الثورة نت:
2025-07-30@13:30:34 GMT

المفاوضات والوسطاء حصان طروادة الإمبريالية

تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT

 

جرت العادة أن القوى الاستعمارية، حين تُهزم في ميدان المواجهة العسكرية، أو في ميدان فرض مشاريع الهيمنة الاستعمارية، فإنها كانت تلجأ دائماً، إلى الخطة البديلة، المتمثلة في تفعيل استراتيجية المفاوضات حيناً، وتحريك مبادرات الوسطاء حيناً آخر، لتبقى الشعوب في حالة انتصار مع وقف التنفيذ، حيث كان المهزوم “المستعمِر” يحجر على المنتصر فرحته، ويمارس عليه وصاية إلزامية، بتأجيل فرحته بالنصر، حتى تحدد المفاوضات والوسطاء، طبيعة وكيفية وحدود الفرحة، بعد موافقة الطرف الآخر “المهزوم الإمبريالي”، الذي يعمد إلى تفكيك معادلة الصراع، حين يقدم اعتراضه على صورة الفرحة ذاتها، بمعزل عن النصر الذي أنتجها، متجاهلاً ما يقابل شرف انتصار الآخر، من عار الهزيمة عليه، فيأتي بمنطق الخبير في صناعة وتنسيق الأفراح، ليقترح على المنتصر، الجلوس إلى طاولة المفاوضات، والاستفادة من نصائحه المجانية، في صياغة طقوس فرائحية، أكثر حداثية وتطوراً، لتحظى بمباركته واعترافه، وقبوله انضمامها إلى سجل التحولات الكبرى، في مشروعه الحضاري الإمبريالي، وهنا يأتي دور الوسطاء، الذين يزينون للمستضعفين المنتصرين، ذلك العرض الإمبريالي، ويشيدون بعدالته وإنسانيته، ويقسمون على مصداقيته، ويشهدون على أخلاقه ونبله، وحرصه على عدم إراقة المزيد من الدماء، ويضمنون الوفاء بالتزاماته، مؤكدين أفضلية الفرحة المعترف بها دولياً، على تلك المصنفة في قائمة الإرهاب، وهو ما يقتضي بالضرورة، نبذ مشروع الجهاد والمقاومة وإلقاء السلاح، للخروج من حالة العنف، والتهيئة للدخول في الحوار والمفاوضات، وما إن يجلس قادة الجهاد والمقاومة (المنتصرون)، إلى تلك الطاولة، حتى يكون الفرح بالنصر، أول جرم يوقعون على عقوبته مرغمين، ليتم تنفيذ العقوبة مباشرة، في صورة مجازر جماعية، تحصد أرواح المئات والآلاف، من المدنيين الأبرياء، الذين فرحوا (بالنصر)، حسب طبيعتهم العفوية وأسلوبهم الفطري، وهو ما رآه القاتل الإمبريالي، مظهرا من مظاهر التطرف والعنصرية، والعداء للسامية والحضارة؛ حينها تتجاوز الشعوب سؤال:- كيف تفرح؟ إلى سؤال:- بماذا تفرح؟، خاصة وأن الحرية، قد أصبحت حلماً بعيد المنال، والانتصار وهماً مسكراً باهظ الثمن، في ظل قيادة وطنية عاجزة، سلمت قوتها لعدوها المتوحش، أملاً في إنسانيته المزعومة، وثقة في وعود وضمانات الوسطاء، الذين حقق بهم المستعمر الإمبريالي المحتل الغاصب، ما عجز عن تحقيقه هو، بقوة السلاح ومجازر الموت، وهو ما يؤكد أنهم ليسوا فقط جزءاً من المشروع الاستعماري، وإنما هم رافعته الأساس، ومركز الثقل الأكبر فيه.

