في مقال بحثي نُشر في دورية "إيه آي بي فيزيكس" يعرض الفيزيائي الدكتور ميلفين فوبسون من جامعة بورتسموث البريطانية نتائج رياضية تُشير إلى أن الجاذبية هي نتيجة لعملية حسابية داخل الكون، بشكل يشبه العمليات الحسابية التي تجرى في الحواسيب.

وتشير الدراسة إلى أن النظرة التقليدية تعتبر الجاذبية عادة قوة تجمع الكتل معا، ولكن المنظور الجديد الذي يطرحه فوبسون يرى أن الجاذبية ناتجة عن جهود الكون لتقليل تعقيد المعلومات، و"ضغط" البيانات بفعالية عن طريق تجميع المادة معا.

وبحسب الدراسة، فإن الفضاء يمثل شبكة من وحدات صغيرة أو "خلايا"، كل منها قادر على تخزين المعلومات، تُسجل هذه الخلايا قيمة "صفر" إذا كانت فارغة و"واحد" إذا كانت مشغولة بالمادة، على غرار البتات في الحوسبة.

وبناء على ذلك، فإن الكفاءة الحسابية تفترض أنه من الأفضل للكون معالجة الكتل الأكبر من معالجة الكتل الأصغر بكثير، وهذا الدافع نحو الكفاءة يُسبب اندماج المادة، وهو ما نُدركه كجاذبية.

وبناء على عمله السابق في هذا النطاق، يُجادل فوبسون بأن المعلومات لها كتلة وهي مُكون أساسي للمادة، حيث تُخزن الجسيمات الأولية معلومات عن نفسها، على غرار طريقة تخزين الحمض النووي للمعلومات البيولوجية.

إعلان

وفي هذا السياق، فإن الواقع المادي يتكون أساسا من معلومات مُهيكلة، ويفترض فوبسون أن الكون يعمل بشكل مشابه للحاسوب، حيث يُعالج هذه المعلومات ويُحسّنها.

في حالة المبدأ الهولوغرامي، فإن هذا الكون هو عرض ثلاثي البعد، لكن معلوماته مكتوبة على سطح ثنائي البعد (ناسا) فرضية المحاكاة

تتوافق النتائج التي توصل لها فوبسون مع فرضية اقترحها أستاذ الفلسفة من جامعة أوكسفورد نيك بوستروم قبل نحو 20 سنة، ترى أن هناك احتمالا أكبر مما نعتقد أننا لا نعيش في عالم فعلي، بل نعيش داخل محاكاة حاسوبية.

ويقول الفيزيائي البريطاني ليونارد ساسكيند في كتابه "حرب الثقوب السوداء" إن العالم ثلاثي الأبعاد -بالتجربة اليومية العادية- بما يحتوي من المجرات والنجوم والكواكب والمنازل والصخور والأشخاص، هو صورة ثلاثية الأبعاد، وهي صورة للواقع مشفرة على سطح بعيد ثنائي الأبعاد.

ويشير ساسكيند إلى "المبدأ الهولوجرامي" في نظرية الأوتار، والذي ينص على أنه يمكن تمثيل أي منطقة من الفضاء في صورة معلومات ثنائية البعد على حافة أو حدود تلك المنطقة.

وفي حالة المبدأ الهولوغرامي، فإن هذا الكون هو عرض ثلاثي البعد، لكن معلوماته مكتوبة على سطح ثنائي البعد، ليس في صورة بيكسلات أو بتّات (وحدة المعلومات في الحاسوب)، بل في قطع صغيرة للغاية من "طول بلانك"

وحتى اليوم، لم يتوقف النقاش حول فرضية الكون الهولوغرامي، إذ يرى فريق من الباحثين أننا بالفعل نعيش داخل هولوغرام، وليس كوننا بما يحويه من نجوم وكواكب ومجرات وبشر إلا إسقاطات ثلاثية البعد ناتجة من أسطوانة مدمجة مشغلة في أطراف الكون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الكشف عن لغز المادة المفقودة في الكون.. ماذا وجد العلماء؟

أعلن علماء الفلك أنهم توصلوا إلى دليل يثبت وجود "المادة المفقودة" في الكون، وهو الاكتشاف الذي جاء بعد سنوات من البحث والدراسة. 

هذه المادة، التي كانت تمثل لغزاً طويلاً للعلماء، قد تم تحديد موقعها أخيراً باستخدام موجات الراديو المنبعثة من أعماق الفضاء.

