مسقط- الرؤية

يوقّع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كتابه بعنوان "قوة التفاوض" في معرض مسقط الدولي للكتاب بتاريخ 25 أبريل الحالي الساعة السابعة مساءً في جناح دار لُبان، الصادر عن دار هاشم في بيروت.

ويستعرض عراقجي في كتابه أسلوبه في التفاوض خاصة في الملف النووي الإيراني الذي قاده لسنوات، فضلًا عن خبراته في قيادة عملية التفاوض في الملف النووي في أواخر فترة حكم الرئيس الإيراني حسن روحاني.

ويشمل الكتاب الذي ترجمته الدكتورة فاطمة محمدي سيجاني مقدمة وستة أبواب متكاملة عن طبيعة المفاوضات وأنواعها السياسية، بالإضافة إلى سمات المفاوض ومهارات ومراحل التفاوض ومتطلّباته.

ويؤكد عراقجي في كتابه أنّ المفاوضات ليست مجرّد لقاءات رسمية بين الدبلوماسيين، بل هي فنٌّ متأصّل في الثقافة الإيرانية، نجده في أسواق البازار الإيراني حيث التجار المخضرمون الذين يساومون على الأسعار بطريقة محترفة.

ويأتي إصدار الكتاب في ظل المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران والتي تجري بشأن البرنامج النووي لطهران، وهو يُعدُّ باكورة إصدارات "دار هاشم".

ويصلح الكتاب حسب المختصين كمرجع أكاديمي للراغبين بتعلّم فنون وفهم أبعاد المفاوضات السياسية، حيث عزّزه عراقجي بدراسة حالة مفاوضات إيران مع مجموعة الـ5+1 التي انتهت عام 2015 بالتوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الدولية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

برواية النساء.. معرض في طهران يعيد قراءة الفن الإيراني من منظور أنثوي

في أروقة المتحف الوطني للفن المعاصر في طهران، تتردد أصوات نسائية لا تُسمع بالكلمات، بل بالأشكال والألوان. معرض جديد بعنوان "برواية النساء" يثير هذه الأيام ضجة لافتة في الأوساط الثقافية الإيرانية، إذ لا يقتصر على عرض الأعمال الفنية، بل يسعى إلى إعادة قراءة قرنٍ كامل من الإبداع من زاوية مختلفة.

منذ افتتاحه، تحوّل المعرض إلى حدث ثقافي بارز، أعاد إلى الواجهة أسماء فنانات شكّلن ملامح الفن الإيراني الحديث في ظروف اجتماعية وسياسية معقدة. ويقول منظموه إن الهدف هو استعادة الذاكرة الإبداعية للمرأة الإيرانية وتسليط الضوء على تطور رؤيتها الجمالية وموقفها من التحولات التي عاشها المجتمع عبر قرن من الزمن.

يواكب معرض "برواية النساء" برنامج من ورش العمل والجلسات الحوارية للفنانات الشابات (الجزيرة)ذاكرة أنثوية

تقول المشرفة على تنظيم المعرض أفسانه كامران إن "برواية النساء" يوثق مسار الفنانات الإيرانيات اللواتي وضعن اللبنات الأولى للفن الحديث منذ عشرينيات القرن الماضي، مشيرة إلى أن كثيرات منهن كن من أوائل خريجات كلية الفنون الجميلة بجامعة طهران، وأن بعضهن درّسن لاحقا أو واصلن دراساتهن في أوروبا والولايات المتحدة.

وتوضح كامران في حديثها للجزيرة نت أن المعرض يضم 125 عملا فنيا لـ65 فنانة من أرشيف المتحف الوطني للفن المعاصر، بينها 60 عملا تُعرض للمرة الأولى. وقد وُزعت القاعات الـ8 وفق محاور موضوعية مثل "الرواد"، و"البورتريه"، و"الحياة اليومية"، و"المنظر الطبيعي"، و"الحداثة"، و"الفن التجريدي"، مما يتيح تتبّع التحولات الأسلوبية والفكرية عبر العقود.

المشرفة على تنظيم المعرض أفسانه كامران تؤكد أن "برواية النساء" يتيح للزائر قراءة تطور اهتمامات الفنانات في البلاد (الجزيرة)

وتشير المشرفة على التنظيم إلى أن المعرض يتبنى منهجا بحثيا يتيح للزائر قراءة تطور اهتمامات الفنانات، خصوصا في الستينيات والسبعينيات، حين انخرطن بوعي في التيارات الحداثية العالمية كالتعبيرية والتجريد، متجاوزات الصورة النمطية عن "الفن النسائي" العاطفي أو الرومانسي. وتذكر أسماء بارزة مثل بهجت صدر، ومنير فرمانفرمائيان، وسونيا بالاستانيان اللواتي جسّدن هذا التحول بجرأة ووعي.

إعلان

وتضيف أن المعرض يُعد الأول من نوعه الذي لم تُستبعد منه أي أعمال لأسباب سياسية أو ثقافية، في محاولة لتقديم رؤية شاملة ومحايدة لتاريخ الفن النسائي الإيراني. كما يضم مواد أرشيفية مرافقة – كدفاتر الفنانات وكتيباتهن – لإثراء الجانب البحثي.

ورشة الفنانة المشاركة فرزانه أسعدي ضمن معرض "برواية النساء" في العاصمة الإيرانية طهران (الجزيرة)مساحة للمقاومة

ومن جانبها، تقول نائبة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي للشؤون الفنية نادرة رضائي، إن مجال الفن في إيران ما يزال "محاطا بالأحكام المسبقة"، رغم أنه من أكثر المجالات حاجةً إلى التفاهم والتلاحم. وتشير في حديثها للجزيرة نت إلى أن الفنانات يواجهن تحديات مضاعفة، ليس بالضرورة بسبب القوانين، بل نتيجة النظرة الاجتماعية، موضحةً أن بعض المؤسسات لا تزال تتجنب إشراك النساء لتفادي الضغوط.

وترى رضائي أن هذه القيود لم تمنع النساء من إثبات حضورهن، إذ "كلما أُغلقت الأبواب الرسمية، فتحت الفنانات نوافذ جديدة للتعبير عن أنفسهن". وتوضح أن انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي جعل من كل فنانة "وسيلة إعلام مستقلة بحد ذاتها"، قادرة على كسر العزلة وإيصال صوتها إلى الآخرين.

نائبة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي للشؤون الفنية الإيرانية نادرة رضائي قالت إن الفنانات يواجهن تحديات مضاعفة (الجزيرة)

وبحسب رضائي، فإن معرض "برواية النساء" يربط بين أجيال الفنانات الإيرانيات، من الرائدات الأوائل إلى الفنانات المعاصرات، ليُظهر كيف عبّر كل جيل عن واقعه الاجتماعي والسياسي من خلال الفن. وتؤكد أن الوقت قد حان لمنح النساء فرصا متكافئة في إدارة المؤسسات الثقافية، إذ إن عدد النساء المتخصصات والبارعات في الإدارة كبير، فمثلا في مجال الخزف والسيراميك تبلغ نسبة النساء نحو 70 إلى 75% من العاملين في هذا الفن في إيران، لكن حضورهن في صنع القرار والإدارة الثقافية والفنية لا يزال محدودا للغاية.

وتشير رضائي إلى أن ضعف التمويل الثقافي يمثل أحد أكبر التحديات، غير أن الحل -كما تقول- يكمن في الابتكار، وتوسيع التعاون مع القطاع الخاص، وتمكين القيادات النسائية التي تمتلك حسّا فنيا وإداريا قادرا على تحويل الأزمات إلى فرص.

