في زمن عزّ فيه الوفاء، وقلّت فيه المواقف الإنسانية الصادقة، برزت المستشارة الجماعية نسيمة سهيم كنموذج حي للمرأة المناضلة التي سخّرت كل إمكانياتها، المعنوية والمعرفية، في خدمة المواطن والدفاع عن القضايا العادلة، خاصة تلك المتعلقة بالمرأة والطفولة.

وعلى الرغم من تواريها النسبي عن الأضواء خلال بعض المحطات، فإن حضورها الفعلي والميداني لم يغب أبدًا، حيث كانت حاضرة بقوة رفقة مجموعة من فعاليات المجتمع المدني إلى جانب الشابة سلمى التي تعرضت للاعتداء على مستوى وجهها ، منذ بداية أزمتها الصحية المؤلمة، ولم تهدأ حتى رأت البسمة تعود إلى وجهها من جديد بعد إجراء عملية التجميل الدقيقة، والتي تمت بفضل تدخل السيدة نسيمة الصادق ومساندتها المستمرة، إنسانيًا ولوجستيكيًا.

نسيمة سهيم، رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية بمقاطعة المنارة، والمستشارة بالمجلس الجماعي ونائبة رئيس لجنة المرافق بمراكش لم تبرز فقط من خلال عملها السياسي، بل رسّخت اسمها كفاعلة جمعوية من العيار الثقيل، حيث تسهر وتشرف على مجموعة من الجمعيات النسائية الفاعلة على مستوى عمالات مراكش، والتي تسعى من خلالها إلى إرساء دينامية تنموية حقيقية في صفوف النساء، وتأهيلهن للمشاركة في الحياة العامة.

وتُوّج مسارها الأكاديمي بحصولها على الإجازة في القانون، قبل أن تعززه باجتهادها على ماستر في الحكامة الإدارية والمالية والسياسات العامة الترابية، ما يعكس مستوى ثقافيًا ومعرفيًا راقيًا، يوازيه التزام ميداني قلّ نظيره.

حيث تؤمن نسيمة أن العمل الجاد والضمير الإنساني يجب أن يكونا فوق كل اعتبار سياسي أو حزبي، وأن خدمة المواطن لا تُختزل في الجلوس وراء المكاتب، بل في التواجد الدائم إلى جانب من هم في حاجة إلى الدعم والمواكبة.

وإن كانت تحركاتها الاجتماعية والإنسانية تزعج بعض “السياسيين الموسميين”، فإنها بالمقابل تحظى باحترام وتقدير فئة واسعة من المواطنين الذين وجدوا فيها صوتًا صادقًا، ويدًا حانية تمتد دون تردد.

نسيمة سهيم، ببصمتها الهادئة ولكن المؤثرة، تُجسد فعليًا صورة المرأة المكافحة المثقفة، التي اختارت أن تُناضل من أجل الكرامة الإنسانية، لا من أجل المناصب

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

«ذخر» نموذج رائد لجودة الحياة

دبي (وام) 

يجسد نادي «ذخر»، الذي يقع في قلب حديقة الصفا بدبي، نموذجاً رائداً في مسارات تعزيز جودة حياة المواطنين في الدولة، ويقدم تصوراً جديداً لمرحلة ما بعد العمل بوصفها امتداداً فاعلاً للعطاء والإنتاجية لا محطة للتقاعد، إذ يسعى إلى تمكين المواطنين ممن يمتلكون خبرات متراكمة لمواصلة نمط حياة نشط ومثمر، مما يعزز مساهمتهم في دعم الأسرة وصون الهوية الوطنية.

أخبار ذات صلة قصة نجاح في «محمد بن راشد للثقافة الإسلامية» تلخصها النتائج «ظلاً وأجراً» توزع مظلات على العمال


ويعكس النادي، الذي يعد أحد أبرز مشاريع «أجندة دبي الاجتماعية 33» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مطلع العام 2024، توجهات دولة الإمارات التي تضع رفاه المتقاعدين في صميم أولوياتها، حيث يقدم برامج متكاملة تغطي الأبعاد الصحية والرياضية والثقافية والاجتماعية، في إطار سعيه لترسيخ رؤية دبي لمجتمع متماسك يثمن التجارب السابقة، ويستثمرها في صنع المستقبل، عبر دمج الحداثة بقيم الماضي.
وقال اللواء الدكتور علي سنجل، المستشار الصحي لشرطة دبي، قائد مشروع «ذخر»، إن المبادرة التي انطلقت تحت مظلة اللجنة العليا للتنمية وشؤون المواطنين، تمثل تحولاً نوعياً في رؤية الدولة لما بعد التقاعد، مؤكداً أن هدف المبادرة هو تمكين المتقاعدين من مواصلة دورهم كمشاركين فاعلين في الهوية الوطنية والتماسك الأسري. وأضاف أن «ذخر» يمثل ممارسة تنموية متكاملة، تُعزّز مفهوم «لا تقاعد من الحياة»، وتُعيد توظيف الخبرة والحكمة من خلال تواصل مباشر مع الأجيال الجديدة، ونقل الموروث القيمي والمعرفي في سياق معاصر.
وأوضح أن فلسفة «ذخر» تقوم على نموذج بياني مزدوج، يمثّل فيه المحور العمودي التوازن الذهني والنفسي والجسدي، فيما يمثل المحور الأفقي التفاعل الأسري والمجتمعي، لافتاً إلى أن استقرار الفرد ينعكس على بنية الأسرة والمجتمع برمته.
وقال إن النادي يشهد إقبالاً متزايداً، حيث تجاوز عدد أعضائه 1366 عضواً، بينهم 780 من الرجال و586 من السيدات، مشيراً إلى أن الطاقة الاستيعابية للنادي في الساعة الواحدة ما بين 30 و50 عضواً، بسعة تشغيلية إجمالية تقدر بـ300 عضو نشط، بعضهم تجاوزوا التسعين من العمر.
وأكد أن النادي يرفض منطق انتظار نهاية العمر، ويعمل على تفعيل الطاقات الكامنة لدى الأعضاء، من خلال برامج تربط بين النشاط الذهني والحركي، وتقيس مؤشرات الأداء الذهني والنفسي والصحي، باستخدام أجهزة دقيقة صُمّمت لتحقيق التوازن الشامل.
وقال إن «ذخر» يمنح أعضاءه مسؤوليات وطنية لا امتيازات استهلاكية، مؤكداً أن العديد من الأعضاء أعادوا بناء حياتهم المهنية والاجتماعية من خلال برامج النادي، وبعضهم أطلق مشاريع جديدة أو عاد إلى سوق العمل، فيما شهد آخرون تحسناً ملحوظاً في حالتهم الجسدية والنفسية.
من جهته، أكد محمد عبدالله جاسم، أحد أعضاء النادي، أن انضمامه إلى «ذخر» غيّر نمط حياته بشكل إيجابي، حيث ساعدته البرامج على تعزيز نشاطه وصحته، ومنحه شعوراً متجدداً بالحياة، وأتاح له فرصة بناء علاقات اجتماعية مثمرة وتبادل المعرفة مع الأجيال الجديدة.

حوار
أبرز اللواء الدكتور علي سنجل مثالاً على دمج الأجيال من خلال مشاركة المتقاعدين في فعالية «المحامل» خلال مؤتمر COP28، حيث نقلوا معارفهم التراثية إلى شباب تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاماً، مما خلق حواراً بين الأجيال حول الهوية والاستدامة.
وكشف عن خطط توسع طموحة تشمل افتتاح ناد جديد في منطقة الخوانيج خلال الشهر القادم، إلى جانب ثلاث مناطق أخرى قيد الدراسة، بالإضافة إلى توجه المبادرة للخروج من حدود الأندية لتصل إلى الأحياء السكنية والمؤسسات، مما يعزز من نطاق تأثيرها.

مقالات مشابهة

  • نائب أمير الشرقية يطّلع على مشاريع وبرامج هيئة الترفيه ويشيد بدعم القيادة لتعزيز جودة
  • أحمد سامي: القيادة السياسية وضعت تمكين الشباب على رأس أولوياتها
  • رئيس بورفؤاد يتابع جهود منظومة النظافة ورفع المخلفات بشاطىء المدينة
  • وزير الشؤون الاجتماعية يؤكد أهمية العمل على توفير بيئة أمنة وعادلة للأشخاص ذوي الإعاقة
  • عون: سنتعرض لضغوطات لكن مصلحة لبنان فوق كل اعتبار
  • مناخ بورسعيد يواصل حملات رفع مستوى النظافة العامة بمناطق وشوارع الحي
  • محافظ المنوفية يلتقى مدير عام التأمين الصحي الجديد ويشدد على تحسين جودة الخدمات
  • «ذخر» نموذج رائد لجودة الحياة
  • بلاغ للنائب العام ضد البيج ياسمين بتهمة إهانة المرأة ومخالفة الآداب العامة
  • الشعبة العامة للأدوية تعقد اجتماعا لمناقشة التحديات التي تواجه صادرات مصر الدوائية