الطريقة التي سارت بها الحرب في السودان كانت خادعة لحلفاء المليشيا وداعميها
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
الطريقة التي سارت بها الحرب في السودان كانت خادعة لحلفاء المليشيا وداعميها وأدت إلى تورطهم بشكل كبير.
فقد بدا وكأن الدعم السريع ينتصر على الجيش. فقد سيطرت قوات الدعم في بداية الحرب على معظم العاصمة وحاصرت مقرات الجيش وأسقط بعضها ثم بعد ذلك انتشرت خارج العاصمة وأسقطت عدد من الفرق في دارقور والجزيرة وسنار!
أعتقد أن هذا الوضع جعل الإمارات تتورط في دعم المليشيا بكل قوة دون خشية من العواقب.
كانت المليشيا متقدمة وتدل مؤشرات ظاهرية على أنها ستضمن على الأقل اتفاق سلام يكون لها فيه اليد العليا إن لم تسيطر بالقوة على كامل السودان.
ولكن منذ 26 سبتمبر حين عبرت قوات الجيش جسور الخرطوم وبحري تغيرت الأمور. تم تحرير منطقة جبل مويا والاستيلاء على كميات من السلاح الإماراتي ثم تواصل زحف الجيش في سنار والجزيرة والعاصمة حتى تحرير القصر الجمهوري. تحول درامي في سير المعركة، وتزامن ذلك مع التصعيد السياسي ضد الإمارات وبقية الدول الداعمة للمليشيا.
لا أحد يراهن على الضعيف المهزوم، وكان الرهان على الدعم السريع كقوي وكمنتصر، وكانت الأمور في البداية توحي بذلك قبل أن يبدأ الجيش السوداني هجومه الشامل.
إتجاه المعركة أصبح واضحا الآن بينما يتقدم الجيش في كردفان وقد أصبحت العاصمة وراء ظهره، أما دارفور حيث آخر معاقل المليشيا فقد أصبحت هي الهدف الجديد للجيش وليس كردفان التي هي مجرد محطة في الطريق إلى دارفور.
إكتشاف هزيمة مليشيا الدعم السريع بالنسبة لداعميه جاء متأخرا وبعد فوات الأوان. لقد تورطوا مع الطرف الخاسر وسيدفعون الثمن.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
تايمز أوف إسرائيل: البرهان لن يوقع اتفاقا يتناقض مع انتصاراته العسكرية.. والتطبيع بين السودان وإسرائيل تلوث بسبب الإمارات
الوكالات – متابعات تاق برس- قال الكاتب الإسرائيلي جيفين سيركين في مقال له على موقع تايمز أوف إسرائيل إن الجيش السوداني حقق انتصارات كبيرة في معركته ضد قوات الدعم السريع، رغم التوقعات الأولية التي كانت تشير إلى غير ذلك.
وأضاف جيفين أن هذه الانتصارات أثبتت أن التقديرات الأولية فشلت، وأن الجيش السوداني تمكن من كسر شوكة قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أنه لا يمكن إجبار الفريق البرهان على التوقيع على اتفاقيات تتناقض مع انتصاراته العسكرية.
وأشار جيفين إلى أن شرعية النخب العلمانية في السودان قد تأثرت بشكل كبير بعد تحالف بعض عناصرها مع قوات الدعم السريع، مما أدى إلى فقدانها للشرعية والثقة لدى الشعب السوداني.
وتابع جيفين أن انتصارات الجيش السوداني في الخرطوم وود مدني ومعارك دارفور أثبتت أن مشروع التطبيع بين السودان وإسرائيل قد تلوث بسبب دعم الإمارات لقوات الدعم السريع. وأشار إلى أن إسرائيل لم تدعم تلك القوات، إلا أن الانطباع العام كان له أثر سلبي واضح.
وأكد جيفين أن الافتراض بأن الفريق البرهان يمكن إجباره على التطبيع خلف الأبواب المغلقة دون مراعاة للتغيرات السياسية والميدانية كان خطأً فادحًا.
وقال إن الرأي العام في السودان أصبح مشككًا في مصداقية إسرائيل تجاه البرهان، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي للبرهان قبيل اندلاع الحرب بأسابيع، ثم صمت إسرائيل عن إدانة الدعم السريع بعد الحرب.
ونقل جيفين عن دبلوماسي سوداني سابق قوله إن ما حدث كان “طعنة في الظهر”، مشيرًا إلى أن هذا التصرف أضر بالعلاقات بين البلدين.
وأشار جيفين إلى أن بعض الدول الأوروبية تعول على جهاز المخابرات السوداني بقيادة الفريق مفضل في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية.
ودعا جيفين إلى إعادة ضبط مسار التطبيع مع إسرائيل، وفصل هذا المسار عن أي محاولات لتغيير النظام أو إقصاء أيديولوجي لا معنى له.
وقال إن الرهان على النخب العلمانية وربط التطبيع بإقصاء الآخرين كان خطأً فادحًا، خاصةً وأن هذه النخب قد “تبخرت” شرعيتها بعد تحالف بعض عناصرها مع قوات الدعم السريع.
وأكد جيفين أن السياسات يجب أن تُبنى على الفاعلين الحقيقيين على الأرض، لا على المفضَّلين سياسيًا.
وقال إن ربط انهيار السودان بالإقصاء والتطبيع سيقوّض فرص السلام والتقارب، ويفتح الباب لموجات تطرف عنيف.
وأشار إلى أن الحل يكمن في ترك السودانيين يقررون مصيرهم بأنفسهم من خلال حوار شامل يضم الإسلاميين والعلمانيين والتيارات التقليدية والجيش ومؤسسات الدولة كافة.
البرهانالتطبيع بين السودان وإسرائيلالسودان