سمير حُميد

في السابع والعشرين من أبريل 1994، أعلن نظام “عفاش” الحرب على الجنوب، مُطلقاً واحدة من أكثر الحروب الأهلية دمويةً في التاريخ اليمني الحديث. اليوم، وبعد 31 عاماً، تعود الذكرى لتكشف تناقضاتٍ صارخةً؛ فبينما يُحيي الجنوبيون جراح الماضي، يُعزز الغزاة والمستعمرون حضورهم العسكري والاقتصادي في المحافظات الجنوبية، من شبوة وأبين إلى حضرموت بسواحلها ووديانها، تحت سمع العالم وبصره.

▪️الذاكرة الدامية: من 1994 إلى اليوم
لم تكن حرب صيف 1994 مجرد صراع سياسي عابر، بل كانت إبادةً ممنهجةً لوحدة وطنية هشة، تحولت إلى مجزرةٍ بدم بارد. قُتل الآلاف، وهُجر المئات، ودُمّرت البنى التحتية، بينما وقف النظام السابق وحلفاؤه (بمن فيهم أطرافٌ تُزيّن اليوم نفسها بـ”الوطنية”) يُشرعنون للقتل تحت شعارات تكفيرية زائفة. في المقابل، كان هناك صوتٌ شجاعٌ يرفض هذه الحرب منذ البداية: صوت الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، الذي وقف في مجلس النواب مدافعاً عن حقوق الجنوبيين، مُحذّراً من تداعيات الحرب التي ستُفكك النسيج الوطني.

اليوم، يعود “نظام 7/7” (في صيغته الجديدة) إلى قصر المعاشيق في عدن، بحماية سعودية وإماراتية، ليكرر نفس السيناريو: نهب الثروات (النفطية والسمكية وإيرادات الموانئ)، وتفريغ الجنوب من مقدراته، وتكميم أفواه أبنائه عبر مليشيات مُعلبة بأسماء وطنية زائفة مثل الأكثر إيلاماً أن بعض وجوه حرب 1994 ما زالت تُدير المشهد، بل تتحالف مع المحتل الإماراتي والسعودي لضرب أي مقاومة جنوبية حقيقية.

▪️الاحتلال الجديد: الوجه الآخر للحرب القديمة
ما يحدث اليوم في الجنوب ليس سوى امتداداً للمشروع الاستعماري الذي بدأ عام 1994، لكن بأدوات أكثر خبثاً:
– التوغل الاقتصادي: سيطرة الإمارات والسعودية على الموانئ والمطارات والثروات، وتحويل الجنوب إلى ساحةٍ لتصفية الحسابات الإقليمية.
– التقسيم الممنهج: إحياء النعرات الانفصالية وإضعاف الهوية الوطنية عبر مليشيات طائفية أو إقليمية موالية للاحتلال.
– القمع الممنهج: سجون سرية، تعذيب، واغتيالات سياسية (كما في سجون “عمار عفاش” وأجهزته الأمنية).

لقد كشف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي(حفظه الله) زيف الادعاءات الخليجية حين قال:
> “وعدوا الجنوبيين بدبي جديدة، لكنهم جلبوا لهم سجوناً ومعاناةً لم يعرفوها حتى في أسوأ أيام النظام السابق”.

فالوضع المعيشي الكارثي، والبطالة، وانعدام الخدمات، كلها أدلة على أن المحتل لم يأتِ لـ”إنقاذ” الجنوب، بل لاستنزافه.

▪️الجنوب في استراتيجية أنصار الله:
في الوقت الذي يُحاول فيه المحتلون وأذنابهم تصوير “أنصار الله” كخصم للجنوب، يؤكد السيد القائد أن الموقف الثابت للمقاومة هو:
– رفض الاحتلال بكل أشكاله**، سواءً جاء تحت غطاء “التحالف” أو “مابسمى الشرعية”.
– الدعوة إلى حل عادل يُعترف فيه بمعاناة الجنوبيين، ويُجبر الضرر، دون تمزيق الوحدة الوطنية.
– تحرير كل شبر يمني، لأن الأرض والثروات ملك للشعب، لا للمليشيات ولا للمحتلين.

وعلى ذات الموقف وذات النهج ، كان موقف أنصار الله في مؤتمر الحوار الوطني ولايزال حتى يومنا هذه ، فنحن كنا ولانزال نقف إلى جانب مظلومية ابناء المحافظات الجنوبية ..
فموقف ” أنصار الله ” بقيادتها الثورية والسياسة يرون القضية الجنوبية رؤية عادلة ، ويعدون بالحل العادل والإنصاف الذي يهدئ النفوس و يجبر الضرر .

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أنصار الله

إقرأ أيضاً:

قائد الحرس الثوري: “إسرائيل” ستواجه مصيراً مؤلماً

الثورة نت /..

أكد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد باكبور في رسالة إلى القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية أن “إسرائيل” ستواجه مصيراً مؤلماً.

وقال اللواء باكبور في رسالته، أتقدم إلى سماحتكم بأسمى آيات العزاء والتهنئة في استشهاد جمع من القادة المجاهدين البارزين في القوات المسلحة وعدد من العلماء النوويين والنساء والأطفال الأبرياء، في الهجوم الإرهابي الذي شنّه الكيان الصهيوني المجرم، سائلاً الله تعالى أن يجزيكم خيراً على ثقتكم الغالية بهذا الجندي المخلص للوطن.

وأوضح أن الجريمة التي ارتكبها اليوم الكيان الإرهابي الصهيوني من انتهاك للأمن القومي والسيادة الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تمرّ دون ردّ. وكما وعد القائد العظيم، فإن هذا الكيان الإجرامي واللاشرعي، وبفضل التدابير الحكيمة والحاسمة لسماحتكم، وبتكاتف رفاق السلاح الأبطال في الجيش وسائر أركان القوات المسلحة، وبتضحيات جنود الحرس الثوري، سيُمنى بمصير مرير ومؤلم ستكون له تبعات جسيمة ومُدمّرة.

وقال “وبالاتكال على الله تعالى، واستناداً إلى وعد إمامنا وقائدنا العزيز، سنعمل جاهدين على القصاص لدماء القادة، والعلماء، والشعب الذي روى الأرض بدمائه، وسنفتح قريباً أبواب جهنم في وجه هذا الكيان القاتل للأطفال. والحمد لله قاصم الجبارين، مُبير الظالمين.

مقالات مشابهة

  • “الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة بمناسبة يوم الولاية
  • قائد أنصار الله: نؤيد الرد الإيراني وشركاء في الموقف بكل ما نستطيع
  • عهد الولاية عهدٌ يتجدَّد أحلام الصوفي ليس العاشر من ذي الحجة وحده عيدًا للأمة، بل هناك عيد آخر لا يقل قداسة وسموًّا، هو عيد الولاية، يوم أتمّ الله فيه الدين وأكمل النعمة، وجعل ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب امتدادًا لرسالة النبي الخاتم، ومفتاحًا لبقا
  • ندد بشدة : بيان صادر عن أنصار الله بشأن القصف الإسرائيلي على إيران
  • قائد الحرس الثوري: “إسرائيل” ستواجه مصيراً مؤلماً
  • سياسي أنصار الله يُدين العدوان الصهيوني على إيران ويؤكد على حقها المشروع في الدفاع عن نفسها
  • احتفال “نشميات ماعين” بمحافظة مادبا بعيد الاستقلال والأعياد الوطنية “
  • قائد أنصار الله: عملية الثلاثاء أحدثت إرباك وتخبط واضح في المنظومة الدفاعية للعدو الإسرائيلي
  • “مفوضية اللاجئين”: أكثر من 100 مليون نازح قسرًا في أنحاء العالم نهاية أبريل الماضي
  • حزب الله مجرّداَ من أوراقه