ولولاهم لما سلّم مجاهدو المقاومة أسلحتهم – كما حدث في فلسطين عام 1948م – ولما فقدوا حاضنتهم الشعبية، ولما تنازلت الشعوب عن حقها في الحرية، ونزعتها الفطرية للفرح بالنصر، ولما سقط جسر الثقة، الذي كان يربطها بقادتها، في مستنقع التخوين المتبادل، وهكذا نجح الوسطاء، في إرغام أو إقناع عامة الشعب، بالتعايش مع المحتل المجرم، والاكتفاء بالمطالب الناقصة، والحريات الجزئية (حرية التعبير، حرية المعتقد، حرية التنقل، …..إلخ)، بدلاً من انتزاع الحرية الكاملة، واستجداء فتات الحقوق (حق العودة، حق الأسرى، حق المعتقلين حق الـ …..)، من لصٍ جلادٍ غاصب، لا يملك أدنى ذرةٍ من حق، أو مشروعية وجود على هذه الأرض، كما نجح الوسطاء، في تدجين المقاومة بالمفاوضات، ورغم وصولهم إلى طريق مسدود، إلا أنهم لم يجرؤا على إعلان ذلك، بل استمروا في تسويق أوهام اقتراب الحلول، والتعويل على دور بعض الوسطاء، أو المنظمات والمؤسسات الدولية، وبهذا أصبح الموت بالخروج من المفاوضات ورفضها، لا يختلف عن الانتحار بالاستمرار فيها.

منذ بواكيره الأولى في التاريخ، اعتمد العقل الاستعماري، على توظيف الوسطاء والمفاوضات، لاستعادة ممكنات قوته وسيطرته، ولم يبتكر جديداً سواهما، وربما كان ذلك شاهداً على عجزه وجموده، أو دليلاً على كفايتهما أكثر من غيرها، وفاعليتهما في جميع الأزمنة والأمكنة، وليس هنالك ما هو أكثر خطراً على النصر الوليد، من خدعة المفاوضات، التي تعيده إلى درجة الصفر، وتسلب صانعيه مقومات قوتهم الميدانية والشعبية، وتلك هي خلاصة دروس التاريخ عبر العصور، وصولاً إلى مفاعيل النشاط الاستعماري في العصر الحديث، وسياسته التسلطية الإجرامية، من أمريكا الشمالية إلى أستراليا، إلى جنوب أفريقيا، وصولا إلى الاستعمار الغربي في الوطن العربي، والالتفاف على الثورات التحررية، من خلال استراتيجية المفاوضات مع المستعمر، وعودته بعد ثورات الربيع العربي، من خلال الوساطات ومبادرات الوسطاء، وعندما وُجِدَ مشروعٌ تحرري حقيقي في اليمن، استعصى على خداع الوسطاء وأوهام المفاوضات، تكالبت عليه كل قوى الشر والإجرام والعمالة والارتزاق.

ربما كانت فلسطين هي الشاهد التاريخي الأبرز، الذي جسد دور الضحية، في تلك الحالة الاستعمارية، بتكرارها المستمر، ورغم أن قادة الجهاد والمقاومة الفلسطينية حاليا، قد استوعبوا الدرس جيداً، فلم يذهبوا للمفاوضات – بعد 15 شهراً من طوفان الأقصى – إلا وسلاحهم في أيديهم، بالإضافة إلى أوراق ضغط كبيرة وقوية، داخلية وخارجية، إلا أن الوسطاء، مازالوا يمارسون دورهم الخياني القذر، ويسعون للضغط على فصائل الجهاد والمقاومة، بمختلف السبل والوسائل، طمعاً في تحقيق أهداف الكيان الغاصب، في سلب حماس قوتها، وإخراجها من غزة، وهو ما عجزت عنه ترسانة الغرب الإمبريالي مجتمعة، على مدى 15 شهراً.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

السرايا اللبنانية تودع زياد الرحباني: صوت الكرامة والمقاومة يغيب

نعت "السرايا اللبنانيّة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي"، الفنان الكبير الراحل زياد الرحباني.


واستهلّت السرايا بيانها بمقولة لزياد: "ما فيك تبني بلد وإسرائيل عالباب وما فيك تعمل عدالة وحرية وهني بخلوك تختار بين أمنك وبين كرامتك". وأضافت: "بهذه الكلمات أقفل زياد باب التأويلات لمفاهيم عدة ورحل. وبفقده تتقدّم السرايا اللبنانيّة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي بأحر التعازي لكل أبناء الوطن برحيل قامة استثنائية رسمت معانيَ لوطن مجروح، وبصورة خاصة لعائلة الراحل وكل المحبين له ولسيرته المقاوِمة، فقد انكسر وتر من أوتار الوطن، وغاب صوت كان يصدح للناس، ويعزف للكرامة، ويكتب للمقهورين".

