الطريقة التي سارت بها الحرب في السودان كانت خادعة لحلفاء المليشيا وداعميها وأدت إلى تورطهم بشكل كبير.

فقد بدا وكأن الدعم السريع ينتصر على الجيش. فقد سيطرت قوات الدعم في بداية الحرب على معظم العاصمة وحاصرت مقرات الجيش وأسقط بعضها ثم بعد ذلك انتشرت خارج العاصمة وأسقطت عدد من الفرق في دارقور والجزيرة وسنار!

أعتقد أن هذا الوضع جعل الإمارات تتورط في دعم المليشيا بكل قوة دون خشية من العواقب.

لو انهزم الدعم السريع منذ بداية الحرب ربما كان الوضع مختلفا.

كانت المليشيا متقدمة وتدل مؤشرات ظاهرية على أنها ستضمن على الأقل اتفاق سلام يكون لها فيه اليد العليا إن لم تسيطر بالقوة على كامل السودان.

ولكن منذ 26 سبتمبر حين عبرت قوات الجيش جسور الخرطوم وبحري تغيرت الأمور. تم تحرير منطقة جبل مويا والاستيلاء على كميات من السلاح الإماراتي ثم تواصل زحف الجيش في سنار والجزيرة والعاصمة حتى تحرير القصر الجمهوري. تحول درامي في سير المعركة، وتزامن ذلك مع التصعيد السياسي ضد الإمارات وبقية الدول الداعمة للمليشيا.

لا أحد يراهن على الضعيف المهزوم، وكان الرهان على الدعم السريع كقوي وكمنتصر، وكانت الأمور في البداية توحي بذلك قبل أن يبدأ الجيش السوداني هجومه الشامل.

إتجاه المعركة أصبح واضحا الآن بينما يتقدم الجيش في كردفان وقد أصبحت العاصمة وراء ظهره، أما دارفور حيث آخر معاقل المليشيا فقد أصبحت هي الهدف الجديد للجيش وليس كردفان التي هي مجرد محطة في الطريق إلى دارفور.

إكتشاف هزيمة مليشيا الدعم السريع بالنسبة لداعميه جاء متأخرا وبعد فوات الأوان. لقد تورطوا مع الطرف الخاسر وسيدفعون الثمن.


حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

تفاصيل وخفايا معركة العوينات : تحالفات المرتزقة والارهاب

فى الأخبار ، أن اشتباكات حدثت بين القوات المشتركة السودانية مع قوة ليبية فى منطقة (العوينات) ، وان الطرف الليبيي هو كتيبة (سبل السلام)..
قائد الكتيبة الليبية الشيخ هاشم عبدالرحمن قال (إن ما حدث مجرد سوء تفاهم ، ونتج عنه 2 من القتلى السودانيين وأسير واحد ، وثلاثة أسرى من الجانب الليبيى وجار نقاش لتبادل الأسرى ووضع آليات تفادي هذا الاشكال) ، وبينما تم ترويج الحديث بتوسع وكثافة فى ليبيا ، فقد اقتصر النقاش حوله فى السودان على منصات محدودة ومن جانب كونه (تدمير عتاد) ، والأمر أبعد من ذلك وفق بينات كثيرة..
فى اغسطس 2024م ، نشرت منصة القدرات العسكرية السودانية تقريراً عن دعم بعض الأطراف الليبية لمليشيا الدعم السريع المتمردة ، وورد بوضوح دور هذه الكتيبة ، وجاء فيه ( لواء سبل السلام متورط بشكل أساسي فى تسهيل امدادات الدعم السريع بالوقود والسيارات وزيوت محولات الكهرباء ، كما يكرس اللواء الطرق الآمنة لمرور المرتزقة الاجانب) ، ومما يعزز معلومات منصة القدرات العسكرية السودانية هو وجود اعداد كبيرة من مرتزقة قبائل التبو الليبية بالإضافة إلى مجموعات ذات توجهات (ارهابية) من منطقة شمال وغرب القارة الافريقية حيث تربط آمر الكتيبة صلات وثيقة مع هذه المجموعات..
وكشفت تحقيقات فرانس 24 ، (26 يناير 2025م) عن تورط هذه الكتيبة فى مهام تهريب المرتزقة الاجانب (كشفت تحقيقات صحفية، أجرتها قناة “فرانس 24″، عن ( تورط قوات قائد القيادة العامة، خليفة حفتر ، في تهريب أسلحة ومرتزقة إلى السودان، لصالح قوات الدعم السريع، رغم الحظر الأوروبي المفروض على تصدير السلاح إلى السودان.
ووفقا لتحقيق القناة فان ( شحنة قذائف هاون بلغارية الصنع من الإمارات إلى شرق ليبيا، قبل أن تنقل برا عبر الصحراء إلى السودان، وتولت كتيبة تعرف باسم “لواء سبل السلام”، المتمركزة قرب مدينة الكفرة، مسؤولية تأمين الطريق الذي تستخدمه القوافل المسلحة.
كما أظهرت التحقيقات أن مرتزقة كولومبيين، عبر شركات كولومبية وإماراتية، تم نقلهم من أبوظبي إلى مدينة بنغازي، كما خضعوا لتدريبات وإشراف من قبل عناصر تابعة لقوات الدعم السريع، قبل توجههم إلى السودان.
وأكد باحثون أن هناك تحالفًا غير معلن بين حفتر وقوات الدعم السريع، يعود إلى مرحلة الحرب الليبية، حيث يعتقد أن قوات الدعم السريع قدمت دعما لحفتر، وفي المقابل يرسل حفتر ذخيرة وأسـ.ـلحة ومنتجات نفطية لقوات الدعم السريع)..
بالرغم من أن تكوينها جاء من خلال تبرعات ما اسموه (الجماعات السلفية) ، إلا أن الكتيبة اصبحت تحت رئاسة القيادة العامة للقوات الليبية وتحت اشراف مباشر من صدام خليفة حفتر ، فكيف نشأت ومن هو آمرها الشيخ هاشم عبدالرحمن ؟..
من ابرز محطات الشيخ هاشم هو دوره فى كتيبة ثوار ليبيا 2012م بالجنوب ثم انخراطه في حرس الحدود ومحاربة مهربي السلاح والذخائر والمخدرات فى المثلث الحدودي..
فى العام 2014م ، وبعد تقاعده عن كتيبة ثوار ليبيا ، عاد إلى الميدان وبدأ فى جمع تبرعات من رجال الاعمال لتأمين منطقة الكفرة ، وتوسعت ادوار الكتيبة بعد تبعيتها إلى قوات حفتر واحلالها بدلاً عن كتيبة ثوار ليبيا…
وللشيخ هاشم علاقة وثيقة بالحركات والجماعات الجهادية فى الغرب الافريقي..
فى 6 مايو 2025م ، اعاد موقع “أفريكا إنتيليجنس” للأذهان دور الكتيبة وجاء فى تقريره ( إن مجموعة “سبل السلام” المسلحة التي تستقر في الكفرة وتنشط في مناطق جنوب شرق ليبيا قرب الحدود الليبية مع تشاد والسودان ومصر تثير القلق بين الحكومات الغربية.
وقال الموقع إنه منذ اندلاع الصراع في السودان، شوهدت قوافل من البنزين والأسلحة تتحرك باتجاه الحدود الليبية مع السودان في المنطقة التي يسيطر عليها أفراد “سبل السلام”، وتشير هذه التحركات إلى وجود اتصال بين الميليشيا وقوات الدعم السريع التابعة لـ”حميدتي)..
كل هذه الاشارات تؤكد ثلاث حقائق مهمة:
– أن بلادنا تخوض حرباً ومؤامرة ذات أطراف متعددة ومصالح متعددة ، وفى سبيل ذلك تم توظيف كل وسيلة للخراب والدمار والمرتزقة والسلاح والموارد ، وهذه واحدة من تلك الآليات..
– أن وصول متحرك محور الصحراء إلى المثلث الحدودي يمثل نقطة محورية فى المعركة ، حيث قطع شريان الدعم المفتوح من ليبيا واحداث خلخلة فى التحالفات الخفية ، وهذه ابعاد استراتيجية لا يدركها البعض أو حتى ليس له الوقت للنظر إليها وهو مستغرق فى قضايا والاحداث اليوم..
– وثالثاً: الخفي فى الاجندة الأجنبية أكثر وأكبر مما يبدو ، وكل يوم نستكشف أبعاداً جديدة تتجاوز قدرات المليشيا المجرمة إلى ادوار شبكات قوى دولية واستخبارات عالمية وجماعات من تجار الحروب من العابرين للحدود.
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق علي
7 يونيو 2025م..

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تصاعد المعارك بين الجيش و الدعم السريع في دارفور وكردفان
  • السودان بين سيطرة الجيش وتصعيد الدعم السريع.. قصف إغاثي وحصار مستمر
  • دا أحد أثمان المشاركة الضارة في حرب السودان يا ديبي الإبن!
  • والدة جندي إسرائيلي قتل بكمين خان يونس: جثة ابني تلاشت وكذلك القوة التي كانت معه
  • تفاصيل وخفايا معركة العوينات : تحالفات المرتزقة والارهاب
  • عاجل. عمدة موسكو: إسقاط ٩ مسيرات أوكرانية كانت متجهة نحو العاصمة الروسية منذ منتصف الليل
  • رئيس وزراء السودان: الحرب في طريقها للنهاية والجيش يحقق التقدم
  • “نهب ما تبقى من المساعدات”.. الخارجية تدين السلوك البربري لمليشيا الدعم السريع
  • مبادرة شبابية تنفذ حملة إسناد عاجلة لمستشفى الأبيض الدولي بعد تعطله بسبب قصف المليشيا المتمردة
  • ???? حين ضاق الخناق .. هل قرر العالم أخيرًا التخلص من مليشيا الدعم السريع؟