تمثال معروض في ورشة الفنانة المشاركة فرزانه أسعدي ضمن معرض "برواية النساء" في طهران (الجزيرة)الحجر الذي يتكلم

من أبرز الأعمال المعروضة تمثال حجري للفنانة فرزانه أسعدي، إحدى رائدات النحت في إيران. يجمع التمثال بين الصمت المادي والنطق الرمزي، ويعبّر عن علاقة الفنانة بالحجر ككائن حي. تقول أسعدي للجزيرة نت إنها شعرت وهي ترى عملها في المعرض بعد 25 عاما بـ"فرحة الأم التي تحتضن أحد أبنائها الغائبين".

تعد الفنانة فرزانه أسعدي إحدى رائدات النحت في إيران (الجزيرة)

تضيف أسعدي، التي نحتت مئات الأعمال داخل إيران وخارجها، أن الفن بالنسبة إليها "ليس ترفا بل وسيلة للبقاء والتعبير". وتقول: "أنا أعمل في النحت منذ نحو 40 عاما. كأم لـ3 أبناء وامرأة وحيدة، لم يكن الطريق سهلا. لكن الفن هو الذي منحني توازني. حجري صامت، لكنه يتكلم عني".

إعلان

وترى أن المعرض يمثل "اعترافا متأخرا بجهد نساء قضين أعمارهن بين الغبار والحجر"، مؤكدة أن "المرأة الإيرانية قد تكون صامتة أحيانا، لكن أعمالها تتحدث بصوت أعلى من أي خطاب".

أعاد "برواية النساء" إلى الواجهة أسماء فنانات شكّلن ملامح الفن الإيراني الحديث في ظروف اجتماعية وسياسية معقدة (الجزيرة)استعادة الصوت الأنثوي

لا يقتصر المعرض على الجانب الفني، بل يُقدَّم أيضا كمشروع بصري بحثي يوثق تطور الخطاب الجمالي لدى الفنانات الإيرانيات. فمن خلال مقارنة الأعمال القديمة بالحديثة، يمكن ملاحظة الانتقال من الرمزية والقيود الشكلية إلى التجريب والانفتاح على المواد الحديثة.

ويرى نقاد أن المعرض يمثل استعادة رمزية لصوت المرأة في الفضاء الثقافي الإيراني، في وقت تتجدد فيه النقاشات حول دورها في المجتمع. فكل لوحة وتمثال يشهد على مسار طويل من المقاومة الهادئة، التي لم ترفع شعارات، لكنها تركت أثرا عميقا في الذاكرة البصرية للبلاد.

ويواكب المعرض برنامج من ورش العمل والجلسات الحوارية للفنانات الشابات، تناقش مفهوم "الفن النسائي" وحدود تصنيفه، في حين تُعرض في إحدى القاعات تسجيلات مرئية لفنانات رائدات يتحدثن عن تجاربهن مع الفن في عقودٍ سابقة.

مقالات مشابهة

  • أمن طرابلس يشارك في افتتاح معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في نسخته الثانية
  • برواية النساء.. معرض في طهران يعيد قراءة الفن الإيراني من منظور أنثوي
  • مشاركة مميزة لـ” إثراء” في معرض الرياض الدولي للكتاب
  • مدير أمن طرابلس يترأس اجتماعاً لتأمين «معرض النيابة العامة الدولي للكتاب»
  • للعام الخامس على التوالي.. «تريندز» يشارك في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2025
  • وصلت لطريق مسدود.. وزير الخارجية يكشف أسباب فشل المفاوضات مع إثيوبيا
  • وزير الخارجية المصري: مفاوضات سد النهضة وصلت إلى طريق مسدود بسبب المراوغة الإثيوبية
  • وزير الخارجية الإيراني: لن ننضم أبداً إلى «اتفاقيات إبراهام»
  • وزير الدولة للتعاون الدولي تجتمع مع نائب وزير الخارجية السعودي
  • حين يكون المفاوضُ مقاوما!