خبير استراتيجي: اليمن يرسم ملامح معادلة ردع جديدة ويقلب موازين القوى في المنطقة
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
يمانيون../
أكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية الدكتور محمد هزيمة أن اليمن، بقدراته العسكرية المتنامية، يؤسس لمرحلة جديدة من التوازنات الاستراتيجية في المنطقة، ستكون الولايات المتحدة والكيان الصهيوني أبرز الخاسرين فيها.
وفي مداخلة له عبر قناة المسيرة، علق الدكتور هزيمة على عملية القوات الصاروخية اليمنية التي استهدفت قاعدة “نيفاتيم” الجوية التابعة للعدو الصهيوني، مشيرًا إلى أن هذه العملية حملت رسائل تتجاوز الأهداف العسكرية المباشرة، وقال: “نحن أمام مشهد يظهر فيه العجز الصهيوني مقابل القدرة اليمنية الصاعدة”، موضحًا أن استهداف قاعدة حساسة كالتي وصلت إليها مؤخراً طائرات إف-35 يكشف عمق المأزق الذي يواجهه الكيان الصهيوني.
وأضاف أن الكيان الصهيوني، العاجز عن مواجهة اليمن عسكريًا، عمد إلى جر الولايات المتحدة بشكل مباشر إلى المواجهة، محاولًا تحميلها تبعات المعركة التي باتت تخسرها “إسرائيل” على مختلف المستويات، لافتًا إلى أن الأمريكي بات مكشوفًا، ولم يعد قادرًا على إخفاء خسائره، حيث اقتصرت ردوده على غارات جوية تستهدف المدنيين في اليمن دون تحقيق أي نتائج استراتيجية.
وأشار الدكتور هزيمة إلى أن المزاعم الأمريكية حول حماية الملاحة البحرية من القوات اليمنية قد انهارت، مؤكدًا أن الحقيقة باتت واضحة للعالم، حيث فشلت الحملة الأمريكية على اليمن، كما اعترفت بذلك تقارير حديثة نشرتها مجلات أمريكية متخصصة.
وأضاف: “كل هذه التحولات تؤسس لمرحلة جديدة من التوازنات الإقليمية، مرحلة تُنهي السيطرة الأمريكية وتُسقط الهيمنة الصهيونية على مراكز القوة في المنطقة.”
وفي سياق حديثه عن الكيان الصهيوني، أوضح الدكتور هزيمة أن “إسرائيل” أوكلت مهمة التصدي لليمن إلى الولايات المتحدة نتيجة عجز واضح وليس تقاسم أدوار كما كان يروّج، مؤكدًا أن حالة الانكشاف التي يعيشها الكيان وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وأن منظومات الردع التي كان يفاخر بها العدو قد سقطت عمليًا أمام صواريخ ومسيرات اليمن.
ولفت إلى أن الكيان الصهيوني يواجه اليوم أزمة داخلية عميقة، مشيرًا إلى أن حالة فقدان الثقة بالقيادة الصهيونية آخذة في الاتساع، ما قد يؤدي إلى موجة هجرة عكسية تهدد بتفكيك البنية الاجتماعية داخل الكيان، الذي كان يراهن على الأمن كعامل رئيسي لاستمراره.
وختم الدكتور هزيمة بالتأكيد على أن الكيان الصهيوني لم يعد يشكل ورقة ضغط بيد داعميه، بل تحول إلى عبء استراتيجي عليهم، مشيرًا إلى أن نظرية التفوق الصهيوني قد انهارت، وأن مستوطني الكيان باتوا يعيشون حالة خوف دائم في ظل العجز عن التصدي للصواريخ والمسيرات اليمنية، قائلاً: “اليوم الكيان مشلول، والمستوطنون لم يعودوا يشعرون بالأمان، وهذه بداية النهاية.”
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی الدکتور هزیمة ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
ماذا حقق الكيان الصهيوني من عدوانه على إيران؟
الثورة نت/..
