علم الأعصاب والحرب المعرفية تحول جذري في عمل الاستخبارات
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
نشر موقع (فوكس بلس) التركي مقالا يرى كاتبه أن عالمنا يشهد تحولا جذريا في أنشطة الاستخبارات، إذ لم تعد المعلومات هدفا بحد ذاتها، بل أصبحت وسيلة للسيطرة على العقول في ضوء تصاعد الحرب الإدراكية واستخدام أدوات متطورة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ويرى كاتب المقال جهاد إسلام يلماز أن هذه التحولات لا تطرح تحديات تقنية فحسب، بل تثير أسئلة أخلاقية عميقة تتعلق بخصوصية العقل البشري، والحرية الفردية، وإرادة اتخاذ القرار، وهي قيم أساسية ستحدد حدود استخدام هذه التكنولوجيا مستقبلا.
ويقول إنّ النشاط الاستخباراتي كان على مرّ التاريخ البشري أحد أكثر الأدوات الإستراتيجية التي تضمن بقاء الدول، موضحا أن هذا النشاط تطور في العصر الحديث ليكتسب مزيدا من المنهجية ويعتمد على تقنيات جديدة، وقد بات يُصنَّف ضمن فئات مثل: الاستخبارات الإشارية، والبشرية، والصورية، والمصادر المفتوحة.
تشكيل الوعي البشري
ويضيف أن دور الاستخبارات بات يسعى لتشكيل إدراك البشر، وتوجيه مشاعرهم، والتأثير في عمليات اتخاذ القرار، والسيطرة على العقول لكسب النزاعات، مما يجعل علم الأعصاب ركيزة جديدة في الأمن الإستراتيجي.
ويعتبر الكاتب هذه الحرب المعرفية أو الإدراكية الجديدة أخطر من الحروب التقليدية والسيبرانية، إذ تهاجم العقل البشري عبر أدوات مثل الدعاية والمعلومات المضللة، مدعومة بتقنيات علم الأعصاب الأكثر تطورا.
إعلانوتقوم هذه الحرب -وفقا للكاتب- على قياس العمليات الذهنية بتقنيات حديثة، وعلى التدخل المباشر في عملية استيعاب المعلومات، مضيفا أن "التجسس العصبي" يشكل تهديدا غير مسبوق للبشرية، إذ إن تحليل البيانات الدماغية بدقة عالية قد يؤدي إلى تهديد خصوصية الفكر والتلاعب بالإرادة إذا استُخدم بشكل غير أخلاقي.
علم الأعصاب يتجاوز المجال الطبيوأوضح الكاتب أن تطور علم الأعصاب جعل منه أداة إستراتيجية تتجاوز المجال الطبي، حيث بات من الممكن التنبؤ بالسلوك البشري وتوجيهه باستخدام تقنيات محددة.
وقال إن هذه التقنيات تتمثل في التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي والتخطيط الكهربائي للدماغ والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، كما تتيح الواجهات العصبية الحاسوبية التواصل بين الدماغ والآلات، ما قد يُحدث ثورة في تقنيات الاستجواب والاستخبارات.
ويتابع بأن دمج مثل هذه المعطيات في الإعلام والدعاية يرفع من فاعليتها، إذ تسمح بتحليل المحفزات العاطفية وتوقّع ردود أفعال المجتمع، منبها إلى أن هذه التطورات تفتح الأبواب أمام تهديدات غير مسبوقة، مثل اختراق بيانات الدماغ، ما يستدعي تطوير بروتوكولات أمنية عصبية تُعنى بحماية خصوصية الدماغ على المستوى الفردي والجماعي.
موجات الوعي الجمعيوحسب الكاتب، يتشكل وعي الجماهير عبر "موجات الوعي الجمعي"، وعلم الأعصاب قادر على تحليل هذه التفاعلات من خلال رصد السلوك في وسائل التواصل والاستجابات البيولوجية للضغوط.
وأضاف أن البيانات التي يتم استخراجها تتيح فهما أعمق لسيكولوجيا الجماهير، وتسهم في قياس قابلية التوجيه الجماعي عبر أدوات مثل الدعاية الخوارزمية والإرهاق العاطفي.
ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي بعلم الأعصاب، بات بالإمكان تحليل الانفعالات البشرية لحظيا عبر ملامح الوجه الدقيقة، ونبرة الصوت، وردود الفعل الجسدية.
واستمر الكاتب يقول إن هذه الأنظمة تُستخدم في المجالات الأمنية لاكتشاف التهديدات والتنبؤ بالسلوك، كما توفّر قدرة تحليلية دقيقة تتفوق أحيانا على المراقبة البشرية التقليدية، مما يمنح ميزة حاسمة في عمليات صنع القرار الاستخباراتي.
