#تاريخ_القدس
د. #هاشم_غرايبه
التاريخ هو أكثر ما يزور، والغزاة الطامعون هم أكثر من يفعل ذلك، ولما كانت القدس أكثر مدينة في العالم استهدفت، لذلك من المهم جلاء الحقيقة وكشف التزوير.
المصدر الوحيد الموثوق به هو كتاب الله، لكنه لا يقدم تأريخا بل إشارات مختصرة لأحداث محددة، ولما أنه لا ثقة بالروايات البشرية لذلك سأقدم فيما يلي أكثر الروايات التاريخية موثوقية ولا تتناقض مع ما ورد في القرآن.
ما يهمنا في الموضوع هو نقض التزوير الغربي المبني على رواية الفئة المخترقة من المسيحية من قبل الماسونية، والمسماة (المحافظون الجدد)، والذين يحكمون العالم الآن، والتي تتبنى اسطورة (هرمجدون) التي تقول بأن المسيح سينزل من جديد ويقاتل الوثنيين (وهو مسمى المسلمين لديهم)، ليقيم مملكة الله اليـ.ـهودية في فلسطين، ولن ينزل الا بعد أن يبنوا الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى، لكن أحدا لا يسأل، أليس مستغربا ان ينزل المسيح لنصرة من تآمروا لقتله بل يقولون أنهم صلبوه!؟.
لم يعد سرا أن احتلال فلسطين ليس استجابة لمقولات واساطير، بل من أجل فرض التخلف والتبعية على منطقة الشرق الأوسط، وابقاء المسلمين متشرذمين، لكن القصة اليهـ.ـودية الملفقة هي لتبرير وجوده، لاستغلال اليهـ.ـود كخط دفاعي أول للغرب، وتشجيع هجرتهم الى هذا الكيان.
إن تواجد بني اسـ.ـرائيل أصلا بفلسطين كان مؤقتا ولفترة قصيرة، ومحدودا بالفترة الوحيدة التي أنعم الله بها عليهم بأن جعل لهم من أنبيائهم ملوكا، وهي فترة النبي داود وابنه سليمان عليهما السلام، ودامت 73 عاما فقط، حيث تقسمت مملكتهم وضعفت في عهد ابنه “رحبعام”، ثم زالت نهائيا في عهد آخر الملوك “صدقيا بن يوشيا”، عندما هاجمهم “نبوخذ نصر” عام 586 ق.م فجاس خلال الديار ودمرها، ونقل من بقي فيها من اليـ.ـهود أسرى إلى بابل بمن فيهم الملك صدقيا نفسه.
هكذا لم يبق في فلسطين يهـ.ـودي واحد، بل احتجزوا جميعا في بابل خمسين عاما، الى أن انتصر قورش الفارسي على البابليين، فسمح لمن أراد منهم الذهاب الى فارس أو فلسطين.
بقيت فلسطين تحت الحكم الفارسي الى أن احتلها الاسكندر المقدوني عام 333 ق.م ثم الرومان عام 63 ق.م الى أن فتحها المسلمون عام 636 م.
وخلال الحكم الفارسي عادت فئة قليلة من المسبيين الى فلسطين وأقاموا في القدس، أغلبهم من اليـ.ـهود، والقلة القليلة كانوا من بني اسـ.ـرائيل، وبالطبع ولد المسيح عليه السلام خلال فترة الحكم الروماني، إذ أنه من بني اسـ.ـرائيل نشأ فيما بعد، وقبيل انقراض هذه الذرية الصالحة، أنبياء صالحون، ومنهم عمران والد مريم العذراء، وزكريا الذي تزوج أختها، وولدت يحيى آخر انبياء بني إسـ.ـرائيل، الذي انقرضت بموته هذه الذرية، حيث أن المسيح عليه السلام لا يعتبر من بني اسـ.ـرائيل بل أمه منهم، ومعروف أن المرء ينسب لجهة الأب.
ما يثبت ذلك هو دعاء زكريا ربه أن يرزقه ذكرا يرث من آل يعقوب لتستمر سلالة الأنبياء، فهو لم يعلم أن الله شاء ذلك لتنتقل السلالة من بني اسحق الى بني اسماعيل ليولد خاتم الأنبياء عليه السلام، فأعطاه الله زكريا لكنه قتل قبل أن يتزوج، الذين بقوا هم الذرية غير الصالحة من بني يعقوب والذين دعا موسى عليه السلام ربه من قبل أن يفرق بينه وبينهم، لكن الله تعالى لحكمة أرادها أبقاهم معهم.
اليـ.ـهود الحاليين أثبتت فحوص الجينوم أن أغلبهم ينحدرون من أصول خزرية ثم تشتتوا في الدول الأوروبية، وبالطبع فهم ليسوا بني اسـ.ـرائيل الذين كرمهم الله بالرسل والأنبياء. مقالات ذات صلة
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: تاريخ القدس هاشم غرايبه علیه السلام الى أن من بنی
إقرأ أيضاً:
“حماس” ترحب بإعلان الرئيس الفرنسي اعتزام بلاده الاعتراف بدولة فلسطين
الثورة نت/وكالات رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الخميس، بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتزام بلاده الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. واعتبرت “حماس”، في بيان ، أن هذه “خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو إنصاف شعبنا الفلسطيني المظلوم، ودعمًا لحقه المشروع في تقرير المصير، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على كامل أراضيه المحتلة، وعاصمتها القدس”. وقالت: “إننا في حركة حماس نعتبر هذا الموقف الفرنسي المهم تطورًا سياسيًا يعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية الفلسطينية، وفشل الاحتلال في تزييف الحقائق أو منع إرادة الشعوب الحرة”. ودعت “حماس” ، جميع دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية والدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، “إلى أن تحذو حذو فرنسا، والاعتراف الكامل بحقوق شعبنا الوطنية، وعلى رأسها حقه في العودة وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه وعاصمتها القدس”. وأكدت أن “مثل هذه الخطوات الدولية تمثّل ضغطًا سياسيًا وأخلاقيًا على الاحتلال الصهيوني الذي يواصل جرائمه وعدوانه وحرب الإبادة والتجويع بحق شعبنا في قطاع غزة، واحتلاله واستيطانه في الضفة والقدس”.