متى يبلغ الذكاء ذروته؟ دراسة لجامعة ستانفورد تجيب
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
#سواليف
هناك خرافة شائعة تركز على الشباب، وتعتبر الشيخوخة مرحلة حتمية من التدهور التدريجي، مما يجعل معظم الناس يعتقدون أن أفضل سنوات دماغهم قد مضت.
لكن الحقيقة أن بعض #وظائف_الدماغ تتحسن مع التقدم في السن، بشرط عدم وجود أمراض، حيث يظل معظم #كبار_السن قادرين على تعلم أشياء جديدة واتخاذ قرارات سليمة.
لذا، “إذا واصلت الحفاظ على نشاطك الذهني، من خلال تحدي نفسك للتفكير العميق، وتجنب الانشغال المستمر بالمشتتات والزحام المعلوماتي، وتعلم مهارات ومعلومات جديدة، فربما تكون أفضل سنوات ذكائك لا تزال قادمة، وليست خلفك”.
صعود وهبوط الذكاء
لطالما اعتقد العلماء أن قدرتنا على التفكير السريع واسترجاع المعلومات، أو ما يُعرف بـ”الذكاء المرن”، تصل إلى ذروتها في سن العشرين تقريبا، ثم تبدأ في التراجع تدريجيا.
لكن دراسة نُشرت عام 2015، أجراها علماء أعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومستشفى ماساتشوستس العام بعد جمع بيانات من نحو 50 ألف مشارك، أظهرت أن “كل مهارة معرفية تبلغ ذروتها في سن مختلف، وأن الذكاء المرن قد يصل إلى ذروته في الأربعين، كما اتضح أن:
سرعة استيعاب وتذكر المعلومات الخام، مثل الأسماء والتواريخ والأماكن، تبلغ ذروتها في سن 18 أو 19 عاما، ثم تبدأ في الانخفاض فورا. الذاكرة قصيرة المدى تستمر في التحسن حتى سن 25 عاما تقريبا، ثم تبدأ في الانخفاض في سن 35 عاما تقريبا. القدرات الأخرى، مثل الذكاء العاطفي وتحسين المفردات، لا تبلغ ذروتها إلا بعد عقود، في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر. تراكم الحقائق والمعرفة، أو ما يُعرف ب”الذكاء المتراكم أو المتبلور”، يبلغ ذروته في أواخر الستينيات أو أوائل السبعينيات.قالت لورا جيرمين، الباحثة في علم الوراثة النفسية والعصبية بمستشفى ماساتشوستس العام، إن الدماغ يستمر في التغير خلال مرحلة البلوغ المبكر ومنتصف العمر، مما يؤثر على طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا مع تقدمنا في العمر. وأضاف جوشوا هارتشورن، الباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن الأداء العقلي يختلف حسب العمر، حيث يتحسن في بعض الأمور ويتدهور في أخرى.
وهو ما أكده سكوت باري كوفمان، عالم النفس المؤلف 9 كتب، في مقاله الذي نشرته “المجلة العلمية الأميركية” في فبراير/شباط 2019، بقوله إنه “ليس هناك عمر يصل فيه الإنسان إلى ذروة أدائه في جميع المهام الإدراكية، بل قد لا يكون هناك عمر يصل فيه الإنسان إلى ذروة أدائه في معظمها”.
مميزات الدماغ المتقدم في السن
بعد أن قادت بحثا في العام نفسه شمل بالغين أصحاء في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من العمر، قالت ساندرا تشابمان: “لم نجد أي تراجع في القدرة على اتخاذ القرار في أي فئة عمرية”، بل وجدنا أن القدرة على “التعلم الإستراتيجي” وزيادة مهارة غربلة المعلومات والتركيز على الأهم قد تزداد مع التقدم في السن. وأوضحت أن المشاركين الأكبر سنا أظهروا أداء أفضل غالبا من الأصغر سنا، حيث كانوا أكثر وعيا وحكمة في دراسة خياراتهم قبل اتخاذ القرارات وأقل ميلا للتركيز على الحلول الفورية دون مراعاة النتائج المحتملة.
ويشير بحث تشابمان إلى أن إحدى أبرز مميزات الدماغ المتقدم في السن هي “مستودعه الغني بالمعلومات والخبرات المكتسبة، وقدرته على استنباط وتذكر الأفكار الكبيرة إلى جانب التفاصيل”. وهذا يفسر سبب كون العديد من الرؤساء التنفيذيين في الخمسينيات أو الستينيات من العمر بدلا من العشرينيات، فقد يكون الشخص البالغ من العمر (25 عاما) قادرا على استيعاب المزيد من التفاصيل، لكنه أقل قدرة على تقدير المعلومات المهمة المتعلقة بالقرار.
كما تضيف تشابمان أن ميزة أخرى للدماغ المتقدم في السن هي أن “كبار السن أقل تأثرا بالمعلومات السلبية، وأكثر قدرة على تذكر الإيجابيات في المواقف”، مما يعد ميزة مهمة في التفاعلات الاجتماعية.
#المعرفة بحد ذاتها #ذكاء
يعتقد سكوت كوفمان أن الذكاء لا يُقاس بسرعة المعالجة والتفكير عند الشباب، بل من خلال الخبرة والحكمة والهدف، فالمعرفة تعتبر جزءا من الذكاء. لا يُتوقع من شخص مبتدئ أن يُجري جراحة قلبية بنجاح مقارنة بخبير، ولا من أفضل طالب جامعي أن يقدم أطروحة دكتوراه مثالية مثل خريج ذي خبرة. وفي مقالها، أشارت ساندرا تشابمان إلى أن دراسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أغفلت العوامل الإيجابية المرتبطة بالسن مثل الخبرة الحياتية والقدرة على التفكير المنطقي والمعرفة المتراكمة التي تعزز القدرة على اتخاذ القرار.
الذكاء اليومي لا يصل إلى ذروته إلا بعد تجاوز الأربعينيات
رغم كل ما سبق، اعتمد قطاع التكنولوجيا سن الخامسة والثلاثين من العمر، “كبداية للشيخوخة”، بناء على دراسة أجرتها جامعة غوتنبرغ في عام 2021، مع مُطّلعين على صناعة التكنولوجيا.
وهي الفكرة التي نسفتها دراسة جديدة أجرتها جامعة ستانفورد ونُشرت مطلع مارس/آذار الماضي، وقدمت نتائج مُفاجئة تفيد بأن “المهارات تزداد بشكل كبير في الأربعينيات من العمر، وأن الذكاء اليومي لا يصل إلى ذروته إلا بعد تجاوز الأربعينيات”.
وأشارت إلى أن هذا التحيز ضد من تجاوزوا سن الشباب “زائف تماما”، وأن التقدم في السن قد لا يكون هو وحده ما يجعل أداء الناس يبدون أسوأ في بعض المواقف، “بل بيئتهم أو تعليمهم”.
ووفقا لموقع “آي إن سي دوت”، هناك سبب وجيه لأخذ رسالة هذه الدراسة تحديدا على محمل الجد، فهي مُشجّعة للغاية، لأن الاعتقاد بأن عقلك سيتباطأ حتما في منتصف العمر لا يُمكن أن يكون جيدا للتحفيز أو الشيخوخة الصحية. إلى جانب تأكيدها على أن “قدرتك على الحفاظ على ذكائك طوال سنوات عملك هي تحت سيطرتك، ما دمت تحرص على نشاط عقلك، ولم تُصب بأي مشاكل طبية مُحددة”. فقد وجدت إحدى الدراسات أن “مجرد حث كبار السن على التسجيل في دورة تدريبية، أدى إلى تحسين أدائهم في اختبارات الذاكرة والانتباه كما لو كانوا أصغر بثلاثين عاما”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف وظائف الدماغ كبار السن المعرفة ذكاء إلى ذروته من العمر فی السن
إقرأ أيضاً:
البقدونس: كنز غذائي لصحة كبار السن والمفاصل
صراحة نيوز ـ أكّد طبيبان روسيان في مجال التغذية أن البقدونس يُعد من أكثر الخضروات فائدة، لا سيما لكبار السن، نظراً لاحتوائه على نسب عالية من فيتاميني “C” و”K”، إلى جانب الألياف الغذائية، ما يجعله خياراً صحياً متعدد الفوائد.
وقال الدكتور يفغيني أرزاماستسيف، خبير التغذية، إن الألياف الموجودة في البقدونس تُسهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي من خلال تعزيز ميكروبيوم الأمعاء وتنشيط الحركة الدودية، إلى جانب دورها في خفض مستويات الكوليسترول.
وأضاف أن فيتامين “C” يساعد في دعم عمل الجهاز المناعي، بينما يسهم فيتامين “K” في تحسين سيولة الدم وتكوين خلاياه وتجديدها، وهو أمر مهم لكبار السن، سواء كانوا يعانون من لزوجة الدم أو من سهولة النزف.
وأشار أرزاماستسيف إلى ضرورة تجنب تناول البقدونس لمن يعانون من الحساسية تجاهه أو من أمراض الجهاز الهضمي والمرارة، خصوصاً في حالات التهيّج أو الالتهاب الحاد.
من جانبه، أوضح خبير التغذية الدكتور ألكسندر سورجيك أن البقدونس، إلى جانب الكركم، والسبانخ، والبقوليات، والفواكه المجففة، والمكسرات والبذور، يُسهم في الحفاظ على صحة المفاصل وتقليل الالتهابات المرتبطة بها.
وفي السياق ذاته، أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة إديث كوان الأسترالية، ونُشرت في مجلة Journal of Nutrition، أن أوراق البقدونس تحتوي على نسبة من فيتامين “C” تعادل ثلاثة أضعاف ما هو موجود في البرتقال.
وتشير البيانات التغذوية إلى أن كل 100 غرام من البقدونس الطازج يحتوي على نحو 36 سعرة حرارية، و6 غرامات من الكربوهيدرات (أغلبها ألياف)، و3 غرامات من البروتين، ونصف غرام من الدهون النباتية غير المشبعة.
كما توفر هذه الكمية أكثر من 1600% من الاحتياج اليومي لفيتامين “K”، و230% من فيتامين “C”، و53% من فيتامين “A”، و40% من الفولات (B-9)، و50% من الحديد، إلى جانب نسب متفاوتة من معادن الكالسيوم والبوتاسيوم والزنك والماغنسيوم.
وتحتوي أوراق البقدونس أيضاً على مركبات زيوت طيّارة تمنح الفم رائحة منعشة وتُسهم في إدرار البول، كما قد يكون لها دور محتمل في الحد من نمو بعض الأورام السرطانية، وفق ما بيّنت الدراسات الحديثة.