دراسة صادمة: كل دقيقة أمام الشاشة تكلف الطفل علامة في تحصيله الدراسي
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
دراسة صادمة: كل دقيقة أمام الشاشة تكلف الطفل علامة في تحصيله الدراسي.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق الانتخابات القمة العربية أحمد الشرع نيجيرفان بارزاني سجن الحلة محافظة البصرة الدفاع بابل بغداد دهوك اقليم كوردستان اربيل المياه السليمانية اربيل بغداد انخفاض اسعار الذهب اسعار النفط أمريكا إيران اليمن سوريا دمشق دوري نجوم العراق كرة القدم العراق أهلي جدة النصر الكورد الفيليون مندلي احمد الحمد كتاب محسن بني ويس العراق الحمى النزفية غبار طقس الموصل يوم الشهيد الفيلي خانقين الانتخابات العراقية الأخبار العاجلة الشاشات
إقرأ أيضاً:
د. نزار قبيلات يكتب: للعودة من ضَوء الشّاشة إلى دِفء المَجلس
في المَجلس أروقة تذكّر، وجُدران تُخفي في شُقوقها أصوات الماضي وعبقه، فهناك ما تزال أحاديث الجدّات عالقة في فضاء المكان ممزوجة بروائح القهوة وبقصص الذكريات غير المَنسية، في المجلس ذاك حِيكت بوقار أُسس الحوار والتخاطب وأدب الجلوس مع الأقارب والأصدقاء والغرباء، في المجلس الذي ما زلنا نتمتّع بدفء حكايا الكبار والجدّات فيه شكلٌ مُعتَبر للحوار؛ ففيه أصول تحفظ مكانة الكبير والصغير، ومن يَجوز له التعقيب والرّد، ومَتى يُسمح بالمقاطعة أثناء التحدث، وأيضاً تحدد من يجوز له الاستطوال في السّرد والقصّ لو شاء...، باختصار ثمة شكل هَرمي للتواصل في المجلس التقليدي الذي نعرفه، شكلٌ فرض قانوناً يحترم التّخاطب وأدب الحوار بين الجالسين هناك، وهو شكل هرمي يعتمد على مكانة كلِّ متحدثٍ تبعاً لعُمره وخبرتِه وسبب وجوده في المجلس؛ فقد يكون المتحدثُ ضيفاً أو جليساً صغير السّن أو مستمعاً لا يعنيه ما يقال، في المجلس تتخاطب العيون أيضاً وتقول لغة الجسد الكثير مما سكتنا عن قوله أو أرجأنا قولَه أو مُنعنا من البوح به، فلغة الجسد لا سيما العيون والمظهر العام والجسد... تقول ما يقوله اللّسان وأكثر.
لكن في الشاشة ثمة سياقٌ مختلف؛ فهناك مجلس افترض أشياءَ لم تكن في حسبان كل من المتحدث والمستمع والمعنيّ بالحديث وغير المعني به، فالشاشة لحظة تزامنية فرضت أشكالاً جديدة من الفهم وسوء الفهم في التواصل، فقد عملت على تغيير شكل التواصل من هرمي إلى أفقي يتساوى فيه الجميع، فصار لأعضاء المجموعة في الواتساب مثلاً الحقّ في قول ما يريدونه متحججين بالشاشة التي غيبت حضورهم الفسيولوجي عن لحظة الحوار، ما مكّنهم من قول ما يريدون ونكران ما لا يريدونه.
في الشّاشة لا تتواجه العيون، فهي لم تعد تقول لنا أشياءَ لا تُقال بالكلمات، لذا يلزم أن نُخمّن لغة القلوب حين نكتب رفقة ضوء الشاشة، وعلينا أيضاً أن نُرجّح خطاب العقل قبل أن نَفقد الاتصال مع أحدهم، فالشاشة تجمع الزّمن وتضغَطه لكنها لن تكون دائماً دافئة كالمجلس وجدرانه وفِراشه، فهناك تختلط رائحة القهوة بالنّار، وهناك كل شيء يذكّر بالجد والجدة وبُناة العائلة والوطن، فلا غنى عن المجلس رغم كل ما ترسله لنا الشاشة من فيديوهات وصور وروابط ومعلومات مسلية... والسبب أن المجلس ما زال يحتفظ بظلال ذكرياتنا وأجدادنا وليس صورهم فقط كما في الشاشة.
أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية