يرى المستوطنون، في إقامة جيش الاحتلال، ما يسميها مناطق عازلة، لأغراض عسكرية مسارا آخر، حسب زعمهم، بحيث تشكل فرصة تاريخية للعودة للمبادئ التأسيسية الصهيونية، وإقامة المستوطنات فيها.

يعكوب فيتلسون الكاتب اليميني في موقع ميدا، زعم أن جيش الاحتلال يستعد لجعل منطقة رفح، خمس مساحة القطاع، جزءا من المنطقة العازلة، وإن المناطق الفلسطينية التي يتم إخلاؤها حاليا من سكانها حسب تعليمات الاحتلال تقع بجوار مناطق الاستيطان اليهودية التي هدمها إبان الانسحاب من غزة 2005، وأعلن  أريئيل شارون حينها بأن الخطوة ستجلب الهدوء والأمن للجانبين، ولذلك تم تدمير 22 مستوطنة وإخلاء ثمانية آلاف مستوطن من غزة".



وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "إخلاء مستوطنات غزة في حينه أضر بالمستوطنين وبأمن الدولة ذاتها، والحقت ضررا بالغا بالمبدأ الصهيوني الأساسي القائم على إقامة المستوطنات اليهودية، خاصة بعد أن أصبحت الدولة قوة إقليمية: اقتصاديا وعسكريا وعلميا، وعدد سكانها اليهود ثمانية ملايين نسمة، بما يشكل أكثر من نصف اليهود في العالم، سيصلون 16 مليون نسمة في عام 2065، رغم أن العقود الأخيرة شهدت انعكاسا كبيرا في الاتجاه من حيث ارتفعت الخصوبة اليهودية بشكل مطرد، وفي عام 2024 وصلت لمستوى أعلى من مستوى الفلسطينيين المسلمين، الذين شهدوا انخفاضا كبيرا في معدلات المواليد".

وزعم أن "هجوم "السبت الأسود" في السابع من أكتوبر 2023 سلط الضوء على الحقيقة القاسية شكل مناسبة لإصدار تحذير بعدم التنازل عن المشروع الأساسي للحركة الصهيونية المتمثل بإنشاء دولة يهودية قادرة على حماية شعبها، ناقلا عن بن غوريون زعمه أن "غزو الأرض لا يأتي بتأمين الحقوق السياسية والضمانات الدبلوماسية، بل بالعمل الاستيطاني المطول، وترسيخ الجذور والتغلغل في التربة، وثقافة اليهود حتى يصبحوا أغلبية كبيرة وساحقة في الأرض، نحن لا نقبل أرضا، بل نغزوها؛ سنغزو الأرض ببنائها بأنفسنا".



وأشار إلى أن "الخطة الصهيونية تحققت في حرب 1967، بالسيطرة على العديد من الأراضي العربية، لكن خلفاء بن غوريون في قيادة الدولة افتقروا للرؤية الاستراتيجية طويلة الأمد التي تمتع بها، فبددوا معظم إنجازات الحرب، مع أن الجواب الصحيح الوحيد على العلاقات الحقيقية مع جيراننا العرب هو العودة لتعاليم زئيف جابوتنسكي أحد زعماء الحركة الصهيونية الذي صرح في 1923 بأن "الجدار الحديدي" المبني على القوة العسكرية لليهود "سيجبر العرب على التعامل مع الصهيونية مرة واحدة، وإلى الأبد".

ودعا إلى "العودة لتعاليم بن غوريون بشأن الغزو التدريجي للأرض الفلسطينية، من خلال إقامة المزيد من  المستوطنات اليهودية، وهذا المبدأ بات له أهمية خاصة الآن، عندما انفتحت فرصة تاريخية لإعادة تأهيل مستوطنات قطاع غزة التي تم إخلاؤها قبل عشرين عاما: "إيلي سيناي، نيتسانيت، دوغيت، نتساريم، كفار داروم، غوش قطيف"، حين تم تدميرها نتيجة تصور ساذج وخاطئ ممن اعتقدوا أن هذه الخطوة ستُرضي الفلسطينيين، وتجلب السلام والازدهار".

