الإفتاء توضح حكم التعويض المالي الناتج عن القتل الخطأ في حوادث السيارات
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها حول مشروعية التعويض المالي الناتج عن القتل الخطأ في حوادث السيارات أو القطارات، موضحة الحكم الشرعي لهذه الحالات.
وأكدت دار الإفتاء أن التعويض الناتج عن القتل الخطأ يدخل في حكم الدية التي شرعها الله تعالى لدفعها إلى أهل القتيل، حفاظًا على حرمة النفوس والأرواح، وتعظيمًا لها، وتكريمًا للإنسان.
وأوضحت الدار أن هذا التعويض يعتبر حقًا ثابتًا لأهل القتيل، ويجوز لهم قبول التعويض كاملًا أو جزءًا منه، أو العفو عنه بشكل كامل، وكل هذه الخيارات جائزة شرعًا ولا حرج فيها.
وأضافت دار الإفتاء أن قبول التعويض أمر حسن، بينما يعد العفو عنه أفضل وأقرب إلى التقوى، مستشهدة بقول الله تعالى في القرآن الكريم:
﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237]،
وقوله سبحانه:
﴿وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا﴾ [النساء: 92].
واختتمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن الله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم، داعية إلى تحري الحكمة والرحمة في التعامل مع هذه المواقف المؤلمة، بما يحفظ كرامة الإنسان ويعزز قيم التسامح والمودة بين الناس.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية القتل الخطأ حوادث السيارات الدية الشرعية حكم التعويض المالي دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
عباس شومان يرد على «إبراهيم عيسى» بعد استنكاره صلاة العيد بالخلاء وطاعة الوالدين
أثار الإعلامي إبراهيم عيسى الجدل مرة أخرى في عيد الأضحى المبارك، بفيديو متداول له بعنوان: "خطبتي في عيد الأضحى.. أعاده الله عليكم بالعقل."
وقال إبراهيم عيسى في الفيديو: "منذ طفولتي وأنا أرى كل عام خطبة عيد الأضحى"، مستنكرًا اتباع المسلمين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في أداء صلاة العيد في الخلاء، مشيرًا إلى أن الجميع لا يعرفون العلة النبوية من الصلاة في الخلاء، والتي كانت بسبب تكدس المسلمين في المساجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
كما استنكر إبراهيم عيسى قصة سيدنا إبراهيم مع سيدنا إسماعيل، مشيرًا إلى أنه لم يجد تفسيرًا يُبيِّن أن هذه القصة تعبر عن طاعة الوالدين.
رد الدكتور عباس شومانورد الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على الإعلامي إبراهيم عيسى، بمنشور على صفحته على "فيس بوك".
ونشر عباس شومان قوله تعالى: (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ).
وعلّق عباس شومان قائلًا: "ماذا عن عقل يرى أنها لا علاقة لها بطاعة الوالدين؟!"
قصة سيدنا إبراهيم مع ولده إسماعيللما بلغ إسماعيل أشدَّه، إذا بابتلاء آخر ينتظره وينتظر أباه؛ إذ رأى إبراهيم في منامه أن الله تعالى يأمره بذبح ولده إسماعيل، قال تعالى:
(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (الصافات: 102).
وهنا يتجلَّى الأدب الرفيع العالي: أدب إبراهيم مع ربه جل وعلا، وأدب إسماعيل مع أبيه عليهما السلام.
إبراهيم يريد أن ينفذ أمر الله بذبح ابنه الوحيد الذي جاءه بعد شوق طويل! وإسماعيل يضرب أروع الأمثلة في الصبر على البلاء وطاعة الآباء، والتأدب مع والده.
فقال: "يا أبتِ" — ولم يقل "يا أبي" — زيادة في الأدب والتبجيل والتعظيم له. لم يعترض، لم يهرب، لم يتلفظ بكلمة واحدة تُغضب ربه أو أباه، بل سلَّم الأمر كله لمولاه.
ويا ليتنا نتعلم هذه المعاني العظيمة من أخلاق الأنبياء، ومن كتاب الله الخالد الذي صوَّر هذا المشهد البالغ الدقة بقول الله تعالى:
(فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ • وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ • قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ • إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ • وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (الصافات: 103–107).
وهكذا، لما امتثل الولدُ والوالدُ لأمر الله؛ كان الجزاء هذا الفداء المهيب الذي لم يأتِ من الأرض، بل نزل من السماء.
ومن أجل ذلك شُرعت الأضحية في الإسلام، وجعل الله ثوابها عظيمًا ونفعها عميمًا.
وفي هذه الأيام، ونحن نتذكر هذه الذكريات، نتذكرها وقلوبنا مملوءة إعظامًا وإكبارًا لسيدنا إبراهيم، وسيدنا إسماعيل، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولرسل الله كافة عليهم السلام، لما بذلوه من جهد وعناء ومشقة وابتلاءات في سبيل الدعوة إلى الله.