أعلن مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أوّل فيلم عن تفاصيل دورته السادسة التي ستُنظّم في العاصمة الأردنية من ٢ إلى ١٠ يوليو ٢٠٢٥. 

وتُقام هذه الدورة تحت شعار "عالم خارج النصّ" الذي علّقت عليه الأميرة ريم علي، رئيسة المهرجان، قائلة: " تُثني تيمة هذا العام على الأفلام التي تكسر القيود التقليدية والتي تتخطّى شخصياتها حدود التدوين، بحيث تُنسج القصص من وحي التجارب بعفويتها وجمالها.

 

ممنوع من الكلام 6 أيام.. مصطفى قمر يجري عملية جراحية بالأحبال الصوتيةبطل فيلم الساحر.. معلومات لا تعرفها عن سري النجار بعد ظهوره فى الإسكندرية القصير

وتحتفي هذه الدورة بغير المتوقع وبعمق التجربة الإنسانية في عالم متقلّب وسريع التغيير. فالحياة لا تسير وفق نص مكتوب والسنوات الأخيرة خير دليل على ذلك. نكرّم في هذه الدورة الذين تجرّؤوا على استكشاف وسرد لحظات نابضة تتجاوز الكلمات."

أمّا ملصق المهرجان الرسمي لهذه الدورة، والذي أبدعت في تصميمه شركة الدعاية والإعلان HUE، فقد جاء ليجسّد التيمة بصرياً بأسلوب يحمل لمسة من المرح والأمل.

يعتزّ المهرجان هذا العام باختيار إيرلندا البلد ضيف الشرف، عبر تخصيص قسم خاص يسلط الضوء على السينما الإيرلندية. وفي هذا السياق، صرّحت مديرة المهرجان، ندى دوماني: "كما هو الحال في السينما العربية، وهي محور اهتمام مهرجاننا، تستخدم السينما الإيرلندية الفن السابع كوسيلة لاستكشاف الهوية والصمود وإبراز مسار البلاد نحو السلام. تلتقي السرديات العربية والإيرلندية في إطار شعار "عالم خارج النصّ". كما أن الموقف المشرّف لإيرلندا، من خلال تضامنها الثابت مع فلسطين ودفاعها عن حقوق الإنسان، يلقى صدىً وترحيبًا عميقين في منطقتنا."

طباعة شارك مهرجان عمّان السينمائي الدولي عالم خارج النصّ ندى دوماني السينما الإيرلندية فلسطين

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فلسطين

إقرأ أيضاً:

منال الشرقاوي تكتب: التتر السينمائي.. حكاية ما قبل البداية وما بعد النهاية

دعني أسألك سؤالًا بسيطًا: متى كانت آخر مرة شاهدت فيها تتر فيلم دون أن تضغط زر "تخطٍ"؟ هل تتذكر شكل الخط؟ اسم المصور؟ أو حتى صوت الموسيقى التي تنساب مع ظهور الأسماء واحدًا تلو الآخر؟ الأغلب – وأقولها بلا لوم – لا يفعل.
التتر صار شيئًا يشبه التحية الواجبة التي نقفز فوقها، كما نقفز فوق مقدمة كتاب مليئة بالإهداءات أو تنويهات الناشر.
لكنني أصدقك القول: التتر ليس مجرد قائمة أسماء.
إنه لحظة تأمل، جسر زجاجي بين الواقع والفيلم، بداية صامتة – أو صاخبة – تقول لك: "اجلس. سنبدأ رحلة صغيرة. تفضل واهدأ." وربما، فقط ربما، يكون التتر هو أجمل ما في الفيلم كله.
في زمن صارت فيه المتعة تُختصر، والقصص تُقضم بسرعة الوجبات السريعة، يظل التتر وفياً لطبيعته المتأنية.
هنا، لن نكتفي بالنظر إلى التتر من الخارج كغلاف أنيق، لكننا سنتسلل إلى قلبه، نفك خيوطه، ونتأمل في تلك اللحظات التي لا يتوقف عندها أحد... إلا من يحب السينما حقًا.
التتر – أو كما يسميه أهل الصناعة "الكريدتس" – هو ذلك المشهد الهادئ نسبيًا، الذي يظهر عادة في البداية أو النهاية، تتوالى فيه أسماء الأشخاص الذين قضوا شهورًا، وربما سنوات، في صناعة الفيلم الذي شاهدته.
أسماء تمر أمامك بسرعة، المخرج، الكاتب، مدير التصوير، مهندس الصوت، مساعد المخرج الثاني، وحتى من أحضر القهوة في الكواليس... الجميع يمر من أمامك، كأنها طوابير الجنود العائدين من المعركة.
لكن الغريب حقًا؟ أنك لا تتذكر معظمهم. وفي الحقيقة، لا أحد يلومك.
التتر لم يُخلق لكي يُحفظ، وإنما وُجد ليكرم من ساهموا في العمل الفني. مثل لوحة تذكارية على جدار طويل، لا يتوقف عندها أحد إلا إذا كان يبحث عن اسمه.
هناك من التترات ما يظهر في البداية، ويهيئك نفسيًا للدخول إلى عالم الفيلم. يضبط الإيقاع، يلعب بالموسيقى والألوان، يخبرك أنك على وشك أن تُفلت الواقع. وهناك تترات تأتي في النهاية، تتدفق معها الأسماء كموجة شكر جماعية، تضع يدها على كتف كل من ساهم في بناء الحلم.

في بدايات السينما، لم يكن هناك ما يُعرف بالتتر على النحو الذي نعرفه اليوم. السينما الصامتة كانت مشغولة بما هو أعقد، كيف تحكي دون صوت؟ كيف تُفهم دون شرح؟ فكانت أسماء الطاقم مجرد معلومات عابرة، بلا فن، بلا اهتمام.
ثم جاء عصر هوليوود الذهبي، وبدأ كل شيء يتغير.
صارت الأسماء تُعرض بخط جميل، والموسيقى ترافقها، وصار هناك إدراك بأن اللحظات الأولى في الفيلم لا تقل أهمية عن أي مشهد درامي داخله.
ثم أتى سول باس (Saul Bass)، رجل لم يكن مخرجًا لكنه غير شكل التتر إلى الأبد. مصمم جرافيك أعاد تعريف البداية السينمائية. جعلها تتحرك، تنبض، وتقول شيئًا من دون كلام. أعماله لأفلام هيتشكوك وكوبريك مثال يُدرس في تحويل التتر إلى قصيدة بصرية قصيرة.
ومع التطور التكنولوجي، بدأ المخرجون يستخدمون التتر كمساحة للتجريب.
في السبعينيات والثمانينيات، صار التتر لوحة فنية مستقلة. وفي التسعينيات، ومع دخول المؤثرات الرقمية، بدأت الألوان تتراقص، والخطوط تنكسر وتعود، والرسائل الخفية تختبئ خلف الصور المتحركة.
اليوم، في زمن المنصات الرقمية، صار التتر يصرخ كي يُرى. لم يعد أمرًا مفروغًا منه، وإنما محاولة للفت الانتباه وسط زحام "تخطِ المقدمة".
بعض التترات تهمس لك بما سيحدث، دون أن تفسد عليك المفاجأة. تأتي كالنبوءة الصامتة، لا تفهمها إلا بعد أن ينتهي كل شيء.
أحيانًا تكتشف بعد مشاهدة الفيلم أن التتر كان يحكي القصة من البداية، لكن بلغة رمزية. مشاهد سريعة، رموز، صور، موسيقى تتغير فجأة... كلها إشارات بأن الفيلم بدأ قبل أن تعرف أنت ذلك.
في بعض الأفلام، التتر هو المشهد الأول بالفعل. لا تمهيد، لا مقدمات... فقط إيقاع بصري وسمعي يأخذك من يدك، ويرميك في قلب الفيلم. وأحيانًا يكون وسيلة المخرج لقول ما لا يستطيع قوله في السيناريو. همسة سرية للمشاهدين الذين يعرفون أن السينما تُقرأ كما تُشاهد.

التتر لن يغيّر العالم، لكنه يظل، في هدوئه، من أصدق لحظات الفيلم.
هو تحية لكل من آمن بالقصة، وعمل على إخراجها للنور.
أن تُشاهد التتر، يعني أنك تُكمل الحكاية حتى آخر كلمة... حتى آخر نبضة.
ولربما، في زمن السرعة والتخطي، أن تكون من الذين ينتبهون للتتر... هو فعل نادر.
في المرة القادمة، قبل أن تضغط زر "تخطٍ"، جرب أن تبقى... فقط دقيقة…
في البداية يُرحب بك التتر، وفي النهاية يودعك... وبين الترحيب والوداع، هناك فيلم، وهناك روح… لا يراها إلا من اختار أن يُشاهد كل شيء، حتى الأسماء.

طباعة شارك الموسيقى التتر الكريدتس

مقالات مشابهة

  • انطلاق مهرجان عالم ديزني بمكتبة مصر الجديدة للطفل اليوم
  • "مهرجان تنوير" يعود إلى صحراء مليحة في دورته الثانية.. 21 نوفمبر
  • لفرض الانضباط.. شوبير يكشف عن خطة الزمالك للمرحلة المقبلة
  • منال الشرقاوي تكتب: التتر السينمائي.. حكاية ما قبل البداية وما بعد النهاية
  • شويير يكشف عن تغييرات في تشكيل الاهلي المقبلة أمام فاركو
  • موعد وتفاصيل حفل مدحت صالح ضمن الدورة ٣٣ من مهرجان القلعة
  • أحمد عبدالعزيز يحصد جائزة الإبداع والتميز بـ «مهرجان همسه» في دورته الـ13
  • مسرح الجنوب يطلق استمارة دورته العاشرة
  • «شرم الشيخ للمسرح الشبابي» يطلق استمارة المشاركة في دورته العاشرة
  • «مسرح الجنوب» يطلق استمارة المشاركة في دورته العاشرة