مفاوضات متعثرة وقصف مدمّر.. غزة تواجه تصعيداً دموياً جديداً
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
قُتل ما لا يقل عن 17 فلسطينيًا، صباح اليوم السبت، جراء غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة في قطاع غزة، بحسب ما أعلن الدفاع المدني في القطاع، فيما تتواصل مفاوضات غير مباشرة بين حركة “حماس” وإسرائيل في الدوحة والقاهرة، وسط تعثر وتبادل للاتهامات“.
وأوضح الدفاع المدني “أن العدد الأكبر من الضحايا سقط نتيجة قصف طال منزل عائلة الخور في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص وفقدان نحو 20 آخرين تحت الأنقاض”.
وقالت أم وليد الخور، وهي إحدى الناجيات: “كنا نائمين مع أطفالنا، وفجأة انهار البيت علينا. أخرجنا نحو 15 شخصاً، جميعهم اختنقوا، وكلهم أبرياء، خصوصًا الأطفال”.
ولم يصدر تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي على هذه الضربات، الذي كان قد استأنف عملياته في غزة قبل أكثر من شهر في إطار المواجهات مع “حماس”، وتشير أرقام وزارة الصحة “إلى مقتل أكثر من 51 ألف شخص منذ اندلاع الحرب، بينهم 2062 قتيلاً منذ تجدد القتال”.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن “الجيش يدفع ثمناً باهظًا مقابل إنجازاته العسكرية”، مشيراً إلى “استمرار العمليات من أجل إطلاق سراح الرهائن وتدمير ما وصفه بـ”الإرهاب الحمساوي”، وقد أُعلن عن “مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخر بجروح خطيرة خلال اليومين الماضيين”.
وفي السياق السياسي، شدد القيادي في حركة “حماس” محمود مرداوي على “أن المفاوضات لا تزال جارية في كل من القاهرة والدوحة”، مؤكدًا “رفض الحركة لأي صفقات جزئية، ومطالبتها بضمانات واضحة لإنهاء الحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وبدء جهود الإغاثة وإعادة الإعمار”.
وتأتي هذه التصريحات “عقب تهديدات من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بشن عملية عسكرية جديدة في حال عدم تحقيق تقدم في ملف الأسرى، في حين عبّرت قطر عن استيائها من تباطؤ المحادثات، ووصفت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها “مجرد ضجيج إعلامي”.
تقرير أميركي: “أخطاء قاتلة” في استخدام الذكاء الاصطناعي خلال حرب غزة
كشف تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية “عن وقوع أخطاء جسيمة نتيجة اعتماد الجيش الإسرائيلي على تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملياته العسكرية خلال حرب غزة، ما أدى إلى مقتل مدنيين وتحديد هويات بشكل خاطئ، بحسب ما أفاد به مسؤولون إسرائيليون وأميركيون”.
وأشار التقرير إلى “أن الجيش الإسرائيلي استخدم في 31 أكتوبر 2023 تقنية ذكاء اصطناعي لاستهداف القيادي في حركة “حماس” إبراهيم البياري، لكن الضربة الجوية التي نُفذت أدت كذلك إلى مقتل 125 مدنيًا”، وفقًا لمنظمة “إيروورز” البريطانية المعنية بتوثيق الخسائر المدنية في النزاعات.
وأوضح التقرير “أن الجيش الإسرائيلي دمج، على مدى 18 شهرًا من الحرب، تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة، من بينها برامج التعرف على الوجوه، وتحليل البيانات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحتى تطوير روبوت محادثة باللغة العربية لرصد الرسائل النصية والمنشورات الرقمية”.
غير أن مسؤولين مطلعين أكدوا أن “هذه الأنظمة لم تكن دائمًا دقيقة، وتسببت في قرارات خاطئة من بينها استهداف مدنيين أو اعتقال أشخاص بهويات مغلوطة، وسط تساؤلات متزايدة حول البُعد الأخلاقي لتوظيف هذه التكنولوجيا في النزاعات”.
