية فهناك من حاول إعطاء مشكلة جنوب السودان بعدا عنصريا ثم ظهرت ما اسمت نفسها الكتلة السودان كحركة مثقفين عنصرية مع بواكير الاستقلال فلم تنجح ثم ظهر اتحاد جبال النوبة ومؤتمر البجا وحبهة نهضة دار فور في انتخابات الستينات ولكن في انتخابات ١٩٨٦ لم يظهر الا اتحاد جبال النوبة بعد أن غير اسمه الي الحزب القومي السوداني بقيادة الاب فيليب عباس غبوش… فالاب فيليب لم يدعو لانفصال إنما كان داعية حقوق نوبية
ليس بعيدا من الاب فليب وضع جون قرنق مشكلة جنوب السودان في إطار تنموي اي صراع هامش ومركز ولكن اغتيال جون قرنق أنهى مشروعة السياسي ثم جاء انفصال الجنوب ليشيعه الي مثواه الاخير فالخارج كان أقوى وساعد الخارج حركة القوميين الجنوبيين…. أما حميدتي فقد شقلب الأوضاع العنصرية شقلبة شديدة (طبعا شغل حميدتي قيد الدراسة فهو مازال في حالة تفاعل ودوران)
يمكننا القول وبتحفظ شديد ان العنصرية في السودان ومن ناحية سياسية هي الآن في حالة أقرب للسكون ومحدداتها مازالت كبيرة ولعل اولها ومن ناحية موضوعية ان السودان اصلا لحم راس وتصعب الدعوة فيه الي نقاء عنصري… الان الطالع في الكفر السياسي هو القبلية فاي عنصر في السودان تموج في داخله عدة قبائل وقد تكون متصارعة…. كما أن الدين الإسلامي يكبح كثيرا من جماح العنصرية ثم أضف الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني من نقابات واتحادات واندية رياضية وثقافية فموجة الحداثة لابد أن يكون لها اثرها على العنصرية
ولكن رغم كل الذي تقدم يجب أن نفتح اعيننا (قدر الدولار ابو مية) وياحليل الريال ابوعشرة فهذا الدولار ابو مية يمكنه ان يشعل حركة عنصرية لا تبقي ولا تذر…. فانتبهوا ايها السادة…
الجسم.. فالله خلق البشر بالوان مختلفة باختلاف جغرافياتهم فليس هناك سبة أو معرة في اي لون طالما ان الانسان ليس له يد في لون بشرته ولكن التدافع والاطماع البشرية هي التي جذبت العنصر الي أدوات الصراع فالمنتصر يعلي دائما من عنصره لاستمرارية انتصاره ويحقر من العنصر الاخر لتبرير اضطهاده.. وللشعوب أساطير ونظريات مختلفة في هذا الشأن
في أفريقيا مثلا حيث يسود اللون الاسود لم تكن هناك مشكلة عنصرية لونية قبل الاحتكاك بأوروبا.. الذين قراوا كتاب الجذور The Roots.. للكاتب الأمريكي من أصل افريقي اليكس هيلي سوف يجدون انه قبل تجارة الرق كان اللون الاسود هو ذي القيمة الجمالية العالية فكلما كانت المرأة أكثر سوادا كلما كانت اكثر جمالا وما تغيير لون الشفاه (دق الشلوفة) والخضاب (الحنة) الا ليسود السواد كل الجسم…
ثم جاءات النهضة الأوربية والثورة الصناعية وما تبعهما من تجارة رق واستنزاف بشري لافريقيا ثم ظهور النظريات التبريرية مثل عبء الرجل الأبيض وسمو اللون الأبيض (نظرية رينان)
نحن في البقعة المسماه الان سودان غشيتنا كل هذة التطورات العنصرية البشرية فشهدنا هذة التراتبية العنصرية وتجارة الرق ومحاربة تجارة الرق… وماجت منطقتنا قبل ظهور السودان الحديث وبعده بالتراتبية والتميزات العنصرية الي نهاية الدولة المهدية.. هذا رغم أن بلادنا هذة لاتضم عنصرا ابيضا ولكن تضم تشكيلة لونية عينة… اسود.. الخضرة الدقاقة.. خاطف لونين.. لون فاتح (Fair).. هنا اذكر استاذنا في المرحلة الوسطى الإسكندر وهو من جنوب السودان.. كان يدرسنا اللغة الانجليزية عندما أراد أن يشرح كلمة فير Fair أشار لي قائلا ElBoni is fair ففهما بعض الزملاء بمعنى حلبي..
ما ان سيطر الانجليز على السودان الا حرموا تجارة الرق لا بل حاربوها ليس حبا في السودانيين إنما استجابة لحركات حقوق الإنسان الأوربية والتي أرادت بها أوروبا غسل خطئتها العنصرية التاريخية المشار إليها أعلاه
ولكن الانجليز مارسوا سياسات اقتصادية واجتماعية مختلفة في السودان… خاصة فيما يتعلق بجنوب السودان وعلى حسب المفكر علي المزروعي.. انهم في شمال السودان مارسوا الاستعمار والذي به شي من التنمية… بينما في الجنوب مارسوا الاستغراب وهو يعني صناعة الاروبي الأسود..
إذن ياجماعة الخير التراتبية العنصرية في السودان كانت موجودة قبل الاستعمار ولكن الانجليز اضافوا لها بعدا تنمويا… فكان من الطبيعي أن يكون لها وجود في دولة السودان المستقلة رغم ان الدولة لم تشرع اي قوانين عنصرية كما كان حادثا في أمريكا قبل حركة الحقوق المدنية وفي جنوب أفريقيا قبل انهاء سيطرة البيض.. فدولة السودان المستقلة دولة ديمقراطية كاملة الدسم فيما يتعلق بالنواحي العنصرية.. ومع ذلك المجتمعات السودانية لا تخلو من تراتببات عنصرية وتمايزات تتعلق بالعنصر وهذة طبعا منقصة لكن لا تعالج بالسياسة فالمجتمع سوف يعالجها باعرافة وقد بدات هذة المعالجات تظهر ولكن ببط.. فطالما ان الاشتهاء العاطفي موجود فالعجلة ستدور على حسب الدكتور جعفر ميرغني… وانا ما بفسر وانت ما تقصر…..
