يدخل الذكاء الاصطناعي التوليدي مرحلةً أكثر نضجًا في عام 2025، حيث يتم تحسين النماذج لزيادة دقتها وكفاءتها، وتقوم الشركات بدمجها في سير العمل اليومي.
يتحول التركيز من ما يمكن أن تفعله هذه الأنظمة إلى كيفية تطبيقها بشكل موثوق وعلى نطاق واسع. ما يبرز هو صورة أوضح لما يتطلبه بناء ذكاء اصطناعي توليدي ليس قويًا فحسب، بل موثوقًا أيضًا.


جيل جديد من نماذج اللغات الكبيرة (LLMs)
تتخلى نماذج اللغات الكبيرة عن سمعتها كعملاق متعطش للموارد. فقد انخفضت تكلفة توليد استجابة من نموذج بمقدار 1000 ضعف خلال العامين الماضيين، مما جعلها تضاهي تكلفة البحث البسيط على الويب. هذا التحول يجعل الذكاء الاصطناعي الفوري أكثر قابلية للتطبيق في مهام الأعمال الروتينية.
يُعدّ التوسع مع التحكم أيضًا من أولويات هذا العام. لا تزال النماذج الرائدة (Claude Sonnet 4، وGemini Flash 2.5، وGrok 4، وDeepSeek V3) كبيرة الحجم، ولكنها مصممة للاستجابة بشكل أسرع، والتفكير بوضوح أكبر، والعمل بكفاءة أكبر. لم يعد الحجم وحده هو العامل المميز. المهم هو قدرة النموذج على التعامل مع المدخلات المعقدة، ودعم التكامل، وتقديم مخرجات موثوقة، حتى مع ازدياد التعقيد.
شهد العام الماضي انتقادات كثيرة لهلوسة الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، في إحدى القضايا البارزة، واجه محامٍ من نيويورك عقوبات لاستشهاده بقضايا قانونية من اختراع ChatGPT. هذا أمرٌ تكافحه نماذج اللغات الكبيرة هذا العام. حيث تُستخدم معايير جديدة لتتبع هذه الإخفاقات وتحديد كميتها، مما يُمثل تحولًا نحو التعامل مع الهلوسة كمشكلة هندسية قابلة للقياس بدلاً من كونها عيبًا مقبولًا.
مواكبة الابتكار السريع
أحد الاتجاهات الرئيسية لعام 2025 هو سرعة التغيير. تتسارع إصدارات النماذج، وتتغير القدرات شهريًا، ويخضع ما يُعتبر أحدث التقنيات لإعادة تعريف مستمرة. بالنسبة لقادة المؤسسات، يُنشئ هذا فجوة معرفية قد تتحول بسرعة إلى منافسة.
البقاء في الطليعة يعني البقاء على اطلاع دائم. تُتيح فعاليات، مثل معرض الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، فرصة نادرة للاطلاع على مستقبل التكنولوجيا من خلال عروض توضيحية واقعية، ومحادثات مباشرة، ورؤى من القائمين على بناء هذه الأنظمة ونشرها على نطاق واسع.
تبني المؤسسات
في عام 2025، سيتجه التحول نحو الاستقلالية. تستخدم العديد من الشركات بالفعل الذكاء الاصطناعي التوليدي في أنظمتها الأساسية، لكن التركيز الآن منصبّ على الذكاء الاصطناعي الوكيل. هذه نماذج مصممة لاتخاذ الإجراءات، وليس فقط توليد المحتوى.
وفقًا لاستطلاع رأي حديث، يتفق 78% من المديرين التنفيذيين على ضرورة بناء منظومات رقمية لوكلاء الذكاء الاصطناعي بقدر ما هي للبشر خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة. يُشكّل هذا التوقع كيفية تصميم المنصات ونشرها. هنا، يُدمج الذكاء الاصطناعي كمشغل؛ فهو قادر على تشغيل سير العمل، والتفاعل مع البرامج، ومعالجة المهام بأقل قدر من التدخل البشري.
كسر حاجز البيانات
تُعدّ البيانات أحد أكبر العوائق أمام التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. اعتمد تدريب النماذج الكبيرة تقليديًا على استخراج كميات هائلة من النصوص الواقعية من الإنترنت. ولكن في عام 2025، سيجفّ هذا النبع. أصبح العثور على بيانات عالية الجودة ومتنوعة وقابلة للاستخدام أصعب أخلاقيًا، ومعالجتها أكثر تكلفة.
لهذا السبب، أصبحت البيانات الاصطناعية أصلًا استراتيجيًا. بدلاً من استخراج البيانات من الإنترنت، تُولّد البيانات الاصطناعية بواسطة نماذج لمحاكاة أنماط واقعية. حتى وقت قريب، لم يكن واضحًا ما إذا كانت البيانات الاصطناعية قادرة على دعم التدريب على نطاق واسع، لكن أبحاث مشروع SynthLLM، التابع لشركة مايكروسوفت، أكدت قدرتها على ذلك (إذا استُخدمت بشكل صحيح).
تُظهر نتائجهم إمكانية ضبط مجموعات البيانات الاصطناعية لتحقيق أداء يمكن التنبؤ به. والأهم من ذلك، اكتشفوا أيضًا أن النماذج الأكبر حجمًا تحتاج إلى بيانات أقل للتعلم بفعالية، مما يسمح للفرق بتحسين نهج التدريب الخاص بها بدلًا من إهدار الموارد على حل المشكلة.
جعله يعمل
يشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي نموًا متزايدًا في عام 2025. أصبحت نماذج اللغات الكبيرة الأكثر ذكاءً، ووكلاء الذكاء الاصطناعي المنظمون، واستراتيجيات البيانات القابلة للتطوير، الآن عوامل أساسية للتبني العملي. وللقادة الذين يخوضون هذا التحول، يقدم معرض الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في أوروبا رؤية واضحة لكيفية تطبيق هذه التقنيات وما يتطلبه نجاحها.
مصطفى أوفى (أبوظبي)

