مبارك اردول: تعليقا على حوار الحلو في قناة العربية الحدث
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
تعليقا على حوار الحلو في قناة العربية الحدث…
استمعت لحوار لقائد الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو على قناة العربية الحدث ظهر أمس، حاولت اتفهم وجهة نظره من خلال هذا الحوار خاصة بعد ان تمرغ يداه في حلف مع مليشيا الدعم السريع، بكل تاريخ انتهاكاتها الحديثة، وهو بكل الحسابات السياسية والأيدلوجية والعسكرية ابعد شخص وتنظيم كان من ان يتقارب معها.
كان الحوار طوله حوالي نصف ساعة تقريباً، أحصيت انه خلال الحوار ذكر اسم حركته التي ورث قيادتها عن القائد يوسف كوة مكي منذ ما يقارب ال(٢٢) عام في مرات معدودة ، بينما ذكر الدعم السريع في معرض حديثه (١٩) مرة وكان في حالة دفاع وتبرير للخطوة التي اقدم عليها، كاد ان يكون الحوار محاولة تبييض وجه الدعم السريع الملطخ بدماء والالام وأنين الابرياء، ولم يكن لاستعراض سياسي لشخص قليل الحديث مثله.
النقطة المركزية التي حاول التمسك بها هي ان الدعم السريع فوق كل الذي قام به انه بمجرد ان وقع معهم على (وثيقة التأسيس) التي احتفى بها منحته صك الانتماء الى صفوف من يناضلون من اجل قضايا عادلة امتدّت لعقود من الزمان، بل يجلوسوا في الصفوف الأمامية!! ويجلس شخص مثل القائد جقود مكوار خلفهم!!!.
في التاريخ السياسي شخصية ممتهنة للقتل والانتقام مثل قادة الدعم السريع ورغم انتماءهم من حيث الطبقة والإثنية والجهة لصفوف المقهورين ولكنهم قام بدور الاذلال والتنكيل كانت موجودة، فمثلما فعل حميدتي قام بوتوليزي في السابق في جنوب إفريقيا إبان عهد نضال الزعيم مانديلا بنفس الدور في اقليم كوازولونتال تمثلت في انتهاكات ومجازر ضد السود الذين كانوا يناضلون ضد نظام الفصل العنصري، لم يقبل ام يفكر قادة الموتمر الوطني الأفريقي ولاحقا حركة الشاب جوليوس معلما حتى اليوم بان يتواجدوا في سقف واحد مع بوتوليزي، ولا ان يضموا بوتوليزي الي صفوفهم ورغم انتماءه لنفس اقليم الرئيس الأسبق للمؤتمر الوطني الأفريقي جاكوب زوما،.
الهامش الرث لا يمكن أن يكون ضمن صفوف الثورة كتنظيم او مجموعات او تمتد يد التحالف معه، فالثورة رأسمالها النبل واستمراريتها تكمن في التضحية من أجل المهمشين، ليس الانتقام الإثني وسياسة العقاب الجماعي والقتال بسياسة الارض المحروقة، لايمكنك غسل يد الدعم السريع بكل مساحيق الغسيل في العالم ولايمكنك أن تقدم حجج مقنعة إذا كتبت مجلدات بلماذا وضعت يدك معهم او سعيت لتحسين صورتهم؟
إذا تركنا كل الذي حدث قبل ١٥ أبريل ٢٠٢٣م جانبا وركزنا فقط على ما حدث وشاهدنا بانفسنا ما حدث بعدها، كان الأفضل لك اتخاذ موقف الرفيق عبدالواحد الذي نأى بنفسه وتاريخه وحركته ووفر عبارات التبرير التي كان سيبذلها إذا وضع يده مثلك معهم امام الخطاب السياسي والحشد التحاجج التي ظل يرددها عن اغتصاب الارض والمستوطنين الجدد في إقليم دارفور طيلة الثلاث عقود الماضية.
الحوار برغم انه ظل مرتبكا ومحتشدا بعبارات التبرير واتخاذ موقف اسقاط سيف الإدانة مقابل التوقيع على وثيقة نيروبي، فات على الحلو أن الوثيقة هي مجرد ورقة سيحتفي بها هو وجوقته المحدودة وستطلع عليها بقية النخبة السياسية بفتور وستقابلها بعدم قبول وعدم تصديق طالما سبقت ممارسات شريكه الجديد كل ما سيكتبه من مثالية وتظاهر بالتوقيع وقبول قضايا معقدة وصعبة البت فيها لفترات، فقد وصل الحال انه إذا وقع الدعم السريع على وثيقة استسلام فان درجة قبوله معدومة والتفاعل معه ستكون مشكوك فيها.
