الفارون من القتال في الفاشر يعيشون أوضاعا مأساوية
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
السودان- سكاي نيوز عربية/ رسمت صور ومقاطع فيديو نشرتها منظمات طوعية محلية يوم الخميس أوضاعا إنسانية صعبة للغاية للفارين من القتال في الفاشر عاصمة إقليم دارفور في غرب السودان، ووصف شهود عيان المعارك التي دارت في المدينة خلال يومي الأربعاء والخميس، بأنها الأعنف منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023.
ومع احتدام القتال في المدينة، تزايدت وتيرة النزوح وسط تقارير أشارت إلى صعوبات كبيرة يواجهها المدنيون في الخروج من المدينة.
وفي حين يواجه ما يقدر بنحو 300 ألف من العالقين المتبقين في المدينة خطر القصف المستمر، يعيش الفارون أوضاعا إنسانية مأساوية، حيث ينتشر الآلاف في العراء على طول الطريق المؤدي إلى منطقة "طويلة" جنوبا.
ومنذ اكثر من 10 أيام تتزايد حدة القتال في عدد من المحاور المؤدية إلى مقر قيادة الفرقة السادسة وهي المنطقة العسكرية الرئيسية الوحيدة التي لا يزال للجيش وجود فيها في إقليم دارفور بعد سيطرة قوات الدعم السريع على معظم مناطق الإقليم منذ الأشهر الأولى لاندلاع الحرب.
ويواجه الفارون ومعظم من الأطفال والنساء، نقصا حادا في الغذاء ومياه الشرب والمأوى، في حين يواجه العالقون خطر القصف المتبادل على مخيمات النازحين والمناطق السكنية والذي أدى إلى مقتل وإصابة المئات خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال أحد الذين تمكنوا من الفرار من الفاشر والوصول بعد رحلة شاقة إلى منطقة "طويلة" لموقع "سكاي نيوز عربية" إن مجموعات تابعة للجيش تحتجز مئات الأسر وتمنعهم قسرا من مغادرة الفاشر رغم تصاعد الحرب وانعدام مقومات الحياة الأساسية.
وأشار إلى أن أجهزة الاستخبارات التابعة لحكومة ولاية شمال دارفور تجبر المدنيين على البقاء في منازلهم، وعدم مغادرة المناطق التي يسيطر عليها الجيش وحلفاؤه.
وأضاف: "أجبرت قوة من الجيش والقوات المتحالفة معها مئات النازحين بينهم مرضى وكبار سن وأطفال على العودة إلى الفاشر بعد محاولتهم الخروج يوم الخميس".
ودعت منسقية النازحين أطراف النزاع إلى الالتزام بقواعد القانون الإنساني الدولي والامتناع عن استهداف المناطق المأهولة بالسكان.
كما طالبت بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار لأغراض إنسانية.
وكشفت منسقية النازحين عن إصابة 597 طفلا في معسكر كلمة للنازحين بأمراض سوء التغذية، توفي منهم 19 خلال الأيام الماضية.
وصرّح آدم رجال المتحدث باسم المنسقية بأن على الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية القيام بواجبها الإنساني والأخلاقي.
وحذر برنامج الأغذية العالمي اليوم الجمعة من أنه يواجه نقصا في التمويل قد يؤثر على قدرته على تقديم الدعم لمن يواجهون نقصا حادا في الغذاء في السودان خلال أسابيع.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القتال فی
إقرأ أيضاً:
الفاشر تحت نيران القصف المدفعي والجيش يتقدم في الخوي وسط نزوح ومجاعة خانقة
بالتزامن، أعلن الجيش السوداني عن تقدمه الميداني في منطقة الخوي بغرب كردفان، وتكبيد "الدعم السريع" خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد خلال غارات جوية مكثفة شمال وغرب كردفان وجنوب دارفور.
وتشهد الفاشر حصارًا خانقًا منذ أكثر من عام، أدى إلى نقص فادح في الغذاء والدواء والماء، ودفع معظم السكان إلى الفرار نحو معسكرات لجوء مثل "زمزم" و"أبوشوك" التي تعاني بدورها أوضاعًا مأساوية.
وقد تصدى الجيش مؤخرًا لمحاولة تسلل نفذتها "الدعم السريع" إلى المدينة، مؤكدًا أن الوضع لا يزال تحت السيطرة.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه "الدعم السريع" سيطرتها على منطقة أم جمينا شمال كردفان، رد الجيش بغارات دقيقة استهدفت تجمعاتهم في كازقيل والحمادي وديمو، موقعة عشرات القتلى وتدمير عربات عسكرية، كما نفذ إسقاطًا مظليًا ناجحًا في بابنوسة استعدادًا لجولة معارك جديدة.
أما في أقصى شمال السودان، فقد اندلعت اشتباكات قبلية دامية في محلية الدبة، أسفرت عن مقتل أربعة مواطنين، لتتدخل القوات النظامية وتفرض طوقًا أمنيًا محكمًا يعيد الاستقرار.
وأكدت السلطات المحلية أن النزاع بدأ كخلاف محدود لكنه تطور بشكل خطير، فيما تعهدت بمحاسبة كل من شارك أو حرّض على العنف.
وتبقى الأوضاع في السودان مشتعلة على أكثر من جبهة، وسط تصعيد عسكري، وتفاقم الأزمة الإنسانية، وتحذيرات من انهيار أوسع إذا لم تتوقف العمليات القتالية ويُفتح المجال أمام وصول المساعدات.