جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-18@02:35:42 GMT

عناق القلوب

تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT

عناق القلوب

 

 

فاطمة الحارثية

عتق من الوجود، لحظة تجلي حياة لا تحمل الكلمات، ومارج من كيمياء يسري في ذات القلب والجسد، لا يخجل أن يظهر رعشة التعلَّق ولا حرقة الأنفاس، ليست كل معركة تستحق الخوض، إلا معركة الحب والخوف، إنها أشبه بصهيب الخوف، عند تخاذل الأقدام وحرقة الشهقات المكتومة، ما الفرق بين ذلك واجتياح لهيب الوصب، حين عناق روح من قلبين.

-      لا بأس فاطمة، أنا المخطئ، أنا من خذلت نفسي حين عشت توقعات عالية، وخيالًا أكبر من قدري.

لن أقول إنَّ هذا قول لجلد الذات، وكبتها، لكنه المنطق الذي يمارسه فراس في حياته، لا يرى الاعتراف عيباً، ويتحمل تبعات قوله وفعله وحتى زلاته، يعلم علم اليقين، أن ما يسكن صدره مسؤوليته وحده، ولا حق له أن يحمل غيره المسؤولية أو حتى المطالبة بمقابل أو التعاطف، "قسوة غريبة"، لفترة اعتقدت أنَّه اتخذ الكمال نصب هدفه، ويسعى نحو المثالية الكاملة، حتى فاجأني البريق في عينه وهو فخور بما تعلمه من هفواته، وبعد كل فوضى، قال ذات مرة وهو في حالة صفاء: "أريد أن أكون أنا، لا الشخص الذي يُريدونه"، وأخرجه صوتي من حالته عندما سألته: "من تقصد؟"، وابتسم بوجهه المشرق وغادر. 

العزة التي في فراس مزيج من الشموخ والفخر والاعتداد بالنفس، عيناه تعانقان روح كل قريب له، يفقد الزمن قيمته عند حضوره، وتتخاذل الأجساد عندما يحين وقت الانصراف، إنه عناق يصعب التخلي عنه، غالبا ما يكون حديثه عن الولاء والصدق وماهية الوجود، صوته الشجي يخبرني أنه يعلم ولا نعلم ويرى ما لا نرى ويسمع ما لا نسمعه، أكثر ما يُحزن، عندما يشرد فكره إلى صومعته الخاصة، وتنطفئ عيناه في ابتسامة شاحبة، أعلم حينها أنَّ ثمة ألم، والكثير من الكلمات المبعثرة، وحنين لا تطفئه الروح.

لم أعتقد أنني سوف أتحدث عن خلجات الأنفس، وبراعم التوهان؛ فحديث فعل الحب في القلوب عظيم، تبارى في ميدانه عظماء القلم منذ عصور، وخلدت معظم الحضارات إن لم يكن جميعها تاريخها عبر تلك الآلام، ربما لأنه لا يبقى في ذاكرة الإنسان إلا أثر المشاعر والندم المصاحب لها، عجبي من طبيعتنا، ننسى ألم الجسد ونحتفظ بألم القلب، يزيدني هذا إدراكا بخواء الجسد مقابل الجوهر. مهما كان الجسد مُكتفا ومُكبلا، لا تمس تلك العبودية القلب الحر، والعكس نراه في القلب المصاب، يأن سائر الجسد له، ويسقط عاجزا وقد يقع صريع تلك المشاعر. تجتهد بحثا عن من يحبك، تريد الحب وتسعى نحو اهتمام المُحبين، بل وتتفاخر بأنك محبوب ومرغوب به، وعند أول خفقان لقلبك، تهيم على وجه مشاعرك، وتريد اغتصاب قلب من تحب واحتكاره لك وحدك، بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة، دون مبالاة بمشاعره، خطايا لا تنتهي بسم الحب، أهو الحب أم وهم الحب أم غيره من محبوب؟ آآه يا إنسان... جعلت للحب أنواعًا، واستعبدت المحبوب، واغتلت باسم الحب، وسفكت حركة الحرمات، لتصنع للحب وحلًا من دموع ودماء.

علمني فراس.. أن أضع مشاعري قيد التأجيل إلى إشعار آخر.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"الأرصاد": رؤية مناخية لـ100 عام ودراسات لتحسين أجواء المشاعر المقدسة

أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد، الدكتور أيمن بن سالم غلام، لـ ”اليوم“ أن المركز يعمل ضمن رؤية مناخية مستقبلية شاملة لمناخ المملكة، تشمل توقعات تمتد لخمسين ومئة سنة قادمة، مع تركيز خاص على المناطق المقدسة وأعمال الحج.
وأشار إلى أن هناك دراسات معمقة أجراها المركز حول التغيرات المناخية المحتملة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.
أخبار متعلقة منتدى حوار المدن.. 8 مدن تستعرض مشاريع بأكثر من 6.2 مليارات ريالبجولات تفقدية.. "الغذاء والدواء" تتابع جاهزية فرقها لموسم الحجوأوضح غلام أن المركز يرفع هذه القراءات المناخية المستقبلية إلى الجهات المعنية لاتخاذ التدابير الاستباقية، مبينًا أن التغيرات المناخية ستكون تدريجية وليست مفاجئة.
وأفاد أن درجات الحرارة هذا العام ما زالت مرتفعة نظرًا لاستمرار فصل الصيف، إلا أن التوقعات تشير إلى انخفاض نسبي في حدتها خلال موسم الحج المقبل.فريق بحثي متكامل
أشار علام إلى أن ما أُعلن في الورشة الأولى العام الماضي حول نية المركز إجراء دراسات مناخية تفصيلية، بدأ يتحقق على أرض الواقع، حيث يعمل فريق بحثي متكامل على دراسة تحركات السحب طبيعيًا من الطائف باتجاه مكة المكرمة، مع بحث إمكانية تعزيز فرص الهطول المطري للاستفادة منها في دعم أجواء المشاعر المقدسة، مؤكدًا أن هذه الظواهر تخضع لعوامل ومعايير طبيعية دقيقة، وقد تحدث خلال موسم الحج أو في أوقات أخرى.
وختم الدكتور غلام بالتأكيد على جاهزية المركز الوطني للأرصاد في تغطية الطقس بنسبة 100% في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، بما يضمن دعم جهود الجهات العاملة في موسم الحج بمعلومات دقيقة ومحدثة.

مقالات مشابهة

  • رجل وامرأة.. ضبط وافدين لنشرهما إعلانات حج وهمية في مكة المكرمة
  • بفستان أسود .. يسرا تخطف القلوب بإطلالة جذابة
  • برج العقرب حظك اليوم السبت 17مايو 2025.. لا تخاف من الحب العميق
  • برج الدلو حظك اليوم السبت 17 مايو 2025.. تثق في الحب بدون شروط
  • برج الثور حظك اليوم السبت 17 مايو 2025.. الحب يحتاج إلى صبر
  • برج الحوت حظك اليوم السبت 17 مايو 2025.. العاطفة الصادقة تبني جسورا قوية بين القلوب
  • برج الأسد حظك اليوم السبت 17 مايو 2025.. كن شجاعا في الحب ولا تخشى الضعف
  • «قبضة القوة».. خبير يوضح دلالات لغة الجسد للرئيس الأمريكي لحظة وصوله إلى الرياض
  • فرص واعدة لتحسين طقس المشاعر عبر استمطار سحب الطائف
  • "الأرصاد": رؤية مناخية لـ100 عام ودراسات لتحسين أجواء المشاعر المقدسة