مرصد جيمس ويب يسبر أغوار ثقب أسود فائق
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
باستخدام مرصد جيمس ويب الفضائي، اكتشف علماء الفلك أدلة تشير إلى وجود ثقب أسود فائق الكتلة في مركز المجرة الحلزونية القريبة "مسييه 83″، والمعروفة أيضًا باسم مجرة دولاب الهواء الجنوبية.
وفي حين أن العديد من المجرات الكبيرة تستضيف مثل هذه الثقوب السوداء، إلا أن المحاولات السابقة لتأكيد وجود ثقب أسود في مسييه 83 باءت بالفشل، واعتقد العلماء أن السبب في ذلك كان خمول هذا الثقب الأسود فائق الكتلة (أي أن النشاط حوله ضعيف بحيث يصعب رصده) أو وجود غبار كثيف يحجب رؤيته عن المراصد الفلكية.
ولكن جهاز الأشعة تحت الحمراء المتوسطة (ميري) في مرصد جيمس ويب رصد وجود غاز نيون شديد التأين بالقرب من مركز المجرة، وقد افتقرت المراصد السابقة إلى الحساسية والدقة اللازمتين لرصد مثل هذه الإشارات الخافتة والمُحجبة.
وبحسب الدراسة، التي نشرها الباحثون في دورية "ذي أستروفيزيكال جورنال"، يتطلب هذا النوع من الغاز طاقة هائلة ليتشكل، تفوق ما يمكن أن تنتجه النجوم العادية أو المستعرات العظمى، مما يشير إلى وجود نواة مجرّية نشطة، وهي علامة على نمو ثقب أسود فائق الكتلة.
ومن المُخطط إجراء المزيد من عمليات الرصد باستخدام تلسكوبات أخرى مثل هابل، ومرصد ألما، لتأكيد وجود الثقب الأسود وفهم طبيعة الغاز المُكتشف، لأنه لا تزال هناك احتمالات أخرى لتكونه.
الثقب الأسود فائق الكتلة هو نوع هائل من الثقوب السوداء، تتراوح كتلته بين ملايين ومليارات أضعاف كتلة الشمس، ويقع في مراكز معظم المجرات، بما في ذلك مجرتنا درب التبانة.
إعلانوعلى العكس من ذلك هناك "الثقوب السوداء النجمية"، والتي تمتلك كتلا صغيرة (عدة عشرات من الكتل الشمسية)، وتنتشر في أي مكان بالمجرة.
أشهر الثقوب السوداء الفائقة هو الرامي أ*، وهو الثقب الأسود فائق الكتلة في مركز مجرة درب التبانة، وتبلغ كتلته أكثر من 4 ملايين شمس.
ورغم هذه الكتلة الضخمة، فإن حجمه صغير نسبيًا؛ حيث يبلغ قطر أفق الحدث الخاص به حوالي 44 مليون كيلومتر فقط (أي أصغر من مدار عطارد!).
ولا يعرف العلماء إلى الآن كيف تكونت هذه الهياكل الكونية العملاقة، ويفترض فريق منهم أن ذلك حصل بسبب انسحاق سُحبٍ غازية ضخمة في بدايات الكون، ويفترض فريق آخر أنها نشأت من اندماج ثقوب سوداء أصغر معا أو تراكم المادة بها على مدى مليارات السنين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الثقوب السوداء مرصد جیمس ویب الثقب الأسود ثقب أسود
إقرأ أيضاً:
شاهد.. مرصد هابل يلتقط صورة نادرة لـحلقة أينشتاين
خلال الأسبوع الثاني من شهر مايو/أيار 2025، تمكن مرصد هابل الفضائي من التقاط صور واضحة لظاهرة كونية نادرة تُعرف باسم "حلقة أينشتاين".
وفي الصورة الجديدة تظهر مجرتان، الأولى هي مجرة إهليلجية قريبة منا نسبيًا، تسمى "إس دي إس إس جي 020941.27+001558.4″، والثانية مجرة بعيدة جدًا تقع خلف المجرة الأولى، وتسمى "هرقل إس 020941.1+001557"
المجرة البعيدة تظهر على شكل قوس أحمر شبه دائري حول المجرة القريبة، وهذا القوس الأحمر هو ما يُسمى حلقة أينشتاين، وسميت كذلك لأنها من تنبؤات نظرية النسبية العامة لأينشتاين عام 1915.
هذه الحلقة تتشكل نتيجة ظاهرة فيزيائية تُسمى عدسة الجاذبية، وتفسيرها أن الضوء يسير في خطوط مستقيمة إلا إذا مرّ بجوار جسم ضخم جدًا، مثل إحدى المجرات أو النجوم البعيدة.
وفي هذه الحالة تنحني أشعة الضوء بفعل الجاذبية القوية لتلك المجرة أو ذلك النجم، ونتيجة لذلك، نرى ما يقع خلفهما في مكان غير صحيح أو يكون جسما ممتدا ومشوَّها، وأحيانًا، إذا كانت الظروف مثالية، نراها كحلقة مضيئة حول المجرة الأقرب.
ولفهم الفكرة تخيل أنك تقف في الشارع، وترى ضوء سيارة من بعيد، لكن بينك وبينها توجد كرة زجاجية ضخمة شفافة.
إعلانهذه الكرة تُشوه الضوء القادم من المصابيح وتجعلها تظهر بشكل غريب أو في أكثر من موقع، تلعب الكرة هنا دور "عدسة الجاذبية"، لكن في الفضاء فإن المؤثر يكون الجاذبية وليس زجاجًا.
ظاهرة مهمةوالواقع أن هذه الظاهرة مهمة بالنسبة لعلماء الفلك، فالمجرات البعيدة يصعب رؤيتها لأن ضوءها ضعيف جدًا، لكن ظاهرة عدسة الجاذبية تُكبر هذا الضوء وتجعل المجرة البعيدة أكثر وضوحًا، كما لو كانت عدسة مكبرة كونية.
أضف لذلك أنه من خلال تحليل كيفية انحناء الضوء، يستطيع العلماء حساب كتلة المجرة، لأنه كلما ازدادت كتلة المجرة، ازدادت جاذبيتها، وبالتبعية قدرتها على حني الشعاع الضوئي.
ويجري ذلك على الكتلة التي لا يمكن رؤيتها، مثل المادة المظلمة، وهي كيان لا يعرف العلماء عنه أي شيء بعد، ولكنهم يلاحظون تأثيره الجاذبيّ على محيطه، ويمثل ما يفترض أنه 27% من تركيب الكون، مقابل 5% فقط للمادة التي نعرفها، المتمثلة في المجرات وما تحتويه.
كما تتيح حلقات أينشتاين للعلماء اختبار تنبؤات أينشتاين على مقاييس كونية ضخمة، وكلما حصلوا على صور أدق لهذه الحلقات، استطاعوا التأكد من دقة فهمهم للجاذبية.