من جانبها، قالت هاداس لوربر، رئيسة معهد أبحاث الذكاء الاصطناعي في إسرائيل والمديرة السابقة لمجلس الأمن القومي، إن “الحرب عجّلت بوتيرة الابتكار، وأنتجت أدوات غيرت قواعد اللعبة في الميدان”، لكنها حذرت من أن “الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى ضوابط وتوازنات صارمة”.
في المقابل، امتنعت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي “عن تقديم تفاصيل تقنية بشأن الأسلحة المستخدمة”، مؤكدة التزام الجيش بـ”الاستخدام القانوني والمسؤول لتكنولوجيا البيانات”، مشيرة إلى “أن التحقيق لا يزال جاريًا في الغارة التي أودت بحياة البياري وعدد من المدنيين”.
وسبق لإسرائيل أن “استخدمت الحروب في غزة ولبنان لاختبار وتطوير تقنيات عسكرية متقدمة، مثل الطائرات المسيّرة، واختراق الهواتف، ونظام الدفاع الجوي “القبة الحديدية”.
هذا وارتفعت “حصيلة الحرب على غزة إلى 51 ألفا و495 قتيلا، و117 ألفا و524 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023، بينما بلغت حصيلة الشهداء والمصابين منذ 18 مارس الماضي 2111 قتيلا و5 آلاف و483 مصابا”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إسرائيل وحماس الحرب على غزة عملية إسرائيل الثانية في غزة غزة قطاع غزة وقف إطلاق النار غزة الجیش الإسرائیلی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
أبرز اتجاهات الذكاء الاصطناعي التوليدي في 2025
يدخل الذكاء الاصطناعي التوليدي مرحلةً أكثر نضجًا في عام 2025، حيث يتم تحسين النماذج لزيادة دقتها وكفاءتها، وتقوم الشركات بدمجها في سير العمل اليومي.
يتحول التركيز من ما يمكن أن تفعله هذه الأنظمة إلى كيفية تطبيقها بشكل موثوق وعلى نطاق واسع. ما يبرز هو صورة أوضح لما يتطلبه بناء ذكاء اصطناعي توليدي ليس قويًا فحسب، بل موثوقًا أيضًا.
جيل جديد من نماذج اللغات الكبيرة (LLMs)
تتخلى نماذج اللغات الكبيرة عن سمعتها كعملاق متعطش للموارد. فقد انخفضت تكلفة توليد استجابة من نموذج بمقدار 1000 ضعف خلال العامين الماضيين، مما جعلها تضاهي تكلفة البحث البسيط على الويب. هذا التحول يجعل الذكاء الاصطناعي الفوري أكثر قابلية للتطبيق في مهام الأعمال الروتينية.
يُعدّ التوسع مع التحكم أيضًا من أولويات هذا العام. لا تزال النماذج الرائدة (Claude Sonnet 4، وGemini Flash 2.5، وGrok 4، وDeepSeek V3) كبيرة الحجم، ولكنها مصممة للاستجابة بشكل أسرع، والتفكير بوضوح أكبر، والعمل بكفاءة أكبر. لم يعد الحجم وحده هو العامل المميز. المهم هو قدرة النموذج على التعامل مع المدخلات المعقدة، ودعم التكامل، وتقديم مخرجات موثوقة، حتى مع ازدياد التعقيد.
شهد العام الماضي انتقادات كثيرة لهلوسة الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، في إحدى القضايا البارزة، واجه محامٍ من نيويورك عقوبات لاستشهاده بقضايا قانونية من اختراع ChatGPT. هذا أمرٌ تكافحه نماذج اللغات الكبيرة هذا العام. حيث تُستخدم معايير جديدة لتتبع هذه الإخفاقات وتحديد كميتها، مما يُمثل تحولًا نحو التعامل مع الهلوسة كمشكلة هندسية قابلة للقياس بدلاً من كونها عيبًا مقبولًا.
