عباس المسكري

 

في سابقة خطيرة تُهدد مبادئ السيادة والقانون الدولي، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملوّحًا باغتيال قائد دولة ذات سيادة، ومثل هذه التصريحات لا يجب أن تمُر مرور الكرام؛ فهي تتجاوز حدود السياسة إلى منطق الاغتيال والبلطجة الدولية، وأمام هذا المشهد، يصبح الصمت تواطؤًا، والموقف الواضح ضرورة أخلاقية وقانونية.

وإذا قبلت الدول بصمت أو رضًا تصريحات ترامب التي يُهدد فيها باغتيال المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، فعليها أن تُدرك أنَّها تُشرعن سابقة خطيرة وتهدم ما تبقى من أسس القانون الدولي.

من هو ترامب ليقرر من يُقتل ومن يُبقى؟ هل نصّب نفسه الحاكم الشرعي للعالم؟ وهل أصبحت سيادة الدول تُمحى بتغريدة أو تهديد؟

إنَّ مثل هذه التصريحات تستوجب تنديدًا دوليًا واضحًا، لا من باب الاصطفاف السياسي، بل من باب المبدأ والعدالة؛ لأن السكوت اليوم يعني القبول بمنطق الاغتيال كوسيلة لإسكات المخالفين، ويمنح أمثال ترامب رخصة ليُمارسوا البلطجة السياسية تحت غطاء الصمت العالمي.

وإذا كان العالم يرضخ لهذا المنطق، فليعلم أنه يفتح الباب أمام اغتيال كل من يقول "لا" لهيمنة القوة، وكل من يختار أن يكون حرًا في قراره، وإذا كانت الدول الغربية جاثية على ركبها لترامب، فنحن كعرب كرامتنا لا تسمح بذلك، فمن المفترض أن تكون هناك إدانة واضحة وصريحة من جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، ومنظمة التعاون الإسلامي، تأكيدًا على رفضنا القاطع لهذا الانتهاك الفاضح لمبادئ السيادة والقانون الدولي، وتجسيدًا لوحدة موقفنا في مواجهة مثل هذه البلطجة الأمريكية.

كما يجب ألا يقتصر هذا الموقف على بيانات الإدانة فقط؛ بل ينبغي أن يتحول إلى عمل مشترك وحاسم عبر خطوات دبلوماسية فعلية، وضغوط مُتواصلة في المحافل الدولية، تعزز من موقفنا وتردع مثل هذه التجاوزات الخطيرة، مؤكدين بذلك أنَّ حماية السيادة والكرامة هي مسؤولية جماعية تتطلب تضامنًا واستراتيجية واضحة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مصر وتركيا يرفضان الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة

القهرة (زمان التركية)ــ أبلغ هاكان فيدان، وزير خارجية تركيا، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقاء اليوم السبت، في مدينة العلمين، تحيات الرئيس رجب طيب أردوغان، وناقش الطرفان تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي، وعددا من القضايا الإقليمية وفي مقدمتها الحرب على غزة، وأكد البلدان على رفض إعادة الاحتلال العسكري الإسرائيلي للقطاع.

ووفق بيان للرئاسة المصرية أكد السيسي على “أهمية مواصلة العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين”، وأشار إلى “التطور النوعي في العلاقات المصرية التركية، لا سيما بعد توقيع الإعلان المشترك في فبراير ٢٠٢٤ لإعادة تفعيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، ورفعها إلى مستوى رئيسي البلدين”.

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن “اللقاء شهد تأكيدًا متبادلًا على ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا، والسعي للوصول إلى حجم تبادل تجاري يبلغ ١٥ مليار دولار، وفقًا لما تم الاتفاق عليه خلال زيارة السيد الرئيس إلى أنقرة في سبتمبر ٢٠٢٤، كما تم التأكيد على أهمية توسيع مشاركة الشركات التركية في المشروعات الاستثمارية داخل مصر”.

واشار البيان إلى أن “الاجتماع تناول أيضًا مستجدات عدد من الملفات الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث تم التأكيد على رفض إعادة الاحتلال العسكري للقطاع، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن والأسرى، مع التشديد على رفض تهجير الفلسطينيين. كما ناقش الجانبان تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا والسودان، حيث استعرض السيد الرئيس رؤية مصر لتحقيق السلام والاستقرار في تلك الدول الشقيقة، وجهودها في هذا الإطار. وتم التأكيد على أهمية احترام سيادة تلك الدول، والحفاظ على وحدة أراضيها ومقدرات شعوبها”.

ومن المتوقع أن يجتمع فيدان في وقت لاحق مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وكانت آخر زيارة للوزير هاكان فيدان إلى مصر في 23 مارس/آذار لحضور اجتماع مجموعة الاتصال حول غزة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية.

Tags: مصر وتركياهاكان فيدان في مصر

مقالات مشابهة

  • اتفاق ترامب مع أوروبا.. هدنة جمركية بثمن السيادة
  • قمة أمريكية روسية مرتقبة في ألاسكا لبحث إنهاء حرب أوكرانيا
  • كاتبة أمريكية: اليمن يحقق سابقة تاريخية في كسر هيبة البحرية الأمريكية
  • سابقة تاريخية.. بوتين سيلتقي ترامب في الأسكا.. الولاية التي باعها الروس للأمريكان
  • حركة فتح: آن الأوان للمجتمع الدولي أن ينصف الشعب الفلسطيني
  • عبدالعاطي: قرار تل أبيب يرسخ الاحتلال ويخرق القانون الدولي
  • اجتماع مغلق بجامعة الدول العربية لمناقشة احتلال غزة والتحرك الدولي
  • ببطارية صينية.. أرخص سيارة كهربائية أمريكية من جنرال موتورز
  • دول غربية تدين التصعيد الإسرائيلي في غزة وتحذر من انتهاك القانون الدولي
  • مصر وتركيا يرفضان الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة