يمانيون:
2025-07-31@00:08:32 GMT

رسالة ونداء

تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT

رسالة ونداء

الدكتور محمد البحيصي – فلسطين

إلى كُـلِّ يمني غيور زلَّتْ قدماه. أو اجتهد فقدَّرَ في لحظةِ انفعال وحرص.

أو لَحِقَ أطماعَه وما ظنَّ أنه مصلحة.

أو تحكَّمت فيه مفاهيمُ سابقةٌ ولَّدتها أزمنةٌ غابرةٌ من الاختلافاتِ والتباينات.

أو فَقَدَ شيئًا من متاع الدنيا القليل: جاهًا أو مالًا.

أو اختلطت عليه المواقفُ وشُبَّهَ له.

أو ساءه تصرُّفٌ ألحق به ضررًا أو أذىً.

أو قَضَتْ عليه جغرافيا الاغترابِ واستحقاقاتُها القاسية.

إلى كُـلِّ هؤلاء وغيرهم:

بلادُكم اليمن اليومَ يناديكم..

يستصرخُ فيكم إيمَـانَكم ونخوتَكم وشهامتَكم.

اليمن الذي قام لله وانتصرَ لمستضعَفي غزةَ وفلسطينَ حين خذلهم الناس.

واستجاب لله والرسولِ حين تقاعس الناسُ وأعرضوا.

اليمن الذي قال كلمةَ الحق في وجهِ السلطان الأمريكي الصهيوني الجائر حين صمت الناس.. السلطان قاتل النساء والأطفال والشيوخ وهادم المساجد والمدارس والمستشفيات وناصب العداوة للإسلام والمسلمين أبدًا في طول التاريخ.

بلدكم اليمن يخوضُ الآن معركةً لا شبهةَ فيها ولا لَبْسَ ولا ارتيابَ في مواجهة الطاغوت الذي أُمرتم بالكفر به، حَيثُ لا يصُحُّ إيمَـانُكم إلَّا بذلك وأنتم الذين حمّلكم اللهُ أمانةَ الإيمَـان والحكمة.

إيمَـانُكم وحكمتُكم تناديكم وتستنهضُ فيكم ماضيَ أجدادكم الأنصار حاضنِي أولِ حكومة خالِصة لله في الأرض، وتربأ بكم أن يراكم اللهُ ورسولُه والمؤمنون من أسلافكم وأحفادِكم في صَفِّ غير صف المؤمنين من الكفار والمشركين والمنافقين.

في معركة هي الفُرقانُ وهي المعيار وهي الميزان بين الفئتَينِ فئة الإيمَـان وفئة الكفر. وحاشاكم أن تكونوا مع الفئة الثانية، يأبى اللهُ ورسولُه لكم ذلك، ويأبى إيمَـانُكم وتأبى أنسابُكم وأحسابُكم إلَّا أن تكونوا مع شعبكم.. مع صنعاءَ عاصمةِ الجهاد ومأرز الإيمَـان ومأوى المستضعفين، واسألوا أهلَ فلسطين يُنْبِئوكم عن هذا اليقين.

يا مَن جمعني بهم اليمنُ آباءً وَإخوةً وأصدقاًء ولو شئت أن أُسَمِّيَهم لطال المقال وهم الآن في زوايا الأرض وفي هذا البلد أَو ذاكَ، حَيثُ العواصمُ الباردة من الحِجارة والحديد تغتالُنا كُـلَّ ساعة.. أعلمُ يقينًا مدى حبكم لفلسطين ولليمن.. فلا يصدنَّكم عن هذا الحب مَن لا يؤمنُ به ومن لا يريدُ الخير لبلدتكم الطيبة.. وأنتم تعرفونهم كما تعرفون أبناءَكم.

هذا زمانُ التطهُّر من أدران اتسخنا وتلوَّثنا بها لسبب أَو لآخر..

هذا زمن الإنابة إلى اليمن لندافع معًا مع حجارةِ وديانِه وجباله وبحاره عنه..، حَيثُ عدوُّنا جميعًا يستهدفُنا بلا تمييز ولا تفريق.. وحيث فتح اللهُ للجميع بابَ التكفير والعفو عمَّا سلفَ.

أيهنأُ لكم عيشٌ وأنتم ترون أهلَكم ومدنَكم وقراكم وقبائلَكم وبلدَكم وقد كان لكم دورٌ وإسهام في بنائه وعهدُكم به قريب.. تحتَ النار والدمار والتخريب؟!!

اليومُ يومُ بِــرٍّ ووفاءٍ لبلدكم..

اليوم يوم صدق وتسامح وأنتم الألينُ قلوبًا والأرقُّ أفئدة..

اليوم لا مكانَ للشامتين ولا للمتلاومين ولا للمخذِّلين والمرجِفين ولا للمتاجرين والمزايدين.. ولا للمغامرين الواهِمين.

اليوم أنتم على موعدٍ ليكتُبَ التاريخُ أنكم -رغم كُـلّ ما جرى- اخترتم أن تكونوا مع أهلكم في البأساءِ والضراءِ وحين البأس.

ليكن هذا اليوم وما بعده لليمن الحر العزيز فحسب.

أعلنوها بملء الفم وبعالي الصوت وبحزم وعزم الموقف، حَيثُ أنتم بأنكم منحازون إلى بلدكم وإلى شعبكم وإلى أهلكم في مواجهة المعتدين وأنكم في خندق صنعاء والحديدة وحجّـة وصعدة وعمران وذمار والبيضاء ومأرب والجوف وكل اليمن..

أعلنوها فَــإنَّ هذا الإعلانَ والموقف هو صلاةُ الوقت الوسطى فلا تفوتكم.. وأهلكم ينتظرون ذلك منكم عاجلًا غيرَ آجل فلا يلتفت منكم أحدٌ، وامضوا حَيثُ شرف وعز الدنيا والآخرة.

أعلنوها.. فوالله إنها منحةٌ وهِبَةٌ ونِعمةٌ من الله فلا تردُّوها.. كما أنَّها امتحانٌ وابتلاءٌ فأتموه تُفلحِوا.

“واللهُ غالبٌ على أمرِه ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يعلمون”.

* الكاتب والباحث الفلسطيني

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: ليس من الصحيح تخويف الناس من الدين وتعقيد العبادة

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب أعظم الأمثلة في تبسيط الدين والتيسير على الناس، دون تعقيد أو إرهاق في التعبد والدعاء.

وروى الشيخ خالد الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، قصة رجل عربي دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: "يا رسول الله، ما كنت تقول في صلاتك؟ فإني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ"، فابتسم النبي وأجابه: "ما تقول أنت؟"، فقال: "أقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار"، فقال له النبي: "حولهما ندندن"، موضحًا أن المقصود بالدندنة هو الصوت الخافت.

خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي لا يُفتي.. والفتوى تحتاج لعقل راجحربنا يستر.. خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي بيجاوب بفهلوة في المسائل الدينيةخالد الجندي: 5 مقاصد و3 مصالح لتحديد الحكم الصحيح في الفتوىالشيخ خالد الجندي: قاعدة الضرر يزال مفتاح استقرار المجتمع

خالد الجندي: ليس من الصحيح تخويف الناس من الدين

وشدد الشيخ خالد الجندي على أن هذه القصة تمثل درسًا عظيمًا في رحمة النبي وتيسيره، مضيفًا: "ليس من الصحيح أن نخوّف الناس أو نثقل عليهم الدين أو شروط التوبة والرجوع إلى الله، إذا أراد أحدهم أن يستغفر، فليقل ببساطة: أستغفر الله العظيم، دون أن يُشترط عليه حفظ أدعية طويلة أو ألفاظ معقدة". 

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الدعاء، وإن تنوعت ألفاظه، فإن معانيه ومقاصده تتجه جميعها إلى الله عز وجل، متابعًا: "مش لازم كل الناس تحفظ صيغة سيد الاستغفار، يكفي أن يخاطب العبد ربه بإخلاص وصدق، وأن يسأله الهداية والمغفرة".

خالد الجندي: فضّ قلبك مما سوى الله حتى يملأه الله لك سكينة وراحة 

وكان الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قال إن الإنسان يمر يوميًا بعشرات المشاهد والصور في الطريق، مشيرًا إلى أن كل مشهد منها قد يكون سببًا لدخوله الجنة أو النار، مستشهدًا بقول النبي محمد ﷺ: "كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها".

وأوضح الجندي أن على الإنسان أن يتأمل في كل ما يشاهده في يومه ويسأل نفسه: "هل هذا المشهد يدخلك الجنة أم يقودك إلى النار؟"، مؤكدًا أن الحياة مليئة بالمواقف التي قد تكون طريقًا للخير أو الشر، والقرار بيد الإنسان وحده.

وفي معرض حديثه عن "التفرغ للعبادة"، قدّم الجندي تشبيهًا بليغًا، قائلًا: "القلب مثل كوب ممتلئ بالأرز، لا يمكن ملؤه بالسكر إلا بعد إفراغه"، وأضاف: "فضّ قلبك مما سوى الله حتى يملأه الله لك سكينة وراحة".

وشدد على ضرورة الدخول في العبادة بقلب خالٍ من الانشغالات الدنيوية، مستشهدًا بقوله تعالى: "فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب"، مؤكدًا أن الانشغال أثناء الصلاة بالمشاكل أو الشئون المادية يفقد الإنسان روح العبادة.

طباعة شارك الشيخ خالد الجندي خالد الجندي النبي تبسيط الدين تبسيط الدين والتيسير على الناس الدين

مقالات مشابهة

  • رسالة من أمين عام حزب الله بشأن تسليم السلاح
  • خالد الجندي: ليس من الصحيح تخويف الناس من الدين وتعقيد العبادة
  • السبر يوضح حكم من يتحدث في الناس بسوء داخل نفسه فقط .. فيديو
  • ما حكم من ينشر فضائح الناس على السوشيال ميديا.. الإفتاء تجيب
  • ماذا نفعل حتى لا نصاب بالسحر؟.. أمين الفتوى يجيب
  • سماحة المفتي يوجه رسالة إلى اليمن
  • الرُّقْيَةُ الشَّرْعِيَّة.. شِفَاءٌ يُرْتَجَى أَمْ مَكَاسِبُ تُجْتَنَى
  • كيف نؤمن بالمهدى المنتظر؟.. علي جمعة يوضح
  • حان وقت وقف حرب غزة ونداء خاص لترامب.. كلمة السيسي بشأن أزمة غزة -فيديو
  • واشنطن تعلق على أحداث الدورة وتوجه رسالة لبغداد: الضحايا قتلوا على يد كتائب حزب الله