دمشق-سانا

إلهام أبو السعود، رائدة من رواد الموسيقا السورية، تركت وراءها إرثاً موسيقياً فنياً وإنسانياً لا يقدّر بثمن، حيث كانت أول مايسترو عربية والملحنة الوحيدة في سوريا، مكرسةً حياتها لتعليم الموسيقا وتلحين الأغاني للأطفال، مؤمنةً بأن الموسيقا هي لغة الروح، ووسيلة لتربية الذائقة الجمالية منذ الصغر.

أبو السعود التي نعتها نقابة الفنانين بالأمس ولدت في مدينة دمشق عام 1931، وتعلّمت العزف على العود في طفولتها من والدها المحب للموسيقا، والذي كان يجيد العزف والتلحين، وترسخت علاقتها مع هذا الفن من خلال تعلمها على آلة البيانو في مدرسة دوحة الأدب، ولم يثنها زواجها المبكر وإنجابها لطفل صغير في الحصول على الشهادة الثانوية، ومتابعة دراستها في كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان في مصر، حيث تتلمذت على يد الفنانة رتيبة الحفني.

بعد عودتها إلى سوريا، عملت أبو السعود في وزارة التربية، وساهمت في إطلاق مواهب واعدة، ولحنت العشرات من الأغاني والأناشيد، وكانت أحد مؤسسي المعهد العربي للموسيقا في دمشق، فخرجت مجموعة من أبرز العازفين والموسيقيين السوريين.

ألّفت أبو السعود 15 كتاباً تعليمياً لمختلف المراحل المدرسية، مستفيدةً من خبرتها في التدريس في معظم مدارس دمشق، ومعتمدةً طريقة الفنان النمساوي كارل أورف لتعليم الموسيقا للأطفال عن طريق اللعب.

في رصيدها أكثر من 270 أغنية لحنتها للأطفال، مختارةً نصوصها من دواوين عدة شعراء مثل شوقي بغدادي، وكانت تؤمن بأن الموسيقا تسهم في بناء شخصية الطفل، فتجد في اختيارها لكلماتها ما يحثهم على تعلم النظافة وحب البيئة، ومحاسن الأخلاق ومكارمها.

اشتغلت أبو السعود في مجال البحث الموسيقي، فقدمت الدراسات والبحوث الموسيقية في ندوات ومحاضرات داخل وخارج سوريا، فسلطت الضوء على أنواع التأليف الموسيقي العربي، ووثقت تجارب المؤلفين الموسيقيين المعروفين في سوريا والعالم.

كرّمت أبو السعود في مهرجان الأغنية العربية الثالث والعشرين في القاهرة، عرفاناً بدورها المتميز في نشر ودعم الموسيقا والفن الأصيل في الوطن العربي، وشاركت كمبدعة في مهرجان المبدعات العربيات في العاصمة التونسية.

برحيلها تطوى صفحة من صفحات التاريخ الموسيقي السوري، ولكن سيبقى إرثها الموسيقي حيّاً نابضاً في قلوب محبيها.

تابعوا أخبار سانا على 

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: أبو السعود

إقرأ أيضاً:

رئيس “فلسطين النيابية” يثمّن جهود أمن الجسور في خدمة حجاج فلسطين

صراحة نيوز ـ اطّلع رئيس لجنة فلسطين النيابية المهندس سليمان السعود اليوم الأربعاء، خلال زيارة إلى إدارة أمن الجسور – جسر الملك حسين، على واقع الخدمات والتسهيلات المقدّمة للمسافرين، لا سيّما لحجاج دولة فلسطين الشقيقة، خلال مغادرتهم وعودتهم من الديار المقدسة.
والتقى السعود خلال الجولة مدراء الأجهزة الأمنية العاملين في الموقع، ونقل إليهم تحيات أعضاء المجلس، مثمنًا الجهود الكبيرة والمميزة التي تبذلها إدارة أمن الجسور وكافة كوادرها لتسهيل حركة العبور وتقديم أعلى درجات الخدمة للمسافرين، لا سيما خلال موسم الحج، بما في ذلك تجهيز المرافق وتوفير وسائل النقل، وسرعة إنجاز المعاملات.
وتفقّد السعود مرافق مدينة الحجاج في الجسر، والتي جرى تهيئتها مسبقًا لتوفير بيئة مريحة وآمنة للحجاج، إذ شملت مرافق إسعاف، وصالات استراحة مزودة بأنظمة تكييف، ومرافق صحية حديثة، وبما يعكس الجاهزية العالية والاستعداد الكامل لاستقبال الحجاج.
والتقى السعود ممثلين عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، وعددًا من حجاج فلسطين أثناء عودتهم، حيث عبّروا عن بالغ شكرهم وامتنانهم لجلالة الملك عبدالله الثاني، ولجميع كوادر الأجهزة الأمنية والإدارية في جسر الملك حسين، على ما لمسوه من تسهيلات وإنسانية في التعامل، ورعاية مميزة منذ لحظة عبورهم وحتى عودتهم سالمين.
وأكد السعود خلال لقائه الحجاج المواقف التاريخية الثابتة للأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ودعمه المستمر للشعب الفلسطيني في مختلف المحافل، مشيرًا إلى أن ما يقدمه الأردن من جهود لوجستية وإنسانية هو امتداد للنهج الأردني في نصرة الأشقاء.
من جانبه، قال مدير إدارة أمن الجسور العميد رشيد الشيشاني، إن الإدارة وضعت خطة متكاملة لتسهيل حركة العبور وضمان انسيابية حركة الحافلات والمسافرين دون تأخير، مشيرًا إلى استقبال وتسهيل عودة أكثر من 6500 حاج فلسطيني خلال اليومين الماضيين وسط جهود ميدانية متواصلة ومشتركة من كافة الكوادر الأمنية والخدمية

مقالات مشابهة

  • سوريا: استشهاد مدنى واعتقال 7 آخرين خلال اقتحام إسرائيلى بلدة بريف دمشق
  • سوريا تدين التوغل الإسرائيلي في بيت جن بريف دمشق وتدعو المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية
  • سوريا.. هل يتبخّر حلم انتعاش السياحة أمام الفوضى الأمنية والقيود على الحريات؟
  • سوريا.. قتيل خلال اقتحامات إسرائيلية بريف دمشق وتل أبيب تزعم اختطاف عناصر فلسطينية
  • الأكاديمية السورية للتدريب… مركز معرفي انطلق من إدلب إلى دمشق ومستقبلاً بكل المحافظات
  • رئيس “فلسطين النيابية” يثمّن جهود أمن الجسور في خدمة حجاج فلسطين
  • النائب السعود يثمّن جهود إدارة أمن الجسور في خدمة حجاج فلسطين
  • بعثة الحج السورية 1446هـ.. إنجاز تنظيمي واستعادة لمكانة سوريا في محيطها العربي والإسلامي
  • الموسيقي تربط العالم.. أمسية ثقافية بـ المتحف القومي للحضارة.. صور
  • النائب سليمان السعود يكتب: القضية الفلسطينية في عهد الملك عبدالله الثاني… ثبات الموقف وصدق الانتماء في ذكرى الجلوس الملكي