أحكام التآمر في تونس تثير تنديدا واسعا.. هل يتم الطعن بها؟
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
لاقت الأحكام القضائية في تونس في ما يعرف بملف "التآمر"، تنديدا واسعا حيث وصفت بـ"الانتقامية والقاسية جدا"، من نظام أراد بها قمع خصومه ومعارضيه، مع تأكيد الدفاع والعائلات مواصلتهم النضال بكل الطرق القانونية والنضالية لرفع "المظلمة".
وفجر السبت، أصدرت محكمة تونسية الأحكام بعد ساعات من جلسة المحاكمة الثالثة للقضية، ولكن دون حضور المتهمين ولا استنطاقهم ولا مرافعات الدفاع، وفق تأكيد المحامين.
ووصف محامي الدفاع فوزي جاب الله، الأحكام الصادرة "بالانتقامية الشرسة التي لا تسلط حتى على عتاة المجرمين".
واعتبر جاب الله في تعليق خاص "لـ "عربي21"، أن "ما يمكن قوله أن ما حدث في ملف التآمر وفي ملفات أخرى أقل تناولا إعلاميا يخرج المنظومة القضائية التونسية من دائرة الحد الأدنى من احترام مقومات المحاكمة العادلة وينسف أي أساس للثقة في إجراءاتها أو في عدالتها بشكل شبه مطلق".
وتراوحت الأحكام بالسجن بين 13 عاما و66 عاما، فيما قضت المحكمة بأحكام سجنية نافذة بحق من هم في حالة فرار، وبلغ عدد المشمولين بالبحث في الملف أكثر من 40 شخصا أغلبهم قيادات سياسية معارضة وبارزة.
ووفق المحامي في الدفاع عبد الستار المسعودي، فإنه تم الحكم على رجل الأعمال كمال اللطيف بـ66 سنة سجنا، والناشط السياسي خيام التركي بـ48 عاما، فيما تم الحكم على السياسي عصام الشابي والمحامي رضا بلحاج والمحامي غازي الشواشي وأستاذ القانون جوهر بن مبارك والناشطة السياسية شيماء عيسى بـ18 سنة سجنا.
وقالت محامية الدفاع منية بوعلي، إن "الأحكام تتماهى مع الأنظمة الانقلابية، ما صدر عبث يتماشى مع لحظة انطلاق الملف عام 2023 وفبركته".
وأضافت بوعلي في تصريح خاص "لـ "عربي21"، أنه "تم خرق جميع الإجراءات القانونية، وكانت هناك سرعة قصوى واستعجالية لإصدار هذه الأحكام المشددة"، موضحة أن "القانون يمنحنا الطعن ولكن السؤال يبقى أي جدوى لذلك سنتشاور ونقرر بالرجوع أساسا للمعتقلين".
وفي اتصال لـ"عربي21" بعائلات المعتقلين، أكدوا أنهم "سيستمرون في النضال حتى سراح جميع المعتقلين ورفع المظلمة عنهم وأنهم بالصدد التنسيق بينهم لتحديد الخطوات النضالية القادمة"، مؤكدين أنها ستكون "تصعيدية لمواجهة ما اعتبروه بطش سلطة الانقلاب وقمعها للمعارضين".
والجمعة الماضية، عقد جلسة النظر في الملف مع منع جميع وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية من التغطية داخل المحكمة، وقد احتج الصحفيون على ذلك بوقفة احتجاجية أمام المحكمة كما تظاهرت العائلات وعدد من المحامين ونشطاء المجتمع المدني وسياسيين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية تونس التآمر تونس القضاء التآمر قيس سعيد المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
القوات السودانية تصد هجوما واسعا للدعم السريع على الفاشر
قُتل 40 شخصا على الأقل اليوم الاثنين في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين في ضواحي مدينة الفاشر بإقليم دارفور في غرب السودان، حسب غرفة طوارئ مخيم أبو شوك، فيما قالت مصادر عسكرية لمراسل الجزيرة نت محمد زكريا إن القوات المسلحة السودانية تمكنت من تحييد أكثر من 254 عنصرا من القوات المهاجمة.
وأفادت غرفة الطوارئ في بيان بمقتل 40 شخصا وإصابة أكثر من 19 "بين الطلقة الطائشة والتصفية المباشرة بعد أن توغلت قوات الدعم السريع داخل مخيم أبو شوك من الناحية الشمالية من الفاشر".
وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، وهي مجموعة من المتطوعين المنادين بالديمقراطية، حصيلة القتلى، مشيرة إلى أن "من بينهم من تمت تصفيته بشكل مباشر داخل صفوف المدنيين في مشهد يعكس حجم الانتهاكات المروعة التي تُرتكب بحق الأبرياء العزل".
وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر ومخيمات اللاجئين المحيطة بها منذ مايو/أيار 2024.
وفي أبريل/نيسان سيطرت عناصر الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين، الواقع على مقربة من أبو شوك.
