في وقت يسعى فيه المجتمع الدولي لتقديم الدعم والخطط اللازمة لإنقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي والسياسي، يبرز حزب الله كعقبة أمام كل مبادرة إصلاحية، فبحسب صحيفة "البايس" الإسبانية، يشكل الحزب عامل شلل للدولة اللبنانية لا حامٍ لها عبر تمسكه بسلاحه وتحديه للشرعية وتقويضه المتكرر للاتفاقات الدولية.
وبحسب الصحيفة، لا يفتقر لبنان إلى الخطط أو الوعود، فالمجتمع الدولي لم يتوانَ عن طرح مبادرات وخطط لإعادة هيكلة الاقتصاد اللبناني، لكن جميع هذه المبادرات تشترط أمرًا أساسيًا: استعادة السيادة الكاملة للدولة، وقيام جيش واحد، ودولة واحدة، بلا ميليشيات.


وبحسب التقرير، فإن حزب الله، الذي رسّخ وجوده في الحياة السياسية اللبنانية خلال العقد الماضي، لم يعد مجرد فاعل سياسي، بل "دولة داخل الدولة". فهو يدير مدارس ومستشفيات، ويتحكم في مرافئ ومعابر حدودية، والأخطر من ذلك – يرفض مطلقًا التخلي عن سلاحه، مما جعله العقبة الأبرز أمام أي مسار إصلاحي.
في كل محطة إصلاحية تقريبًا، تشير الصحيفة، كان الحزب هو الجهة المعرقلة. فقد رفض شروط الشفافية التي طرحها صندوق النقد الدولي، وعطّل وزراؤه اقتراحًا فرنسيًا لإخضاع مرفأ بيروت للرقابة الدولية، كما وقف وراء فشل محاولات ضبط الحدود ووقف التهريب.
وترى الصحيفة أن الأمر يتجاوز السياسة إلى قضية سلطة وهيمنة، إذ يحتفظ حزب الله ببنية موازية للدولة، ويتخذ قراراته بصورة منفردة بتنسيق مباشر مع طهران، ويستعمل سلاحه ليس فقط في مواجهة إسرائيل، بل كأداة ضغط داخلية.
وأشارت "البايس" إلى حادثة أبريل الماضي كمثال صارخ، حين عُلّقت مفاوضات صندوق النقد الدولي بسبب عرقلة حزب الله لمشروع قانون إنشاء هيئة رقابة مالية مستقلة، كانت شرطًا للإفراج عن مليارات الدولارات من المساعدات.
أما الضريبة، حسب الصحيفة، فيدفعها الشعب اللبناني. فمع الارتفاع الجنوني في الأسعار، وانهيار الخدمات، وتفاقم البطالة، يواصل الحزب العمل لخدمة مصالحه الخاصة، لا لمصلحة الوطن.
وشددت الصحيفة على أن لبنان لا يمكن أن يكون دولة ذات سيادة فعليّة ما دام أن جماعة مسلحة واحدة تُفلت من سلطة القانون. كل اتفاق يفشل لأن الدولة لا تستطيع فرضه، وكل استثمار يُرفض لأن لبنان عاجز عن توفير الأمان والشفافية. كل محاولة لإعادة الإعمار تتحطم عند عتبة سلاح حزب الله.
واختتمت الصحيفة تقريرها بتأكيد أن لبنان يقف عند مفترق طرق مصيري: فإما أن يتحول إلى دولة حقيقية تفرض سيادتها، أو يبقى رهينة لمليشيا تضع ولاءها الخارجي فوق مصلحة الوطن. وخلصت إلى أن "العالم يعلم جيدًا أن لا تقدم ممكن ما لم يُنزع سلاح حزب الله".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المجتمع الدولي حزب الله صندوق النقد الدولي الانهيار الاقتصادي حزب الله

إقرأ أيضاً:

غرفة قطر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف

شاركت غرفة قطر في الدورة الـ113 لمؤتمر العمل الدولي بمدينة جنيف السويسرية، والذي يعقد خلال الفترة من الثاني إلى الثالث عشر من شهر يونيو الجاري.

وأكد المهندس ناصر أحمد المير مستشار رئيس غرفة قطر لشؤون العمل، في كلمة خلال المؤتمر، أن دولة قطر تؤمن بأن احترام حقوق العمال ليس التزاما قانونيا فحسب، بل هو واجب إنساني وشراكة أخلاقية مع العالم، منوها بالخطوات الرائدة لدولة قطر في تطوير بيئة العمل وتعزيز حقوق العمال.

وأشار إلى أن دولة قطر اعتمدت حزمة من الإصلاحات التشريعية والتنفيذية التي تعتبر نموذجا في المنطقة، كما أطلقت العديد من المبادرات والبرامج العملية التي تولي أهمية كبيرة بتعزيز الابتكار وتطوير ريادة الأعمال، خاصة في القطاع الخاص.

وشدد على ضرورة التعاون الدولي في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، قائلا: "نسعى إلى تبادل الخبرات وأفضل الممارسات مع شركائنا حول العالم، موقنين أن شراكاتنا مع الدول الأعضاء ومع المجتمع الدولي هي جزء لا يتجزأ من جهودنا لتطوير بيئة عمل مستدامة وشاملة".

من ناحية أخرى، أشاد مستشار رئيس غرفة قطر لشؤون العمل، بقرار منظمة العمل الدولية رفع عضوية فلسطين في المنظمة من "حركة تحرر" إلى صفة "دولة مراقب".

مقالات مشابهة

  • تباطؤ حزب الله بتسليم سلاحه يدخل لبنان في جمود سياسي
  • الخرباوي: أفكار سيد قطب كشفت بشكل واضح نوايا الإخوان نحو إقامة كيان بديل للدولة
  • من الحزب.. أدوية مجانية لهذه المستوصفات
  • كيف تمكن “أنصار الله” من قلب موازين القوة البحرية العالمية؟! صحيفة “إي كاثيميريني” اليونانية تجيب
  • الجميل استقبل لودريان: لضرورة انسحاب إسرائيل وسحب سلاح الحزب لضبط سيادة لبنان
  • الأردن يدين اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصى باعتبار ذلك خرقًا للقانون الدولي
  • تساؤلات عن إلحاح إسرائيل على تفتيش مبانٍ مدمّرة في الضاحية
  • حزب الله من نزع السلاح لإعادة التسلُّح؟
  • شهيدان بعدوان جديد جنوبي لبنان.. والجيش يفتش مبنى في الضاحية الجنوبية
  • غرفة قطر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف