الأزهر للفتوى يحدد القدر المجزئ في الوقوف بعرفة لكبار السن
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
كشفت الدكتورة إيمان أبو قورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن حكم الوقوف بعرفة خاصة لكبار السن حال تعرضهم لوعكة صحية مفاجئة أثناء أداء مناسك الحج.
وقالت الدكتورة إيمان أبو قورة، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين: "خلينا نتفق أولًا على القدر المجزئ في الوقوف بعرفة، لأنه متى فهمناه سيتضح أن الأمر أيسر وأسهل بكثير، فالوقوف الأكمل والأفضل أن يبقى الحاج بجبل عرفات من وقت الزوال (الظهر) إلى أن يدخل عليه جزء من الليل، وهو فعل النبي صلى الله عليه وسلم".
وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية "لكن الفتوى المعتمدة أن الوقوف يجزئ ولو للحظة واحدة من النهار، فإذا حضرت الحاجة الكبيرة السن إلى عرفات، ثم شعرت بتعب ونُقلت إلى المستشفى بعد وقوفها ولو لحظة، فوقفها صحيح وحجها صحيح بإذن الله تعالى، وعندما تستعيد عافيتها تكمل المناسك كالطواف والسعي ورمي الجمرات".
وتابعت: "أما إذا لم يتيسر لها الوقوف بالنهار، ونُقلت إلى المستشفى قبل أن تقف، لكنها استطاعت أن تقف جزءًا من الليل – بعد غروب شمس يوم عرفة وقبل فجر يوم النحر – فوقوفها مجزئ وصحيح، وحجها صحيح إن شاء الله، وفقًا لقول جمهور الفقهاء".
وأكدت أن هذا الحكم من مظاهر التيسير العظيم في الشريعة الإسلامية، قائلة: "لو وقف الحاج المعذور ولو لحظة، سواء من النهار أو الليل، أجزأه ذلك، وحجه صحيح بإذن الله تعالى، وهذا تيسير ورحمة بالمسلمين، خاصة المرضى وكبار السن".
وكانت دار الإفتاء المصرية، أعلنت رؤية هلال شهر ذي القعدة لعام 1446 هجريًا، مساء اليوم الاثنين 29 من شهر شوال، الموافق 28 أبريل 2025م، وذلك عقب صلاة المغرب، من خلال لجانها المنتشرة في أنحاء الجمهورية.
قالت دار الإفتاء في إعلان الرؤية، إن غرة شهر ذي القعدة ستكون غدا الثلاثاء 29 أبريل 2025، وأن اليوم الإثنين هو المتمم لشهر شوال.
موعد شهر ذو القعدة فلكياوأعلنت للحسابات الفلكية، أن هلال شهر ذو القعدة يولد مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة التاسعة والدقيقة 32 مساءً بتوقيت القاهرة المحلي يوم الاثنين 29 من شوال 1446هـ، الموافق 27 أبريل 2025م (يوم الرؤية).
ويغرب القمر قبل غروب شمس ذلك اليوم "يوم الرؤية" في مكة المكرمة بـ 15 دقيقة، وفي القاهرة بـ 11 دقيقة. كما يغرب القمر في محافظات جمهورية مصر العربية قبل غروب شمس ذلك اليوم بمدد تتراوح بين 9 و14 دقيقة.
أما في العواصم والمدن العربية والإسلامية، فإن القمر يغرب قبل غروب شمس ذلك اليوم (يوم الرؤية) بمدد تتراوح بين 2 و31 دقيقة، وبذلك تكون غرة شهر ذو القعدة 1446هـ فلكيًا يوم الثلاثاء 29 أبريل 2025م.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى جبل عرفات الوقوف بعرفة الوقوف بعرفة غروب شمس
إقرأ أيضاً:
الأزهر يحذر: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات خطر شرعي ومفتاح لكل المفاسد
قال الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن تغييب العقل يعد من أخطر الأمور التي تهدد مقصد حفظ العقل الذي جاءت به الشريعة الإسلامية، سواء تم هذا التغيب عبر الفكر المنحرف أو بتعاطي المواد المخدرة والمسكرات، مشددًا على أن هذا السلوك يمثل جريمة شرعية وقانونية، وله آثار مدمرة على الفرد والمجتمع معًا.
وأضاف خلال تصريحات تلفزيوينة، أن الإسلام حين حرم الخمر والمسكرات كان الهدف من ذلك حماية الإنسان من الانهيار العقلي والسلوكي، مستشهدًا بقوله تعالى: "إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون"، مؤكدًا أن تغييب العقل يفتح أبوابًا كثيرة للشر، وقد يرتكب الشخص أفعالًا منكرة لا يدرك وقوعه فيها إلا بعد فوات الأوان.
وأشار الدكتور الرخ إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر"، موضحًا أن الحديث يبيّن أن كل الشرور قد تنشأ عن شرب الخمر؛ لأن العقل هو أداة التمييز والتكليف، وإذا تعطلت، تلاشت قدرة الإنسان على الفهم والتمييز.
وأوضح أن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: "اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث، والله لا يجتمع إيمان بالله مع إدمان إلا وأوشك أحدهما أن يُخرج صاحبه"، مشيرًا إلى أن المدمن مع الوقت قد يفقد إيمانه، لأن الإدمان يُبعد الإنسان عن الطاعة ويدفعه لارتكاب ما لا يرضي الله.
وتابع: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بالتحذير من المسكرات، بل شمل أيضًا كل ما يُسبب الخمول ويفقد الإنسان نشاطه ويضعف إدراكه، مستشهدًا بالحديث: "كل مسكر حرام، وكل مفتّر حرام"، موضحًا أن المفتّر هو ما يُضعف الجسد ويورث الكسل، وقد ذكر الإمام الزركشي أن من أعراض تعاطي هذه المواد الميل الدائم للنوم، وضعف الانتباه والحيوية.
وسرد الدكتور الرخ موقفًا نبويًا عمليًا حين جاء وفد من قبيلة جيشان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه عن شراب يصنع من الذرة ويُدعى "المزر"، فقال لهم النبي: "أومسكر هو؟"، فأجابوه بنعم، فقال صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر حرام، إن على الله عهدًا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال يوم القيامة"، وحين سُئل عن طينة الخبال، قال: "عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار".
واختتم الدكتور أحمد الرخ حديثه بالتأكيد على أن الخطر لا يكمن في اسم المادة أو مظهرها أو مصدرها، وإنما في أثرها، فكل ما يؤدي إلى تعطيل العقل وغياب الوعي يعد حرامًا شرعًا، مشددًا على أن العقل هو أعظم ما منحه الله للإنسان، وبه يتميز عن غيره من المخلوقات، وبه يعبد ربه ويعرف طريق الهداية والحق.