من بين خيوط الصمت.. سيدة مصرية تنسج المجد من قلب «الحرانية»
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في قرية هادئة جنوب الجيزة، حيث تسكن أشعة الشمس تفاصيل الطين والقلوب، تعيش أم هدى، سيدة خمسينية، لا تجيد القراءة ولا الكتابة، لكنها تُتقن ما هو أعمق من ذلك بكثير: فن تحويل الخيوط إلى لوحات تحبس الأنفاس، داخل منزل بسيط من الطوب اللبن، تجلس “أم هدى” أمام نولها الخشبي منذ ساعات الصباح الأولى، تمرر خيطًا فوق خيط، وتضرب بعصاها الخفيفة بثقة تشبه عزف الموسيقيين، حتى يُولد من بين يديها سجاد يدوي يشبه أعمال كبار الفنانين التشكيليين.
ولكن ما لا يعرفه الكثيرون، أن هذه اللوحات التي تخطف الأنظار ليست من معارض باريس أو روما، بل هي نتاج عرق سيدات قرية الحرانية، من مركز رمسيس ويصا في محافظة الجيزة، “أم هدى” ليست وحدها في هذا الطريق، بل واحدة من عشرات السيدات اللاتي ورثن هذا الفن من الجدات، فن يمتزج فيه الإبداع بالتحمل، والجمال بالصبر. “السجادة الواحدة ممكن تفضل نشتغل فيها سنة كاملة”، تقول أم هدى بينما تشير إلى واحدة من أعمالها المعروضة في معرض صغير على أطراف القرية.
ورغم أن هذا الفن متجذر في تاريخ مصر، إلا أن المفارقة المدهشة أن عدد الأجانب الذين يعرفون بوجود هذا المكان ويزورونه من مختلف أنحاء العالم، يفوق بكثير عدد المصريين الذين لم يسمعوا حتى باسمه، والقرية التي كانت يومًا ما محطة فنية هامة، يزورها فنانون عالميون ومهتمون بالفنون اليدوية، أصبحت اليوم تعتمد على عزيمة نسائها فقط، ليبقى الفن حيًا، ومع كل سجادة تُنجز، لا توثق السيدات فقط مهارتهن، بل يسجلن بصمت فصلًا جديدًا في قصة مقاومة، بطلتها امرأة مصرية، لا تسعى إلى الشهرة، بل إلى الحفاظ على تراث يوشك على الاندثار.
أم هدى وسيدات الحرانية لا يحتجن ميكروفونات أو كاميرات ليتحدثن، فكل خيط في نسيجهن يروي حكاية: عن الكبرياء، والإبداع، والانتماء. ومن وسط النول الخشبي، يخرجن بكنوز ناعمة لا تُقدر بثمن، تنتمي لمصر وحدها، ولا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض.
IMG_0273 IMG_0274 IMG_0275 IMG_0276 IMG_0279 IMG_0277 IMG_0278 IMG_0281 IMG_0282المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سيدات من ذهب قصة نجاح قصة نجاح ملهمة قرية الحرانية أم هدى أم هدى
إقرأ أيضاً:
الأهلي زعيم إفريقيا الجديد.. من قلب بريتوريا والتاريخ يُكتب بالحبر الليبي
في أمسية رياضية خالدة ستبقى محفورة في ذاكرة الشعب الليبي، تُوِّج نادي الأهلي طرابلس بلقب دوري أبطال إفريقيا لكرة السلة (BAL) للمرة الأولى في تاريخه وتاريخ ليبيا، بعد فوز مستحق ومثير على حامل اللقب بيترو دي لواندا الأنغولي في النهائي الذي احتضنته العاصمة الجنوب إفريقية، بريتوريا.
أول لقب أفريقي في تاريخ السلة الليبية
جاء تتويج الأهلي ليمثل لحظة مفصلية في تاريخ الرياضة الليبية، حيث أصبح أول نادٍ ليبي يعتلي منصة التتويج في أقوى بطولات القارة السمراء لكرة السلة.
لم يكن مجرد انتصار في مباراة، بل كان انتصارًا لوطن بأكمله، اختلطت فيه دموع الفرح بنشوة المجد.
مشوار ملحمي نحو المجد
دخل الأهلي البطولة بثقة وطموح، وتصدر مجموعته في مؤتمر النيل بتحقيق 6 انتصارات متتالية، أبرزها مباراة تاريخية سجل فيها الفريق 115 نقطة، في رقم قياسي جديد في تاريخ المسابقة.
وفي نصف النهائي، تفوق على APR الرواندي بنتيجة 84-71 في عرض قوي جسّد الشخصية البطولية للفريق.
النهائي.. عندما انحنى الكبار
واجه الأهلي في المباراة النهائية فريق بيترو دي لواندا، بطل النسخة السابقة وأحد أعمدة كرة السلة الإفريقية، لكن الأداء التكتيكي المحكم والروح القتالية العالية للاعبي الأهلي كانت كلمة الفصل.
برز النجم فابيان وايت جونيور بتسجيله أكثر من 20 نقطة مع أداء دفاعي متوازن، وساهم إلى جانبه النجم كاليب أجادا، ومحمد الساعدي الذي قدم مستويات باهرة في صناعة اللعب والاختراق.
رسالة إلى إفريقيا
قال مدرب الأهلي بعد اللقاء: “لم نأتِ إلى جنوب أفريقيا للمشاركة فقط… جئنا لنُدوّن اسم ليبيا في سجل الأبطال، وها نحن نفي بوعدنا”.
احتفالات في طرابلس… ودموع فرح في كل بيت ليبي
فور إطلاق صافرة النهاية، عمّت الاحتفالات شوارع العاصمة الليبية طرابلس، حيث تجمّع الآلاف من الجماهير في الساحات رافعين أعلام ليبيا وناديهم العريق، هاتفين باسم الأهلي، زعيم كرة السلة الإفريقية الجديد، كانت الليلة ليلة وطن، ليس فقط نادٍ.
أكثر من بطولة
تتويج الأهلي لم يكن مجرد انتصار رياضي، بل إعلان عن ولادة قوى جديدة في الساحة الإفريقية، ودفعة قوية للعبة كرة السلة في ليبيا التي طالما ظلت تعاني من التهميش.
الأهلي أثبت أن الشغف، والإيمان، والعمل الجماعي، يمكنها أن تفتح أبواب المجد، مهما كانت الظروف.
في الختام، كتب الأهلي طرابلس سطورًا جديدة في دفتر التاريخ، وارتفع علم ليبيا عاليًا في سماء الرياضة القارية.
الآن، وقد ذاق طعم المجد، تبدو الآفاق مفتوحة لمزيد من البطولات، وخصوصًا عندما كتب اسمه ضمن المشاركين في بطولة كأس العالم للأندية لكرة السلة، والمستقبل… يبدو ليبيًّا أكثر من أي وقت مضى.
آخر تحديث: 14 يونيو 2025 - 20:21