أكدت وزارة الصحة المكسيكية، الجمعة، اكتشاف أول حالة إصابة بشرية بداء النغف الذي يصيب الجلد والناجم عن ذبابة الدودة الحلزونية.

وقالت الوزارة إن الحالة لامرأة (77 عاما) من بلدة أكاكوياجوا بولاية تشياباس الجنوبية.

وذكرت السلطات أن حالتها مستقرة وتتلقى علاجا بالمضادات الحيوية.

وداء النغف هو عدوى طفيلية تحدث عندما تغزو يرقات من أنواع مختلفة من الذباب الجروح المفتوحة، وتتغذى على الأنسجة الحية، وتوصف بأنها "آكلة لحوم" الماشية والبشر، ويمكن أن يسبب داء الدودة الحلزونية، الوفاة، وليس له علاج معروف.

ولعقود من الزمان، أنفقت دول الأميركتين مليارات الدولارات للسيطرة على هذا الطفيلي آكل اللحوم، وموطنه الأصلي أميركا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي، لكن منذ عام 2023، تزايدت حالات الإصابة وانتشرت شمالًا.

وبين ثلاثينيات وخمسينيات القرن العشرين، كانت الدودة الحلزونية مشكلة كبيرة لمربي الماشية جنوب الولايات المتحدة، وخسر المنتجون 100مليون دولار سنويًا بسبب الإصابة.

وبحلول منتصف الستينيات، تم القضاء على الطفيلي تقريبًا بفضل التعقيم لمنع ذباب الدودة من التكاثر، وتم إنشاء منطقة حاجزة للدودة على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وبحلول عام 1986، تم القضاء على الطفيلي تقريبًا بالمكسيك، لكن استمر انتشاره بدول أميركا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي.

وبعد اكتشاف حالات إيجابية بالمكسيك في نوفمبر الماضي، قد تبدأ الدودة العودة، وفقًا لوزارة الزراعة الأميركية.

وقالت الوزارة في بيان: "منذ عام 2023، تزايدت الحالات في وانتشرت من بنما إلى كوستاريكا ونيكاراغوا وهندوراس وغواتيمالا والآن المكسيك".

ماذا تفعل الدودة الحلزونية؟

وينتشر الطفيلي عندما تضع الإناث البالغة من ذباب الدودة بيضها في الجروح أو الفتحات المفتوحة للحيوانات الحية.

ويمكن للذبابة وضع 300 بيضة دفعة واحدة، وقد تضع الآلاف خلال حياتها التي تتراوح من 10 إلى 30 يومًا.

وحتى الجرح بحجم لدغة القراد يكفي لجذب الذباب الإناث لوضع بيضها، حيث تفقس البيوض يرقات تحفر في الجرح وتتغذى على اللحم المحيط بأفواهها الحادة المعقوفة وتأكل عائلها من الداخل إلى الخارج، ولاحقا يصبح الجرح أعمق وأكبر مع فقس المزيد من اليرقات الشبيهة بالديدان.

هذه الإصابات مؤلمة للغاية، وتجعل مضيفيها عرضة للعدوى الثانوية. وفي دراسة كبيرة لمنظمة الصحة العالمية وجدت أن معدلات الوفيات بلغت 3 بالمئة للحالات البشرية.

ونصحت الزراعة الأميركية أصحاب الحيوانات الأليفة بالتحقق من الجروح المتقيحة أو المتورمة، وأرشدتهم عن علامات وجود البيض أو اليرقات حول الجروح والفتحات.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الجروح المفتوحة المكسيك الدودة الحلزونية وزارة الصحة الجروح المفتوحة صحة

إقرأ أيضاً:

الحرب والذكاء الاصطناعي

في عالمنا الراهن، لم تعد الحروب الطويلة -لا الخاطفة- تعتمد في المقام الأول على الطائرات الحربية أو المقاتلات التي يقودها مقاتل طيار، وهي الطائرات التي تشكل القوة الضاربة في أي جيش قوي، وإنما أصبحت تعتمد على المسيرات أو الطائرات من دون طيار، وهي أبرز الأسلحة المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي، والتي تُستخدم في الحروب الآن على نطاق واسع؛ لأنها سهلة التصنيع ورخيصة التكلفة إلى حد بعيد. ولكن استخدام مثل هذه الأسلحة أو الآلات القاتلة في الحروب يثير أسئلة فلسفية عديدة تتعلق بفلسفة الأخلاق، بل حتى بنظرية المعرفة ذاتها، وهذا ما أهتم بالتنويه إليه في هذا المقال.

من المعلوم أن هذه الأسلحة تكون قابلة للخطأ على أنحاء عديدة مهما كانت دقتها: فهي مبرمجة على إحداثيات وخوارزميات يمكن أن تصيب أهدافًا مدنية، ومن ثم لا تكون قادرة على التمييز بين المدنيين والعسكريين، وهي بذلك تخالف المبادئ الأخلاقية للحرب التي أقرتها القوانين الدولية. وربما يجادل بعض المفتونين بالقدرات الهائلة للتكنولوجيا بالقول بأن هناك أدلة كثيرة على القدرة اللامحدودة لأسلحة الذكاء الاصطناعي على إصابة أهدافها بدقة؛ ولكن رأي هؤلاء غافل عن أن الآلة العسكرية المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون متحيزة؛ وبالتالي يمكن أن تتخذ قرارات نهائية خاطئة! وربما يدعو هذا القول إلى الدهشة؛ لأننا اعتدنا أن ننسب التحيز أو عدم التحيز إلى البشر وليس إلى الآلات.