اكتشاف مدينة مصرية تحت الأرض.. ماذا وجد العلماء داخل "إيمت"؟مدينة إيميت ..اكتشاف أثري جديد بتل الفرعون في الشرقيةاكتشاف فلكي مذهل.. كواكب جديدة فى مرحلة التكوينقصة حطام سفينة حربية مصرية يحتاج اكتشافها مئات السنينصدفة .. اكتشاف مقبرة عمرها ألف عام تحت شوارع ليمالغز عمره عقود.. العلماء يكتشفون أساس الكون| ما القصة؟ما هي المادة المفقودة؟

تتكون المادة في الكون من نوعين رئيسيين: المادة العادية والمادة المظلمة. المادة العادية هي ما نراه ونلمسه في حياتنا اليومية، مثل الغاز والغبار والنجوم. 

وتظهر الدراسات أن حوالي 15% فقط من المادة الموجودة في الكون هي مادة عادية، في حين أن حوالي 85% هي مادة مظلمة لم تُكتشف بعد.

الفرق بين المادة العادية والمظلمة يتمثل في أن المادة العادية تتكون من الباريونات، وهي الجسيمات التي تشكل البروتونات والنيوترونات في الذرات. 

في المقابل، تُعتبر المادة المظلمة مادة غامضة لا يمكن رؤيتها، ولكن يتم التعرف عليها من خلال تأثيرها الجاذبي على الأجرام السماوية.

كيف اكتشف العلماء المادة المفقودة؟

استخدم الباحثون دفقات قوية من موجات الراديو المنبعثة من 69 موقعاً في الكون للكشف عن المادة المفقودة. 

اعتمدت الآلية على رصد ظاهرة تُعرف بـ "انفجارات الراديو السريعة"، التي تُعتبر نبضات قوية من موجات الراديو. الفرضية الرئيسية وراء هذه الظواهر هي أنها تنتج عن نجوم نيوترونية ذات حقول مغناطيسية قوية.

تبين أن هذه المادة كانت مخفية في غاز موزع بشكل رقيق في الفضاء بين المجرات. ومن خلال الدراسات، وجد العلماء أن حوالي 76% من المادة العادية توجد في المناطق بين المجرات، و15% في الهالات المحيطة بالمجرات، بينما تتواجد 9% المتبقية داخل المجرات في صورة نجوم أو غازات.

ما الألغاز الكونية المنتظرة؟

بعد هذا الاكتشاف الهام، لا تزال الكثير من الألغاز الكونية الأخرى تنتظر حلاً. على سبيل المثال، تبقى الطاقة المظلمة، التي تمثل حوالي 68% من الكون، مجهولة الأسباب وكيفية تأثيرها على التوسع المستمر للكون. 

كذلك، يبقى الانفجار العظيم سؤالاً مفتوحاً حول هوية القوة التي أدت إلى بدايته.

بينما توصل العلماء إلى تقدم كبير في فهم المادة المفقودة، لا يزال الكون يحمل الكثير من الأسرار الغامضة. ينتظر العلماء المزيد من الأبحاث والدراسات لفك المزيد من الألغاز المتعلقة بهذا الكون الشاسع والمعقد.

طباعة شارك المادة المفقودة لغز المادة المفقودة كشف لغز المادة المفقودة المادة المظلمة انفجارات الراديو السريعة

مقالات مشابهة

  • «خمسة لصحتك».. كيف تعرف أنك مريض ضغط.. وما هي طرق الوقاية؟
  • زوجة راغب علامة تخطف الانتباه بشبابها اللافت رفقة أبنائها..فيديو
  • تتمسك بروايتها.. واشنطن: معلومات استخباراتية جديدة تؤكد تدمير نووي إيران بالكامل
  • إشارة راديو من فجر الكون قد تكشف كيفية نشأة النجوم
  • ما إمكانية شراء إيران سلاح نووي جاهز؟.. تقرير يطرح فرضية ويقيم واقعيتها
  • مبلغ كبير جدًا... موظف وزوجته يسرقان شركة (صورة)
  • ممثل المستأجرين: القانون الجديد للإيجار القديم يفتقر للعدالة الاجتماعية ويتجاهل البعد الإنساني
  • يدعم الذكاء الاصطناعي .. إليك أصغر حاسوب رائد في الأسواق
  • متى يعتبر ضيق التنفس علامة على أمراض خطيرة؟
  • الكشف عن لغز المادة المفقودة في الكون.. ماذا وجد العلماء؟