في ظل الحرب المستمرة والانفلات الأمني الذي تعاني منه معظم المحافظات اليمنية، تصاعدت مؤخرًا عمليات تهريب الآثار اليمنية إلى خارج البلاد، وسط اتهامات متكررة لـ"شبكات منظمة" تعمل بإشراف مباشر من قيادات تابعة لمليشيا الحوثي، تسعى لنهب وبيع تراث البلاد في الأسواق السوداء العالمية.

 

وكانت القوات الأمنية في المنفذ الشرقي لمدينة تعز قد أعلنت، صباح اليوم، عن ضبط تمثال أثري نادر مصنوع من البرونز، بحوزة أحد القادمين من منطقة الحوبان – الواقعة تحت سيطرة الحوثيين – خلال عملية تفتيش روتينية.

 

وأكدت مصادر محلية أن التمثال يعود لفترة ما قبل الإسلام، وقد تم تسليمه مع المشتبه به إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية.

شبكات تهريب عابرة للحدود

 

ويؤكد باحثون ومهتمون بالآثار أن مليشيا الحوثي قامت خلال السنوات الماضية بتشكيل شبكات تهريب منظمة لبيع الآثار اليمنية عبر وسطاء في صنعاء وذمار وصعدة، مرورًا بمنافذ غير رسمية على الحدود اليمنية أو عبر سواحل البحر الأحمر.

 

وأشار تقرير سابق لمنظمة مراقبة التراث العالمي إلى أن العشرات من القطع الأثرية اليمنية تم عرضها في مزادات دولية، دون معرفة الكيفية التي وصلت بها إلى الخارج، وسط اتهامات للحوثيين بالتواطؤ أو التورط المباشر في عمليات التهريب.

 

الحرب على الذاكرة

 

يرى مراقبون أن ما تقوم به مليشيا الحوثي من نهب للآثار لا يُعد مجرد جريمة ضد القانون اليمني، بل هو عدوان على الهوية التاريخية لليمن، ومحاولة لطمس معالم حضارية تعود لآلاف السنين، لصالح روايات أيديولوجية جديدة تعمل الجماعة على تكريسها.

 

وأكد مسؤول في وزارة الثقافة أن "المتاحف الرسمية في صنعاء وصعدة تعرضت لعمليات نهب ممنهجة منذ سيطرة الحوثيين، وتم تهريب محتويات نادرة من العهد السبئي والحميري والإسلامي المبكر"، لافتًا إلى أن بعض هذه القطع ظهرت في معارض دولية دون أي تدخل من قبل الجهات المختصة في مناطق سيطرة الحوثي.

 

دعوات للرقابة والملاحقة الدولية

 

في المقابل، دعا ناشطون ومنظمات مهتمة بالتراث إلى تشكيل لجنة وطنية ودولية لحصر القطع المسروقة، وتتبع مسار تهريبها، والتواصل مع الإنتربول والمنظمات الثقافية الأممية مثل اليونسكو لاستعادتها، ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة.

 

ويعد اليمن واحدًا من أغنى دول المنطقة بالآثار، حيث تحتضن أراضيه كنوزًا تعود للحضارات السبئية والمعينية والقتبانية، ويُخشى من أن يؤدي استمرار الصراع إلى ضياع هذا الإرث إلى الأبد.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

العليمي يدعو لتركيز الجهود ضد الحوثي

شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي، على ضرورة تركيز الجهود على المعركة الأساسية ضد المليشيات الحوثية الإرهابية والتنظيمات المتعاونة معها، محذرا من مخاطر أي تصعيد إضافي يفاقم المعاناة الإنسانية ويعمق الأزمة الاقتصادية في البلاد.

وخلال اتصالين هاتفيين بمحافظي حضرموت والمهرة، سالم الخنبشي ومحمد علي ياسر، نبه العليمي إلى أن استمرار التوترات قد يؤدي إلى إراقة المزيد من الدماء، مؤكدا أن الأولوية يجب أن تبقى لمواجهة المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، وتحقيق تطلعات اليمنيين في السلام والتنمية.

وفي سياق متصل، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى انسحاب جميع القوات الوافدة من خارج محافظتي حضرموت والمهرة، وتمكين السلطات المحلية من إدارة شؤونها الأمنية والخدمية، بما يضمن استعادة الهدوء وتهيئة الظروف لعمل مؤسسات الدولة.

وحث العليمي أبناء المحافظتين، بمختلف مكوناتهم السياسية والقبلية والاجتماعية، على الالتفاف حول جهود الدولة، ودعم السلطات المحلية للقيام بواجباتها تجاه المواطنين، مشيرا إلى أن التصعيد الأمني والعسكري الأخير بدأ ينعكس على الوضع الاقتصادي، حيث ظهرت أولى مؤشراته في تعليق صندوق النقد الدولي لأنشطته الحيوية في اليمن.

مقالات مشابهة

  • إب.. قيادات حوثية تعبث بالتراث وتحوّل متحفًا أثريًا إلى مقر أمني
  • السويداء على صفيح ساخن: عصابات متمردة تقصف دورية والأمن يتوعد بالحسم
  • تواصل منافسات البطولة الرابعة للقوس والسهم خارج الصالات في صنعاء
  • هيئة الآثار تنشر القائمة الـ30 بالآثار اليمنية المنهوبة
  • هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة
  • العليمي يدعو لتركيز الجهود ضد الحوثي
  • «تسول أطفال الشوارع».. القبض على أفراد عصابات «الكتعة» بالقاهرة والجيزة
  • الأمم المتحدة قلقة إزاء إحالة موظفين أمميين إلى محكمة حوثية خاصة وتطالب بإطلاق سراحهم
  • استغلال الأطفال في التسول.. حبس عصابات «الكتعة» بشوارع القاهرة
  • متحف زايد الوطني يستضيف ندوة «اكتشاف التاريخ وصون التراث»