فاطمة الحارثية
عتق من الوجود، لحظة تجلي حياة لا تحمل الكلمات، ومارج من كيمياء يسري في ذات القلب والجسد، لا يخجل أن يظهر رعشة التعلَّق ولا حرقة الأنفاس، ليست كل معركة تستحق الخوض، إلا معركة الحب والخوف، إنها أشبه بصهيب الخوف، عند تخاذل الأقدام وحرقة الشهقات المكتومة، ما الفرق بين ذلك واجتياح لهيب الوصب، حين عناق روح من قلبين.
- لا بأس فاطمة، أنا المخطئ، أنا من خذلت نفسي حين عشت توقعات عالية، وخيالًا أكبر من قدري.
لن أقول إنَّ هذا قول لجلد الذات، وكبتها، لكنه المنطق الذي يمارسه فراس في حياته، لا يرى الاعتراف عيباً، ويتحمل تبعات قوله وفعله وحتى زلاته، يعلم علم اليقين، أن ما يسكن صدره مسؤوليته وحده، ولا حق له أن يحمل غيره المسؤولية أو حتى المطالبة بمقابل أو التعاطف، "قسوة غريبة"، لفترة اعتقدت أنَّه اتخذ الكمال نصب هدفه، ويسعى نحو المثالية الكاملة، حتى فاجأني البريق في عينه وهو فخور بما تعلمه من هفواته، وبعد كل فوضى، قال ذات مرة وهو في حالة صفاء: "أريد أن أكون أنا، لا الشخص الذي يُريدونه"، وأخرجه صوتي من حالته عندما سألته: "من تقصد؟"، وابتسم بوجهه المشرق وغادر.
العزة التي في فراس مزيج من الشموخ والفخر والاعتداد بالنفس، عيناه تعانقان روح كل قريب له، يفقد الزمن قيمته عند حضوره، وتتخاذل الأجساد عندما يحين وقت الانصراف، إنه عناق يصعب التخلي عنه، غالبا ما يكون حديثه عن الولاء والصدق وماهية الوجود، صوته الشجي يخبرني أنه يعلم ولا نعلم ويرى ما لا نرى ويسمع ما لا نسمعه، أكثر ما يُحزن، عندما يشرد فكره إلى صومعته الخاصة، وتنطفئ عيناه في ابتسامة شاحبة، أعلم حينها أنَّ ثمة ألم، والكثير من الكلمات المبعثرة، وحنين لا تطفئه الروح.
لم أعتقد أنني سوف أتحدث عن خلجات الأنفس، وبراعم التوهان؛ فحديث فعل الحب في القلوب عظيم، تبارى في ميدانه عظماء القلم منذ عصور، وخلدت معظم الحضارات إن لم يكن جميعها تاريخها عبر تلك الآلام، ربما لأنه لا يبقى في ذاكرة الإنسان إلا أثر المشاعر والندم المصاحب لها، عجبي من طبيعتنا، ننسى ألم الجسد ونحتفظ بألم القلب، يزيدني هذا إدراكا بخواء الجسد مقابل الجوهر. مهما كان الجسد مُكتفا ومُكبلا، لا تمس تلك العبودية القلب الحر، والعكس نراه في القلب المصاب، يأن سائر الجسد له، ويسقط عاجزا وقد يقع صريع تلك المشاعر. تجتهد بحثا عن من يحبك، تريد الحب وتسعى نحو اهتمام المُحبين، بل وتتفاخر بأنك محبوب ومرغوب به، وعند أول خفقان لقلبك، تهيم على وجه مشاعرك، وتريد اغتصاب قلب من تحب واحتكاره لك وحدك، بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة، دون مبالاة بمشاعره، خطايا لا تنتهي بسم الحب، أهو الحب أم وهم الحب أم غيره من محبوب؟ آآه يا إنسان... جعلت للحب أنواعًا، واستعبدت المحبوب، واغتلت باسم الحب، وسفكت حركة الحرمات، لتصنع للحب وحلًا من دموع ودماء.
علمني فراس.. أن أضع مشاعري قيد التأجيل إلى إشعار آخر.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«أنا بحبك أنت».. موعد طرح أجدد ألبومات رامي صبري
يستعد الفنان رامي صبري، لطرح أجدد ألبوماته الغنائية الذي يحل اسم «أنا بحبك أنت»، وذلك ضمن سلسلة أعماله لصيف 2025، وعادة ما يشهد هذا الفصل من كل عام منافسة قوية بين عدد من نجوم الغناء في مصر والوطن العربي.
ويزيح رامي صبري الستار عن ألبومه الجديد «أنا بحبك أنت»، يوم 17 من شهر يوليو الجاري، ويتضمن الألبوم 10 أغنيات تجمع بين الكلمات الرقيقة والألحان العذبة والتوزيع الموسيقي المتميز.
آخر أعمال رامي صبريطرح الفنان رامي صبري، مؤخرا عبر موقع الفيديوهات يوتيوب ومختلف المنصات الموسيقية، أغنية «الحب عيبنا» التي قدمت في الحلقة الأخيرة من مسلسل «وتقابل حبيب» بطولة ياسمين عبد العزيز.
أغنية الحب عيبنا، من كلمات كريم فهمي، وألحان عمرو الشاذلي، وإنتاج محمد حامد، وتقول كلمات الأغنية التالي:
«طب ليه يا لقى بتنادينا
لما الفراق مكتوب علينا
طب ليه تزيد الود بينا
والحنين ترميه علينا
حتى الصدف كترت ما بينا
والعشم زد سنة سنة
طب ليه بتبني الذكريات
لما الفراق هيهد بينا
ليه خليتنا نحلم
والأمل لمع عيوننا
ليه خلتنا نعشق
أغنية الحب عيبنا رامي صبري
بعدها تتعب قلوبنا
يعني هو الحب عيبنا
أيوه شكل الحب عيبنا
كفاية تلعب بالمشاعر
كفاية كدب خلاص تعبنا
طب ليه يا لقى تعيده تاني
لما أنت في الآخر أناني
ليه تجمع في الحبايب
لما جايلك يوم وسايب
كنت جيبها واحده واحده
كنت جيبها حبه حبه
كنت قبل ما تنهي بنا قللنا شوية
ليه خليتنا نحلم
والأمل لمع عيوننا
ليه خلتنا نعشق
بعدها تتعب قلوبنا
يعني هو الحب عيبنا
أيوه شكل الحب عيبنا
كفاية تلعب بالمشاعر
كفاية كدب خلاص تعبنا».
اقرأ أيضاًبعد وفاته.. اللحظات الأخيرة في حياة أحمد عامر
تفاصيل تعاون رامي صبري مع حسام حبيب في الألبوم الجديد