وزعم أنه "من المناسب توسيع مساحة المستوطنات حول غزة حتى شاطئ البحر قدر الإمكان، بما يتيح تعويض مستوطني الغلاف، جزئيا على الأقل، عن المعاناة الهائلة والأضرار الجسيمة التي ألحقها بهم هجوم السابع من أكتوبر، بل من الضروري أن تعود غزة، كما مدن يافا وأسدود وعسقلان، مدينة يهودية، وتصبح غزة ميناء متوسطيا مهما لإسرائيل، التي فرطت في مدينة ياميت البحرية في سيناء، حين تم تدميرها، وتسليمها لمصر كجزء من اتفاق كامب ديفيد".

وختم بالقول أن "رؤية "الريفييرا" التي قدمها الرئيس دونالد ترامب بشأن قطاع غزة تستحق أن تتحقق كمغامرة إسرائيلية، ومن شأن مثل هذا التطور على ساحله أن يفيد إسرائيل أكثر بكثير من الولايات المتحدة".

https://mida.org.il/2025/04/17/%d7%91%d7%97%d7%96%d7%a8%d7%94-%d7%9c%d7%a8%d7%a2%d7%99%d7%95%d7%9f-%d7%94%d7%a6%d7%99%d7%95%d7%a0%d7%99-%d7%97%d7%99%d7%93%d7%95%d7%a9-%d7%94%d7%94%d7%aa%d7%99%d7%99%d7%a9%d7%91%d7%95%d7%aa-%d7%91/

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال المستوطنات مستوطنات مستوطنين الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حماس تشيد بالموقف الفرنسي الرافض لعنف المستوطنين في الضفة

غزة - صفا

أشاد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس محمود مرداوي، الثلاثاء، بالموقف الفرنسي الرسمي الذي وصف عنف المستوطنين في الضفة الغربية بالأعمال الإرهابية.

وقال القيادي مرداوي إنّ هذا الموقف "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو الاعتراف الكامل بحقيقة ما يعانيه شعبنا، تحت نير الاحتلال والاستيطان".

وتابع قائلاً: "هذا التصريح يؤكد على صدق وعدالة الرواية الفلسطينية، ويفضح ممارسات المستوطنين الإرهابية التي لطالما تجاهلها المجتمع الدولي، ويعزز من مشروعية مطالبنا بإنهاء الاحتلال ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين".

ودعا بقية الدول إلى اتخاذ مواقف مماثلة وأكثر قوة، تتجاوز الإدانة اللفظية نحو إجراءات عملية تضمن حماية شعبنا، وتجبر الاحتلال على وقف جرائمه ومخططاته الاستيطانية.

وطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على المستوطنين والجهات التي تدعمهم، ومحاسبة حكومة الاحتلال بصفتها المسؤولة المباشرة عن تصاعد اعتداءات المستوطنين بحق أرضنا وشعبنا.

مقالات مشابهة

  • فرنسا تصف جرائم المستوطنين بالأعمال الإرهابية بعد استشهاد الناشط الهذالين
  • حماس تشيد بالموقف الفرنسي الرافض لعنف المستوطنين في الضفة
  • الخارجية الفرنسية تصف جرائم المستوطنين في الضفة بالأعمال الإرهابية
  • مقاطعة وحصار إسرائيل أهم من الاعتراف بدولة فلسطينية
  • عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون الأقصى
  • الإنفصام المستمر.. متى يفتح الزواج المدني باب الدولة المدنية؟
  • مصر تواصل دعمها الأمني للفلسطينيين: تدريب قوات السلطة لتمهيد إقامة الدولة المستقلة
  • عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال
  • لقاء قبلي مسلح بمديريات المربع الشرقي في تعز دعماً لغزة
  • ضغط عربي ودولي يفتح ثغرة إنسانية لغزة.. مساعدات ووقف جزئي للحرب