المعارك العادلة لا تخاض بالأدوات الصدئة ولا يحتاج اغلب مواطني السودان ان يخبرهم أحد قائداً كان او سياسي عن الدعم السريع ومايمكن أن يفعله، فقد ظلت المناطق التي وصل اليها شاهدة وحاكية بنفسها عن ما فعله منسوبوها ، بل الشعب انت محتاج ان تسمع له ويقودك بسردياته للوجهة السياسية ويرسم برأيه العام خارطة التحالفات، فمقام هؤلاء ليست قاعات التحالف السياسي ومشروعات النضال من أجل الحرية والكرامة لا يمكن أن يكونوا جزءا منه.
اخيرا تحالف المعسكرين الاشتراكيين في روسيا والصين مع الغرب رغم تنافرهم من أجل القضاء على النازية ووهم التفوق العرقي والفاشية وبربرية اليابان ورغم العداء التاريخيّ بينهم ولكنهم قدروا ان بقاء هؤلاء يهدد الجميع ، ليت من قدموا لك النصح بالتحالف مع هـؤلاء ان يطلعوا على التاريخ ويقرأوا ويفككوا تعقيدات مثل هذه .
اعلم أن الحركة الشعبية يمكن أن تكسب سلاح مادي لتحقق بها بعض المكاسب الميدانية بعد هذا التحالف الذي لوث شرف القضية وعدالتها، ولكنها خسرت سلاح معنوي وهو السلاح الأقوى ، وهو الموقف الأخلاقي السليم (High Moral Ground) الذي تميز بمناهضة الظلم والاستبداد والتي خرج الملايين لاستقبال قرنق في الخرطوم رغم حملات التشويه الممنهجة ضده، ظل المناضل أيقونة في مناهضة الظلم واحترام حقوق الإنسان وهذا اكبر دافع الإستمرارية الطويلة في النضال رغم كل الظروف ، فليس بالسلاح وحده استدام النضال وانتصرت القضايا.
مبارك اردول
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني والدعم السريع يتنازعان السيطرة على منطقة المثلث الاستراتيجية
أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، عن استعدادها الكامل لتوظيف سيطرتها على منطقة المثلث الحدودي مع مصر وليبيا لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى ولايتي دارفور وكردفان.
وجاء في بيان رسمي صادر عن الدعم السريع على موقعها الإلكتروني أن جميع إمكانياتها متاحة لدعم المنظمات الإنسانية وضمان وصول قوافل الإغاثة بأمان وكفاءة إلى المتضررين، مؤكدة تخصيص قوات لتأمين الحدود ومكافحة تجارة السلاح والمخدرات.
واتهم البيان الجيش السوداني باستخدام الغذاء كوسيلة لمعاقبة المدنيين، في إشارة إلى تصاعد الأزمة الإنسانية.
من جهته، أكد الجيش السوداني في بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية (سونا) يوم الأربعاء أنه أخلى المنطقة ضمن ترتيبات دفاعية، متجنبًا أي اشتباكات في تلك المنطقة الاستراتيجية.
وتعتبر قوات الدعم السريع أن السيطرة على مثلث الحدود نقطة تحول استراتيجية في تسهيل المساعدات الإنسانية وفرض الأمن على الحدود.
في سياق متصل، حذّر منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، الخميس، من أن السودان، الذي يعاني من حرب دامية مستمرة منذ أكثر من عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع، أصبح “مثالاً محزناً” على اللامبالاة و”الإفلات من العقاب” في المجتمع الدولي.
وجاء في بيان فليتشر: “قال المجتمع الدولي مراراً إنه سيحمي شعب السودان، وسيسألنا شعب السودان متى وكيف سنباشر الوفاء بهذا الوعد، لأن بلدهم أصبح نموذجاً مؤلماً لموضوعي الساعة: اللامبالاة والإفلات من العقاب”.
وأضاف المسؤول الأممي أن السودان يشهد “أكبر أزمة إنسانية في العالم” حيث يحتاج نحو 30 مليون شخص، أي نصف السكان، إلى مساعدات حيوية وسط حرب “بلا رحمة” ومدنيين “محاصرين وجائعين”.
وأكد فليتشر أن “القصف العشوائي والهجمات بمسيّرات وغيرها من الاعتداءات الجوية تقتل وتجرح وتشرد عدداً هائلاً من الناس”، مشيراً إلى دمار نظام الرعاية الصحية وانتشار أمراض مثل الكوليرا والحصبة.
وأشار إلى تكرار التقارير حول التكلفة البشرية للحرب، بما في ذلك أعمال العنف الجنسي الرهيبة، لكنه لفت إلى أن هذه التحذيرات لم تُترجم بعد إلى حماية فعلية للمدنيين أو وصول آمن ومستدام للمساعدات الإنسانية.
ودعا إلى تسريع الجهود نحو تحقيق سلام مستدام وشامل وعادل، مع زيادة التمويل لدعم العمليات الإنسانية في السودان.
وتشهد البلاد منذ أبريل 2023 حرباً مدمرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، خلفت آلاف القتلى والجرحى ودماراً واسع النطاق.