أخبار ذات صلة بفضل الذكاء الاصطناعي.. أصبح التنبؤ بالخرف ممكنًا دراسة جديدة لـ«تريندز»: الذكاء الاصطناعي يعيد هيكلة سوق العمل الحر المصدر: الاتحاد - أبوظبي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي التوليدي نماذج اللغات الكبيرة الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی التولیدی البیانات الاصطناعیة فی عام 2025

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي ييثير قلق العالم .. ما سبب فرض بعض الدول قيودا على استخدامه؟

- ما هو الذكاء الاصطناعي؟ وكيف يعمل؟ ولماذا يثير قلق البعض؟- الذكاء الاصطناعي التوليدي ما هو وما قدراته؟- الذكاء الاصطناعي بين التقدم المذهل والمخاوف البيئية والأخلاقية

أصبح الذكاء الاصطناعي جزءا متزايدا من حياتنا اليومية خلال العقد الأخير، إذ يستخدم لتخصيص محتوى شبكات التواصل الاجتماعي، والتعرف على الوجوه في صور الهواتف الذكية، وحتى تمهيد الطريق لاكتشافات طبية جديدة.

لكن مع صعود أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل ChatGPT من OpenAI وMeta AI، تزايدت المخاوف بشأن تأثير هذه التكنولوجيا على البيئة، والقضايا الأخلاقية المرتبطة بها، وكذلك طريقة استخدام البيانات.

يخطط ويكذب ويخفي أهدافه.. هل يقترب الذكاء الاصطناعي من وعي يشبه البشر؟أحدث مزايا الذكاء الاصطناعي تغزو واتساب.. تغييرات ذكية في الطريق إليكما هو الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي هو تقنية تتيح للحواسيب معالجة كميات هائلة من البيانات، والتعرف على الأنماط، وتنفيذ تعليمات محددة بناء على تلك البيانات. 