إعلان
أسئلة أخلاقية
ويبيّن الكاتب أن توسع استخدام تقنيات علم الأعصاب في المجال الاستخباراتي يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية حول حدود التدخل في أكثر جوانب الإنسان خصوصية، أي عقله، مشيرا إلى أن حماية "الكرامة الذهنية" باتت ضرورة تتطلب تجاوز أنظمة الحماية القانونية التقليدية المعتمدة على السلامة الجسدية.
القدرة على تتبع الأفكار حتى قبل التعبير عنها تضع حرية التعبير تحت ضغط جديد، وتؤدي إلى رقابة ذاتية تضر بالصحة النفسية للمجتمع والإحساس العام بالحرية
وحسب الكاتب، تُمثّل البيانات العصبية شكلا جديدا من أشكال الخصوصية، إذ تعكس ميول الإنسان وقراراته، وهي خصوصية تفتقر حاليا إلى قوانين وآليات واضحة تهدف إلى حمايتها، ما يفتح الباب أمام التجاوزات التي ترتكبها أجهزة الاستخبارات ويخلق ثغرات تهدد الحريات الفردية.
ويضيف أن القدرة على تتبع الأفكار حتى قبل التعبير عنها تضع حرية التعبير تحت ضغط جديد، وتؤدي إلى رقابة ذاتية تضر بالصحة النفسية للمجتمع والإحساس العام بالحرية.
ويتوقع الكاتب أن يحتل مفهوم "السيادة المعرفية" موقعا مركزيا في سياسات الأمن المستقبلية، في ظل تطور تقنيات علم الأعصاب والقدرة على التحكم بالتفكير البشري، وهي تقنيات لن تكون ذات معنى إلا إذا اقترنت باحترام الكرامة الإنسانية، حسب تعبير الكاتب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات علم الأعصاب
إقرأ أيضاً:
«الحب والحرب» في رمضان 2026.. إياد نصار ومنة شلبي يوثقان معاناة أهل غزة بعد 7 أكتوبر
يستعد الفنان إياد نصار للمشاركة في سباق دراما رمضان 2026 بمسلسل «الحب والحرب»، حيث يستعد لتصوير المشاهد المشتركة مع الفنانة منة شلبي خلال أيام.
إياد نصار يستعد لـ «الحب والحرب»وكشف إياد نصار، في تصريحات له، عن تفاصيل مشاركته في مسلسل «الحب والحرب» بـ رمضان 2026، قائلا: «مسلسل الحب والحرب يسلط الضوء على أحداث غزة بعد 7 أكتوبر، ويركز على الجانب الإنسانى للشعب والأفراد، بعيدًا عن التغطية الإخبارية التقليدية».
وأشار إياد نصار: «الأخبار التليفزيونية نقلت كتير، لكن إحنا عايزين نشوف ما وراء الخبر، اللحظات الإنسانية اللى الإعلام ما بيقدرش يوصلها، المسلسل متعب لأن بنصور في ديكور مدينة مدمرة، الأماكن صعبة في التصوير».
«الحب والحرب» في رمضان 2026تنضم الدراما العربية "الحب والحرب"، إلى خريطة مسلسلات شهر رمضان المبارك 2026 المقرر عرضها على شاشات قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، في خطوة تعكس توجهًا نحو تقديم أعمال تحمل عمقًا إنسانيًًا.
أخر أعمال إياد نصاركانت آخر أعمال إياد نصار الدرامية، مشاركته في فيلم «المشروع»، بمشاركة عددا من نجوم الفن أبرزهم، كريم عبد العزيز، ياسمين صبري، وأحمد غزي، مع ظهور خاص لعدد من ضيوف الشرف مثل ماجد الكدواني، هنا الزاهد، ومصطفى غريب.
كما يستعد إياد نصار، لعرض أولى تجاربه الكوميدية بفيلم «من أيام الجيزة» المقرر انطلاقته بدور العرض السينمائية خلال الفترة المقبلة، ليدخل في منافسة مع عدد كبير من الأعمال المشاركة بهذا الموسم.
وفي هذا السياق، كشف إياد نصار، عن مخاوفه من تقديم الكوميديا، قائلا: «الكوميديا صعبة ومش موضوع سهل إنه يتقدم، ومدرك من البداية، وربنا يستر لأنه مش من السهل أنك تضحك الناس».
أضاف إياد نصار: «كنت محتاج يكون في السي في بتاعي مشروع كوميدي ووثقت في المخرج مرقس عادل جدا، أنه هيعرف يدير المنطقة دي ويطلع حاجة كويسة، مشيرا إلى أن خفة الظل في الحقيقة غير الكوميديا في التمثيل»، وهناك خلط بين الضحك في الحقيقة والتمثيل.
اقرأ أيضا:
بحفل «Septimius Awards».. ترشيح إياد نصار لجائزة أفضل ممثل أفريقي
انطلاق أولى عروض «أجمل أصحاب» مجاناً ضمن مسرح الطفل ببورسعيد