شهدت الحركة السياسية السودانية في مسيرتها تنظيمات قائمة على الجهوية العنصرية فهناك من حاول إعطاء مشكلة جنوب السودان بعدا عنصريا ثم ظهرت ما اسمت نفسها الكتلة السودان كحركة مثقفين عنصرية مع بواكير الاستقلال فلم تنجح ثم ظهر اتحاد جبال النوبة ومؤتمر البجا وحبهة نهضة دار فور في انتخابات الستينات ولكن في انتخابات ١٩٨٦ لم يظهر الا اتحاد جبال النوبة بعد أن غير اسمه الي الحزب القومي السوداني بقيادة الاب فيليب عباس غبوش… فالاب فيليب لم يدعو لانفصال إنما كان داعية حقوق نوبية
ليس بعيدا من الاب فليب وضع جون قرنق مشكلة جنوب السودان في إطار تنموي اي صراع هامش ومركز ولكن اغتيال جون قرنق أنهى مشروعة السياسي ثم جاء انفصال الجنوب ليشيعه الي مثواه الاخير فالخارج كان أقوى وساعد الخارج حركة القوميين الجنوبيين…. أما حميدتي فقد شقلب الأوضاع العنصرية شقلبة شديدة (طبعا شغل حميدتي قيد الدراسة فهو مازال في حالة تفاعل ودوران)
يمكننا القول وبتحفظ شديد ان العنصرية في السودان ومن ناحية سياسية هي الآن في حالة أقرب للسكون ومحدداتها مازالت كبيرة ولعل اولها ومن ناحية موضوعية ان السودان اصلا لحم راس وتصعب الدعوة فيه الي نقاء عنصري… الان الطالع في الكفر السياسي هو القبلية فاي عنصر في السودان تموج في داخله عدة قبائل وقد تكون متصارعة…. كما أن الدين الإسلامي يكبح كثيرا من جماح العنصرية ثم أضف الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني من نقابات واتحادات واندية رياضية وثقافية فموجة الحداثة لابد أن يكون لها اثرها على العنصرية
ولكن رغم كل الذي تقدم يجب أن نفتح اعيننا (قدر الدولار ابو مية) وياحليل الريال ابوعشرة فهذا الدولار ابو مية يمكنه ان يشعل حركة عنصرية لا تبقي ولا تذر…. فانتبهوا ايها السادة…
عبد اللطيف البوني
/حاطب ليل/٨اغسطس٢٠٢٥
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: اللون الاسود فی انتخابات أن یکون لها فیما یتعلق ومن ناحیة مختلفة فی جون قرنق فی حالة على حسب
إقرأ أيضاً:
اتفاق ثلاثي يمهّد لدخول جيش جنوب السودان إلى هجليج لتأمين المنشآت النفطية
المهمة الأساسية لقوات جيش دفاع شعب جنوب السودان هي تأمين المنشآت النفطية وحمايتها من أي تهديدات محتملة، بالتوافق مع أطراف الاتفاق الثلاثي، بحسب رئيس هيئة أركان جيش جنوب السودان.
جوبا: التغيير
كشف رئيس هيئة أركان جيش جنوب السودان، الفريق أول بول نانق، خلال زيارة ميدانية إلى منطقة هجليج، عن اتفاق ثلاثي جمع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وقائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ترتب عليه دخول جيش دفاع شعب جنوب السودان إلى المنطقة الغنية بالنفط.
وقال نانق – بحسب صحيفة (الموقف) – إن الاتفاق نصّ على انسحاب الجيش السوداني من هجليج، بالتزامن مع خروج قوات الدعم السريع من محيط المنطقة، بهدف منع أي مواجهات أو أعمال تخريب قد تُعرض منشآت النفط للخطر.
وأكد أن المهمة الأساسية لقوات جيش دفاع شعب جنوب السودان هي تأمين المنشآت النفطية وحمايتها من أي تهديدات محتملة، بالتوافق مع أطراف الاتفاق الثلاثي.
وأشار رئيس هيئة الأركان إلى أن وجود قواته في هجليج يأتي في إطار ترتيبات متفق عليها، وأن بلاده تسعى للحفاظ على استقرار المنطقة لما تمثله من أهمية اقتصادية إقليمية.
وتُعد منطقة هجليج الواقعة على الحدود بين السودان وجنوب السودان واحدة من أهم مناطق إنتاج النفط في السودان، وقد كانت محوراً لتوترات عسكرية منذ انفصال جنوب السودان في عام 2011.
ومنذ اندلاع الحرب الحالية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، شهدت مناطق الإنتاج النفطي حساسية أمنية بالغة، وسط مخاوف من امتداد القتال وتأثيره على البنية التحتية النفطية التي تعتمد عليها كل من السودان وجنوب السودان في صادراتهما النفطية.
وتكتسب هجليج أهمية إضافية لكونها تضم منشآت نفطية حيوية تمر عبرها خطوط الإمداد، ما يجعل استقرارها ضرورة اقتصادية وسياسية للبلدين، الأمر الذي دفع إلى ترتيبات أمنية مشتركة لضمان عدم تعرضها للتخريب أو سيطرة أي طرف مسلح عليها.
الوسومالنفط السوداني جنوب السودان حقل هجليج