مواكبة الابتكار السريع
أحد الاتجاهات الرئيسية لعام 2025 هو سرعة التغيير. تتسارع إصدارات النماذج، وتتغير القدرات شهريًا، ويخضع ما يُعتبر أحدث التقنيات لإعادة تعريف مستمرة. بالنسبة لقادة المؤسسات، يُنشئ هذا فجوة معرفية قد تتحول بسرعة إلى منافسة.
البقاء في الطليعة يعني البقاء على اطلاع دائم. تُتيح فعاليات، مثل معرض الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، فرصة نادرة للاطلاع على مستقبل التكنولوجيا من خلال عروض توضيحية واقعية، ومحادثات مباشرة، ورؤى من القائمين على بناء هذه الأنظمة ونشرها على نطاق واسع.
تبني المؤسسات
في عام 2025، سيتجه التحول نحو الاستقلالية. تستخدم العديد من الشركات بالفعل الذكاء الاصطناعي التوليدي في أنظمتها الأساسية، لكن التركيز الآن منصبّ على الذكاء الاصطناعي الوكيل. هذه نماذج مصممة لاتخاذ الإجراءات، وليس فقط توليد المحتوى.
وفقًا لاستطلاع رأي حديث، يتفق 78% من المديرين التنفيذيين على ضرورة بناء منظومات رقمية لوكلاء الذكاء الاصطناعي بقدر ما هي للبشر خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة. يُشكّل هذا التوقع كيفية تصميم المنصات ونشرها. هنا، يُدمج الذكاء الاصطناعي كمشغل؛ فهو قادر على تشغيل سير العمل، والتفاعل مع البرامج، ومعالجة المهام بأقل قدر من التدخل البشري.
كسر حاجز البيانات
تُعدّ البيانات أحد أكبر العوائق أمام التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. اعتمد تدريب النماذج الكبيرة تقليديًا على استخراج كميات هائلة من النصوص الواقعية من الإنترنت. ولكن في عام 2025، سيجفّ هذا النبع. أصبح العثور على بيانات عالية الجودة ومتنوعة وقابلة للاستخدام أصعب أخلاقيًا، ومعالجتها أكثر تكلفة.
لهذا السبب، أصبحت البيانات الاصطناعية أصلًا استراتيجيًا. بدلاً من استخراج البيانات من الإنترنت، تُولّد البيانات الاصطناعية بواسطة نماذج لمحاكاة أنماط واقعية. حتى وقت قريب، لم يكن واضحًا ما إذا كانت البيانات الاصطناعية قادرة على دعم التدريب على نطاق واسع، لكن أبحاث مشروع SynthLLM، التابع لشركة مايكروسوفت، أكدت قدرتها على ذلك (إذا استُخدمت بشكل صحيح).
تُظهر نتائجهم إمكانية ضبط مجموعات البيانات الاصطناعية لتحقيق أداء يمكن التنبؤ به. والأهم من ذلك، اكتشفوا أيضًا أن النماذج الأكبر حجمًا تحتاج إلى بيانات أقل للتعلم بفعالية، مما يسمح للفرق بتحسين نهج التدريب الخاص بها بدلًا من إهدار الموارد على حل المشكلة.
جعله يعمل
يشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي نموًا متزايدًا في عام 2025. أصبحت نماذج اللغات الكبيرة الأكثر ذكاءً، ووكلاء الذكاء الاصطناعي المنظمون، واستراتيجيات البيانات القابلة للتطوير، الآن عوامل أساسية للتبني العملي. وللقادة الذين يخوضون هذا التحول، يقدم معرض الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في أوروبا رؤية واضحة لكيفية تطبيق هذه التقنيات وما يتطلبه نجاحها.
مصطفى أوفى (أبوظبي)