حضور مميز للثقافة المصرية في الدورة 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
أكد المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية سعيد حمدان الطنيجي مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب أن المعرض صار حدثاً ثقافياً وفكرياً ومهنياً رائداً، يقود حركة صناعة النشر والصناعات الثقافية والإبداعية في العالم العربي، ويغذي التوجه نحو تطويرها باستخدام أحدث وسائل العصر والتقنيات المبتكرة والذكاء الاصطناعي .
وقال الطنيجي ، في حوار شامل مع "وكالة أنباء الشرق الأوسط" اليوم ، إن هناك حضورا مميزا للثقافة المصرية في الدورة الـ34 من "معرض أبوظبي الدولي للكتاب" التي ستنطلق فعالياتها في السادس والعشرين من أبريل الجاري تحت شعار "مجتمع المعرفة...معرفة المجتمع".
وأضاف: إن الثقافة المصرية التي تتميز بنتاجات فكرية وفنية رفيعة، تشارك في فعاليات وبرامج المعرض عبر دوراته المتعاقبة، ومنها المشاركة المميزة بدورة هذا العام (الدورة الـ 34) والتي تقام في الفترة بين 26 أبريل الجاري إلى 5 مايو المقبل برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح أن معرض"أبوظبي للكتاب" الذي امتد ليصبح عشرة أيام كاملة، يشكل منصة نوعية ملهمة لنشر ثقافة القراءة، وتعزيز دور المعرفة في إثراء حوار الحضارات والتفاهم بين الشعوب، ونشر قيم والمحبة والسلام التي ترعاها دولة الإمارات وعاصمتها أبوظبي.
ويشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الـ 34، أكثر من 100 ناشر مصري، يعرضون آلاف العناوين التي تتنوع في مضامينها في مختلف حقول الأدب والفكر والعلوم والدراسات والأبحاث ، كما تشارك نخبة من الأدباء والمفكرين والمبدعين المصريين في برامج المعرض المتنوعة الثقافية والمهنية والفنية، منهم الدكتور محمود محي الدين- مبعوث الأمم المتحدة لتمويل أجندة التنمية 2030، والفنان حسين فهمي، ومصممة المجوهرات عزة فهمي.
كما تتضمن برامج المعرض، احتفالية متميزة بكوكب الشرق، أم كلثوم، بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيلها، تحت عنوان " أم كلثوم.. 50 عاماً من الحضور". واحتفالية خاصة بإطلاق كتاب "أم كلثوم ..من الميلاد إلى الأسطورة" بالاشتراك مع دار ديوان للنشر.
وضمن مبادرته لتكريم دور النشر العربية العريقة، يتضمن المعرض جلسة نقاشية بعنوان "دار المعارف .. 135 عاماً من التنوير والمعرفة".
وكانت مصر، قد حلت ضيف شرف على معرض ابوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33، وكان الأديب نجيب محفوظ، الشخصية المحورية للمعرض.
وفيما يتعلق بالتعاون مع مؤسسات الثقافة المصرية ، أكد المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية سعيد حمدان الطنيجي حرص المركز على المشاركة سنوياً في معرض القاهرة الدولي للكتاب بجناح كبير يضم أبرز وأحدث إصداراته بالإضافة إلى المشاركة بتنظيم برامج فكرية وفنية تعزز التواصل بين رموز الثقافتين الإمارتية والمصرية على محور الإبداع منها الاحتفال بمئوية الموسيقار الكبير الذي أثرى الفن العربي بإبداعاته سيد درويش التي نظمها المركز في قصر عابدين، ضمن برامج مشاركته في الدورة الـ 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2024.
وأضاف أن مركز أبوظبي للغة العربية يتعاون مع مجموعة كبيرة من المؤسسات والهيئات والجهات الثقافية في مصر، في إطار اتفاقيات تفاهم وشراكة، أحدثها اتفاقية التفاهم المبرمة مع مكتبة الإسكندرية بهدف تعزيز الشراكة في المجالات المعرفية والتعاون المشترك بين الجانبين لتحويل مختارات من إصدارات المركز إلى نظام (برايل ديزي) الخاص بأصحاب الهمم وتوفيرها عبر المصادر الخاصة بالمكتبة ومنصات المركز، إلى جانب تعزيز أطر التعاون في مجالات الترجمة من خلال مشروع "كلمة"، وتأسيس قاعدة بيانات مشتركة للإصدارات المترجمة من المؤسستين لتفادي التكرار، وتبادل اقتراح ترجمة مؤلفات جديدة تثري المكتبة العربية في تخصّصات مختلفة إضافة إلى تعاون مستمر مع صندوق التنمية الثقافية في مصر، وعدد كبير من الهيئات والمؤسسات والجامعات في مصر.
وحول إطلاق مركز أبوظبي للغة العربية؛ جائزة "كنز الجيل"، التي تدعم الموروث الغني المتعلق بالشعر النبطي ، قال الطنيجي إن الجائزة تسعى إلى تكريم الأعمال الشعرية النبطية، والدراسات والبحوث الفلكلورية، وتمنح للدارسين والمبدعين الذين قدموا أعمالاً تناولت الموروث المتصل بالشعر النبطي وقيمه الأصيلة ، كما تهدف بشكل رئيس إلى ترسيخ شعر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "طيّب الله ثراه"، حيث تستلهم الجائزة أهدافها من أشعاره، لما تُجسده من مكانة إبداعية، وثقافية.
وفيما يتعلق بالإنجازات التي قدمها مركز أبوظبي للغة العربية على المستوى المحلي والعربي والعالمي ، قال الطنيجي إن المركز عزز جهوده لإبراز الهوية الثقافية الإماراتية بتكريس حضور اللغة العربية من خلال العديد من المبادرات، حيث قامت "مجلة الدراسات العربية" التي يصدرها بسدّ ثغرة أساسية تعاني منها اللغة العربية في الساحة الأكاديمية التي هيمنت عليها الكتابات الإبداعية، ونجحت في الوصول إلى أعلى نسب المطالعة والتحميل في تاريخ "بريل"، ما يؤكد مكانتها كأول مجلة من نوعها تصدر باللغة العربية عن مؤسسة "بريل".
وأوضح أن المركز نجح في إصدار حصيلة تزيد عن 2700 كتاب في شتى أصناف الأدب والثقافة والمعرفة. كما تميّز في إطلاق باقة من سلاسل الكتب المتميزة، مثل سلسلة "مائة كتاب وكتاب" التي تتناول كتباً وشخصيات أغنت الثقافة العربية والعالمية. وسلسلة "عيون الشعر العربي" التي تُعنى بالتراث العربي عبر العصور وإبراز قيمته الأدبية، إضافة إلى سلسلة "كتب الموسيقى"، التي تتناول الإبداع الموسيقي والغنائي في دولة الإمارات والدول العربية.
وذكر أن مشروع "كلمة" للترجمة؛ تفوق في العمل على تأسيس نهضة ثقافية تشمل مختلف فروع المعرفة البشرية، وتمدّ الجسور بين الشعوب والحضارات، كما شكّل نجاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب ركيزة أساسية لتعزيز الثقافة من خلال مكانته العالمية، واستضافته لنحو 100 دولة عارضة، وتنظيمه لسلسلة برامج ثقافية ومهنية، وإطلاقه العديد من المبادرات النوعية الداعمة.
وقال المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية سعيد حمدان الطنيجي إنه في الوقت ذاته ترتقي جائزة الشيخ زايد للكتاب إلى صدارة أهم الجوائز الأدبية قدراً ومكانة في العالم. إلى جانب المنح الماديّة بشقيّها للمؤلفين والناشرين، فضلاً عن تفرّد العديد من المشاريع الثقافية والمبادرات النوعية والحملات المجتمعية والإصدارات والفعاليات التي نُفذت، وستنفّذ، فهناك مئات من الفعاليات والأنشطة المنبثقة عن شهر القراءة الوطني، وحملة القراءة المستدامة، تماهياً مع إعلان قيادة الدولة العام 2025 عام المجتمع في دولة الإمارات.
وأضاف أن المركز يعمل على تنويع مشاريعه ومبادراته في خدمة الترجمة وتعزيز دورها كحلقة وصل بين الشعوب، تقرّب المفاهيم وتعزز قيم التسامح والإخاء والانفتاح، وهي القيم التي تضعها قيادة دولة الإمارات الحكيمة موضع الأولوية في كل خططها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مركز أبوظبي للغة العربية معرض أبوظبي الدولي للكتاب الثقافة المصرية معرض أبوظبی الدولی للکتاب أبوظبی للغة العربیة دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
عاصمة للثقافة المصرية.. شمال سيناء صحراء يولد فيها الضوء من بين حبات الرمال
في الركن الشرقي البعيد من خارطة الوطن، حيث تحتضن الأرض زرقة البحر وامتداد الرمال، تقف شمال سيناء كقصيدة قديمة لم تُقرأ بعد بكامل عمقها، مدينةٌ يولد فيها الضوء من بين حبات الرمل، وتتعانق فيها الذاكرة مع الحكايات البدوية، وتسكن في بيوتها رائحة التاريخ وأغاني الصحراء، وعندما أعلنت وزارة الثقافة اختيار شمال سيناء عاصمة للثقافة المصرية 2026، بدا الأمر أشبه بإزاحة ستارٍ عن لوحة فنية ظلّت طويلاً تنتظر من يقدّر جمالها، لقد جاء هذا اللقب ليعيد إلى الواجهة ما تزخر به سيناء من ثراء ثقافي وفني وإنساني، ولينفض الغبار عن كنوز تراثية طالما حفظتها القبائل السيناوية في صدورها قبل متاحفها.
هذه المحافظة ليست مجرد أرضٍ حدودية؛ إنها منصّة مفتوحة للثقافة، معمل حي للتراث، ومتحف ممتد تحت السماء، تمتزج فيها أصوات الشعراء البدو، ونقوش التطريز السيناوي، وذاكرة المدن الساحلية التي شهدت أحداثًا صنعت تاريخًا لا يُمحى، وفيما يلي جولة في أشهر المواقع الثقافية، وأبرز الحرف التراثية، ومظاهر التميز الثقافي التي تجعل شمال سيناء جديرة بهذا اللقب.
المواقع الثقافية محطات مضيئة.. والحرف التراثية إبداع منسوج
يقف قصر ثقافة العريش كمنارة ثقافية وسط المدينة، ليس فقط بمبناه، وإنما بدوره الذي يتجاوز الجدران ليصل إلى كل بيت في المحافظة، القصر مساحة تجمع الأجيال، يحتضن مكتبة ثرية تعج بالكتب والدوريات، ويقدم مسرحه عروضًا فنية تعبّر عن الهوية السيناوية، من رقصات شعبية إلى أمسيات شعرية يتجلى فيها صوت البادية وحكمتها.
مركز ثقافة الطفل.. بذور الغد
من بين أهم المؤسسات الثقافية في المحافظة، يأتي مركز ثقافة الطفل بالعريش نموذجًا يُحتذى به في مدارس الإبداع، فهنا تُروى الحكايات الشعبية، وتُدرّب الأيدي الصغيرة على الحرف التراثية، ويتعلم الأطفال فنون الحكي والرسم والغناء، ليكتشفوا مبكرًا أن الثقافة ليست كتابًا يقرأونه فقط، بل حياة يعيشونها.
متحف التراث السيناوي.. خزانة الذاكرة
في صمت المتحف، تحكي المقتنيات قصصًا لا تنتهي: عباءات مطرزة، أدوات الحياة اليومية، صخورٌ منقوشة، وحُلي تحمل رموزًا موروثة من أجيال، متحف التراث البدوي أو السيناوي بالعريش يعد أحد أهم المعالم التي تصون تراث القبائل، وتوثّق نمط الحياة الذي منح سيناء فرادتها، هنا يتعرف الزائر إلى جوهر البيئة السيناوية التي شكّلت ملامح الشخصية البدوية.
البيوت البدوية التراثية.. معمار يحكي أجداده
تنتشر في العريش وبعض مدن المحافظة بيوت بدوية أُعيد ترميمها لتكون قاعات للحرف التراثية وفضاءات تعليمية لتاريخ سيناء الثقافي، فهذه البيوت ليست مجرد مبانٍ؛ إنها ذاكرة من طين، وشهادة على قدرة الإنسان السيناوي على صنع الجمال من أبسط عناصر البيئة.
التطريز السيناوي.. لغة المرأة على القماش
لا يمكن ذكر سيناء دون استحضار جمال التطريز السيناوي، تلك الزخارف الهندسية التي تحمل رسائل موروثة عبر أجيال، ألوانٌ مبهجة.. رموز لها دلالات.. وحكايات تُروى دون كلمات، تعتمد نساء سيناء في تطريزهن على خيطان حمراء وزرقاء وسوداء، تصوغها الأيدي بحرفية نادرة، لتخرج أثوابًا وحقائب وأغطية بات العالم يعترف بها كفن مستقل.
صناعة السجاد والكليم.. دفء الصحراء
على النول اليدوي، تنسج النساء السيناويات خيوط الصوف بألوان مستمدة من الطبيعة: الأصفر من الشمس، البني من الرمل، والأحمر من غروب البحر، السجاد والكليم البدوي ليسا مجرد منتج منزلي، بل هوية كاملة تتجلى فيها البيئة التي نشأت فيها هذه الحرفة، كل قطعة تحمل بصمة صانعها، فتغدو تحفة فنية تحتفظ بروح صاحبتها.
الحلي البدوية.. فضة تحمل تاريخًا
تشتهر سيناء بصناعة الحلي الفضية المزينة بالخرز، التي ترتديها النساء في المناسبات والأعراس، من أشهرها "الشنبرة" و"القلادة البدوية" و"الزمام". هذه الحلي ليست زينة فحسب، بل ترمز إلى الانتماء القبلي، وتعبر عن مكانة المرأة الاجتماعية.
الصناعات السعفية.. هدايا من النخيل
في القرى السيناوية، يمكن رؤية النساء وهن يشكلن من جريد النخيل سلالًا وأطباقًا وقبعاتٍ تحمل روح البيئة، إنها حرفة ارتبطت برحلة الصحراء، حيث يستغل السيناويون كل ما تمنحه لهم الطبيعة ليخلقوا منه جمالًا نافعًا.
الملامح الثقافية.. هوية لا يشبهها أحد
شمال سيناء ليست مجرد تراث جامد؛ إنها حياة نابضة، تتميز المحافظة بثقافة بدوية ذات جذور عميقة، يظهر أثرها في الشعر والغناء والأمثال الشعبية، ولعل الشعر النبطي من أهم سمات الهوية السيناوية، حيث يعبّر الشعراء عن الحب والوطن والحكمة بلغة صادقة وموسيقى تلامس الوجدان، كما تشتهر سيناء بالرقصات البدوية، مثل الدحية التي تتطلب تناغمًا جماعيًا يعكس روح القبيلة ووحدة أفرادها.
كذلك تُعد سيناء بوتقة تنصهر فيها ثقافات متعددة، بحكم موقعها الذي جعلها معبرًا للتجارة والحضارات، هذه الميزة انعكست على عادات سكانها وتقاليدهم وملابسهم وموسيقاهم، لتشكل لوحة ثقافية فريدة.
حتى المطبخ السيناوي يحمل طابعه الخاص؛ من الخبز المصنوع على الصاج إلى وجبات تعتمد على أعشاب الجبل، وكل طبق يحمل نكهة تاريخٍ لا يتكرر.
سيناء التي تستحق الضوء
بعد تتويجها عاصمة للثقافة المصرية 2026، تقف شمال سيناء على أعتاب مرحلة جديدة تفتح فيها أبوابها للعالم لتروي قصتها، فكل موقع فيها هو فصل من كتاب، وكل حرف تراثي هو سطر من ذاكرة، وكل أغنية بدوية هي صفحة من روحٍ لا تنطفئ، شمال سيناء ليست مجرد جغرافيا؛ إنها هوية متدفقة، وكنز تراثي، ومساحة نقية لحوار بين الماضي والحاضر.