ولكن هذا القول لا ينبغي أن يكون مدعاة لدهشتنا؛ ببساطة لأن هذه الآلات تنحاز وفقًا لانحياز البشر، أعني وفقًا لانحياز البيانات التي زودها بها البشر. وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن أن تكون هذه البيانات متحيزة ضد جماعة بعينها أو جنس أو عرق معين؛ ولذلك تختلف هذه البيانات بحسب الدول المصنعة لهذه الآلات، وبحسب الحروب التي تخوضها في مرحلة معينة ضد دولة أو دول بعينها. حقًّا إن هذه الآلات قد تستخدم أنظمة مبرمجة آليًّا بطريقة جيدة لاتخاذ قرارات ذاتية، ولكن قرارتها تظل عُرضة للخطأ، بل للأخطاء المميتة وغير القابلة للتدارُك. وربما يجادل بعض آخر بالدفاع عن إمكانية أخطاء هذه الآلات بالقول بأن هذه الأخطاء تُوجد أيضًا لدى البشر؛ فلماذا نتحفظ على نجاعة آلات وأسلحة الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد. غير أن هذا القول غافل أيضًا عن أن نتائج القرارات الخاطئة للذكاء الاصطناعي هنا تكون كارثية بشكل يفوق كثيرًا أخطاء البشر؛ لأن هذه القرارات تكون نهائية وغير قابلة للمراجعة أو التصحيح أو التعديل.

هذا كله له صلة وثيقة بموضوع أخلاقيات الذكاء الاصطناعي Ethics of Artificial Thinking، وهو موضوع مطروح بقوة في مجال البحث الفلسفي، وهو يندرج تحت موضوع أكثر عمومية يتعلق بأخلاقيات التكنولوجيا، والتي هي بدورها تمثل فرعًا رئيسًا من فلسفة الأخلاق التطبيقية Applied Ethics . غير أن هذا الذي تناولناه هنا له صلة بجانب آخر يتعلق، لا بفلسفة الأخلاق في حد ذاتها، وإنما بنظرية المعرفة أيضًا. وهذا يتبدى لنا بوضوح حينما نضع هذا السؤال: هل الآلات الذكية، وبالتالي الأسلحة المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي، تُعتبر عاقلة بما أنها قادرة على اتخاذ قرارات معينة؟ هل يمكن أن ننسب صفة العقل إلى هذه الآلات، وهي الصفة التي طالما قصرناها على الموجودات البشرية؟ سرعان ما سيجيب المتحمسون بلا حدود للذكاء الاصطناعي بالإيجاب، وربما ذهبوا إلى القول بأن قصر العقل على البشر وحدهم من دون الآلات هو نوع من التحيز للطبيعة البشرية.

ولكن لنتريث قليلًا ونتساءل: ماذا تعني صفة «عاقل»؟ لا شك في أن العقل مرتبط بالقدرة على اتخاذ قرار، ومن هذه الناحية فإن الآلات الذكية يكون فيها شيء من سمات العقل. ومع ذلك، فإننا لا يمكن أن نصفها بأنها عاقلة تمامًا: فالذي يمتاز بالعقل هو القادر على أن يعقل مشكلته التي يواجها، وهذا يعني أنه يكون قادرًا على اتخاذ قرار بعد إجراء موازنات بين البيانات أو المعطيات المطروحة أمامه، وليس هذا حال الآلات المبرمجة لتتخذ قرارًا معينًا على أساس من بيانات مبرمجة مسبقًا، ومن دون قدرة على النظر والتقدير في ضوء السياق والمتغيرات التي تطرأ على المشهد أو الواقع الفعلي الذي تتعامل معه. والواقع أننا يمكننا القول بأن القليل من البشر هم الذين يكونون قادرين على التعقل بهذا المعنى، وأن الآلات المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي تفتقر إلى هذه الخصيصة، بل إنها تكون حتى أدنى من قدرة الحيوانات العليا على التعقل والتفكير بهذا المعنى!

ما يمكن أن نستفيد مما تقدم هو أن الموازنة بين المعطيات على أرض الواقع في ضوء الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية هو مناط الصلة بين العقل والإرادة، وتلك مسألة تفتقر إليها آلات وأسلحة الذكاء الاصطناعي؛ ومن ثم فإن السؤال الذي يبقى هو: هل هناك إمكانية لوضع ضوابط أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد؟ بطبيعة الحال يمكن للفلسفة أن تسهم في ذلك بقوة، ولكن الأهم أن تصبح هذه المعايير الأخلاقية بمثابة ضوابط أخلاقية مُلزمة تتبناها المؤسسات الدولية: كالأمم المتحدة على سبيل المثال، وهذا أمر يبقى مطروحًا للنظر.

مقالات مشابهة

  • محمد رمضان في مستشفى العلمين للاطمئنان على المصابين بحفل الساحل
  • رئيسة المكسيك تدلي بتصريح بشأن اتفاق تجاري مع أميركا
  • المكسيك والسعودية وتونس أول الوافدين للمشاركة في بطولة العالم لكرة اليد
  • ترامب يعلن تمديد الاتفاق التجاري مع المكسيك لمدة 90 يومًا
  • تسجيل إصابات جديدة بـ”الكوليرا” في دارفور
  • انهيار سقف غرفة نوم وحمام في عقار بالدقي دون خسائر بشرية
  • “حمير على المائدة” .. مطعم عراقي يثير الجدل بتقديم لحوم الحمير علنًا!
  • الحرب والذكاء الاصطناعي
  • 7 علامات تدل على نقص معدن مهم في الجسم.. تعرف عليها
  • أفخاخ قاتلة.. كيف تخدع النباتات آكلة اللحوم فرائسها؟