ورغم أن الحواسيب لا تمتلك القدرة على التفكير أو التعاطف أو المنطق كما يفعل البشر، فإن الباحثين طوروا أنظمة تحاكي بعض مهارات الذكاء البشري مثل التعلم واتخاذ القرار.

يستخدم الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بما قد يشتري المستخدم عبر الإنترنت، وفي تشغيل المساعدين الصوتيين مثل سيري وأليكسا، كما يوظف في تطوير السيارات ذاتية القيادة. 

كذلك، تعتمد منصات مثل فيسبوك وتيك توك على الذكاء الاصطناعي لاختيار المنشورات التي تظهر للمستخدمين، بينما تستعين خدمات مثل Spotify وDeezer به لتوصية الأغاني.

في المجال الطبي، يستخدم الذكاء الاصطناعي للمساعدة في اكتشاف الأورام، وتحليل صور الأشعة، وتسريع عمليات التشخيص، وتحديد علاجات جديدة.

ما هو الذكاء الاصطناعي؟ وكيف يعمل؟ ولماذا يثير قلق البعض؟الذكاء الاصطناعي التوليدي ما هو وما قدراته؟

الذكاء الاصطناعي التوليدي هو فرع من الذكاء الاصطناعي يستخدم لإنشاء محتوى جديد يبدو كأنه من صنع الإنسان، يتم ذلك من خلال تعلم أنماط اللغة والصور والموسيقى من بيانات ضخمة مأخوذة من الإنترنت.

تطبيقات مثل ChatGPT وDeepSeek تستخدم لإنشاء نصوص، صور، أكواد برمجية وغيرها، بينما يمكن لتطبيقات مثل Midjourney أو Veo 3 توليد صور وفيديوهات من أوامر نصية بسيطة. 

حتى الأغاني يمكن توليدها بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد ذاع صيت بعضها لدرجة أربكت الجمهور حول ما إذا كانت حقيقية أم لا.

لماذا يثير الذكاء الاصطناعي الجدل؟

رغم ما يوفره من إمكانيات هائلة، فإن التوسع السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي أثار قلق العديد من الخبراء، حيث حذر صندوق النقد الدولي من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على نحو 40% من الوظائف عالميا، مما قد يزيد من الفجوة الاقتصادية.

أما العالم جيفري هينتون، المعروف بلقب “أبو الذكاء الاصطناعي”، فقد عبر عن مخاوفه من أن يؤدي الذكاء الاصطناعي القوي إلى تهديد وجود البشر، وهو رأي لم يشاركه فيه زميله يان ليكون.

كما تثار مخاوف من أن تكرر أنظمة الذكاء الاصطناعي التحيزات المجتمعية مثل العنصرية والتمييز الجنسي، نظرا لأنها تتعلم من بيانات عامة مليئة بهذه الميول. 

وقد وقعت حالات مثيرة للجدل مثل تصنيف نظام تابع لفيسبوك رجالا سودا على أنهم “قرود”، واكتشاف تحيز عنصري في خوارزمية قص الصور على تويتر.

رغم تطورها، لا تزال هذه الأنظمة ترتكب أخطاء واضحة، مثل إنشاء صور بأشخاص لديهم عدد غير طبيعي من الأصابع، أو اختراع معلومات غير صحيحة (ما يعرف بـالهلوسة). 

شركة آبل على سبيل المثال، أوقفت ميزة ذكاء اصطناعي جديدة بعد تلقي شكاوى من تلخيصات خاطئة لأخبار، شملت اتهاما خاطئا لرجل بأنه انتحر.

ما هو الذكاء الاصطناعي؟ وكيف يعمل؟ ولماذا يثير قلق البعض؟الذكاء الاصطناعي في العمل والتعليم والفن

الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في المدارس وأماكن العمل أثار قلقا من سوء الاستخدام، سواء من قبل طلاب يستعينون به لحل واجباتهم، أو موظفين يستخدمونه دون معرفة أرباب العمل.

كما تصاعدت معارضة فنانين وكتاب وموسيقيين، اتهموا شركات تطوير الذكاء الاصطناعي باستخدام أعمالهم لتدريب الأنظمة دون إذن أو تعويض. 

ففي أكتوبر 2024، وقع آلاف الفنانين، من بينهم بيورن أولفيوس من فرقة ABBA، والكاتبة جوان هاريس، والممثلة جوليان مور، بيانا وصف الذكاء الاصطناعي بأنه “تهديد كبير وغير عادل” لأرزاقهم.

التأثير البيئي للذكاء الاصطناعي

رغم عدم وجود تقدير دقيق لكمية الطاقة التي يستهلكها الذكاء الاصطناعي، تشير بعض التقديرات إلى أن القطاع قد يستهلك قريبا طاقة توازي استهلاك هولندا، فتصنيع رقائق المعالجة القوية وتشغيل مراكز البيانات الضخمة يتطلب كميات هائلة من الكهرباء والمياه.

بعض الشركات الكبرى بدأت في البحث عن حلول لتقليل استهلاك المياه أو إعادة استخدامها، فيما اعتمدت أخرى على أنظمة تبريد بالهواء بدلا من المياه، ومع ذلك، فإن خبراء وناشطين بيئيين أعربوا عن مخاوف من أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على موارد المياه العذبة، خصوصا مع تزايد عدد مراكز البيانات.

في فبراير الماضي، حذرت جهات في بريطانيا من أن سعي الحكومة لأن تصبح رائدة عالميا في الذكاء الاصطناعي قد يجهد إمدادات المياه، وفي سبتمبر 2024، أعادت جوجل النظر في خطط إنشاء مركز بيانات في تشيلي بسبب أزمة الجفاف.

القوانين المنظمة للذكاء الاصطناعي

بدأت بعض الحكومات بفرض تشريعات تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي، الاتحاد الأوروبي مثلا أصدر قانون الذكاء الاصطناعي الذي يقيد استخدام الأنظمة عالية المخاطر في التعليم والرعاية الصحية والانتخابات، ويحظر بعض التطبيقات كليا.

في الصين، يطلب من مطوري الذكاء الاصطناعي حماية بيانات المواطنين وضمان الشفافية، لكنهم خاضعون أيضا لقوانين الرقابة الصارمة، أما في بريطانيا، فقد أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر أن بلاده ستختبر وتفهم التكنولوجيا قبل فرض أي تنظيمات.

كما أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أسستا معاهد لأمان الذكاء الاصطناعي لتقييم المخاطر والنماذج المتقدمة، حيث وقعتا اتفاقا في 2024 للتعاون في تطوير آليات اختبار صارمة، إلا أنهما لم توقعا على إعلان دولي في فبراير 2025 يدعو إلى مقاربة مفتوحة وشاملة ومستدامة للتقنية.

وفي سياق متصل، بدأت عدة دول من بينها بريطانيا بتشديد الرقابة على استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الصور العارية المزيفة أو المحتوى المتعلق بإساءة معاملة الأطفال، بعد ارتفاع عدد الحوادث المرتبطة بهذه التطبيقات.

طباعة شارك الذكاء الاصطناعي ما هو الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي التوليدي سوء استخدام الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • إطلاق CharGPT5 في خطوة نحو الذكاء الاصطناعي الفائق
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي (3- 5)
  • «جوجل» تطرح وضع «الذكاء الاصطناعي» في البحث
  • أقسام كليات الذكاء الاصطناعي وحاسبات ومعلومات في تنسيق الجامعات 2025
  • الذكاء الاصطناعي ييثير قلق العالم .. ما سبب فرض بعض الدول قيودا على استخدامه؟
  • “أوبن إيه آي” تطلق “جي بي تي 5” أقوى نماذجها للذكاء الاصطناعي التوليدي
  • مختص: تقنيات الذكاء الاصطناعي واللغات أبرز المهارات المطلوبة في سوق العمل
  • هل ينجح العراق برهانه على الذكاء الاصطناعي في التعليم؟
  • الذكاء الاصطناعي يطرد البشر من وظائفهم.. ما هي الوظائف المهددة؟