وتابعت: "نجد في زياد الموقف والثبات والعنفوان والمقاومة وإن اختلفت السبل، لأن زياد لم يكن فنانًا فقط بل صرخة مدوية في وجه التواطؤ، وقبضة موسيقية تهز الجبناء. كان ابن الارض التي لا تنحني، وحفيد الثورة التي لا تنام، وصوت بيروت حين تهمس (ما خلصت القصة بعد). ولأنه مقاوم لم يهرب من الوجع، بل حمله على المسرح، أضحكنا كي لا نبكي على أوجاعنا وأبكانا في كل فرحة انتصار". 

وأكدت السرايا اللبنانيّة لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي، أنها تفتقد مقاومة زياد بالفن، كما هي تقاوم بالسلاح والموقف. التلاقي مع زياد باقٍ في كل جبهة كرامة، وفي كل لحن حر، حيثما أنشد لفلسطين، وكتب للكادحين دون أقنعة، ووقف ضد الطائفية في زمن كان الصمت فيه سيد الكلام. زياد لم يهادن ولم يساوم، ورحيله خسارة لصوت لا يعوض، وفكر لم ينعس، وثورة ثقافية ترفض الطائفية والاستبداد".

وختم البيان بالقول: "نعزي أنفسنا برحيله في زمن الضجيج حيث الفيلم الأميركي الطويل لا زال جاثماً على صدر الوطن، وزياد في زمن الركوع بقي واقفاً. تحية له ولأنامله المتمردة وعبقريته المتجذرة كأرز لبنان، وكل الثقة أن غيابه ليس صمتاً بل بداية عزف جديد في ذاكرة المقاومة".
  مواضيع ذات صلة بالفيديو.. شقيقة فيروز تودع زياد الرحباني Lebanon 24 بالفيديو.. شقيقة فيروز تودع زياد الرحباني 28/07/2025 21:53:42 28/07/2025 21:53:42 Lebanon 24 Lebanon 24 بـ"وردة حمراء".. "أسيرة لبنانية محررة" تودع زياد الرحباني! (صورة) Lebanon 24 بـ"وردة حمراء".. "أسيرة لبنانية محررة" تودع زياد الرحباني! (صورة) 28/07/2025 21:53:42 28/07/2025 21:53:42 Lebanon 24 Lebanon 24 خسارة فنية ووطنية... لبنان يودّع زياد الرحباني Lebanon 24 خسارة فنية ووطنية... لبنان يودّع زياد الرحباني 28/07/2025 21:53:42 28/07/2025 21:53:42 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان الرسمي والشعبي يودع زياد الرحباني Lebanon 24 لبنان الرسمي والشعبي يودع زياد الرحباني 28/07/2025 21:53:42 28/07/2025 21:53:42 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً عمَّا سألت فيروز في عزاء "زياد"؟ Lebanon 24 عمَّا سألت فيروز في عزاء "زياد"؟ 21:47 | 2025-07-28 28/07/2025 09:47:49 Lebanon 24 Lebanon 24 اللواء لاوندس في الناقورة... وراية تقدير من اليونيفيل Lebanon 24 اللواء لاوندس في الناقورة... وراية تقدير من اليونيفيل 21:16 | 2025-07-28 28/07/2025 09:16:20 Lebanon 24 Lebanon 24 عن غارة بنت جبيل.. ماذا أعلنت وزارة الصحة؟ Lebanon 24 عن غارة بنت جبيل.. ماذا أعلنت وزارة الصحة؟ 21:06 | 2025-07-28 28/07/2025 09:06:54 Lebanon 24 Lebanon 24 مخالفة في الجامعة اللبنانية... نائب يكشفها! Lebanon 24 مخالفة في الجامعة اللبنانية... نائب يكشفها! 21:06 | 2025-07-28 28/07/2025 09:06:14 Lebanon 24 Lebanon 24 عن احتمال استقالته من الحكومة... ماذا كشف وزير الصناعة؟ Lebanon 24 عن احتمال استقالته من الحكومة... ماذا كشف وزير الصناعة؟ 