رأى نجاسة على ثوبه بعد الصلاة فهل يُعيدها؟.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم صلاة من رأى نجاسة على ثوبه بعد الانتهاء من الصلاة؟ فقد صلَّيتُ العشاء ظانًّا طهارة بدني وثوبي ومكان صلاتي، فلمَّا فرغتُ من الصلاة رأيت النجاسة في ثوبي. فهل تصح صلاتي لجهلي بالنجاسة؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال، إن طهارة الثوب والبدن والمكان شرطٌ لصحة الصلاة، ولا تصح صلاة من صلَّى عالمًا بالنجاسة اتِّفاقًا، أمَّا مَن عَلِم بالنجاسة بعد الفراغ من الصلاة فصلاته صحيحة على المختار للفتوى، إلَّا أنَّه يستحبُّ له إعادتها خروجًا من الخلاف، ومن ثَمَّ فصلاتك صحيحة، لكن يستحب لك إعادتها.
وأكدت أنه مِن المقرَّر شرعًا أنَّ مراعاة طهارة الثوب والبدن والمكان لازمة لمن أراد الصلاة؛ أمَّا طهارة الثوب؛ فلقوله تعالى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: 4]، وأمَّا طهارة البدن؛ فلما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه قال: مرَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقبرين، فقال: ««إنَّهما ليعذَّبان، وما يعذَّبان في كبير، أمَّا أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأمَّا الآخر فكان يمشي بالنميمة» متفقٌ عليه.
وروى الشيخان أيضًا من حديث فاطمة بنت أبي حبيش رضي الله عنها أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلِّي».
وأمَّا طهارة المكان؛ فلقوله تعالى: ﴿أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [البقرة: 125]، كما رُوي عن أبي سعيد الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلَّا الْحَمَّامَ وَالْمَقْبَرةَ» أخرجه أبو داود والترمذي في "السنن"..
طهارة الثوب والبدنوكذلك ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «نَهَى أَنْ يُصَلَّى فِي سَبْعَةِ مَوَاطِنَ: فِي المَزْبَلَةِ، وَالمَجْزَرَةِ، وَالمَقْبَرَةِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَفِي الحَمَّامِ، وَفِي مَعَاطِنِ الإِبِلِ، وَفَوْقَ ظَهْرِ بَيْتِ اللَّهِ» أخرجه الترمذي في "سننه".
وتابعت: واستنادًا إلى تلك النصوص الشرعية فقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية في قولٍ، والشافعية، والحنابلة، إلى أنَّ طهارة الثوب والبدن والمكان شرطٌ من شروط صحة الصلاة، فمن صلَّى بالنجاسة متعمِّدًا عالمًا بها بطلت صلاته، ووجب عليه إعادتها.
واختلف الفقهاء في حكم صلاة من علم بالنجاسة بعد فراغه من الصلاة؛ فذهب الحنفية والشافعية في المذهب والحنابلة في رواية إلى أنَّ صلاته لا تصح، وعليه الإعادة.
وذهب المالكية والشافعية في القديم والحنابلة في الرواية الأخرى -وهي اختيار أكثر المتأخِّرين عندهم- إلى أنَّ صلاته صحيحة ولا يلزم إعادتها، وهو ما اختاره ابن المنذر، غير أن المالكية استحبوا إعادتها إذا كان الوقت باقيًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الصلاة نجاسة طهارة الثوب صلى الله علیه وآله وسلم دار الإفتاء من الصلاة رضی الله ا طهارة
إقرأ أيضاً:
هل يجوز أداء سنة الظهر 4 ركعات متصلة؟.. الإفتاء توضح الأفضل
سنة الظهر القبلية من أهم ما يؤديه المسلم حيث إن ثوابها عظيم كما أخبرنا النبي وبشَّر من واظب على أدائها بتحريم جسده على النار، لذا يرغب عدد كبير في معرفة أحكام سنة الظهر ومنها هل يجوز أداء سنة الظهر القبلية 4 ركعات متصلة أم لا؟ وفي السطور التالية نتعرف على الحكم الشرعي.
حكم أداء سنة الظهر 4 ركعات متصلةوفي السياق، قال الدكتور مجدي عاشور أمين عام الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن سنة الظهر قال بعض أهل العلم إنها ركعتان قبل الفريضة وركعتان بعدها، وهناك من قال أربع قبل الظهر وركعتان بعده وكلاهما صحيح.
وأضاف أمين عام دار الإفتاء، في فتى سابقة له، ما ورد أن النبي كان يصلي اثنان قبل الظهر ومثلهما بعده.
ما هي صلاة الزوال ووقتها؟.. الإفتاء تحدد عدد ركعاتها وفضلها
فضل صلاة قيام الليل والوتر.. 6 كنوز ربانية لا تفوتها بعد اليوم
هل تجوز الصلاة بـ الفانلة الحمالات بسبب الحر الشديد؟.. الإفتاء تجيب
حكم سجود السهو في صلاة السنة.. الإفتاء تجيب
من جانبه، قال الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى في دار الإفتاء، إنه يجوز أداء سنة الظهر 4 ركعات متصلة، ولكن يفضل أن تكون مثنى مثنى أفضل.
12 ركعة في اليوم تبني لك بيتًا في الجنةأكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن السنن الرواتب المؤكدة في الصلوات الخمس اليومية، هي سنن عظيمة الثواب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب عليها ولا يتركها.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال فتوى له: "سنن الصلاة المؤكدة هي اثنتان قبل الفجر، وأربع قبل الظهر واثنتان بعده، واثنتان بعد المغرب، واثنتان بعد العشاء. وهذه هي الركعات التي يُطلق عليها السنن الرواتب المؤكدة التي واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم".
فضل السنن الرواتبوأشار إلى الحديث الشريف الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعًا، بُني له بيت في الجنة"، مؤكدًا أن هذا فضل عظيم لمن يداوم على هذه الركعات اقتداءً برسول الله.
وأكد فخر أن "ركعتي سنة الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها"، وهو ما ورد عن النبي في حديثه الصحيح، موضحًا أن المقصود هنا هما ركعتا السنة قبل صلاة الفجر، وليس الفريضة نفسها، وهو ما يدل على عِظَم أجر هذه السنة وأهميتها.
وأضاف: "من البركة أن يبدأ الإنسان يومه بالقيام لصلاة الفجر، ويؤدي ركعتي السنة قبلها، ثم ينشغل بورد من القرآن أو الذكر أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه بداية موفقة ليوم مليء بالطمأنينة والسكينة".
وتابع: "المواظبة على السنن تجلب البركة والراحة النفسية، وتُعد اتباعًا فعليًا لهدي النبي الكريم، وهي مما يُعين الإنسان على صلاح دينه ودنياه".