جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-12@23:36:39 GMT

الحب في زمن التوباكو (4)

تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT

الحب في زمن التوباكو (4)

 

 

 

مُزنة المسافر

 

إنني أعيشُ في قنينةٍ من الخوف والخرف يا جوليتا، أنا والتوباكو نعرف جيدًا أننا لا ننفع أحدًا الآن، لقد سرقوني، سلبوا كل شيء، لم يتركوا لي غير التبغ يشتعل في ألم عظيم.

جوليتا: من هم يا عمتي؟

ماتيلدا: أعدائي، لقد جاءوا ليلًا حين كنتُ نائمة، لقد سرقوا المسرح، لقد سرقوا صندوق النقود، لم أعد احتمل الكذب والسلب، نحن شرفاء يا ابنة أخي لكننا نُسرق ونُنهب لماذا؟

افعلي شيئًا من أجل عمتك الضائعة، لا أرغب أن أضيع أكثر، إننا نأكل جيدًا كل ليلة من المال الذي نجنيه من هذا المسرح، يا خيبتي، يا لحظي العائر، وقلبي الثائر، دعيهم يرحلون عني.

لقد كبرت، لا أستطيع الركض خلف اللصوص، لقد أشهروا سكينًا في وجهي يا جوليتا.

عمتك تبكي، وتشكو ضعفها، إنني قد صرتُ في القاع، هل عليَّ الانصياع؟

كنتُ حافية القدمين، كنت ناقمة على الحياة، وجعلوا من عمتك أضحوكة، بحثوا في أدراجي، وفي خزائن حياتي، كدت أموت، كدت اختفي، كدت انجلي، والآن اعتلي عرش اليأس، وقد دخل في حياتي باب النحس طبعًا، أنقذيني، أوقدي شمعة في فؤادي، وقولي لي شيئًا ينادي بالسكينة.

جوليتا: كوني صلبة يا عمتي، لقد كنتي ودودة، ولم تكوني عدوة لدودة لهم.

وجيوبهم فارغة من الرحمة والمال، إنهم قد سرقوا الأشياء لكن لم يسرقوا ذكرياتك وآمالك المعلقة حول عنق الحياة.

ماتيلدا: لم يتمكنوا من أن يأخذوا ذكرياتي وأغنياتي بالتأكيد، تعرفين يا جوليتا أنك دون أحلام لن تكوني إلّا من يخلق الوهم، وليس النغم واللحن الحلو اللذيذ الذي يلهبُ كل الأخيلة التي قد ترتسم على جدران قديمة لأجساد وأرجل راقصة، قانصة للحظة النعيم.

جوليتا: لكنني لا أستطيع غناء شيء تحبينه، إنك لا تتركيني أضع علامة بائنة لموهبتي، وأمنح نفسي النجومية المطلوبة.

ماتيلدا: ببساطة لأنك لا تملكين الذكريات والقصص يا جوليتا، عليك قول القصص وإخبارها باستعلاء كبير، وكأنه لم يعشها أحد غيرك في هذا الكون. أتعرفين؟ كان لي قصة رائعة، وكوني لها الآن سامعة.

إنها قصة رجل القطار الذي غاب عن جعبتي سنوات طويلة، أتذكره كثيرًا في هذه الأيام، لقد أراد أن يحبني حبًا إغريقيًا، إنه شاب قد دخل قطارًا بطيئًا للغاية، كنت أنا بحقيبة سفر قديمة كانت لجدتي، وكان لي فستان قرمزي يقتفي آثار جسدي جيدًا، ولا يترك أي مجال للآخرين أن لا يميزوا اللون المختلف الذي كنت ألبسه، وجاء الشاب، ودخل المقطورة وقدم لي كعكة فراولة شهية، وجاء بكوب قهوة.

وقدمه لي، هل تعرفين حين تقولين إنه شاب نبيل يا جوليتا، لقد انقرض النبلاء من الرجال في هذا الزمن البائس يا ابنة أخي، غابوا ورحلوا لكنه كان رجلًا نزيهًا، لطيفًا أثرت شفقته بلهجتي الرعناء، وصوتي الغريب.

وحين كنتُ أرددُ أغنيةً، وأسعى أن أكتب واحدةً، ردَّدَ هو أن صوتي جميل للغاية، وكانت المرة الأولى التي أعرف أن لي صوتٌ جميلٌ للغاية، وأنه يدغدغ المشاعر، وأن قلبي الشاعر يقدر على قول القصائد ويأتي بالمصائد التي يفرضها على من يأتي للمسرح ليسمعني، ورغم حركة الناس، كانت المقطورة مفطورة عن باقي المقطورات في ذاك القطار البطيء للغاية.

وكأن الزمن لم يتحرك تلك اللحظة التي كان يحدثني فيها حوارًا مُسلِّيًا وأحيانًا رومانسيًا، سألني من أنا، وماذا أكون؟ وكيف هي حياة المرء حين يُقرر أن يستقل قطارًا بطيئًا وهو وحيد.

وسألني سؤالًا غير معتاد أبدًا من رجال هذا الزمن: كيف هي أن تكون امرأة بهذا الجمال وحيدة؟ وحينها فقط عرفت أنني جميلة، وأن عيناي تشع بالحب.

وأن هناك شيئًا أُحبُهُ أكثر من الغناء، وشعرت للمرة الأولى بالسناء، وكان هو هذا اللقاء الأجمل على الإطلاق والأبهى بين كل الأشياء التي رأيتها في القطار، قلبي قفز، ورقص، وعيناي رأت الحب لأول مرة، وشعرتُ به أكثر حين كرَّر زياراته للمسرح، وكل مرة كان بقبعة زاهية وملابس باهية وسلوك لبق ومزاج رائق.

جوليتا: وأين هو الآن؟!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

استشاري علاقات أسرية: نموذج القدوة غائب عن البيوت| فيديو

قال يحيى فؤاد، استشاري العلاقات الأسرية، إن الحب هو بداية التفاهم في العلاقات، لكنه لا يُعد العامل الوحيد لاستمرار الزواج، مشيرًا إلى أن العلاقة تحتاج إلى عدة عوامل أخرى لاستكمال "الرحلة".

يحيى الفخراني: العلاقة الأسرية هي سر عشقي للملك لير.. المصريين بيلمحوا "الافيه"

وأضاف فؤاد، خلال لقائه مع آية شعيب، في برنامج "أنا وهو وهي"، المذاع على قناة صدى البلد: "الحب حاجة لطيفة جدًا، بس مش هو ده اللي هيخلي فيه تفاهم طول الوقت، مش هو ده اللي هيخلينا نعيش الحياة بتاعتنا، مع الحياة الواقعية؛ الحب بيتركن على جنب، وبيظهر حاجات تانية كتير، ده اللي إحنا هنتكلم فيه النهارده".

وأوضح: "دلوقتي بنسمع كلام كتير إن الجواز عن حب هو اللي بيعيش، وفي ناس بتقول لأ، جواز الصالونات هو اللي بيعيش، وكل الناس بقت بتفتكس ظروف الناس، وتفتكس العلاقات، دي هتنجح وهتكمل ولا لأ، وبتلاقي فيه تنظير في الموضوع".

وشدد على أن الخلل يعود إلى أن "الفترة دي ما بقيناش نشوف في بيوتنا النموذج بتاع الزوج أو الزوجة، فبنروح ندوَّر برَّه، ما أنا عايزة أدوَّر برا بقى، ما أنا بقيت شايفة النموذج في البيت مش هو ده اللي أنا بحلم به، بدليل إن أنا ببص برَّه، بدليل إن ده بيلفت نظري، زمان كان إيه؟، بيقولك: أنا زي أبويا في الحتة دي، أنا زي أمي، أنا عايز زي أمي في الحتة دي.. ما فيش النهاردة حد بيختاروا الاختيار ده".

طباعة شارك صدى البلد أسرة علاقات أسرية

مقالات مشابهة

  • برج القوس .. حظك اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025: حافظ على إبداعك
  • بحبك فى الله!!
  • جريمة بين جدران الحب.. كيف تحولت زوجة إلى قاتلة في بحر البقر
  • من الحب إلى المحاكم.. أنجلينا جولي تفتح ملف الطلاق من جديد
  • استشاري علاقات أسرية: نموذج القدوة غائب عن البيوت| فيديو
  • فيها حاجة حلوة
  • ترمب يحذر الصين: أصبحت عدائية للغاية
  • سوروب: الأهلي يمتلك تاريخ عظيم.. ومتشوق لرؤية اللاعبين للغاية
  • في حب النبي .. أجمل ما قال الراحل أحمد عمر هاشم في آل البيت
  • دراسة جديدة: الترامادول ليس فعالا للغاية في تخفيف الآلام المزمنة