خطوات تركية متسارعة نحو إحياء اتفاق الحبوب الموقع بين روسيا وأوكرانيا برعاية أممية، حيث التقي وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي، في العاصمة كييف.

وقال زيلينسكي عبر قناته على "تلغرام" إنه وفيدان ناقشا اتفاق الحبوب و"عدة قضايا ذات أهمية مثل الوصول إلى معادلة للسلام، والتحضيرات للقمة العالمية للسلام، والمخاطر التي يفرضها إغلاق ممر الحبوب عبر البحر الأسود".

تحركات تركيا تزامنت مع تصريحات روسية حول إمكانية العودة إلى اتفاق الحبوب ولكن بشروط؛ فهل ستنجح تركيا في إعادة موسكو للاتفاق؟

زيارة قريبة

منذ أيام أعلنت أنقرة عن زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن كان مقررا أن يزور الأخير أنقرة في الشهر الجاري ولكن الزيارة لم تتم.

يقول الأكاديمي كودراخيين بلوخين الخبير في مركز بحوث قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إن تركيا تستطيع أن تلعب دور الوساطة بنجاح والتوافق مع بوتين في ملفات معينة منها الغذاء والتسليح والتبادل التجاري والصناعي، لا سيما أن هناك مسارات عمل ومصالح مشتركة واسعة تربط بين موسكو وأنقرة.

ويعول الرئيس التركي في ذلك على علاقات قوية وسياسية متينة تجمعه مع بوتين ووصفه بـ"الصديق"، الذي سيمرر جسر الحبوب لأمور إنسانية خلال أحد خطاباته الأسابيع الماضية.

 وتوقع الأكاديمي الروسي، نجاح تركيا في إقناع روسيا للعودة إلى الاتفاق الذي انتهت مدة سريانه في 17 يوليو الماضي، حال الضغط على الغرب وإقناعه في تنفيذ الجزء الثاني من الاتفاق وتأمين خط الأمونيا الذي تنصلت منه أوكرانيا، ولم تنفذ ما تم الاتفاق عليه من استمرار ضخ الأمونيا عبر الخط المدود في أراضيها.

وأضاف كودراخيين بلوخين في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الاتفاق الماضي شهد تحقيق شركات غربية مبالغ طائلة بعد أن تلاعبت بتطلعات روسيا في مسألة إرسال الحبوب إلى دول إفريقية فقيرة وفي حاجة ماسة للحبوب، وبالتالي فموسكو لن تجعل الأمر يحدث ثانية، بخلاف أن أنقرة تدرك أن الأمور ستكون صعبة، لكنها ستواصل جهودها نحو اتفاقية تنهي أزمة الحبوب.

وكان يشكل اتفاق الحبوب طوق النجاة لاقتصادات العديد من الدول والشعوب في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وحسب برنامج الأغذية العالمي، تم تصدير 32 مليون طنًا من المواد الغذائية والحبوب إلى 45 دولة بفضل اتفاق 2022، كما تراجعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23 في المئة منذ مارس العام الماضي.

شروط روسية

تحركات تركيا لضمان استمرارية اتفاق الحبوب، بحسب الأكاديمي كودراخيين بلوخين، تشترط على الغرب التحرك في إطار تحقيق الشروط والمطالب الروسية التي كانت جزءا من الاتفاق ولم يتم تنفيذه منها:

 استئناف تصدير قطع الغيار ومكونات المعدات اللازمة لقطاع الزراعة وإنتاج الأسمدة.  رفع العقوبات المرتبطة بالشحن البحري وتأمين الشحنات الزراعية التصديرية.  عدم منع صادرات الأسمدة الروسية والمواد اللازمة لإنتاجها من الوصول إلي الأسواق العالمية.  استئناف عمل خط أنابيب الأمونيا "تولياتي – أوديسا" بعد أن تمّ تفجيره من جانب النظام الأوكراني بحسب الاتهامان الروسية.  تأمين وصول شحنات الحبوب إلى الدول الأكثر احتياجًا وليس إلى أوروبا وحدها.

 ممر جديد

على الجانب الآخر يرى ماتيوشين فيكتور المتخصص في حل النزعات الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أن موسكو لن تعود للاتفاق مجددا، لأنها تريد أن تستخدم الأمن الغذائي سلاحا وورقة سياسية للضغط، وهذا ما دفع كييف إلى البحث عن ممرات أخرى وسبل لشحن الحبوب.

ويضيف ماتيوشين فيكتور، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هدف موسكو من الانسحاب ليس تنفيذ شروطها فحسب، بل الانسحاب جاء كمبرر لاستهداف جميع الموانئ الأوكرانية وخروجها عن الخدمة، وذلك يعني أنه حال العودة الاتفاق وأن حدث لن يكون ذو جدوى لخروج معظم الموانئ الأوكرانية عن الخدمة وتضرر بنيتها التحتية.