وقالت مصادر عسكرية للجزيرة نت إن القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية، "تصدت لهجوم قوات الدعم السريع من ثلاثة محاور، على مخيم أبو شوك للنازحين في ضواحي مدينة الفاشر بإقليم دارفور مستخدمة أكثر من 500 سيارة قتالية".
وتابعت المصادر أن هذه المحاولة لاجتياح المدينة تحولت إلى انتكاسة عسكرية، حيث تمكنت القوات المسلحة، مدعومة بالمدافعين، من استعادة عشرات المركبات العسكرية وتحييد المئات من المهاجمين.
وأكدت المصادر للجزيرة نت "أن الهجوم انطلق من الجهات الشرقية والشمالية الشرقية والجنوبية"، مدعوما بآليات ثقيلة ونيران مدفعية كثيفة. ومع ذلك، كانت القوات المسلحة السودانية في حالة استعداد تام، وتمكنت من صد الهجوم واستعادة 34 سيارة قتالية، بما في ذلك مصفحات وعربات "صرصر" بكامل تجهيزاتها، إضافة إلى إحراق 16 مركبة وتحييد أكثر من 254 عنصرا من قوات الدعم السريع.
انتصار ميدانيوقال العقيد أحمد حسين مصطفى، للجزيرة نت إن "الهجوم تم تنفيذه عبر 543 سيارة قتالية، انطلقت من معسكر زمزم للنازحين، الذي استولت عليه قوات الدعم السريع وحوّلته إلى قاعدة عسكرية، بالإضافة إلى تحركات من مناطق جنوب وشمال المدينة"، وأكد أن قوات الدعم السريع "دفعت بمرتزقة ومجموعات تابعة للهادي إدريس والطاهر حجر في مقدمة الهجوم، تحت غطاء مدفعي كثيف، لكن القوات المدافعة تمكنت من تحييد المئات منهم، فيما فرّ من تبقى باتجاه المناطق المفتوحة".
إعلانوقال أبوبكر أحمد إمام، الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية للجزيرة نت، إن الهجوم جاء بعد أيام من التحشيد العسكري المكثف، تلاه قصف عنيف استهدف الأحياء السكنية والبنية التحتية داخل المدينة.
وأضاف أن هذا الأمر دفع القوات المدافعة إلى الرد بقوة، مما أسفر عن تكبيد المهاجمين خسائر فادحة موضحا أن "عمليات مطاردة فلول القوات المهاجمة لن تتوقف حتى تأمين كامل محيط المدينة".
وفي رسالة موجهة إلى القادة والجهات المعنية، دعا إمام إلى "تجاوز الشعارات والتحرك العاجل لفك الحصار المفروض على الفاشر، وإنقاذ المواطنين من الكارثة الإنسانية المتفاقمة، وخاصة ما يتعلق بالجوع ونقص الإمدادات الأساسية". وأشار إلى أن "النصر الحقيقي لا يُقاس بعدد المركبات المستردة، بل بقدرة الدولة على حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم".
ومع مرور أكثر من عامين على الحصار، تغيّرت ملامح الفاشر، ليس فقط في بنيتها، بل في وجدان سكانها الذين باتوا يرون في البقاء مقاومة، وفي التماسك انتصارا.
وقال الباحث الاجتماعي أسعد إبراهيم للجزيرة نت "ما يحدث في الفاشر تجاوز حدود المعركة العسكرية"، مشيرا الى أن الناس أعادوا تعريف معنى الحياة، فالأم التي تطعم طفلها من علف الحيوانات، والشاب الذي يوزع الطعام والماء على التكايا والجندي الذي يقاتل وهو يعلم أن أسرته بلا غذاء هؤلاء لا يرون أنفسهم ضحايا، بل جزءا من معركة أكبر من الرصاص".
ورغم القصف المتواصل، خرج سكان بعض أحياء الفاشر للاحتفاء بالمقاتلين، وارتفعت الهتافات من داخل الأزقة المحاصرة، بينما تداول مواطنون في مدن سودانية أخرى صورا ومقاطع توثق لحظات المقاومة، وعبّروا عن تضامنهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن الفاشر تقاتل باسم الجميع.
وقال الناشط الإغاثي عبد المنعم عبد الله للجزيرة نت إن "الفاشر اليوم ليست مجرد مدينة تقاتل، بل باتت تختصر معنى الكرامة في زمن الانكسار وراية مرفوعة في وجه الحصار والجوع والقصف" وأضاف حين "يتابع الناس في الخرطوم ومدني وبورتسودان أخبارها، فهم لا يتابعون معركة بعيدة، بل يتابعون نبضا من وطنهم، ومرآة لوجعهم وأملهم"
وأسفرت الحرب التي تعصف بالسودان منذ أبريل/نيسان 2023 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليونا داخل وخارج البلاد فيما تصفه الأمم المتحدة بأكبر أزمة نزوح في العالم.