وفق تصريحات إسرائيلية يتجلى أن الكيان وضع في مقدمة أهداف عدوانه على إيران الانقضاض على القوة الصاروخية؛ باعتبار الصواريخ الباليستية بعيدة المدى تمثل تهديدًا استراتيجيًا لقدرات الكيان؛ وهو ما تحقق خلال حرب الـ12 يومًا؛ حيث سيطرت القوة الصاروخية الايرانية على أجواء الكيان، وتحطمت أمامها على الأرض منظومته في الدفاع الجوي، وقبل ذلك وبعده هو قدرتها الفائقة في استهداف إمكانات العدو العسكرية الاستراتيجية، التي تحولت تحت الضربات الصاروخية الإيرانية إلى ركام.
لم يسبق للكيان أن تعرض منذ نشأته لضربة عسكرية، كالتي حققتها الصواريخ الباليستية الإيرانية. وقد كان العدو يدرك خطورة ما تمتلكه إيران من قوة صاروخية؛ ولهذا عمل على استهدافها منذ غاراته الأولى؛ لكنه على امتداد الحرب لم يستطع أن ينال حتى من هدف واحد من مخزون ومنصات القوات الجوفضائية الإيرانية؛ بل على العكس استمرت هذه القوة في الهيمنة على أيام الحرب، وسلبت العدو معظم نقاط تميزه، ليتحول في ظرف ساعات من الهجوم إلى الدفاع.
ظلت الغارات الصهيونية على مدى 12 يوما تحاول دون جدوى الوصول إلى مخازن ومحطات ومنصات الصواريخ الإيرانية؛ لأنها تعرف أن إيران تمتلك منها مخزونا صاروخيًا ضخمًا يعزز من قدراتها، التي تمنحها تفوقا على الكيان بكثير، ولكنها لم تستطع حتى استهداف، ولو جزء يسير منها.
يتجلى ذلك في استمرار إطلاق الموجات الصاروخية، وبشكل مكثف من إيران صوب الكيان، من خلال موجتين يوميًا، محققة سيطرة نوعية وإصابة دقيقة للأهداف؛ علاوة على تميزها في الوصول السريع واختراق واستنزاف منظومة الدفاع الجوي؛ وصولًا إلى تجريب مستويات مختلفة من هذه الصواريخ، التي استخدمتها إيران لأول مرة في هذه الحرب.
على مدى 12 يومًا، وطهران تبعث بموجاتها الصاروخية على شكل رسائل مكثفة، ولم يشهد يومًا من أيام الحرب تراجعًا في هذه الموجات؛ مما شكل إرهاقا وإضعافا للعدو؛ ما اضطر أمريكا للتدخل واستهداف ثلاث منشآت نووية إيرانية.
وعلى الرغم من التدخل الأمريكي لم تتأثر أو تتراجع الموجات الصاروخية؛ بل ظلت منتظمة ككل أيام الحرب؛ مما يؤكد تفوقًا إيرانيًا في استراتيجيته الحربية؛ إذ لم تستطع إسرائيل وأمريكا بما تملكانه من ترسانة استهداف القوة الصاروخية الإيرانية أو التأثير عليها، حتى اعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
من أبرز الصواريخ التي عكست قدرات إيرانية مدهشة في هذه الحرب صواريخ الجيل الثالث، بما فيها صاروخ “خيبر شكن” وصاروخ “خرمشهر4” وغيرها، وهي صواريخ باليستية أرض- أرض تعكس ما وصلت إليه قدرات القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني من تفوق قدم نفسه بوضوح في هذه الحرب؛ وأكد لماذا تعاملت إسرائيل مع القوة الصاروخية الإيرانية كهدف استراتيجي؛ ولماذا فشلت في النيل منها، بل إن هذه الصواريخ قد نالت من إسرائيل، وأجبرتها على طلب وقف إطلاق النار.
وصاروخ خيبر شكن أو «كاسر خيبر» هو صاروخ باليستي إستراتيجي أرض-أرض يعمل بالوقود الصلب. تم تصنيعه من قِبَل القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني. ويُعتبَر أحد صواريخ الجيل الثالث للصواريخ الايرانية بعيدة المدى. وهو مجرد نموذج للتفوق الصاروخي الإيراني في الاطلاق بعيد المدى، بل ويقول إن ثمة قدرات صاروخية لم تكشف عنها إيران خلال هذه الحرب.