20:47 | 2025-07-28 28/07/2025 08:47:36 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بعد زياد الرحباني.. الموت يغيب فنانا شهيرا بعد صراع صامت مع مرض السرطان (صورة) Lebanon 24 بعد زياد الرحباني.. الموت يغيب فنانا شهيرا بعد صراع صامت مع مرض السرطان (صورة) 06:31 | 2025-07-28 28/07/2025 06:31:39 Lebanon 24 Lebanon 24 ما حقيقة هروب إبنة وائل جسار وزواجها من نجل راغب علامة؟ Lebanon 24 ما حقيقة هروب إبنة وائل جسار وزواجها من نجل راغب علامة؟ 13:54 | 2025-07-28 28/07/2025 01:54:05 Lebanon 24 Lebanon 24 إبن زوجة زياد الرحباني السابقة يحضر مراسم الجنازة.. إليكم الفيديو التالي Lebanon 24 إبن زوجة زياد الرحباني السابقة يحضر مراسم الجنازة.. إليكم الفيديو التالي 17:50 | 2025-07-28 28/07/2025 05:50:20 Lebanon 24 Lebanon 24 خلال عزاء زياد الرحباني... فيديو يرصد ما فعلته الفنانة كارول سماحة Lebanon 24 خلال عزاء زياد الرحباني... فيديو يرصد ما فعلته الفنانة كارول سماحة 17:35 | 2025-07-28 28/07/2025 05:35:19 Lebanon 24 Lebanon 24 لم يُفارق الحياة في المستشفى.. معلومات جديدة تُكشف عن وفاة الفنان زياد الرحباني Lebanon 24 لم يُفارق الحياة في المستشفى.. معلومات جديدة تُكشف عن وفاة الفنان زياد الرحباني 09:14 | 2025-07-28 28/07/2025 09:14:59 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 21:47 | 2025-07-28 عمَّا سألت فيروز في عزاء "زياد"؟ 21:16 | 2025-07-28 اللواء لاوندس في الناقورة... وراية تقدير من اليونيفيل 21:06 | 2025-07-28 عن غارة بنت جبيل.. ماذا أعلنت وزارة الصحة؟ 21:06 | 2025-07-28 مخالفة في الجامعة اللبنانية... نائب يكشفها! 20:47 | 2025-07-28 عن احتمال استقالته من الحكومة... ماذا كشف وزير الصناعة؟ 20:23 | 2025-07-28 في الجنوب.. جزء من ملعب يتحوّل إلى مكان لدفن الشهداء فيديو كاتب مصري يكشف مُفاجأة جديدة عن عادل إمام.. هذا ما قاله (فيديو) Lebanon 24 كاتب مصري يكشف مُفاجأة جديدة عن عادل إمام.. هذا ما قاله (فيديو) 09:26 | 2025-07-28 28/07/2025 21:53:42 Lebanon 24 Lebanon 24 "تربّيت على ايدي".. بسمة بوسيل توضح حقيقة عودتها لتامر حسني وتفجّر مفاجأة عن شيرين عبد الوهاب! (فيديو) Lebanon 24 "تربّيت على ايدي".. بسمة بوسيل توضح حقيقة عودتها لتامر حسني وتفجّر مفاجأة عن شيرين عبد الوهاب! (فيديو) 08:59 | 2025-07-28 28/07/2025 21:53:42 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: الكارثة المؤجلة.. أبنية مُهددة بالإنهيار في لبنان Lebanon 24 بالفيديو: الكارثة المؤجلة.. أبنية مُهددة بالإنهيار في لبنان 20:14 | 2025-07-26 28/07/2025 21:53:42 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • الفوضى.. أو الجهاد الخلاق
  • بولستار تقترب من طرح سيارتها الخارقة
  • اليمن صوت الإيمان والنصرة في زمن الصمت والخذلان
  • السرايا اللبنانية تودع زياد الرحباني: صوت الكرامة والمقاومة يغيب
  • لحود ينعى زياد الرحباني: فنان الوطن والمقاومة
  • كوكوريلا مستمر مع تشيلسي رغم ارتباطه بالنصر
  • قيادي فيحماس: لا جدوى من استمرار المفاوضات مع أزمة المجاعة بغزة
  • حماس: أبدينا مرونة في المفاوضات وإسرائيل انسحبت لتمرير مزيد من الإبادة
  • 12 ألف حصان في كرمانشاه.. إيران تتجه لإحياء العلامة التجارية للخيول الكوردية
  • مفكر فرنسي إيراني: الإذلال محرك التاريخ والمقاومة طريق التحرر الوحيد