ومنذ انتهاء العمل باتفاق الحبوب هددت وزارة الدفاع الروسية، بأنها ستعتبر جميع السفن المبحرة إلى الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، ناقلات عسكرية محتملة؛ وهنا يقول ماتيوشين فيكتور، بالرغم من التهديد الروسي الصريح نجحت كييف في تأمين ممرا ملاحيا بالبحر الأسود الأسبوع الماضي.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات زيلينسكي فيدان اتفاق الحبوب ممر الحبوب البحر الأسود تركيا موسكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاق الحبوب الحرب في أوكرانيا اتفاق الحبوب تركيا زيلينسكي فيدان اتفاق الحبوب ممر الحبوب البحر الأسود تركيا موسكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاق الحبوب أزمة أوكرانيا اتفاق الحبوب

إقرأ أيضاً:

مفترق حاسم في غزة: إسرائيل تراهن على تهديد ترامب لدفع الاتفاق

#سواليف

من المتوقع أن تكون الأيام المقبلة حاسمة، بينما وصلت #المحادثات إلى طريق مسدود عقب #إنسحاب #اسرائيل المفاجيء من #المباحثات، التي قطعت مشوارا كبيرا في الطريق الى توقيع اتفاق وقف إطلاق نار.

ويعتقد مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه في حال عدم تقدم المفاوضات، سيتصاعد النشاط العسكري في قطاع غزة. في هذا السياق، من المتوقع أن تكون الأيام المقبلة حاسمة، ومن المتوقع أن تؤدي إلى أحد خيارين: استئناف القتال العنيف، أو التوصل إلى اتفاق، حسب صحيفة يديعوت احرنوت.

يُقدّر مصدر اسرائيلي أن تلك ابيب ستسعى جاهدةً لخلق تهديد حقيقي، بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أمل أن يُفضي ذلك إلى اتفاق جزئي.

مقالات ذات صلة “الإعلامي الحكومي”: المجاعة “تتوحش” في غزة 2025/07/28

لكن في هذه المرحلة، لا تعرف إسرائيل ما يخطط له الأمريكيون، الذين يُعيدون النظر في جميع التفاصيل، ومن المحتمل أيضًا أن يدفعهم تسلسل الأحداث إلى صياغة مقترح لصفقة شاملة تُنهي الحرب.

مع ذلك، من المحتمل أن يكون هناك تنسيقٌ خلف الكواليس بين #إسرائيل و #الولايات_المتحدة، بهدف الضغط على #حماس.

قال الرئيس الأمريكي #ترامب الاحد إنه “لا يعلم ما سيحدث”، وأشار إلى أن “على إسرائيل اتخاذ قرار.

قال مصدر مطلع على التفاصيل إنه رغم الوضع الراهن، لا يزال هناك احتمال بنسبة 50% للتوصل إلى اتفاق جزئي. وأضاف أن قطر ومصر تنشطان بشدة، وتضغطان أيضًا على حماس. لذلك، من المحتمل أن تتراجع الحركة جزئيًا وتُخفّض مطالبها.

في غضون ذلك، أفادت مصادر فلسطينية من حماس وفصائل أخرى مشاركة في المفاوضات لصحيفة الشرق الأوسط السعودية أن الوسطاء يعملون على عقد جولة مفاوضات جديدة، ربما خلال 48 ساعة. وبحسبهم، فإن الهدف هو التوصل إلى اتفاق بشأن نقاط الخلاف المتبقية، بعد أن تم حسم العديد من القضايا في الجولة السابقة.

وأضافت المصادر أن المحادثات لم تتوقف منذ مغادرة الوفد الإسرائيلي الدوحة، وأن الوسطاء ظلوا على تواصل مع الوفد الفلسطيني خلال الأيام القليلة الماضية.

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلن اتفاق تجاري شامل مع كوريا الجنوبية وفرض رسوم جمركية 15%
  • صحيفة روسية: طموحات تركيا الصاروخية تؤثر على مصالح موسكو
  • الحرب الروسية الأوكرانية: كتاب لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات يفوز بجائزة ثقافية لعام 2025
  • اتفاق كابل وإسلام آباد التجاري.. اقتصاد يتجاوز السياسة أم امتداد لها؟
  • قائد أخمات الروسية: كييف ترمي بكل ثقلها لوقف التقدم الروسي باتجاه مقاطعة سومي
  • خمس نقاط غامضة في الاتفاق التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
  • اتفاق تجاري أميركي أوروبي يهوي بأسعار الذهب لأدنى مستوى
  • ترامب يدرس تقليص مهلة التوصل لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • الاتفاق الذي انقلب على صاحبه، كيف تحولت مبادرة الجيش لأداة ضده
  • مفترق حاسم في غزة: إسرائيل تراهن على تهديد ترامب لدفع الاتفاق